الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية صفوان القلب بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


ان ذلك الصغير يذكرها بنفسها يوما 
ربتت هلى وجنته بحنان وهى
تقول 
متقلقش انا بحبك وعايزاك ديما مبسوط وهعمل كل جهدى ماشى يا يوسف بيه 
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول 
بيه داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه 
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر 

يوسف مليون مره قولتلك مفيش حاجه اسمها خدامه عندك لازم تحترم كل الناس 
رفعت رأسها تنظر اليه نظره خاطفه ولكنها لمست قلبه وروحه نظره كشهاب 
كان خلدون يتابع ما يحدث بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير يشفق عليها بشده وېخاف عليها ايضا بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان 
اقترب من يوسف يحمله وهو ينظر لها باطمئنان وقال 
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه 
وخرج سريعا كانت مازالت على جلستها ليقول لها 
هتفضلى قاعده كده كتير 
لتنتبه على حالها وتقف سريعا منحنيه الرأس فى خجل وخوف 
ظل ينظر اليها ثم قال بهدوء 
تعالى ورايا 
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر لقد لامست به وتر حساس يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه 
تنحح وهو يقول 
يوسف اغلى ما املك وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا يوسف محتاج ام تحب وتحن تعلم وتربى تلعب ودادى تعاقب وقت اللزوم لكن كمان بحنيه هتقدرى تعملى ده 
ابتسمت بحزن وهى
تقول بصوت ضعيف 
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين فاكره ماما لما فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها فاكره كل كلمه ولمسه وحضن فاكره كل نصيحه فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى 
صمتت لثوانى وهى تمسح دمعاتها المنسابه على وجنايها واكملت قائله 
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه وربنا يقدرنى اعوضه 
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه اعتدل فى جلسته وهو يقول 
اسمه يوسف وانت صحيح بتشتغلى هنا فى البيت مربيه ليه لكن ده مش معناه ابدا انك تقوليله يا بيه مش هقولك اعتبريه ابنك لكن على الاقل اخوكى الصغير ولازم تخليه يحترم الكبير وانت اولهم مفهوم 
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول 
مفهوم 
وقف على قدميه ليقول 
مرتبك 5000 جنيه وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ليكى اى طلبات تانيه 
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره 
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه 
لتغلق فمها وهى تقول 
ده كتير او يا بيه 
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا 
لا مش كتير ولا حاجه دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف  
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب 
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول 
تحت امرك يا صفوان بيه 
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى
يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء 
اعرفك يا داده الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده 
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت 
اهلا بيكى يا بنتى 
اهلا بحضرتك 
جاوبتها سلمى بخجل 
ليقول صفوان 
عايزك تعرفيها على البيت وعلى اوضتها واوضه يوسف 
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها 
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه 
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه
يوسف 
ركض اليها الصغير لتحمله يين ذراعيها بابتسامه حانيه وقبله على وجنته وهى تقول 
يلا علشان تفطر 
هز رأسه بنعم
لتجلسه فى مكانه وامسكت بالصحن التى اعدته سابقا من اجله وبدأت فى اطعامه ليلاحظ الرجلان وقفتها فينظر خلدون لصفوان يننظر رده فعله 
الذى لم يتأخر بها وهو يقول 
واقفه ليه يا سلمى اقعدى علشان تعرفى تاكليه 
رغم تنفيزها لأمره الا ان ذلك لم يرضى خلدون الذى انحنى على صديقه قائلا
وهى مش هتفطر 
نظر له صفوان بهدوء وهو يقول 
اكيد هتفطر بعد ما تفطر يوسف  
نظر له خلدون باندهاش ولكن صفوان لم يهتم واكمل تناول طعامه فى صمت 
كانت تداعب الصغير وهى تطعمه تقبله تداعب انفه بقليل من الكاتشب كان الرجلان يتابعاها بتركيز وعلى وجه صفوان ابتسامه اطمئنان وخلدون ابتسامه حنين وتمنى 
انتهى الصغير من طعامه وقد انهى صحنه بالكامل لتحمله سلمى وهى تغادر غرفه الطعام وصعدت الى غرفته غسلت له وجه ويديه واجلسته على سريره وابدلت له ملابسه وجلست بجانبه يلعبان 
انتهى الرجلان من طعامهم وشربا قهوتهم وجلسى فى الحديق وهى لم تنزل حتى الان 
نظر خلدون لصفوان وهو يرفع حاجبه ليضحك صفوان بصوت عالى وهو يقول 
مش هشكرك على فكره لانه ابنك زى ما هو ابنى  
ليبتسم خلدون وهو يقول 
ربنا يكرمك يا صفوان انا ديما بحس انك اخويا حقيقى  
لينظر له صفوان بابتسامه
هادئه دون كلام نظر خلدون فى اتجاه البيت وهو يقول 
هما ناموا ولا ايه 
لا بس تلاقى يوسف قاعد بيرسم 
لم يكمل الجمله ليجد يوسف يركض فى اتجاههم يمسك بيده الكره وهو يقول 
مين الى هيلعب معايا علشان سلمى مش بتعرف تلعب كوره 
ليقول صفوان باندهاش 
انت مش المفروض تكون بترسم دلوقتى 
قال الصغير وهو يضرب الكره ارضا 
سلمى قالتلى نلعب شويه رياضه وبعدين ارسم 
لينظر لسلمى باندهاش معجب يجدها تنظر ارضا وقف خلدون سريعا وهو يقول 
يلا يا بطل انا هلعب معاك بقالى كتير ملعبتش بس لازم تخاف منى انا معنديش ياما ارحمينى 
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يلقى الكره ارضا ويركض خلفها ويركض خلدون خلفه لتتحرك سلمى وتدلف الى الداخل بصمت 
وقف صفوان يلعب مع ابنه وصديقه وبعد الانتهاء ركض يوسف الى سلمى التى حملته بترحاب ادهش صفوان حيث انها لم تهتم انه مبلل بالعرق وثيابه مليئه
 

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات