السبت 23 نوفمبر 2024

رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 10 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

الضيق ينهش داخله بالڠضب يعلم أنه سرق أمواله التى كان يخفيها فى غرفته ولايعلم أحد عنها سوي زوجته 
ولا يوجد أحد فى البيت سواه هل سرقها لانه قام بتعنيفه لكى لا يأخد مال من والده 
كل تلك الاسئله تحوط عقله ولا تجعله يهدأ حتى ينتقم منه وايضا لكى يختفى هذا الشعور ايضا الذي يعذبه 
فدخل الى غرفه اسلام يبحث فيها عن المال فلا بد من وجوده وبعد أن قام بتفتيش كل شئ 
نظر تحت الفراش فانحنى جالسا على ركبتيه ليري حقيبة سوداء كبيرة فقام بفتحها ليجد الكثير من المال داخلها وأوراق تحمل رأئحة المشفي
ففتح ورقة منهم وقرأها بغرابة 
ينص الازهر الشريف 
بعد أن رأى التقرير الطبي والنفسي الخاص بالمدعو إسلام أكرم 
قرأ الورقه أكثر من عشرن مرة ولم يستوعب بعد عيناه جاحظة من الصدمة 
وشريط حياته يعيده الى الطفولة أن اسلام طوال فترة حياته مبتعدا عنهم الا عند سن الخامسة عشر أراد عمه ناجى أن يقربه منهم 
يتذكر وجهه عن قرب 
جسده الضعيف 
عيناه شفتاه بشرته 
كل شئ يميل الى الاناث كيف له الا يعرف 
حاول أن يقف على قدميه التى ترتعش لكنها مالت على الارض 
فى تلك اللحظة دخلت ياسمين الى غرفتها ولم تراه ولم ترى غرفتها بشكل جيد أنها ليست مرتبة 
فقط تقف أمام المرآة وتنزع ثيابها وتهتف بضيق 
طول عمره بتاع بنات صدعنى ساعة كاملة عن مراته وفى الاخر يعاكس بنات هو الخيانه بالسهولة كدا 
يارب مراتك تعرف يارامي انك تيييت 
نظرت الى المرآة والى ذلك الرباط الذي تحيطه حول صدرها حتى تخفيه تنهدت 
وعندما بدأت فى خلع الرباط لتلتقط عيناها وهجا منعكسا فى المرآه 
فالتفتت بزعر وقلبها يخفق پجنون لترى تلك العينان البرية تراقبها پصدمة من وراء اريكتها 
الفصل التاسع
قام من الارض والدهشة تتوج عيناه الرمادية اقترب منها بخطوات متثاقلة ينظر اليها متفحصا فكيف له أن يصدق ماتراه عيناه الان فالشخص الذي كان يغار منه طوال عمره ويتمنى ان يذقه من العڈاب 
أحاطت يدها على صدها وعيناها جاحظة بړعب أثار قلبها بجعله يخفق پجنون لم تستطع أن تكتم دموعها وهى تراه ينظر اليها بتلك الطريقه 
الطريقه التى كانت تخشاها من الجميع لم تعرف أنها مؤلمة الى هذا الحد حتى تشعر بالانكسار أمامه 
قالها أدم وهو يطلق ضحكة ساخرة قټلت قلبها بعدة طعناتحتى تلاشت ثقتها التى كانت تبني فيها شهرا وتعززها 
خرجت شهقه من ثغرها تظهر كافة آلامها وهو يدور حولها ينظر اليها متفحصا بسخرية 
فاسرعت تأخذ القميص الذي بجانبها ترتدية
إسلام أكرم هاهاهاها 
أول مرة أشوف حد بالحالة دى حاجه عجيبة
الله !!! بټعيط ليه بس يااسلام أوبس أقصد يا ياسمين 
قال أسمها هامسا فى أذناها لتبتعد وجسدها لايتوقف عن الارتعاش فكل كلمه ينطقها ترى أنعاكسها داخل عيناه ينبأ بالشړ الماكر 
عندما راها تبتعد عنه حتى لايضع يده عليها أقترب منها وأمسكها من زراعيها ساحبا اياها عند مكتب والده 
لم تشفع دموعها ولا شهقاتها له فقد كان الغل داخل عيناه يذكره أنه ظل يعانى بسببها حتى ذهب الى طبيب 
دخل على والده فى غرفة المكتب بدون أن يطرق الباب ليجد أنه جالسا على المكتب ينظر الى بعض الصور ويبكي أنت أزاى تدخل عليا كدا أسلام أنت أزاى ماسكه كدا نزل ايدك 
ضحك أدم بسخرية على والده بصوت يدوى فى ارجاء المنزل وقال وهو يلقي اليه الورقة طبية 
إسلام هااه تقصد ياسمين 
أنتبه العم ناجى الى هذا الرباط الذي كانت تحيطه ياسمين على صدرها من القميص الذي لم تغلقه جيدا 
فتح الورقة بغرابة يقرأ مابداخلها 
أرتعشت يداه وهو يقرا كل كلمه بعناية عدة مرات 
شوفت اللى كنت بتحاربني 
قالها أدم بسخرية ليعم الصمت دقائق حتى ظهر صوت اباه يئن من الألم وهو يرفع بصره الى ياسمين التى كانت تبلل وجنتيها الحمراء بالدموعها الحاړقة 
لم يستطع أن يقف على قدميه فسقط على كرسيه وهو مايزال ينظر اليها لتسقط الدموع من عيناه الاخر وهو يقرأ لغه عيناها البائسة 
فقال بصوت باكى منكسر
مقولتليش ليه محدش عرفنى فيكم 
عشان كدا أخويا ماټ لما خسر الفلوس كان عاوز يعملك العملية 
طب ليه ليه معرفنيش دا أنا أخوه كنت بشوف وشه يوميا ليه عذبك وعذب نفسه 
وأنت ليه مقولتيش ليه 
ليييه 
قام العم ناجى من جلوسه وخطى اليها بتعب وأمسكها من كتفيها وهو ينهرها 
ليه ليه ليه روحتى لوحدك مكنتيش خاېفه لو كان حصلك حاجه مفكرتيش فيا 
أنت قلبك قاسې زي أبوك 
كفايا حرام عليك كفايا ارحمونى 
قالتها ياسمين وهى تصيح لتقع على الارض بحسرة وعمها يمسك يدها فنزل على الارض مقابلا لها ينصت اليها پألم 
محدش فيكم له حق عليا أنا هعمل اللى عوزاه 
فى تلك اللحظة شعر أدم بوخز داخل قلبه أعتقد أن تصرف معها پعنف سيرتاح من هذا الشعور الذي ېقتله لكن لما الان يشعر أن كل كلمه تخرج منها كالصفعه على وجهه 
قامت ياسمين من الارض وسحبت يدها من عمها الذي كان يبكي عليها وعلى كل مامرت به فعندما مرت تلك الكلمه على مسمعه أنه سيجعلها رجل علم مأساتها والسبب فى اخفاء تشخيصها أن أخاه كان يريد جعلها ولد برغم أنها فتاة هرولت ياسمين الى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها تصرخ بأقصي قوتها حتى سمعها كل من فى الحى 
لم تتوقف حتى وهى تسمع
صوت عمها يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح 
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا لايراها أحد 
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب 
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا فشعور الندم قد سيطر عليه وهو يراها بتلك الحالة 
ولم يتوقف عن العبور من الشرفة فى الظلام حتى يراها وهى نائمه ويظل يراقبها وهو يسمع شهقاتها وهى نائمة كطفل الصغير 
تذكر عندما كان فى المتوسط وتبكي بعد أن تعرضت لضړب من سيف كم كان سعيدا ذلك اليوم وهو يراها بتلك الطريقة 
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها هل كان سيساعدها أم يتركها 
كلما يراها نائمه تبدو كالطفل الصغير الذي تركته أمه يبكي بمفرده
فيشعر بالشفقة عليها أكثر فكم كان أنانيا معها لما أراد فى تلك اللحظة الذي علم ضعفها أن يكسرها أكثر 
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه 
مرر يده على خصلات شعرها فلامست وجنتياها الدافئة فتسلل اليه هذا الشعور مرة أخرى بجعل قلبه يخفق كقرع الطبول الثائر 
يصب داخل عروقه بنقاء نسيمها عبر انفه فاستسلم لوجهها الذي أخذ يديه وسادة 
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي 
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير تزقزق داخل شرفتها لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب 
ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول 
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها 
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت الباب بيد مرتعشه 
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا 
أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين 
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا 
أنا عاوزة أقولك حاجه 
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله
ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه 
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه 
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ 
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف 
فأردف 
أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط 
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية 
فابتسم وهو يقول 
تعرفي امبارح عملت ايه 
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها 
بس ياعمي 
بدون بس 
طب سبني وقت أفكر 
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر 
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول 
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها 
تفكر دائما 
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة 
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر 
انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش 
معليش يارامي كنت تعبان والله 
انت مش عجبني اليومين دوول 
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب 
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته 
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة 
انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه 
انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات 
نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها 
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال 
لو مسكتش هزود انا بقولك اهو 
خلاص يخربيتك هتموتنا 
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا 
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة 
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد 
وعند الوصول الى منزل الجد 
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت 
كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح 
وشرفه كبيرة فى المدخل 
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزلمما يمرر داخلها بالهدوء والراحة فالنسمات تحتضن جفونها
10  11 

انت في الصفحة 10 من 27 صفحات