الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 160 من 162 صفحات

موقع أيام نيوز


إليها الصغيرة تركض متجهة ناحية جدتها
حاضر
صدح صوت وجيدة المنزعج بعدما وقفت لوقت طويل في محاولة منهم لأخذ صورة واحدة
صوري كويس يا فرح زهقتينا الشمس كلتنا وإحنا مستنين صورة عدلة منك
رفعت وعد بصرها إلى جدتها لتقول بحزن متذكرة خالتها إسراء التي كانت بارعة في كل شيء في الهواتف الذكية
لو كانت إسراء هنا كانت صورتنا من بدري

قد ذهبت مع زوجها عاصم إلى دبي من حيث أتت هي وشقيقتها كي تستكمل السنة الدراسية هذه أردفت جدتها
هانت وتيجي هي وعاصم بس تخلص السنة دي
قالت وعد برفق وحنين
وحشتني أوي هي وعاصم
تأفأفت فرح شاعرة بالضيق من حديثهم الذي مازال يؤثر عليها في كل وقت وخرج صوتها المنزعج
هتتصوروا ولا لأ
أجابتها وعد وهي تقترب من جدتها مبتسمة مستعدة لأخذ الصورة
هنتصور بس أنتي خديها حلوة يا عمتو
قالت بنفاذ صبر معقبة على حديثها
يلا يا ست وعد خلصينا أنا تعبت
أتى جبل من الخارج ليستمع إلى أصواتهم فتقدم إليهم قائلا يمازحها بحب
ايه ده مين مزعل حبيبة بابا هنا
حركت يدها وكأنها غاضبة في حركات طفولية للغاية غريبة عليها قائلة
عمتو فرح مش عارفه تصورنا خالص أنا وتيته
أجابها والإبتسامة تزين شفتيه ينظر إليها بحب ليحصل على نظرة رضا منها
أنا أصوركم
تقدم يأخذ الهاتف من شقيقته لتبتعد هي ويقف هو في مكانها أمامهم فوقفت وعد مع جدتها تستعد لأخذها ففعل ليهبط على الأرضية يتكأ على قدميه حتى ترى تقدمت منه سريعا تنظر إليها من خلال شاشة الهاتف فخرج صوتها الرقيق بسعادة
الله جميلة أوي
أبعدت وجهها إلى فرح تهتف
شوفتي من أول مرة إزاي طلعت حلوة
أومأت إليها بغيظ فهي منذ الكثير من الوقت تقف هنا محاولة فعل ما تريده منها
ماشي يا ست وعد
أشارت إلى جبل قائلة بفرحة
تعالى بقى اتصور معانا
تقدم من فرح يعطي إليها الهاتف لتأخذ لهم الصورة وعاد هو يحمل وعد على ذراعه متوجها إلى والدته يقف جوارها يحيط كتفها بذراعه الآخر ليقفوا ثلاثتهم مبتسمين
أخفضت فرح الهاتف دليل على انتهاءها فهبطت وعد من على ذراعه راكضة نحوها تأخذ منها الهاتف لتنظر إليها باشنئزاز
وحشه أوي يا عمتو
نظر إليها جبل ضاحكا وكذلك والدته وشقيقته بسبب تغير ملامح وجهها التي تلعب عليها ببراعة الاطفال المعهودة خرج صوته بجدية
تعالي يا وعد وأنا هصور
أومأت إليه قائلة بمشاكسة ل فرح
يكون أحسن بردو.. تعالي اتصوري معانا
ذهبت فرح مبتسمة على حديثها وحركاتها لتأخذ الصورة معهم حيث رفع جبل وعد على ذراعه الأيسر ووقفت جواره والدته وشقيقتها والتقطها بالكاميرا الأمامية بيده اليمنى فظهر الجميع بها مبتسمين بسعادة كبيرة..
تحدثت وعد بمرح بعدما اخفضها إلى الأرضية تنظر إلى الهاتف بعدما أخذته منه
شايفه يا عمتو الصور عامله إزاي.. خلي بابا يعلمك
أجابتها بغيظ مبتسمة
متشكرين ياستي
ابتسم جبل بسعادة وهو يتابع حركاتها الطفولية البريئة التي تأثره وټخطف عيناه من موضعها لتتوجه إليها تتابعها تتشبع من رؤيتها ورؤية كل ما يصدر عنها..
أبتعد تاركا إياهم يمرحون سويا فرحين بتلك الصغيرة التي أصبحت تتحدث بينهم بطلاقة وتفعل حركات أغرب منها ومنهم جميعا متوجها إلى الأعلى إلى معشوقة قلبه ومالكه روحه.. تلك التي أخذت امضاء وتوكيل صريح منه بأن حياته لعبة بيدها..
 

ولج إلى الغرفة بعينان جائعة مشتاقة إلى حبيبة روحه وقع بصره عليها ممددة على الفراش تنام على ظهرها تمسك بيدها الهاتف تتطلع به.. أبعدته إلى جوارها عندما دلف الغرفة ونظرت إليه لتظهر ابتسامه على محياها وهي تراه يتقدم منها..
جلس جوارها مبتسما ورفع يده إلى بطنها الممتلئة يمسد عليها بحنان ثم خرج صوته قائلا
أخبار الحلوين ايه
أجابته بنبرة فرحة تنظر إليه وإلى يده التي تمسد عليها
بيسلموا عليك
أقترب معتدلا منها  الخارجة من قلبه الصغير على الرغم من أنه مثل قبضة يد ولكن شعوره حينها لم يكن يوصف ولم يستوعب إلا بعدما دلف پصدمة لدقائق يحاول إدراك كونه قريبا سيكون أب..
ثم بعدها ولج صدمة أخرى أكثر فرحة وسعادة بعدما أكتشف أنه ليس صبي واحد بل اثنان فاض كرم الله من حوله بمنه عليه برجاءه الوحيد ليكمل مسيرة رجاءه وأمله في الله أن يحفظهم ويرعاهم له..
تحدثت زينة قائلة وهي تعتدل
خلاص هانت كلها أربع شهور بس
أعتدل جالسا جوارها ثانية ينظر إليها باستنكار وتحدث وكأن هذه الأشهر ستمر كالهفوة
بس!
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إلى ملامحها
 

159  160  161 

انت في الصفحة 160 من 162 صفحات