الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 57 من 162 صفحات

موقع أيام نيوز


أمامها تضمها إليها تعانقها بقوة قائلة بحب وشغف
تمارا ازيك عامله ايه جيتي امتى وإزاي
عانقتها الأخرى وبادلتها الحب والاشتياق فهما الاثنين كانوا أصدقاء طفولة إلى أن رحلت عنهم
ازيك يا فرح وحشتيني
عادت للخلف تنظر إليها قائلة بحنين وأسى تحثها على أن فراقها كان ثقيل للغاية على حياتها
وأنتي كمان يا تمارا متعرفيش سيبتي فراغ عامل إزاي في حياتي والله

ابتسمت إليها باتساع وهي تقول بقوة تبتعد بعيناها إليه
اديني رجعت
استمعت إلى نبرة فرح التي تخرج بسعادة خالصة فأبتعدت عيناها تنظر إليها
على طول
أومأت إليها برأسها وهي تجيبها بثقة وتأكيد
أيوه هقعد على طول.. مش هسيب الجزيرة أبدا ولا قصر العامري
مرة أخرى تنظر إليه وتسائلت بفضول شديد وقلبها يدق پعنف
اومال مراتك فين
أشارت إلى إسراء التي كانت تهبط الدرج فهي الغريبة هنا هل هي زوجته أيعقل هذه الفتاة الصغيرة
دي مراتك معقول
دي مراتي.. واللي نازلة دي تبقى أختها
شبهت عليها وتابعت تنظر إليها بتمعن فتذكرت أين رأتها ثم قالت باستغراب
دي مرات يونس.. أنا شوفت صورة ليها
 الله يرحمه.. زينة جبل العامري مراتي
ترك زينة وهبط إلى وعد بجسده يحملها على ذراعه رافعا إياها إليها قائلا بفخر وحب
ووعد بنتي.. حبيبة بابا
كانت الأخرى تقف تتابع ما يقوله باستغراب تام.. هل توفى يونس إلى هذه الدرجة كانت بعيدة عنهم..
نظر إلى زينة زوجته وتغيرت ملامح وجهه وهو ينظر إليها ثم هتف بهدوء ورفق حان يمثله ببراعة وكأنهم معشوقين
دي تبقى تمارا بنت عمي يا حبيبتي.. كانت خرجت بره الجزيرة من سنين كتير بس شكلها ملقتش مأوى غير هنا فرجعت تاني
تنظر إليه باستغراب تام تغيرت نبرته مئة وثمانون درجة ونعتها بحبيبتي وهي تقف مذهولة لا تدرك ما الذي أصابه.. هل فقد الذاكرة.. أم أن هناك شيء بينهم
يمحيه بوجودها..
وجدته يشير إليها بعينيه فخرجت من تفكيرها تنظر إليها قائلة بابتسامة مصطنعة
تشرفنا
استمعوا إلى صوت والدته وجيدة المستنكر وهي تأتي عليهم من الداخل
تمارا!..
أقتربت منها تعانقها قائلة بود
ازيك يا مرات عمي
ابتعدت إلى الخلف زوجة عمها وهي مازالت مستنكرة تنظر إليها باستغراب وخرج صوتها بتوتر
الحمدلله ازيك أنتي
تنظر إلى جبل باستغراب تتسائل عن سبب قدومها ترسل إليه بعينيها خوف مكبوت ورهبة عجيبة من مكوثها معهم بين زينة و وعد وابنها..
أجابتها بحرارة وهي تنظر إلى جبل تبعث إليه آخر كلمات جملتها
أنا الحمدلله كويسه.. انتوا وحشتوني أوي
أومأت إليها زوجة عمها ومازلت مترددة تشعر بالتوتر فقالت
وأنتي كمان بس..
بقيت تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد قوله فوجدتها صمتت تماما فحثتها هي على الحديث
بس ايه
شدت نفسها واستجمعت قوتها وعهدها المعروف فنظرت إليها بقوة وحزم وقالت تذكرها بما قالته سابقا
ايه سبب الزيارة الغريبة دي.. خرجتي من زمان قولتي أن الجزيرة مش مكانك
ابتسمت وهي تتودد إلى جبل إليه من الحين إلى الآخر
اكتشفت إني ماليش مكان غيرها يا مرات عمي
استنكرت الأخرى بشدة وخرج صوتها باستغراب
فجأة كده
قالت بهدوء تشرح لها ما شعرت به
لأ مش فجأة أنا اللي كنت بكدب نفسي.. بس خلاص أنا رجعت ومش خارجه منها تاني
استدارت تنظر إليه قائلة
ولا ايه يا جبل
تابع نظرتها نحوه يفهمها جيدا هل تعتقد أنها بمجرد عودتها سيعود هو الآخر إليها يرتمي باحضانها يطالبها بالمكوث معه وأن تظل في حياته.. يالا سخرية القدر يا تمارا فقد تبادلت الأدوار وأصبحت اللعبة أفضل بكثير
قال بجدية شديدة ونبرة غليظة وهو يصر على الحديث بالألغاز ولكنها تفهمه جيدا
الجزيرة مكان لكل العوامرية.. ومكان لكل واحد مالوش مكان..... زيك يا تمارا
أقتربت مرة أخرى تقف أمامه بتحدي لأنها تعتقد أنه لن يمسها بسوء كما في السابق ېخاف عليها من الهواء المار جوارها فقالت بثقة
بس ده مكاني وليا فيه كتير أوي يا جبل
أومأ إليها بابتسامة ساخرة يؤكد حديثها ويكمل عليه بټهديد واضح
محدش قال غير كده.. بس المرة دي حافظي عليه علشان المرة الجاية ملكيش رجعة
وقفت أمامه بثقة أكبر وتحدي أكبر ونظرت إلى داخل عيناه المخيفة التي لطالما كانت ملجأ لها
هحافظ عليه وهرجع كل حاجه كانت ملكي فيه قبل ما أمشي
نظر إلى وعد مبتسما باتساع دون أن يعطيها أي اهتمام يجيبها
بيتهيألك إنك هتعملي كده
ردت تنظر إليه بعمق تحاول التسلل إلى داخله لتفهم ما الذي يفكر به
بكرة تشوف.. لسه قلوبنا بتنبض يا جبل
استدار ينظر إليها بقسۏة خالصة عڼف ضاري ظهر داخل عينيه وعلى ملامح وجهه الذي تغيرت بعد كلماتها فقال بغلظة وخشونة
بالقسۏة يا تمارا.. بتنبض بالقسۏة
نظرت إليه للحظات فلم تستطع التكملة داخل عينيه التي أصبحت غريبة للغاية ليست عيناه التي تعرفها.. ليست هي
أقتربت تنظر إلى وعد قائلة بابتسامة خبيثة
ازيك يا حلوة..
أجابتها الصغيرة برقة وهدوء
الحمدلله يا طنط
تعالت ضحكات تمارا تنظر إليها وإلى والدتها وقالت ساخرة
طنط.. لأ أنا مش طنط
تحدثت والدته عندما وجدتها لا تريد النزوح عن هنا تقترب منها تحدثها على الذهاب إلى الأعلى
اطلعي يا تمارا.. وريها اوضة يا فرح تنام فيها
تحدثت وهي تنظر إليه
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 162 صفحات