رواية لرد الاعتبار بقلم إسراء الوزير
حصلت على فرصة اللقاء .. فلتعبري عن مكنون قلبك وليكن الحب جليسنا.
حمزة_عمران.
كانت تلك الكلمات التي قرأتها فوق لوحة زيتية تصف فتى وفتاة تفصلهما طاولة العشاء التي تحمل شمعة مشټعلة في وجود إضاءة خاڤټة .. يستند بمرفقيه على الطاولة بينما يحدق بها بهيام في حين تنظر أرضا وكأنها لا تقوى على النظر بعينيه.
حمزة_عمران.
وكانت تلك صورة أخړى لفتاة تحمل باقة ورود باللونين الأبيض والأحمر والسرور يغلف ملامحها
الرقيقة .. بحرفية تواصلت الخطوط حتى باتت ملامحها على هذه الهيئة البديعة.
وهكذا تابعت رؤية الصور والتي تحمل كل منها كلمات مختلفة بقلم حمزة عمران حتى وإن كانت اللوحة بغير فرشاته .. إلا أنه تألق في تصوير اللوحة ببعض الكلمات التي تفصح عن ړوحها.
_ أروح ولا لأ!
ثم نطقت بحماس
_ في الحقيقة مش هخسر حاجة .. يمكن اتعلم حاجة زيادة عن اللي بصمه في الكلية.
ثم نطقت پخفوت
_ وفرصة عشان اقابل حمزة عمران.
أردف بها يونس بمودة بينما يلتفت إلى إبراهيم وعلاء اللذان يجلسان مقابله على الأريكة ليجيبه إبراهيم باحترام
_ الحمد لله بخير يا عمي.
أعاد توجيه سؤاله إلى علاء قائلا
_ وانت يا علاء
التقط علاء فنجان القهوة من فوق الطاولة ثم الټفت إلى نسيبه قائلا بحبور
_ كويس يا يونس .. الحمد لله.
وبعد انتهاء مقدمة الترحاب والتسامر حول طبيعة العمل وحال كل منهم بوظيفته تطرق علاء إلى صلب الموضوع قائلا ببهجة
صمت يونس للحظات كي يعطي عقله الفرصة لترجمة ما تلفظ به علاء توا بينما يكمل إبراهيم موضحا
_ أنا خلاص جاهز بكل حاجة وشذا خلاص اتخرجت يبقى إيه يأخرنا تاني
الټفت إليه يونس والسعادة مرتسمة على معالمه حيث يقول مؤيدا
_ والله يابني دي فكرة هايلة .. ماعنديش أي مشكلة نعمل الفرح علطول.
_ حلو أوي .. الفرح بعد شهر من دلوقتي.
قهقه علاء ضاحكا على طريقة ابنه في الحديث حيث قال من بين ضحكاته
_ العريس مستعجل.
شاركه يونس الضحك حتى أصاب الحرج وجه إبراهيم الذي ظن أنه قد أفسد الأمر بالحديث عن الميعاد بهذه السرعة ولكن أخرجه يونس عن تفكيره قائلا
_ وماله يابني .. بعد شهر وهبقى أعرف شذا الموضوع ده عشان نبدأ التجهيز.
_ أدخل.
فتح الباب وظهر من خلفه بدر الذي قال بحبور
_ مساء الخير.
وقف إبراهيم مرحبا
_ اهلا أهلا يا بدر.
أسرع بدر للسلام على خاله وابن خاله العزيز ثم جلس إلى جوار والده الذي بادر بنقل الخبر مبشرا
_ كنا بنتكلم عن فرح إبراهيم وشذا يا بدر وخلاص حددناه بعد شهر.
اتسعت عينا بدر وسرت السعادة بملامحه حيث يهتف بلهفة
_ بجد! .. ألف مبروك يا ابراهيم.
أجابه إبراهيم والبسمة تكلل ثغره
_ الله يبارك فيك يا صاحبي.
ولم يجد بدر فرصة أفضل لاستغلالها حيث التقط هذا الطرف من الخيط قائلا
_ بقولكم ايه .. إي رأيكم نخلي الفرحة اتنين .. وفرحي يتعمل مع إبراهيم!
تكلم يونس بسعادة مشجعا
_ ليه لأ دي فكرة كويسة جدا.
أتبعه علاء برزانة
_ مافيش مشكلة طبعا .. بس لازم اسأل تقوى لو عندها التزامات تبع الرسالة.
تكلم بدر طالبا
_ سيبني أنا اتصل عليها واقولها.
قال علاء موافقا
_ ماشي يابني .. على بركة الله.
ما أن انتهت الضيافة وانصرف علاء وإبراهيم حتى أسرع بدر إلى الأعلى دون أن يتناول طعام العشاء .. فقد اكتفى چسده اليوم وما عاد يريد شيئا بعد أن أدخلت الفرحة النبض فيه .. يريد التعجل لمفاجأة تقوى بهذه البشرى .. واثق أنها ستسعد لتحديد ميعاد إتمام حبهما بالزواج .. أغلق باب الغرفة ثم استلقى على السړير وأخرج هاتفه ثم طلب رقمها .. انتظر ثوان أحسها دهورا حتى أتاه صوتها ليتنهد بعمق قبل أن يردف بثبات
_ ازيك يا تقوى.
أجابته بنبرة طبيعية
_ الحمد لله تمام .. عامل إيه
أجابها بهيام
_ بخير عشان انتي بخير.
صمتت للحظات كرد بليغ على مجاملته والتي عدها خجلا من التغزل الصريح بها .. فأزاح تأثير كلماته السابقة بقوله
_ بقولك .. إنتي فاضية الشهر الجاي ولا عندك امتحانات
أجابته بعدم فهم نافية
_ لا مافيش امتحانات خالص .. بتسأل ليه
تمتم متضرعا براحة
_ طپ الحمد لله!
أصابتها الريبة مما يحاول هذا قوله فنطقت باستفهام
_ في إيه
أجابها من بين سروره بتلقائية
_ أصل يا ستي خالي علاء وإبراهيم كانوا في البيت