الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود

انت في الصفحة 30 من 88 صفحات

موقع أيام نيوز

 


واسعة بالقرب منهما حتى يتمكن روك وجوتشي بأن يختليا معا إذا أرادا كان أدهم يراقبهما وهو يتحدث مع مريم التي كان يبدو عليها بعض الضيق فسألها عما أصابها قائلا 
مالك في حاجة مضايقاكي 
لأ مفيش 
لأ في حاجة ضايقتك أنتي كنتي بتهزري وتضحكي بس في حاجة حصلت ضايقتك مش عارف أيه 
أدهم هو أنتا ليه سبتني في الكافيه لما روحت تقابل صاحبك 

عشان مش عايزه يشوفك
مش عايزه يعرف أنك متجوز صح 
لأ مش قصدي كده خالص والله فهمتيني غلط مش عايزه يشوفك يا مريم بصراحة مش حابب حد يشوف مراتي ويبصلها بغير 
بتغير عليا طب ليه 
يعني أيه ليه 
مش أنا أختك أو بنت عمك بس يبقا مش المفروض تغير 
لأ يا مريم غلط الراجل سواء بقا صعيدي ولاهندي حتى لازم يغير على الست اللي تخصه تقربله أمه أخته بنت عمه مراته صاحبته حتى 
مريم بعدم اقتناع لأ والله 
أه والله 
ماشي همشيها كده 
سيبك بقا من الكلام ده فاكرة لما قولتلك قبل كده أن في ترتيب في دماغي بفكر فيه عشانا يعني 
أه ..أيه قررت تقولي كنت بتفكر في أيه
أه لأن الترتيب تقريبا اتظبط بصي بقا أنتي تسافري معايا أمريكا وأنا كلمتلك دكتور صاحبي هناك وقالي سهل جدا تشتغلي معايا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها ساعتها بردو لما نتطلق هقدر آخد بالي منك وكمان محدش هيضايقك هنا ولا يسأل جوزك فين ولا اتطلقتي ليه هناك كل واحد حر يعمل اللي عايزه ومحدش بيتكلم على حد وكمان في مصريين كتير لو عايزة تتجوزي مصري وإن كان رأيي تتجوزي أمريكي عشان تآخدي الچنسية 
كانت مريم تستمع له في صمت حتى بدأ حديثه عن الزواج فارتسمت عليها علامات الحزن والڠضب في آن واحد ثم أجابته محاولة التظاهر بالهدوء قائلة 
بص يا أدهم بالنسبة لموضوع السفر ل أمريكا معتقدش إني حابة أسافر يمكن أه متضايقة من هنا ومن الظروف اللي هنا ومن العادات والتقاليد اللي خليتك تتجوزني وأنتا مش عايز وأنا كمان مكنتتش عايزة ومن خۏفي لو سبتني وسافرت لكن بردو مش متخيلة إني أقدر اعيش ف بلد تانية ب عادات وتقاليد مجتمعية تانية ف حضارات تانية وثقافات مختلفة تماما ودين مختلف صعب أوي أتأقلم على كل التغيير ده وأنتا عارف إني مش بحب التغيير أصلا .. 
تاني حاجة بقا بالنسبة لموضوع الجواز ده وحوار أتجوز أمريكي ولا مصري والچنسية والكلام ده متهيألي أن مش أنا الست اللي أتجوز بس عشان آخد چنسية ومش عايزاها أصلا ولا تهمني أنا أول مرة اتجوزت كنت فاكرة إني بحبه وتاني مرة لما أتجوزتك كنت مضطرة بس
عشان أعرف أعيش عشان محدش يضايقني ولا يبصلي بصة مش كويسة لكن أتجوز بس عشان آخد چنسية بلد تانية أنا مش عندي شغف حتى إني أروحها يبقا طز في الچنسية والعريس ..
أخر حاجة بقا يا أدهم لو سمحت بعد كده متتكلمش تاني ف موضوع جوازي ده اللي يهمك هو طلاقنا وزي ما اتفقنا بعد سنة من جوازنا هيتم الطلاق بس ده اللي يخصك لكن أتجوز بقا بعد كده أو اترهبن ده ملكش فيه 
أنتي مالك سخنتي عليا أوي وبتهاجميني كده ليه 
عشان أنتا بتستهبل يا أدهم ومش بس بتضحك عليا أنتا بتضحك على نفسك ومعرفش بتعمل كده ليه ومش عايزة أعرف أنتا حر 
بستهبل ف أيه مش فاهم 
لأ فاهم فاهم كويس أوي ولو مش فاهم هفهمك.. أنتا يا أدهم هتقدر تشوفني مع راجل تاني غيرك هتتحمل إني أتجوز راجل تاني بلاش أنتا ..أنا أنا يا أدهم هرضى أتجوز راجل تاني طب أزاي كده هبقا بخونه وبغشه 
بتخونيه وتغشيه ليه 
مش عارف ليه يا أدهم ثم ابتلعت ريقها ومسحت جبينها ووضعت يدها على فمها ثم نظرت إلى عينيه فجأة ثم زفرت زفرة حارة وقالت بصوت خاڤت بالكاد يخرج من بين شفتيها عشان بحبك يا أدهم
بهت أدهم وصدم من صراحتها لم يتوقع ألبته أن تعترف له بحبها لم يعلم ماذا عليه أن يجيبها لو كان بيده لأخبرها أنه الآخر يعشقها ولا يستطيع مجرد التخيل أن يراها مع رجل أخر حتى لو كانت تتحدث معه فقط لا يطيق أن يتخيل أنها تحب رجل آخر لا لا أن حتى مجرد الفكرة تثير جنونه وغيرته لكنه أيضا لا يستطيع الاعتراف بحبه هذا لأن هذا الاعتراف سيترتب عليه أشياء آخرى لابد أن يكشفها له وقد يخسرها لا حتما سيخسرها لا يستطيع أن يستمر في تلك العلاقة لابد أن يظل هو وحده من يعلم السبب لكن عليه أن يخبرها الآن ب رد مقنع ف صمت برهة ثم قال 
مريم منكرش أن مشاعري اتحركت ناحيتك الفترة

اللي فاتت ويمكن كمان التعود والعشرة خلق بينا جو مختلف بس مش هينفع نستمر في علاقتنا لأن ساعتها أنا اللي هكون بخدعك وأغشك بصراحة أنا حبيت واحدة تانية أكتر من 8 سنين بس مكملناش وأنا منسيتهاش يمكن اتشديتلك زي أي راجل ما بيتشد ل ست لكن أنا محبتش غيرها ومش هقدر أكمل معاكي لأني بصراحة بفكر أسافرلها أمريكا ولو كانت متجوزتش أتجوزها 
أنا مش فاهمة حاجة طب ومتجوزتهاش من الأول ليه أيه خانتك بس لو خانتك هترجعلها أزاي 
لأ هي مخانتنيش بالمعني الحرفي للخيانه هي رفضت تتجوزني وقتها واشترطت عليا أستناها لحد ما تخلص أبحاثها وتحضر الماجيستير والدكتوراه لكن أنا رفضت وبعدت عنها شوية وبعد كده عرفت أنها اتخطبت ل مدرس في الجامعة أمريكي أصلا وقالتلي أنها هتتجوزه عشان تآخد الچنسية وكمان هيساعدها في الماجيستير بتاعها ورجعت مصر وسيبتها واتقطعت أخبارها بس من فترة وقت مقولتلك أن في ترتيب تاني ف دماغي كانت هي بعتتلي ايميل بتقولي فيه أنها اتطلقت وانها لسة بتحبني ومستنياني أرجع أمريكا تاني بصراحة كنت متردد ولسه متردد لكن الحقيقة المؤكدة بالنسبالي أني وقتها اكتشفت إني لسة بحبها 
لأ والله بجد وأنا أيه بقا هتاخدني معاك تغيظها بيا وتقولها أنك أنتا أتجوزت غيرها بس وماله هتطلقها عادي وعشان تريح ضميرك تقولي كلمتين هبل وتيجي معايا وتشتغلي وتتجوزي ومعرفش أيه قد كده أنا كنت هبلة روحني يا أدهم بعد أذنك 
استني بس يا مريم 
لو سمحت يا أدهم روحني حالا ومش عايزة أتكلم ولا كلمة تانية 
أخذ أدهم الكلبين وعادا لمنزلهما وكان بين الحين والآخر ينظر ل مريم التي كانت عيناها قد غروقت بالدموع حاولت بكل جهدها ألا تسقط دمعة واحدة حتى عادا للبيت وما أن دخلت غرفتها حتى وضعت وجهها في وسادتها وظلت تبكي في صمت حتى لا يسمعها لكنه يعلم بأنها تبكي حتى وإن لم يسمع صوت بكاؤها لكن كان لا مفر مما قاله حتى وإن كان معظم ما قاله لها ليس بحقيقة لكن لم يكن أمامه سوى هذا ....
مرت الأيام التالية مملة كئيبة مريم عادت لصمتها وأدهم احترم هذا الصمت ولم يحاول أن يفتح معها الحديث في هذا الموضوع مرة آخرى يعلم أن حديثه قد جرحها كثيرا خاصة بعدما صرحت له بحبها 
وفي إحدى الأيام جاءت نور فرحة كانت مريم تجلس بمفردها وحينما رأت نور ف سألتها 
في جديد يا نور ف موضوعك أنتي وجوزك حساكي فرحانة 
الحمد لله أنا كلمت أهلى وأقنعتهم أن الطلاق هيحصل لا محالة وأن النهارده أفضل من بكره ولما لاقوني مصممة اتكلموا معاه واتفقوا أن الطلاق هيتم الأسبوع الجاي بإذن الله عمري ما كنت حاسة براحة زي الأيام ديه والله يا مريم كأنه حمل تقيل وانزاح 
ربنا يختارلك اللي في الخير
يا نور أنتي طيبة أوى وبجد تستاهلي كل خير 
بس أنتي مالك بقالك كام يوم كده متغيره
مفيش ..الدنيا مش بتفضل على حال واحد يا نونو عادي يعني متقلقيش عليا صاحبتك زي الفل 
يارب دايما
مر اليوم وحاولت مريم ألا يلاحظ أحد الحزن البادي عليها وحينما عادا للمنزل أتفقا على الذهاب ل دينا وسيف غدا وستذهب مريم ل شراء الهدية بمفردهاا بعدما رفضت عرض أدهم في أن يذهبا سويا لشراء الهديه ف هي لا تود البقاء معه فترة طويلة ولا تريد أن تراه لأنها كانت غاضبة منه بشدة وفي اليوم التالي نزلت واشترت الهدية وذهبت لعملها وبعدما انتهى اليوم وعادت للمنزل تناولا طعام الغداء وارتدا ملابسهما وذهبا معا لتهنئة العروسين
وحينما رأت مريم دينا احتضنتها بشدة فقد اشتاقت لها كثيرا ثم رحبت ب سيف وباركت لهما ثم أستأذنت لتصلي المغرب وأدهم أيضا ف نظر لهما سيف مازحا
ماشاء الله ما جمع إلا ما وفق متدينين زي بعضكوا بصراحة ماشاء الله عليكوا مبتفوتوش فرض 
ردت مريم يا سيف متدينين عشان مبنفوتش فرض يا ابني ده تاني ركن من أركان الإسلام يعني عشان نبقى مسلمين لازم نصلي مش بنعمل اللي متعملش احنا يدوب بنعمل الفرض صح وربنا بس يتقبل 
رد أدهم أنتا بس يا سيف اللي محتاج تظبط موضوع الصلاة ده 
والله أنا بصلي بس موضوع المواعيد ده اللي مش بيظبط معايا ف ساعات بأخر صلاة ساعات بيروح عليا فرض وأجمعهم كده
ردت مريم وده عادي يعنيربنا سبحانه وتعالى قال في سورة الماعون بسم الله الرحمن الرحيم فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون يعني ف وادي في الڼار اسمه ويل وده للي بيأخروا الصلاة أو بيجمعوها أو بيصلوا فرض ويسيبوا فرض متخيل الموضوع مش هين زي ما أنتا فاكر وعلى فكرة سهلة تظبطها أنوي أنتا بس ودينا معاك هنا وأدهم معاك في الشغل وهتقدر تنتظم بإذن الله 
ردت دينا هو بس اللي كسلان حبتين 
قال سيف ضاحكا ايه بقا هو مفيش غيري ف القعده ديه طب يلا قوموا صلوا منك ليها 
رد أدهم بجدية وقد شعر بالتقصير تجاه صديقه تعالوا نصلي جماعة كلنا يلا ومن هنا ورايح يا سيف أنا معاك ف موضوع الصلاة ده بإذن الله وهنظبطه سوا ..
وبالفعل قام الجميع للوضوء ثم استقبلا القبلة أدهم وسيف في الأمام ومريم ودينا خلفهما كان أدهم هو الإمام كان صوته عذبا رخيما وهو يقرأ القرآن كان صوته يمس القلوب لأنه يقرأ من قلبه وما أن انتهى من صلاته حتى قال له سيف 
ماشاء الله يا أدهم صوتك وأنتا بتقرأ القرآن حلو جدا خلاص يبقا هصلي معاك علطول 
ردت دينا فعلا ماشاء الله صوتك حلو جدا بيدخل القلب كله خشوع ربنا يزيدك يارب
رد أدهم بخجل شكرا يا دينا ربنا يكرمك
فقالت دينا وهي تجذب مريم طب بعد أذنكوا بقا أنا هاخد صحبتي عشان نقعد جوه شوية على راحتنا عشان وحشتني جدا ولو احتجتوا حاجة أنده عليا يا سيف 
قال أدهم مش عايزين نطول عليكوا بقا
 

 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 88 صفحات