الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميراث الندم (الجزء الثاني من الفصول) للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


وصوت الهمهمات الساخرة يصل لأسماعه حتى صاح كالمچنون.
دي لعبة انا متأكد ان دي لعبة وعاملينها عليا بعد العمر دا كله جيبلي ورج من تحت الارض وتجولوا نصيبها انا لا يمكن اسكت دا انا اطربجها على راس الكل.
هدر به الحاج رحيم امام دهشة الجميع
لم نفسك يا واد انا مش عيل ولا راجل ناجص جدامك انا بتكلم في حج جيبنا عنه الصورة كاملة جدام الكل.

اكملت على قوله سليمة بتحدي صارخ للآخر
مش معنى ان طول عمري ساكتة ومباطلبش ولا بتكلم معناه ان مش عارفة حجي لا انا عارفاه زين جوي بس ممكن اكون ساكتة عشان توقير ومراعية للي رباني وعاملني زي بنته او ممكن عشان مكنتش مهتمة زي ما في حاجات كتير لحد دلوك مستغنية عنها عشان متلزمنيش.
قالت الاخيرة بازدراء واضح وصل معناه للاخر ليهيج كالثور بصياحه يتقدم نحوها
لا انتي محدش رباكي وكانك كنت مستنية الراجل الكبير يختفي عشان تخلعي برجع الحيا والظاهر ان انا كنت غلطان لما سيبتك على كيفك.
هجموا عليه الرجال ليقيدوا حركته وتحرك سند وعيسى ليتصدروا بجسدهما امامها بدفاعية وقد وجدوا خيطا جديدا في التصدي له مرددين
حاول بس تجرب منها واحنا منبجاش رجالة لو ما رجدناك طريحة.
انفلت الزمام واصبحت اصوات الشجار تصل للخارج فلا احد قادر على ايقافه وقد صار المچنون يريد الفتك بها أو بزوج الثيران بعد أن جائتهم فرصة من ذهب في تحديه.
وه انت متأكد من اللي بتجولوا دا يا واد
صدر السؤال منه بعدم استيعاب لكم المعلومات التي يلقيها أمامه الاخر والذي تابع مؤكدا
زي ما بجولك كدة يا كبير المندرة من ساعة بس كانت مولعة وكل الناس اللي في الشارع كانت متلمية تسمع الزعيج دي كانت عركة واصلة للسما فايز طلع متشال شيل على الدرعات بعد الرجالة ما جيدوا حركته ولسانه الزفر بيرمي بأعفش الكلام عن الولية مرته وبت عمه زينة الحريم الست سليمة كان زي المچنون ومحدش عارف يوجفه.
وجوز التيران دكهم كان ايه دورهم
جصدك على سند وعيسى لا دول كانوا واجفيلوا وبيدافعوا عنها ما هم خلاص لجوا الحاجة اللي تكسر عنجهية غريمهم اللي كان متحلفلهم بالطرد.
مفاجأة سليمة هي مفاجأة بكل المقاييس هذه المرأة التي لم يراها سوى مرات قليلة بالكاد تذكر ولم تبدوا امامه سوى امرأة هادئة مستكينة حتى في مۏت وحيدها لم يصدر منها الافعال التي تعرف عن النساء المكلومة من جنون واڼهيار من أين لها بهذه القوة كي تتحدى الثور زوجها
عايزني في حاجه تاني يا كبير
تفوه بالسؤال حميدي يفيقه من شروده اماء له بطرف ذقنه للأمام كي ينصرف.
وفور خروجه اشتعلت رأسه بالأفكار السوداء خوفا وړعبا نحو من سلبت فؤداه وتعلقت روحه بابنها أيضا لديه شعور غير مريح على الإطلاق بانعكاس هذه الأخبار سلبا عليهما دائرة الخطړ تزداد ومن فكر في التخلص من زوجها سابقا لن يصعب عليه الان الاڼتقام من الباقين.
لقد ألقت سليمة قنبلتها في وجه الجميع وهذا حقها يبدوا من تفكيرها المتوازن انها لا تغفل عن شيء والدليل هو صرفها لنادية حتى تبعدها عن النيران المشټعلة هي وحفيدها لتنعم بالأمان وسط اهلها ولكن هل هي بالفعل الان في امان
منزل هريدي الدهشان في منطقة جبلية كباقي منازل العائلة منازل بإعداد قليلة تتوسط العديد من الافدنة المستصلحة لا يوجد كثافة سكنية بل هي مناطق شاسعة في الخلاء ليست بمأمن كامل عن الذئاب الصحراوية او الوحوش البشرية اذا غاب الحرص او الحذر هذا من ناحية.
والناحية الأخرى هو المتربصين المنتظرين فرصتهم طمعا بها لقد تأمل بوضع فايز يديه على المنزل ان يطرد هذان الجلفان من المنزل حتى يخرجا من البلدة بأكملها 
فيتبقى له الغليظ ناجي يبحث له عن طريقة تصرفه هو أيضا لكن الان لا يوجد وقت لابد من تصرف سريع حتى يضمها تحت جناحه لن يظل مكتوف الايدي بعد ذلك ينتظر الفرص.
في منزل الدهشوري
وقد هدأت العاصفة وتبقي افراد المنزل فقط بعد انصراف الجميع وذهاب فايز خائب الرجاء بعد ان صعقته سليمة بالجديد كان النقاش يدور الان حولها
ليه مجولتيش جدامنا يا مرة خالي من الاول ليه سيبتينا على عمانا كل الوجت اللي فات
صدر السؤال من سند اليها لترفع رأسها نحوه ثم تنقل بالنظر منه وإلى والدته في قائلة
السؤال ده ميتجالش ليا دا توجه لامك ولا هي يعني مكانتش عارفة.
ردت هويدا بوجه جامد وقد فهمت مقصدها
الكلام دا جديم يا سليمة يعني مش كل الناس مخها صاحي زيك ابويا لما طلب مني التنازل عن حجي في البيت لصالح حجازي الله يرحمه مكتبش النسبة جدامي ولا جالي على تفاصيل وانا وافجت عشان محبتي للغالي يعني كانت نيتي سليمة يا سليمة.
تبسمت لها على الأخيرة تدعي تصديقا لا يدخل عقلها لتضيف نعيمة هي الأخرى
وانا كمان كان كل اللي هامنني هو
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات