رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الثاني من الفصول)
! كيف ستسكن فى شقة واحدة مع أمه وهما مشاعرهما متنافرة تجاه بعضهما البعض لن يستطيع أن يترك أمه وحدها مهما كانت الأسباب وخصيصا أنها خلوقة لا تؤذى احدا بلسانها ولا
بافعالها ولا تتطفل على أحد ولن تسبب لهما أى ضيق فى حياتهما الزوجية هى فقط تريد من يرعاها ويذكرها بدوائها ويتسامر معها قليلا حتى لا تشعر بالوحدة فهل هذا بكثير عليها فى مثل هذا العمر .
أبتسمت فى خجل وقبل أن تجيبه وجدته قطب جبينه وهو يقول بجدية
أيه ده يا مهرة .. الحجاب صغير كده ليه
وضعت يدها على أطراف حجابها ونظرت إليه وقالت
مش صغير ولا حاجة.. ده كبير بس بلفوا بطريقة معينة زى صحباتى ما بيعملوا
حك ذقنه قليلا ثم طرق باب شقته فتحت والدته ونظرت لهما دهشة فأشار إلى مهرة وقال بضيق
وقفت مهرة أمام المرآة تعدل من حجابها سريعا وهى تتمتم متبرمة
يا طنط كل صحابتى بيلفوا طرحتهم كده
كانت والدته تنظر إليها فى صمت وشرود وهى تتحدث وتمط شفتيها وتتمتم فى ضيق وتحرك يديها فى سرعة لتثبت دبابيس الحجاب جيدا حتى انتهت والتفتت إليها قائلة
ها كده كويس
أومأت لها والدته وقالت
ألقى فارس نظرة سريعة على حجابها واستدار ليخرج متوجها لعمله وهو يقول
هجبلك النهاردة وأنا راجع خمارات لف ...شغل الطرح ده مش عاجبنى
حملت مهرة حقيبتها وخرجت تعدو لتلحق بموعد الأختبار وأغلقت الباب خلفها ظلت أم فارس تنظر إلى الباب المغلق واجمة وبداخلها مشاعر كثيرة ودت لو كانت مخطأة فيها .
توجهت مباشرة إلى الحمام توضات وصلت ركعتين أدخلا الطمأنينة فى نفسها ثم عادت لفراشها وقد داعب النوم جفونها فتثاقلت واستسلمت لنوم عميق
جلس فارس بجوار والدته حول مائدة الغذاء وبدأ فى تناول الطعام وهو يقول
مهرة رجعت من الامتحان ولا لسه يا ماما
هزت والدته رأسها نفيا وابتلعت طعامها ثم قالت
عندها درس بعد الامتحان على طول ..بتسأل ليه
ترك الملعقة من يده ونظر إلى والدته متسائلا
درس أيه ده وفين
نظرت إليه والدته بتفكير ثم قالت
مش عارفة درس أيه بالظبط اللى اعرفه أنها عندها درس ..بطلت أكل ليه
تناول ملعقته مرة اخرى وقال بضيق
أنا مبحبش قصة الدروس اللى مالهاش مواعيد دى .. وبعدين ما تاخد الدرس فى بيتها
لازم تروح تتنطط عند الناس بره والله أعلم بيوتهم عاملة ازاى وشكلها أيه.. وعندهم رجالة ولا لاء.
صمت قليلا ثم أردف قائلا
لما ترجع ابقى نادى عليها علشان عايزها.. لما نشوف أيه حكاية الدروس دى
شردت والدته قليلا وهى تقلب طعامها فى طبقها عدة مرات حتى لاحظ هو ونظر إليها وتسائل باهتمام
مالك يا ماما مبتكليش ليه
وضعت أمه معلقتها وشبكت أصابعها أمامها وهى تستند بمرفقيها على المائدة ونظر إليه بعمق وقالت
تسمح ملكش دعوة بالحكاية دى .. مهرة كبرت يا فارس ومينفعش تفضل تتعامل معاها كده وبعدين اخوها يحيى كبر وبقى راجل وهو اللى يقولها رايحة فين وجاية منين والكلام اللى انت عاوز تعمله ده
قالت جملتها الأخيرة وهو ينظر إليها بدهشة لا يكاد يصدق ما يسمع فقال باستغراب
من أمتى وانا مش مسئول عن مهرة .. أنت قولتيلى الكلام ده قبل كده لما جبتلها الخمارات وانا مركزتش معاكى لكن لما يتعاد تانى يبقى فى حاجة انا معرفهاش
مدت يدها وربتت على يده وقالت بشفقة
أنا عارفة انك انت اللى مربيها وبتعتبر نفسك مسئول عنها.. لكن يابنى دلوقتى الوضع اختلف مهرة كبرت خلاص
ترك ملعقته ونهض