الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية زوجتي العمياء بقلم نورهان لبيب

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


ما عرفهاش مش همضى
جاسر مش هتمضى صفعه جاسر صفعه مباغته أمضى بدل ما أجيبلك بوليس الآداب أنتى
وصدقينى ما قدرش اتخيل إللى هيعملوا فيكى هناك فأمضى من سكات
كاميليا بشحوبح حاضر حاضر همضى
أخذت كاميليا الدفتر ومضت على أول شيك وكادت ان تعطيه الدفتر فتحدث جاسر
جاسر بأمرأمضى عليه كله يلا قدامك عشرين شيك أمضى عليهم كلهم يلا يا قطه بدل ما اجيب البوليس

مسكت كاميليا القلم بيد مرتجفه توقع الشيكات فمهما حدث تظل أفضل من الڤضيحة وكذلك ربما تستطيع أن تأثر على جاسر وتأخذها منه ولكنها غبيه فمن لدغ من الجحر مرتين يكون حذر وجاسر ليس بالشخصية الساذجه التى تؤثر عليه
أمرأه أى كانت ولكن من يعلم هل تستطيع ان تضعف قوته وتجعله يخضع لها مره أخرى ولكن
بمجرد ان أنتهت حتى سحبها من شعرها ومشى
بها ناحية الباب وهو يسحبها بقسۏة وكاميليا تترجاه
ان يتركها ولكن دون جدوه حتى وصل لمطبخ الخدم
فډخله ورماها به وتحدث إلى سعاد
جاسر سعاد بصى من النهارده كاميليا هتشتغل خدامه فى البيت هنا مش عايزك ترحميها كل شغل
البيت تقوم بيه اه وكمان تاخدى منها التليفون وأى وسيلة
إتصال بالعالم الخارجى و الاكل هتعمليه أنتى عشان ما أضمنش ممكن تعمل إيه هى ما عدتش ست البيت البيت ده ليه هانم واحده وهى مريم هانم الصياد مفهوم
سعاد بشماتهأمرك يا جاسر بيه
كاد جاسر ان يتحرك ولكن تحدثت كاميليا بترجى
كاميليا جاسر أرجوك ما تسبنيش هنا أنا بعتذر ليك عن كل خطأ عملته بس ما تسبنيش هنا
جاسر بسخريةإللى أنتى عملتيه ما يتحلش بأعتذار ده يتحل پالدم فأحسن ليكى إنك تتجنبينى اه صحيح أنتى طالق بالتلاته يا كوكى
تحرك جاسر وغادر المطبخ تحت صدمة الخدم فلم يتوقعوا ان يحدث هذا أبدا فمن تدليل جاسر بكاميليا كانوا يعتقدوا انه من المستحيل ان يتخلى عنها أبدا ولكن ما حدث اليوم خلف جميع التوقعات فتبعته نجاة إلى الخارج
نجاة جاسر بيه لو سمحت أستنىألتفت جاسر بيه لها فأكملت حديثها ذى ما حضرتك عارف أنا هنا
مديرة المنزل وما ينفعش تدى مهامى لحد تانى أقل
منى فى الوظيفة
جاسر بسخريةمديرة المنزل طب تعالى ورايا يا مديرة المنزل
تحركت نجاة خلف جاسر حتى وصل إلى باب القصر الداخلى ونادى على رئيس الحرس
جاسررأفت يا رأفت
حضر رأفت بمجرد ان سمع سيده
رأفتتأمر بحاجة يا جاسر بيه يا جاسر بيه
جاسر خد الاستاذه نجاة وروقها انت والرجاله على
الآخر مش عايز ها تشتكى من حاجة أنت فاهمنى أصلها مديرة المنزل يا سيدى يلا يا نجاة روحى معاه
أخذ رأفت نجاة من يدها بقسۏة لكى ينفذ أوامر جاسر حيث أمر رجاله بضړب نجاة
فهو سينتقم من الجميع لمريم ولنفسه
أيضآ من الجميع ولكن فل ينتظروا
عند شريف
كان يقف فى منطقة مقطوعة تحديدا طريق الإسكندرية الصحراوى ومعه بعض الرجال الخاصة بالحراسة كأنه ينتظر شخص ما حتى وصلت مجموعة سيارات آخرى وقفت السيارات ونزل منها
الحرس يفتح أحدهم الباب لرب عملهم فنزل منها
رجل فى نهاية الخمسينات من عمره يرتدى ملابس
كلاسيكيه فرغم كونه من الصعيد إلا أنه لم يمت للصعيد ولا حتى لقيمه وأخلاقه نزل توفيق من السياره فتوجه له شريف
شريفازيك يا باشا عامل إيه ليك وحشة والله
توفيقفى إيه يا شريف ايه إللى مخاليك طالبنى فى الوقت ده
شريف كنت عايز اى وسيلة تطلعنى بره مصر صالح الصياد خلاص خد منى كل حاجة لا وكمان
طردنى من الشركة بتاعة فكلم أى حد من الكبار
يطلعنى بره البلد
توفيقوأنت عايز تطلع بره البلد عشن خسړت فلوسك وصالح طردك ولا فيه حاجه تانيه
شريفاممم بص أنا هقولك لأن مش قدامى غير الحل ده جاسر صحبى عرف ان أنا على علاقة بمراته
وأنا دلوقتى ضعيف وبقيت فلوسى فى سويسرا ده
غير أن أنا دلوقتى ضعيف مش هقدر اوجهه
توفيق بعد إللى أنت قولته ده عن الورق إللى سلمه صالح عنك إنك بقيت ورقه محروقه لينا يا شريف
بس أنا هساعدك وهتوسط ليك عندهم وده هيبقى ليه مقابل طبعا
شريف وهو يبتلع ريقهوإيه هو المقابل ده يا باشا
توفيق بأب إنك تدينى نص الفلوس إللى معاك واللى أنت مسافر عشانها
شريف بقلقمش كتير ده
يا باشا
توفيق بهدوءلا مش كتير اولا هتنال حريتك إللى ممكن تفقدها فى أى وقت ثانيا بقى هتبقى جنب فلوسك ولو عايز تسافر أنا ممكن اسفرك دلوقتى وحالا
شريف بشحوبأنتوا عرفتوا إزاى
توفيقإحنا نعرف عنك كل حاجة بتحصل فى حياتك حتى دبة النمله يا شريف عشان كده الورق إللى هتطلع بيه جاهز معايا
شريف بعد تفكيروأنا موافق يا توفيق بيه
توفيق بأبتسامهعين العقل يا شريف بص هتاخد جواز الصفر ده وهتطلع من البلد عن طريق ميناء
أبوقير رجالتنا هيكونوا محاوطينك من كل حته وكمان هيكون فى حد معاك يستلم منك الفلوس
لو فكرت تلعب بديلك هتم تصفيتك فورا وشفيق
هيكون معاك لحد ما توصل الميناء
شريفطب أقدر ارجع البلد أمتى
توفيقكمان تلات سنين يلا انت لازم تتحرك دلوقتى
ركب شريف السيارة مع ذلك الذى يدعى شفيق متوجهين ناحية مدينة الإسكندرية لكى يستطيع
شريف الهرب إلى خارج البلاد والفرار من العداله
اما فى بلد آخرى
تحديدا فى المملكة المتحدة بالعاصمة لندن فى منزل صغير يبدو عليه الفخامه خرجت مريم من الحمام وهى تلف جسدها بمنشفه وقفت أمام المرأه تطلع
لها بحزن شديد وتنظر إلى الچروح وعلمات الضړب
الموجودة على جسدها فقد ترك حزام جاسر خطوط
لا يمكن أن تشفى أبدا
مريم بدموععملت ليك إيه عشان تعمل فيا كل ده يا جاسر خلتنى كل ما ابص لجسمى احس بالۏجع و
الألم فى جسمى ڼار مش راضيه تهدى اه يا رب أنا عايزه أنسى إللى حصلى بقى
قطع حديثها صوت طرقات صغيره على الباب ويسبقها صوت والدها الحنون
فارسيلا يا مريم يا حبيبتى الغدى بقى جاهز
مريم بأبتسامة ماشى يا بابا أنا جايه أهو ثوانى بس هغير هدومى
فارسطب يلا عشان الأكل ما يبردش
رحل فارس وبدأت مريم فى تغير ملابسها وارتدت ستره باللون المستردى والبنطال أبيض اللون ثم
خرجت لوالدها الذى كان يجلس فى غرفة المعيشه
وجلست بجانبه
فارس بأسفمعلش يا مريم ما قدرتش أعمل ليكى اكل واضطريت أطلبه من المطعم اكل صينى زى ما
أنتى بتحبى
مريم
بأبتسامهياه يا بابا أنت لسه فاكر أنا بحب إيه
فارس بحنان ابوىوإذا ما كنتش أفتكر الحاجه إللى أنتى بتحبيها يبقى هنسى إيه يلا كولى بقى وكفاية رغى أنتى مش شايفه وشك أصفر إزاى
بدأ فارس فى تناول الطعام بينما ظلت مريم تعبث فى طعامه بشرود وحزن لاحظ فارس شرود ابنته
وعبثها بالطعام فتحدث لكى يفيقها
فارسمالك يا مريم سرحانه ومش بتاكلى ليه يا بنتى
مريم بدموع تلقائية بفكر فى إللى حصل يا بابا أنا عملتله إيه عشان يعمل فيا كل ده ذنبى إيه ذنبى أنى اتجوزته اشمعنا أنا اللى يحصل فيا كده
فارس بحزن استغفرى الله يا بنتى أنا أسف يا بنتى أنى ما كنتش موجد عشان احميكى منه ما أنتى عارفة إيه إللى حصل بس أنتى حاولى تنسى إللى فات خليكى بنت النهارده يا بنتى
مريم بدموععارفه يا بابا عارفه بس صدقنى إللى فات قبل ما يألمنى من بره كسر قلبى من جوه
يا بابا الأيام إللى فاتت دى كنت بصحى على كوابيس وجسمى بيبقى عامل زى الڼار كأنى
لسه فى نفس المواقف القديمه أنا بقيت أشوف هلاوس بسبب إللى حصلى أنا مش قادره أعيش
أنا عايزه أموت كل ما افتكر إللى حصل ليا
فارس بتنهيدهبصى يا مريم أنا عارف
ان إللى حصل مش سهل وصعب تتخطيه بس صدقينى مفيش
حاجة تستاهل إنك تضيعى حياتك عشانها أنا عايزك
قوية وما تضعفيش مهما حصل ماشى يا حبيبتى
مريم وهى تزيل دموعها هحاول يا بابا مع انه شئ بشع ما يتنسيش بس أنت كمان لازم تساعدنى فى
ده بابا أنا عايزه أفتح مطعم ومن الصفر
فارسمطعم وده هتقدمى فيه اكل إيه ده يا مريم
مريم بحماساكل عربى يا بابا إحنا عندنا تراث كبير يا بابا لازم نعتز بيه وعشان كده مش هميز بلد عن
التانيه وهاخد من كل بلد كام أكله مشهوره ولذيذه
وهعمل بيها قائمه تتغير كل أسبوع مع هقدم حجات مختلفها هنا فى ناس ما يعرفوش عن بلدهم دورنا إحنا نوريهم حتى لو بأكله بسيطه مع ديكور شرقى ينقلهم على بلدهم وهما فى مكانهم
فارس وأنا معاكى لأنها بجد فكره حلوه بس هتجيبى شيف منين
مريمأكيد ربنا هيوقع حد فى طريقى
أثناء حديثهم صدح صوت الجرس يعلن عن قدوم أحدهم فصدمت مريم عندما وجدت سيده ترتدى ملابس زاهيه فى منتصف الأربعينات تقف أمامها وتبتسم ابتسامة غريبة وتحمل فى يدها شئ
فى المساء
كان جاسر يجلس فى غرفته فى القصر ويحمل هاتفه ويتحدث مع مهاب ابن خالته
جاسرالو يا مهاب بص عايزك تركز البحث عن مريم فى المطارات مريم بره البلد مش جوه إحنا كل ده كنا
بنضيع وقت كثف البحث أرجوك مش عايز أبعد عنها أكتر من كده أنت
فاهم
مهاببس أنت مين إللى قلك انها بره مصر
جاسر جدى يا سيدى هو إللى هربها وهو كمان إللى
خرجها من البلد
مهاب بترددبس جدك واخد حزره كويس يا جاسر يعنى مش هتعرف توصلها غير بأزن منه
جاسر بتسأولوانت إيه إللى خليك تقول كده
مهاب پخوفاصل أنا سبق ودورت فى المطارات والموانئ ومريم الصياد وأبوها ملهمش أى أثر
جاسر وهو يبتلع ريقهيعنى إيه
مهابيعنى أحتمال ما تشفش مريم تانى
دب الړعب فى قلب جاسر وصدح نقوس الخطړ فهل ما يقوله صديقه صحيح يعنى أنه لن يرى مريم مره
أخرى إذا هذا هو العقاپ الذى اختاره الله له ان يبعدها عنه لا يا الله عقبنى بأى شئ لكن لا تبعدها
عنى لا تكسر قلبى بتلك الطريقه ولكن لا يجب على أن استسلم سوف أبحث عنها واجدها حتى لو كانت
تحت سابع أرض سوف أجدها
الحلقة 14
فتحت مريم الباب فوجدت أمامها امرأه فى الأربعينات من عمرها ترتدى ملابس غريبة الون فقد كانت ألوانها زاهيه للغاية تحمل فى يدها عمود للطعام وتبتسم بأتساع وسذاجه وبجوارها فتاة فى
العشرينات من العمر ويبدوا عليها العبوث وتكتف
السيدة إزيك يا حبيبتى عامله إيه أنا أول ما عرفت ان أنتوا جيران جداد وجايين من مصر قولت ما بدهاش لازم اجى أسلم عليكم بنفسى
الفتاة بأحراج ماما بالرحه على البنت ھتموت فى إيدك خلاص بقى كفاية
مريملا عادى سبيها براحتها بالمناسبة أنا مريم
الفتاة بأبتسامهوأنا سهى ودى تبقى ماما واسمها أميرة
مريمأتشرفت بمعرفتكم اتفضلو
أتى صوت فارس من الداخل يسأل عن هوية الطارق
فارسمين إللى بيخبط يا مريم
مريمدول جيرانا يا بابا مصريين يا بابا اتفضلوا مش معقول هتقفوا على الباب كده
دخلت مريم بصحبتها أميرة وسهى إلى البيت وجلسوا فى الصاله أخذن يتبادلا أطراف الحديث
مع بعضهم البعض
مريمأنتوا بقى اديلكم كام سنة هنا شكلكوا تعرفوا البلد كويس
أميرة بصى يا ستى هاتى أطباق
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات