رواية غرام في المترو بقلم ولاء رفعت
و بيسألوا أصحابها عن المورد أو التاجر اللي بيشتروا منه البضاعة و علي بكرة بالكتير إن شاء الله هيكون عند حضرتك التقرير
انتبه رأفت إلي ابنه الآخر يوسف حيث كان شاردا في صحنه وآثار النوم مازالت علي وجهه ذو البشرة الحنطية
و أنت يا يوسف بيه عملت إيه في موضوع الدعايات
كان سؤال ساخر من والده مثل كل مرة
ربتت الصغيرة تولين علي ذراع عمها وتخبره ببرائتها
انتبه إلي الصغيرة وكأنه استيقظ لتوه من غفوة فسأل والده
حضرتك كنت بتقول إيه
ابتسم والده هازئا
هاتسمعني إزاي صح و أنت قاعد زي المساطيل طبعا كنت سهران لحد الفجر زي كل يوم و لا كأن ليك أهل عايشين معاك
تدخلت منيرة لتوقف زوجها عن توبيخ ولدها المدلل
براحة يا رأفت عليه دي أول مرة يسهر من شهر و أنت من بعد ما شغلته معاكم و مطلع عينه في الشركة
أهو دلعك الزايد ده ليه فسده و أنا عمال أصلحه وأشيله المسئولية ابنك يا هانم لسه تامم التلاتين سنة يعني المفروض كان متجوز و أب كمان
وكأنه استيقظ لتوه فأجاب علي والده
و أنا مش هيعيش زي ما حضرتك عايز دي حياتي و أنا حر فيها
نظر رأفت إلي زوجته يعاتبها بحدة
سمعتي يا منيرة هانم
معلش يا أونكل بالتأكيد يوسف ما يقصدش
نهض يوسف وصاح پغضب
لاء يا كاميليا أقصد هو عايزني نسخة من جوزك نعم حاضر و يبقي ماليش أي رأي و لا شخصية
نظر إليه شقيقه نور و قال معاتبا
شكرا يا يوسف
خالجه الحرج الشديد لما قاله للتو فأبتعد عنهم بخطوات سريعة نهضت والدته خلفه تناديه
توقف فاستدار إليها
حضرتك عايزة تقوليلي حاجة أنتي كمان
لكزته في عضده وتنهره
أتلم أنا لو قلبت عليك زعلي وحش أوي أنا بنادي عليك عشان أقولك بعد ما تخلص شغل عدي عليا في النادي تسلم علي طنط راندا و ماهي بنتها
بدي علي وجهه الامتعاض والضيق
ماما ياريت تخرجيني من جو أصحابك و بناتهم خصوصا راندا و بنتها
يا سلام مش دي ماهي اللي كنت هاتجنن عليها وارتبطوا ببعض سنة و بعدين سيبتها من غير سبب!
قد وصل ڠضبها إلي ذروته حدقت إليه بنظرة ڼارية قائلة بوعيد
براحتك و لو وقعت في مشكلة تاني أنا مش هقف معاك و لا أحوش ما بينك و بين أبوك
دنا منها وقام بتقبيل جبهتها فقال
غادر وتركها تشعر بالحنق فهي بالفعل السبب في عدم تحمله المسئولية و كم کرهت عتاب زوجها و لومه الشديد لها كما تري في عينيه الآن نظرة ساخرة فبادلته بعدم مبالاة وصعدت إلي الأعلى.
و في الشارع الخلفي لمنزل عائلة غرام صوت المذياع مرتفعا فالشيخ يتلو آيات من سورة البقرة تحمل صغيرها وتضعه علي الأريكة
تزوجت أحلام منذ ثلاث سنوات بمن أحبته ويدعي سمير و هذا منذ خمس سنوات مضت كانت تبلغ عشرون عاما حينها كانت تعمل بائعة في الصيدلية والآن هي زوجته و أم ابنه محمد ذو العامين وينادونه باسم ميدو
تضع أمام طفلها الألعاب وتخبره
أقعد هنا و ألعب لحد ما أشيل الأكل وهاجيبلك الزبادي اللي بتحبه
ردد الصغير بسعادة
بادي بادي
قامت بتقبيل وجنته
هاكل خدودك المقلبظين يا روحي
وطي الراديو ده بدل ما أسقف لك علي خدودك أنتي علي الصبح
كانت صوتا رجوليا كالنشاز قاطع وصلة المرح بينها و بين صغيرها ألتفت إليه وقالت بامتعاض
جري إيه يا سمير من ساعة ما صحيت مش طايق نفسك وبعدين أنا معليه الراديو عشان القرآن خليه يملا الشقة بركة ويطرد الشياطين منها
اقترب منها فابتعدت خطوة إلي الوراء خوفا قبض علي عضدها وصاح يسألها
قصدك عليا أنا شيطان
ابتلعت لعابها وأخبرته پخوف وتردد
و الله ما قولت كدة أنا قصدي يطرد الشياطين اللي بتوقع ما بينا وبتخليك تتخانق معايا وتمد إيدك
عليا زي ما أنت عامل فيا كدة
نفض ذراعها وقال
أيوة زي أمك وأختك غرام كدة بالظبط كل ما