رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الثاني من الفصول)
الحيرة فى عينيه ونفس الشىء الغامض الذى استشعره سابقا وهو لا يريده أن يدخل للكشف عليها فتدخل لحل المشكلة قائلا
بص يا فارس السخونية دى حاجة عادية.. بتيجى وتروح ومتقلقش هى هتاخد الحقنة وهتبقى زى الحصان
عاد يحيى سريعا بالحقنة ودخل غرفة أخته مسرعا كانت أم يحيى واقفة تستمع للحوار بجوار باب غرفة ابنتها وقد حقنتها منذ ثوان حسمت أمرها ورسمت ابتسامة على شفتيها وخرجت مبتسمة وهى تقول
ألتفت بلال إليها دون النظر لها مباشرة وقد استشعر خدعتها فهو كطبيب يعلم أن الحرارة تحتاج لوقت أكبر من هذا لتعود لطبيعتها.
أنهالت المكالمات على هاتف فارس وبلال واحتالت أم يحيى كثيرا عليهم حتى لا يتأخروا أكثر من هذا على زفافهم بسبب مرض ابنتها فهم لا ذنب لهم فيما يحدث لها
خرجت كل منهما إلى زوجها وتأبطت ذراعه إلى السيارة وانطلق الجميع وسط الزغاريد وأصوات أبواق السيارات حتى وصلوا إلى قاعة الأفراح.
ترك عمرو أصدقائه واتجه إلى ركن هادىء بالقاعة واتصل على والدته وقال وهو يتلفت حوله
ضحكت والدته ثم قالت
طيب خلاص ربع ساعة كده وننزل
أنهى عمرو الأتصال ووقف يفرك كفيه ما بين توتر و عجلة وحانت منه التفاته إلى فارس الذى يقف شاردا يضغط أزرار هاتفه فى انفعال ما بين الحين والآخر فاتجه إليه ووضع ذراعه على كتفه وقال مداعبا
رسم فارس أبتسامة على شفتيه ولم يجيبه فقال عمرو
مالك يا فارس شكلك مش طبيعى خالص من ساعة ما وصلنا
فارس
مفيش يا عمرو.. مفيش
أنتهى حفل الزفاف واستقل عمرو سيارة بجوار عزة فى طريقهما لعش الزوجية بينما لاحظت أم فارس قلقه وعدم رغبته فى السفر فاقتربت منه وربطت على كتفه وقالت وكانها ترى ما يدور بعقله
يابنى اطمن هى خلاص بقت كويسه يلا توكل انت على الله وخد عروستك وسافر
أنحنت دنيا وهى داخل السيارة وأطلت برأسها من زجاجها وقالت بانفعال
انا هفضل ملطوعة كده كتير
أضطر فارس إلى استقلال السيارة تحت الألحاح الشديد من والدته وبلال وكلمات دنيا اللآذعة وانطلق بها إلى الأسكندرية
ظلت طوال الطريق تؤنبه وتوبخه على تأخره عليها فى الكوافير وفى السيارة أمام القاعة ولكنه لم يرد كاد أن يستشيط ڠضبا وهو يحاول أرضائها ويقدم أعذاره ولكنها لم تقبل بل وازدادت حدة كلماتها القاسېة التى تتهمه فيها بالاهمال والتقصير والبداية الغير المبشرة بحياة سعيدة وفجأة صمتت وبكت بقوة واڼهيار.
فتحت والدة عزة باب الشقة ودلفت وهى تطلق الزغاريد المتواصلة وتبعتها عبير وعزة وعمرو قبلت عبير أختها وعانقتها وهى تتمنى لهما حياة سعيدة وأيام مباركة وانصرفت بسرعة كما أمرها بلال من قبل بينما ظلت والدة عزة تطلق الزغاريد المتواصلة حتى مال عمرو على عزة وقال هامسا
هو النهاردة الزغاريد وبكره الفرح ولا أيه !
ابتسمت عزة خجلا ولم تجيبه وإنما تمنت أن تبقى والدتها ولا تنصرف أبدا من كثرة خۏفها من عمرو الذى كان يتوعدها بهذه الليلة مرارا وتكرارا وهو يداعبها بكلماته عبر الهاتف
صعدت والدة عمرو وجذبت أم عزة من يدها وقالت بمرح
يالا بقى أحنا هنبات هنا ولا ايه
فرت دمعتين من عينيى والدة عزة وهى ټحتضنها وتقبلها بينما لمعت عينيى عزة بالدموع وهى تودع والدتها على الباب بينما أسرع عمرو وأغلق الباب خلف الجميع وهو يزفر بارتياح قائلا
الحمد لله .. أخيرا ..أيه رايك نقفل بالمفتاح والترباس لحسن يرجعوا تانى !!
أطرقت عزة برأسها