الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت كاملة بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 40 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز

أردفت قائلة بحزن
معقول نسى إللى بنا ماحاولش حتى يتصل يعزيني ويطمن عليه
قالت بمواساة
معلش يا حبيبتي الغايب حجته معاه وربنا يقدم اللي
فيه الخير ليكم
نهضت عن مقعدها وقالت باستاذان
اشوف وشك بخير أنا بقا مش عاوزة مني حاجة اطلبي ما تتكسفيش أنا زي والدتك
لاحت شبح ابتسامة جانبية وقالت
شكرا يا طنط حضرتك شرفتيني 
ودعتها خديجة ثم غادرت الفيلا واستقلت السيارة ليقودها السائق عائدا بها إلى ڤيلتها 
ام عن نور فظلت تبكي بمرارة وجلست الخادمة جانبها تواسيها حزنها وهي تربت على كتفها برفق
وحدي الله يا بنتي 
لا إله إلا الله
ثم قالت بحزن
شوفتي يا داده ماهنش عليها تقولي أرجعي بيتك يعني مابقاش ليه حد غيرهم دلوقتي وجوزي اللي لسه على ذمته ماكلفش خاطره يتصل يشوف الك لبة اللي اتجوزها في أكتر وقت محتجاله اتخلى عني
يا بنتي ما هو الراجل زعلان منك عشان طلبتي الطلاق واتفقتوا على كل حاجة لو عاوزة نصيحتي يا بنتي اتصلي بيه انتي راضيه الاول حس سيه انك محتجاله وانك قرار الطلاق كان غلط وفي لحظة ڠضب 
هزت راسها نافية وقالت بكبرياء
لا طبعا مش هتصل بيه كرامتي ماتسمحليش اقلل من نفسي هو أسر بيحبني ومش هيقدر يستغنى عني أسر اكيد نازل مش هيقدر يسبني في الظروف دي أنا عارفة وواثقة من حبه
بالمنصورة 
تعرضت فاروق لوعكة صحية أثناء مروره على لجان الامتحانات بالمدرسةفقد وعيه واصطحبه إحدى رفاقه إلى المنزل
كانت دلال بالمطبخ تعد الطعام ريثما تأتي زوجها من عمله وبناتها فقد كانت فريدة بالجامعة لديها امتحانات أخر العام وأمل بمدرستها الثانوية العامة لخوض امتحانات الصف الاول الثانوي 
استمعت لصوت جرس الباب تركت المطبخ وتوجهت إلي فتح الباب لتتفاجئ بعودة زوجها وهو متكئ على كتف صديقه
شهقت دلال پصدمة وهتفت بقلق
مالك يا فاروق ايه اللي حصلك
هتف بصوت واهن
ماتقلفيش يا دلال أنا بخير
دلف صديقه وهو يقول
هو بس يستريح شويا وان شاء الله خير وانا هنزل اجيب حد من الصيدليه يقسه له الضغط ونطمن
اراحه في فراشه ودثرته دلال بالغطاء ثم قالت
ارتاح يا حبيبي وانا هعملك حاجة تشربها 
تشوشة الرؤية عن عيناه ورا ضباب ثم غاب عن وعيه ثانيا
اقتربت دلال بكوب عصير الليمون ثم وضعته أعلى الكومود وجلست بجانب الفراش تهزه برفق 
فاروق قوم يا حبيبي اشرب الليمون
لم يستجيب لها ظلت تهزه عدة مرات وتناديه بقلق ولكن لم يستجيب لها انسابت دموعها بغزاره ودب الړعب قلبها ولا تعلم بماذا تفعل 
عندما استمع لرنين جرس المنزل ركضت تفتح الباب وهي تبكي باڼهيار وتهتف بهسترية
الحقني يا استاذ عزت فاروق ما بينطقش 
دلف مسرعا هو الطبيب الصيدلي الذي يحمل بي ده جهاز قياس الضغط 
تفقد الطبيب نبض قلبه ثم نظر لصديقه عزت وقال
لازم يتنقل المستشفى نبضة ضعيف انا هتصل بعربية إسعاف
هوى ج سدها بالمقعد ولم تعد قادرة على الحراك 
وفي غضون نصف ساعة كانت سيارة الإسعاف أمام البناية والمسعفين ينقلون فاروق على الحامل ثم وضعه بسيارة الإسعاف ولحقت به
زوجته دلفت مع
زوجها عربة الإسعاف وانطلقت السيارة في سرعة فائقة تشق طريقها إلى المشفى 
كان موسى يقف أمام البدروم ينتظر قدوم سليم كما أخبره الاخير عبر الهاتف بأنه قادم إليه 
أما عن حياة فبدءت في استرداد وعيها ولكن شعرت بأنها مقيده وحاولت فتح عينيها ولكن لم تقدر كما أن ج سدها مقيد ولم تستطيع التحرك شعرت بأنها داخل إحدى الكوابيس التي تهاجمها يوميا 
ولكن استرقت السمع وشعرت بقدوم خطوات قريبة كما أنها حاولت فتح فاها لم تقدر أيضا على التفوه ولا تعلم أنها داخل حلم ام واقع تعيشه الآن
تذكرت عندما غادرت الشركة ووجدت سيارة تلاحقها وسارت تختبئ بشارع جانبي ولكن شعرت بأقدام سريعة تلاحق خطواتها وبعد ذلك لم تشعر بشيء ايقنت بتلك اللحظة أنها تم اختطافها والزج بها بذلك المكان التي لم تعرفه ومقيدة بالحبال ومعصمة العينان 
أنفتح الباب فجاءة وهي تتخبط بأفكارها ودنا منها شعرت بانفاسه تلفح وج هها واشتمت رائحة عطر رجولي 
نزع اللاصق عن فمها ثم نزع العصبية السوداء عن عينيها بقسۏة ألمت رأسها
حركت أهدابها وفتحت عيناها بأتساع لتجد وجهه قريب

من وجهها لم يفصل بينهما انشا
لاحت ابتسامته الجليدية وهتف بصوته الرخيم قائلا 
أزيك يا باشمهندسة
جف حلقها أثر قربه ووجودها بذلك المكان تحت رحمته وعلمت بأن أمرها أنكشف له تصنعت القوة وهتفت بجدية وهي تلوي ثغرها 
ممكن أفهم أية اللي بيحصل ده
أبتعد عنها واستقام واقفا ودس كفيه داخل جيب بنطاله ثم تطلع لها بنظرات حادة 
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغرها عندما وجدته يقف على أقدامه يبدو بأن ذلك المقعد المتحرك كڈبة يتواري خلفها بأعماله المشپوهة
حتى ده طلع خدعة بتخدع بيها اللي حواليك
قال منفعلا 
مش شغلك مش انتي اللي هتحسبيني انتي هنا تحت رحمتي ومش هتخرجي من هنا غير بشروطي 
وايه هي شروطك 
هز رأسه نافيا وقال وهو يهم بخطواته يغادر المكان 
لم يجيلي مزاج هسيبك يومين تعيدي فيهم ترتيب افكارك وبعد كدة نتكلم بهدوء وتتقي شړي لو حابة تخرجي من هنا 
أغلق الباب خلفه وظلت هي تنظر
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 151 صفحات