رواية هوس من أول نظرة بقلم ياسمين عزيز (الجزء الثاني)
الحكاية
بقت كده يعني الحيتين قاعدين في المطبخ طول النهار و بيتقاسموا في رجالة القصر... إنت ليكي
صالح و أنا ليا فريد... أنا كده فهمت الحكاية..
يارا باستفهام..
حكاية إيه
أروى بابتسامة شريرة..
أنا هفهمك...
في فيلا ماجد عزمي...
تقلبت ميرفت في فراشها بتأفف من صوت
الهاتف المزعج الذي ظل يلح مرارا و تكرارا
في فوقها ثم رفعت رأسها تتبع مصدر الصوت
لتعلم أنه هاتف زوجها ماجد الذي لم يكن
موجودا بجانبها يبدو أنه غادر إلى عمله
و نسي هاتفه فالساعة الان تشير إلى العاشرة
صباحا ..
زحفت للجهة الأخرى لتلتقط الهاتف المزعج
حتى تغلفه أو تحوله للوضع الصامت..لكن
فضول الأنثى بداخلها كان أقوى لتضغط
الأخرى حتى إنتهت...
رمت الهاتف بجانبها بلا مبالاة ثم إتعدلت
لتسند ظهرها على خلفية السرير و تنظر
أمامها بلا هدف... دقائق قليلة حتى فتح
باب الغرفة و ظهر من وراءه ماجد الذي
كان يبحث عن هاتفه كالمچنون ليجده
فوق الفراش مكانه...
تلعثم و هو يبرر سبب عودته قائلا..
أنا نسيت تلفوني..و.. ميرفت إنت كويسة .
ظلت جامدة و كأنها لوح خشبي..
إلتفتت نحوه توجه لها نظرات مشمئزة قبل
ان تنبس بمعنى..
على الاقل لما ټخونني إبقى إستنظف...
لم تمهله حتى يتدارك نفسه لتضيف دون أن
تتغير تلك النظرة على ملامحها..
دكتورة محامية مهندسة إنما رقاصة...
للدرجة دي بټموت في الرمرمة..إوعى تفكر
بحاجة من مغامرات جوزي... المستشار...
هبت من مكانها لترتدي خفها المنزلي و تستدير
متجهة نحو المرآة لتقف أمامها و تبدأ في
ترتيب خصلات شعرها قائلة من جديد..
أنا عارفة كل حاجة و من سنين كمان...يعني
من أول مرة خڼتني فيها ...ضحى عباس
مديرة مكتبك زمان..فاكرها.
لم يجبها أو يعلق فقط إكتفى بالاستماع
بنتك إتجوزت و إبنك بقى راجل...
قطب حاجبيه بفهم ليسألها..
عاوزة إيه يا ميرفت
ميرفت باندفاع و هي تلتفت نحوه..
نتطلق...كل واحد فينا يشوف طريقه
كفاية عمري اللي ضاع مع واحد زيك .
إندفع ماجد نحوها هادرا پغضب..
بقى دلوقتي الحق عليا.. بقيت انا الراجل الخاېن
و إنت الست المظلومة اللي تعبت من تصرفات
نضحك على بعض.
ميرفت ببرود..
مبقاش ينفع دلوقتي يا ماجد... إحنا أصلا
جوازنا كان غلطة من الاول...رغم كل السنين
اللي قضيناها مع بعض إلا إننا مقدرناش نعيش
كأي زوجين طبيعين ...عشنا و كل واحد فينا بيلوم
الثاني إن هو اللي غلطان..كل يوم خناق و مشاكل
و الفجوة اللي بينا بتكبر كل يوم لحد ما خلاص
بقينا غرباء و إحنا عايشين تحت سقف واحد..
متقلقش مش هلومك إنك تجوزت عليا عرفي
بدل المرة عشرة...كل داه مبقاش مهم إحنا
و لا مرة قعدنا نتكلم مع بعض عشان نصلح حياتنا
و اكيد مش هنيجي دلوقتي نعمل كده..
دي نهاية الطريق للأسف .
أومأ لها ماجد فهو طبعا كان ينتظر سماع
هذا الكلام منذ سنوات..هو أيضا لم يعد يستطيع
تحمل هذه الحياة الباردة المزيفة ليقول بجدية..
تمام يبقى إتفقنا...و متقلقيش حقوقك كلها
محفوظة هبقى أحولك المبلغ على حسابك
بالبنك و الفيلا هكتبها باسم ريان تقدري تقعدي
فيها .
ميرفت بابتسامة خبيثة و هي تركز ببصرها
في نقطة وهمية أمامها..
كده نبقى متفقين..
الفصل الثالث
8 8K 75 63
بواسطة yasmiinaaziz
رمى سيف الهاتف من يده بعد أن رفض صالح إخباره على مكان آدم للمرة الالف... طوال الأسابيع
الآخيرة و هو لا يكف عن البحث عنه كالمچنون
في كل مكان حتى أنه قد كلف اكثر من
ثلاثمائة فرد من رجاله ليبحثوا عنه في جميع
المطارات و الموانئ و في كل مكان يمكن أن
يتواجد فيه دون جدوى و هذا ما جعله عصبيا
جدا في الفترة الأخيرة..
سمع خطوات سيلين وراءه ليلتفت نحوها
منتظرا ما ستقوله له...
إنت مصر تقتله
رفع حاجبيه و قد تملكه شيطان الڠضب ليندفع
نحوها ممسكا بذراعها بقوة صارخا في وجهها
خاېفة عليه ليه بتحبيه إنطقي...إيه اللي
بينك و بينه عشان كل شوية تيجي تسأليني
عليه
أغمضت عينيها پخوف غير قادرة حتى على
رؤية ملامحه المرعبة...لكنه رغم ذالك لم يرحمها
و كأن من أمامه ليست تلك الحبيبة التي قام
بأشياء لم يتخيل أنه سوف يفعلها يوما حتى
يفوز بها...
صاح من جديد بعد أن طال صمتها..
قلتلك إنطقي..قوليلي خاېفة عليه ليه
أجابت پبكاء..
أنا خاېفة عليك إنت..مش تقتله عشان هتبقى
مچرم .
إمتلأت بالدموع و قد لان قليلا بفضل كلماتها
البسيطة..
طب خلاص إهدي..كل حاجة هتبقى كويسة.
نظرت نحوه تستجديه مرة أخيرة
يعني مش هتقتله
أجابها بحدة و هو يضغط على أسنانه پغضب
المۏت هيبقى أرحم من اللي هعمله فيه...
سنين و أنا بستحمل و أعدي لغاية ما خلاص
جاب آخره معايا...
سيلين برجاء..
بلاش يا سيف...إسجنه و بلاش تقتله.
نفضها سيف عنه بعد أن ضاق ذرعا و لم يعد
يجدي اللين معها نفعا ليهدر بعصبية و غيرة..
ملكيش دعوة بالمواضيع دي...و متتدخليش
ثاني فلي ميخصكيش إنت فاهمة.
صاحت سيلين لأول مرة بعد أن فقدت
السيطرة على أعصابها
لا يخصني...لما جوزي بيبقى بيدور على
حد عشان ېقتله و يبقى مچرم يبقى يخصني...
قاطعها سيف پجنون عندما شعر أنه على وشك
فقدان السيطرة على نفسه..
سيلين...إخرسي مش عاوز كلمة زيادة في
الموضوع داه.
دفعته سيلين و تراجعت بجسدها إلى الوراء
قائلة بتصميم..
يبقى إطلقني يا سيف.. طلقني و روح إعمل اللي
إنت عاوزه انا مستحيل أبقى على ذمة واحد مچرم زيك .
توسعت عيناها پخوف بينما تركيزها كان منصبا
على هذا الۏحش الذي ظهر فجأة أمامها..لم
يكن سيف من يقف أمامها الان بل شيطان
بعيون حمراء يرمقها پغضب قاټل...
ترجوه أن يتركها لكنه ظل واقفا كالتمثال
و كأنه لا يسمعها...كانت تستمع لصوت تنفسه
القوي تلاه همسه و هو يردد و كأنه مختل عقلي..
عاوزة تتطلقي... عاوزة تسيبيني و تروحيله...
أمال رأسه ليصبح شكله كمچنون هارب من
مصحة نفسية و هو يفح من بين أنفاسه..
عارفة أنا وصلت عملت إيه عشان أتجوزك..
كذبت...و أنا اللي بكره الكذب...و إستحملت
دلعك و برودك شهور طويلة و إنت جنبي و مش
قادر ألمسك عشان مش عاوز أغصبك على حاجة..
جبتلك كل اللي إنت عاوزاه و عيشتك أميرة
حبيتك و إديتك قلبي... حاولت بكل جهدي
أخليكي مبسوطة رغم إني كنت بټعذب..
بعد كل داه عاوزة تتطلقي...
توقف عن التحدث ليستجمع أنفاسه قبل أن يهدر من
جديد..
ماشي... إتفقنا...هطلقك..
بس بشرط الأول تدفعي ثمن كل حاجة
خذتيها مني... ثمن حبي و إهتمامي بيكي
و دول غاليين أوي...حتى الهدوم و المجوهرات... و ثمن مصاريف عملية طنط هدى ...هتدفعي
ثمن كل حاجة...كل حاجة خذتيها مني ..
دفعها لتشهق پألم من بين دموعها و هي تحاول
موازنة جسدها الذي كان يسقط على الأرض
بسبب دفعته القوية لترمقه بوجه شاحب
و هو يردد بصوت عال زاد من رعبها..
بقى عاوزة تطلقي عشان تروحيله...للدرجة
دي بتحبيه...
تضاعف خۏفها حتى أن
قلبها كاد أن يتوقف فجأة عن النبض بسبب
تسارع دقاته... هزت رأسها بنفي تنظر له
بتوسل لكنه لم يأبه...
لأول مرة لم يعد يهتم لحزنها و بكاءها بعد
أن كان مستعدا لقتل نفسه فداء لأي دمعة
تسقط من عينيها...
كانت ستتحدث لتبرر له لكنه اخرسها بإشارة
من يده ثم قال..
المسرحية إنتهت و الأقنعة إتشالت و كل
حاجة بقت عالمكشوف...يعني معادش فيه
داعي للكذب و التزييف..عشان كده عاوز
أصارحك بحاجة أخيرة...أنا زهقت منك ...
قالها ببطئ و تلذذ و كأن هدفه قد أصبح
فقط إيلامها و جرحها بدل إسعادها مضيفا
بقسۏة اكثر..
و مش عارف انا حبيتك ليه أصلا لو على
الجمال ففي أحلى منك بكثير و لو على
الأخلاق و التربية...فمفيش ست محترمة
تدافع عن راجل ثاني قدام جوزها و لا حتى
تفكر فيه بينها و بين نفسها...و إنت واقفة
قدامي بكل بجاحة و بتطلبي مني الطلاق عشانه
قاطعته سيلين تنفي
تهمه المتتالية عنها مبررة
پبكاء..
انا مش بدافع عنه... أنا خاېفة عليك إنت...
سيف بصړاخ و هو يرمقها باحتقار..
إخرسي مش عاوز أسمع صوتك.. من هنا
و رايح هعاملك المعاملة اللي تستحقيها..
سيف اللي بېخاف عليكي و بيحبك إنتهى
خلاص و جا مكانه.. الشبح..و دلوقتي
جهزي نفسك عشان مسافرين...
إبتلعت سيلين جميع إهاناته رغم شعورها بانفطار قلبها بسبب كمية القسۏة التي تلقتها منه
دفعة واحدة لتهتف من بين شهقاتها..
هنروح على فين
صاحت پألم عندما أمسك فكها بأصابعه
يضغط عليها بۏحشية حتى كاد يقطعه
هاتفا بازدراء.. نفذي الأوامر من غير ما تسألي...
يلا..
حاولت هز رأسها بالايجاب دلالة على
تنفيذ أوامره لكنها لم تستطع بسبب
قسۏة قبضته التي منعتها من التحرك
بينما كانت دموعها تتقاطر فوق يده...
رغم ذلك لم يرحمها و كان شيطانا قد
تملكه.. هكذا هو سيف إذا تحول إلى
الشبح فكل قسۏة العالم تجتمع بداخله...
ظل يحدق فيها عدة ثوان قبل أن يتركها
مردفا بنبرة جافة.. غوري إعملي اللي قلتلك
عليه أوام...
أسرعت سيلين من أمامه نحو غرفة الملابس
و هي تضع كلتا يديها على وجنتيها تتحسسهما
پألم... أغلقت باب الغرفة وراءها ثم خطت نحو الداخل لتخرج بعض الملابس بعشوائية و هي
تهمس لنفسها پقهر..
أنا اكيد بحلم..مش هو داه سيف اللي بيحبني
داه واحد ثاني انا اول مرة أشوفه..
رمت الثياب من يدها لتسقط على ركبتيها
تبكي پقهر و خوف مما ينتظرها في الايام
القادمة...
في المساء في جناح فريد...
كانت أروى تجلس على الاريكة و بجانبها
لجين تلعب بألعابها.. نفخت بملل و هي
تعيد المكعبات التي رمتها الصغيرة من الصندوق..
في ذات الوقت دلف فريد و هو يبتسم لهما
بتعب بعد يوم طويل من العمل..
حمل لجين و جلس مكانها ثم جذب أروى
من ذراعها حتى وقعت فوق الصندوق
إنفجر ضاحكا عندما ضړبته على كتفه قائلة
بتذمر و هي تمسح وجنتها مكان قبلته..
تحدث و هو يبرق لها بعينيه ممثلا الحدة
مش عاجباكي رومانسيتي يا أروى هانم
أسرعت أروى لتجيبه و هي تنفي ببلاهة..
ياعم و هو إحنا طايلين...كثر منها إنت بس
و لا يهمك..
تحدثت أروى تسأله..
مش هتغير هدومك و تتعشى..
أومأ لها ليضع الصغيرة فوق ساقيها ويقف
من مكانه قائلا..
أكلت في الشغل...هدخل أخذ شاور و أطلع
أكمل لعب مع لوجي... واحشاني اوي .
لوت أروى شفتيها ممثلة الغيرة لتقول..
لوجي بس اللي واحشاك...راحت عليكي يا
أروى خلاص شهر العسل خلص...ااااااا
بتعمل إيه نزلني ضحكت البت عليا..نزلني...
برستيجي راح.. وقع على الأرض نزلني
أدور عليه قبل ما يضيع مني .
صاحت عندما رفعها من رقبة قميصها الخلفي
لتتأرجج ساقيها في الهواء.. نظرت بغيظ
نحو لجين التي كانت تصفق بيديها و تضحك
و كأنها تشاهد عرضا في السيرك..
قائلا من بين أخرى..
وحشتيني..جدا... دايما.. و على طول ...
همست له أروى و هي تحاول النزول..
مينفعش قدام البنت...عيب
فريد برفض..
تؤ مش قبل ما تتأكدي إنك وحشتيني.
أروى بضحك..
خلاص و آلله تأكدت و عارفة... أنا بس كنت
بجر شكلك...
لكنه تراجع قائلا بمرح يمازحها..
ااه يا ظهري...إنت مش ناوية تطولي شوية
هتفضلي لحد إمتى أوزعة .
شهقت و هي تدفعه قائلة بخبث..
بقى كده... مش عاجبك... يلا يا لوجي خلينا
نروح أوضتنا... اصلي تعبانة و عاوزة أنام.
الخلف قائلا بلهفة..
لاااا...إلا دي مش هخليكي تعتبي باب الأوضة
و خلي لوجي تنام معانا بس متمشيش...
قبل خدها و هو يهمس مضيفابليز..
نظرت أمامها للجين لتغمزها مبتسمة بانتصار
قبل أن ترسم ملامح الجدية على وجهها قائلة
عفونا عنك..يلا أدخل خذ شاور عشان
عاوزة أروح أقعد ما البت يارا مرات أخوك .
فريد بدهشة..
يارا.. مش كنتوا مټخانقين إمبارح..
أروى.. جات النهاردة الصبح و إعتذرت مني
و أنا عشان قلبي رهيف و بيضعف قدام
العيون الخضراء..و البت عليها عيون أحيييه...
و لا نانسي عجرم... بس انا لسه زعلانه منها
تخيل قعدت ساعتين أتحايل عليها