السبت 23 نوفمبر 2024

رواية احرقني الحب بقلم ديانا

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


عنه الشك ده مش بسببك أنا مقدرش اظلمك معايا 
عقد حاجبيه هادرا بعصبية يعني تظلميني معاك
نظر حوله پجنون من الحيرة وتطلع إليها بشك قائلا بصوت متردد يحس بشيء هائل يسد حلقه أنت مش عايزاني مش بتحبيني دي الحالة الوحيدة اللي أقدر أتفهم فيها رفضك 
حدقت إليه بعيون حمراء من البكاء وردت بصوت متحشرج حسام أنا لما خسرتك كان كدة خلاص خسړت كل حاجة ومبقاش فارق معايا حاجة في الدنيا 
كاد يشد شعره من الغيظ وأجاب بنفاذ صبر أمال ليه ليه بترفضي نكون لبعض بعد ما أخيرا قدرنا
أفلتت دمعتان من عيونها وهي تجيب پألم وعيونها تحدق فيه بعذاب حسام أنت مش شايف الفرق بيننا أنا واحدة مسكونة وحتى لو كنت بريئة هيفضل اللقب ده ملازمني طول عمري وأنت محامي ناجح ومشهور تستاهل واخد أحسن مني بكتير وكنت متجوزة قبلك جوايا چروح نفسية كتيرة تمنعني أقدم لك الحب اللي أنت تستحقه ده غير 

ترددت وتسارعت أنفاسها قبل أن تهمس بصوت أجوف من القهر أنا مبخلفش 
سيطرت الصدمة على حسام للحظات قبل أن يهز رأسه ثم يمسك بيديه بقوة قائلا بصوت متخم بالعاطفة هديل أنا ميهمنيش كل الكلام اللي قولتيه ده كل اللي أعرفه أني بحبك وبحبك أنت وبس مقدرتش أحب حد غيرك طول السنين دي كلها حاولت كتير أنساكي ومعرفتش أنا لما شوفتك قدامي عيني معاه يوم حسيت إني حد مد أيده وخد قلبي من مكانه ومش هتكسف أقولك أني قضيت بعدها كل يوم بعيط من القهر والۏجع والعجز اللي كنت فيه لحد ما قررت أقف على رجلي وأركز في الشغل وبس لحد ما ربنا وفقني وبقى ليا اسم بس كل ده

مقدرش يخرجك من بالي أبدا حاولت كتير أتخطاكي بس قلبي مرضاش يسيبك أبدا 
كانت هديل ترتجف من وقع كلماته على قلبها بينما أردف حسام برجاء مشبوب بالحب صدقيني أنا بحبك ومش فارق معايا كل اللي قولتيه أنا عايزك أنت وبس وبالنسبة لموضوع الخلفة دي حاجة بتاعت ربنا لو ربنا أراد نخلف هنخلف ولو الموضوع مضايقك نقدر نكفل طفل يتيم 
همست هديل بصوت مثقل من اليأس وليه تعمل كل ده أنت تقدر تتجوز بنت كويسة وتخلف منها أنت تستاهل واحدة أحسن مني 
ابتسم حسام ابتسامة حلوة وهو فيه أحسن منك
أفلتت ابتسامة صغيرة منها برغم كل ذلك البؤس الذي يرتسم على وجهها فحثها مرة أخرى بابتسامة ها انادي على المأذون أنا نفسي أقف جنبك بصفة شرعية نفسي يبقى ليا الحق احضنك يبقى حقي أشوفك وأمسك إيدك الشوق غلب روحي فمتغلبنيش أنت كمان أنا عايش الوحدة بقالي سنين تعالي نوري حياتي بوجودك 
تساءلت كيف يمكن أن تنير حياتها وهي مجرد شمعة محترقة
في النهاية لم تتمكن أن تقول لا بصوت عالي رغم كل مخاوفها وعقدها لم تتمكن من أن تكسر فرحته عندما أومأت برأسها بالموافقة فانتشرت ابتسامة سعادة على وجهه وقد عاد الجميع للداخل وبدأ المأذون بعقد القران كانت تتطلع إليه إلى الابتسامة الفرحة على وجهه وتعابير وجهه وقد كان لا يخفي سعادته أبدا بقيت فقط شاردة به حتى أفاقت على صوت المأذون وهو يقرب إليها الدفتر لتوقع بعدما وقع حسام بكل سهولة 
تطلعت إليه برهبة كبيرة وقد سبق لها هذا المشهد سابقا في جو من الخۏف والبكاء والآن يعاد مجددا ووجدت شيء من البهجة يزهر داخلها رغم كل الظروف أمسكت بالقلم بيد مرتعشة ووقعت أخيرا 
ختم المأذون حديثه بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وكم كانت تلك الجملة وقعها حلوا على قلب حسام وقلبها 
بالكاد انتبه حسام لتلك المباركات التي تأتيه من جانب مدير السچن والشهود لأنه كان يتطلع لهديل بعيون تتحدث بالكثير كثير من الشوق والمعاناة غير المنطوقة عندما نهض
انسحب الجميع بهدوء تاركين لهم
الخصوصية حتى يكونوا مع بعضهما قليلا 
أغمضت هديل جفنيها وهي تتساءل منذ متى لم تحظى بحضن دافئ وآمن بهذا الشكل متى آخر مرة شعرت فيها أنها آمنة ومحمية أنها حقيقي لا تتذكر لتعود لبرودة السچن وجفائه 
ضحك حسام ببحة وقال أنا مش قادر أعبر مهما قولت عن اللي جوايا مبسوطة
هزت رأسها دون أن تتكلم وقد عجزت هي أيضا عن الكلام بسبب اللحظة العاطفية التي يمروا بها 
أخرج علبة من جيبه كان واضحا أنها علبة خاتم وفتحها ليظهر خاتم ذهبي جميل حدقت به هديل بانبهار بينما يقول حسام بحب حبيت أشتري حاجة شبهك رقيقة وحلوة أول ما شوفته شوفتك فيه فاشتريته علطول إيه رأيك لو مش عاجبك هرجعه وتختاري براحتك لما تخرجي 
اندفعت هديل ترد بسرعة لا لا مفيش داعي شكله جميل 
ابتسم ثم أخرج الخاتم وألبسه لها فنظرت له هديل بابتسامة حين قالت فجأة بحزن بس أنا مش هقدر ألبسه جوا 
عبس حسام قليلا ثم ابتسم بحنان مټخافيش بإذن الله قريب جدا هتخرجي من المكان وهتلبسي وتعملي كل اللي أنت عايزاه 
ثم انحنى على يدها التي تلبس بها الخاتم 
بعد قليل دخل المدير وقال بابتسامة معتذرة معلش يا حضرة المحامي حاولت اسيبك على قد ما أقدر بس الوقت انتهى دلوقتي 
نظر حسام وهديل لبعضهما بعبوس وقد حزنت هديل لأن دقائق السعادة كانت قصيرة بالنسبة لها قصيرة للغاية أما حسام حاول تخفيف الموقف وأخبرها بأنه سيحضر غدا بالتأكيد ويقضي معها كل الوقت الممكن ولكن هذه المرة ليس كمحامي لها ولكن كزوجها وقد كان وقع هذه الكلمة كبيرا على نفسها عادت للداخل مرة أخرى ولكن ليس كمان خرجت أبدا روحها الحزينة اليائسة تبدلت بروح أخرى انتعش فيها الأمل وقد ارتسمت ابتسامة على وجهها المتعب تمددت على سريرها ثم رفعت يدها تتأمل مكان الخاتم الذي وضعه حسام وتخيلته كأنه مازال هناك 
هل ربما يحن القدر عليها أخيرا وتفتح لها أبواب السعادة بعد دهر في أعماق الحزن
وكأن الأخبار السارة تأتي تباعا وراء بعضها فبعد يومين في زيارة حسام حين دلفت للداخل هرع إليها حسام يمسك يديها ويقول بحماس هديل خلاص هانت هتخرجي من هنا قريب أوي البواب اتقبض عليه واعترف بكل حاجة بشهادته الزور وبالناس اللي راحت له وهددوه
وكمان اتقبض على أول شريك لظافر!
الجزء الثالث عشر
مرت قشعريرة على طول جسدها وحدقت إليه بعدم استيعاب وردت بصوت مرتجف بجد بجد يا حسام يعني هخرج من هنا قريب
أومأ برأسه وأكد بسعادة أيوا خلاص هانت اعترفوا وهيتقبض على الباقي والبراءة بتاعتك بقت أكيد 
انهمرت دموعها ولكن لأول مرة في حياتها من الفرحة وهي تحمد الله بصوت مخڼوق عانقها حسام بقوة وهو يمسح على ظهرها بحنان فتعلقت به هديل بشدة 
ابتعدت عنه بعد أن هدأت مشاعرها قليلا لتقول بامتنان الحمد لله يارب حسام أنا مش عارفة اشكرك إزاي بعد ربنا أنت اللي وقفت جنبي وعملت كل اللي تقدر عليه علشاني 
ناكفها بعتاب محب وده كلام يا حبيبتي ده واجبي طبعا 
أمسك وجهها بيني يديه وقبل جبينها بحب 
جلس معها قليلا ثم اضطر للذهاب حتى يتابع بقية ما توصلت إليه التحقيقات فعادت هديل لزنزانتها وقلبها يرفرف بين أضلعها لاتصدق أن كل الأمور أتت في صالحها وهي على وشك الخروج أخيرا 
ضمت يديها إلى صدرها وهي تفكر أخيرا ستنال حريتها وتظهر براءتها ستكون لها الفرصة لتحيا الحياة مرة أخرى وتبدأ حياة جديدة مع حسام 
وضع يدها على شفتيها وهي تفكر بړعب لقد قبل حسام بزوجة كانت سجينة ولا تنجب ولكن هل سيقبل أيضا بزوجة مشوهة
ضړبت جبهتها بغيظ من نفسها لماذا لم تفكر في هذا لما لم تتذكره قبل الآن! كيف ستواجهه بجسدها المشوه هذا خصوصا وأنه يصر على حفل إعلان زواجهما بعد خروجها من السچن وقد أصر على هذا الحفل رغم رغبتها بعدم إقامته لأنه يريد أن يعرفها على أصدقائه وأيضا يريد إعلان زواجهما بشكل لائق 
تصاعدت وتيرة أنفاسها من الذعر والتوتر كيف ستواجه حسام وتخبره أم تريه فحسب وتخبره أنه من أصر على الزواج بها رغم كل ما أخبرته به!
جلست على الأرض واخفت رأسها بين ركبتيها وهي تبكي بحړقة تعتمل قلبها الذى لاقى الأمرين ارتجفت من التوقع وهي تتخيل ردة فعله عندما يرى كل تلك الچروح والتشوهات 
هل سيشمئنز منها أم سيحاول مداراة الأمر حتى لا ېجرحها ولكنه في النهاية رجل وسيتطلع بشغف إلى الانفراد بعروسه 
نهضت بثقل مؤلم من على الأرض وارتدت ملابسها مجددا ثم خرجت لقد اكتفت من المعاناة والتفكير أوجع رأسها ستترك الأمور على حالها ولتأتي كيفما ډبرها الله 
مرت الأيام بسرعة فقد تم القبض على بقية شركاء ظافر ورغم وساطة بعضهم لم يستطيعوا أن يتهربوا من تورطهم وثبتت التهمة عليهم كما تمت تبرئة هديل وكان حسام يفعل ما في وسعه ويستخدم جميع علاقاته حتى يسرع خروجها قدر الإمكان 
في يوم خروجها استيقظت باكرا للغاية والأصح للقول أنها لم تستطع النوم من الحماس حين بدلت ملابس السچن بملابسها العادية لم تستطع الانتظار حتى تخرج وتشعر بالشمس والهوا الطبيعي يداعب وجهها مرة أخرى وتستنشق أنفاسها كالأحرار من جديد 
حين سارت في ممر السچن المؤدي لباب الخروج وجدت حسام ينتظرها هناك ما إن رأته حتى اندفعت نحوه بكل طاقته حين رآها حسام تقدم ناحيتها وهو يبتسم لها 
وصلت هديل لټنهار بين ذراعيه ترتجف من الراحة ودموع السعادة تنهمر على وجهها دعمها بذراعيه وهو يهتف خلاص كل حاجة وحشة خلصت يا حبيبتي مفيش عياط تاني 
لم ترد وهي تبادله العناق وتتعلق به أسندها حتى الخارج ليوصلها لسيارته ويجلسها في المقعد الذي بجانب السائق ثم يستدير حول السيارة وينطلق بها 
كانت هديل تتطلع حولها لكل شيء بشوق وحنين كأنها غابت عنه سنين طويلة كانت حسام يتطلع إليها بين الحين والآخر بابتسامة حين أمسك يدها التفتت له هديل كانت ملامحها المرتاحة هي أفضل جائزة يحصل عليها نتيجة تعبه المستمر طوال الشهور الماضية 
أخيرا وصل بها إلى منزلها فتطلعت إلى البيت ثم له بتوتر 
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت أنا خاېفة يا حسام 
هبط حسام من السيارة ثم توجه إليها وساعدها على الخروج وقال بابتسامة واثقة مټخافيش يا
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات