الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية للقدر حكاية(الفصل السادس والخمسون إلى التاسع والخمسون) للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس والخمسون
عيناها كانت شارده كحال عقلها وهي تطعمه وجبة افطاره... الي الان لا تصدق ما سمعته ليلة امس... كانت تعلم أن جين حقيره ولكن لم تتوقع أن تصل حقارتها للخيانه... تأملت نورالدين الذي يتناول منها طعامه بفمه الملتوي وعيناه التي تريد الإفصاح بما يرغبه عقله.. دقائق مرت وهي على هذا الحال 

لتنهض من فوق فراشه متجها نحو باب غرفته ترصد الرواق بعينيها ثم عادت نحوه سريعا تحت نظراته لتسأله
جين السبب فيما حدث لك نورالدين أليس كذلك
اماء نورالدين برأسه بلهفه فأخيرا وجد من سيخبره بحقارة تلك التي تسمى زوجته
الطفل ليس طفلك 
حرك رأسه بحزن وقد ألتمعت عيناه بالدمع.. فهى تنسب له طفلا ليس من صلبه وهو الذي كلما حاول بعجزه ان يمسها كزوجة او تساعده علي هذا الأمر كانت تبتعد عنه نافره
ارتعشت شفتاه وقاوم دموعه وهو يشعر بالخزي مما هو فيه
فشعرت به سماح... لتربت على كفه بدعم 
سأساعدك لنيل حقك نورالدين...
تبدل حاله وهو يسمع كلماتها... واشرقت ملامحه فلا يريد المۏت الا وتلك الخائڼه تنال ما تستحق ولا ترث أمواله
.............................
احتضنت شقيقتها بسعاده ولكن كان قلبها يتفطر ألما وهي تراها منطفئه الروح والوجه وقد فقدت الكثير من وزنها 
وحشتيني اوي ياياسمين
وانتي كمان ياياقوت... انا كنت محتاجاكي اوي 
ابتعدت عنها ياقوت تنظر لملامحها الباهته.. فربتت فوق وجنتها بحنان 
وانا هكون جانبك ديما 
عادت لټحتضنها ثانيه... ولم ينتبهوا لهبوط مريم الدرج... فوقفت تتأملهم بأعين لامعه تتمنى داخلها لو كانت لها شقيقه ترتمي بين احضانها... نفضت رأسها سريعا وهي تتذكر من تتمنى ان تكون مثلهم
اقتربت منهما وفحصت ياسمين بعينيها 
ازيك 
ابتسمت ياسمين إليها ولكن توترت من نظراتها فهى تعلم انها لا تطيقها
الحمدلله 
تعجبت ياقوت من تقبلها لقدوم شقيقتها ومكوثها هنا معها.. اخرجتها من دائرة أفكارها وهي تهتف
عايزاكي في كلمتين 
رمقتها ياقوت بأستنكار ولكن تجاوزت صفاقتها واتبعتها 
عشان انتي طلعتي جدعه ومعرفتيش بابا بلي حصل...وانا اه طلعت جدعه معاكي ومع اختك وسمحلها تبقى ضيفه في بيتنا 
مقتت حديثها الذي اغاظها 
وتفتكري هفضل ساكته 
شحبت ملامح مريم وهي تتذكر وعدها له ليله امس.. فهى بالفعل قررت أن تتخلى عن رفقه رؤى واصدقائها ولكن حبها الذي بدء ينمو نحو هاشم لن تتخلى عنه.. قطع حديثهم قدوم ندي نحوهم وترحيبها ب ياسمين التي وقفت تفرك يداها بتوتر تخشي ان تكون ضيفة ثقيله بينهم ولكن مع ترحيب ندي شعرت بالراحه 
............................... 
انفردت ندي بمريم غير مصدقه صمتها دون إلقاء كلام جارح لياسمين 
كويس انك مقولتيش للبنت كلمه تجرحها.. قدري حالتها وبلاش تضايقيها يامريم 
تركت مريم هاتفها الذي تبعث به وتعلقت عيناها ب ندي 
انا وعدتك انتي وبابا مش هضايقها... هي هتمشي امتى ياريت الزياره متطولش 
تنهدت ندي بيأس 
يعنى نحدد أقامه للبنت... واحده وقاعده في بيت اختها 
انتضفت مريم من فوق مقعدها ترمق ندي بغيره 
لا ده بيت ماما وانا ساكته عشان بابا 
ودمعت عيناها وهي تبكي على ذكرى والدتها 
اخدت كل حاجه كانت لماما ياندي... بابا مبقاش يتكلم عن ماما ومبقاش شايف غيرها 
أنتي ازاي نسيتي ماما ياندي ديه كانت اختك...
ترقرقت عين ندي فكيف تلومها على ذكرى شقيقتها وحبها لها ولكن الحياه تمضي مهما كان وتقذفنا هنا وهناك 
ازاي انسى اختي وامي يامريم.. بس حمزه من حقه يعيش برضوه.. كفايه اللي عملوا عشانا ولسا بيعمله وسوسن هي اللي وصة بجوازه 
ومسحت دمعتها بوهن
سوسن زمانها فرحانه عشانه
ألقت مريم نفسها بين ذراعيها تستمد منها قوتها وظلت تبكي ثم ابتعدت عنها 
ندي انا عملت حاجه غلط وعايزه اعترفلك بيها... بس متقوليش لشريف ولا بابا هيزعلوا مني 
لتتجمد ملامح ندي بقلق.. فأبتلعت مريم لعابها 
انا كنت بخرج من وراكم بليل 
اتسعت عين ندي ذهولا لتسرع بأخبارها 
هما كام مره بس... وكمان شربت سجاير 
وتلك المره شهقت ندي غير مصدقه ما سمعت
.............................
طرقت باب غرفتها ثم دلفت إليها لتجدها جالسه فوق الفراش تقرء في كتاب الله... صدقت ونظرت نحو شقيقتها فلمعت عيناها بسعاده وهي ترى ياقوت بأبهي صوره وهيئتها كهيئه نساء المجتمع المخمل التي قد ظهرت عليها 
طالعه جميله ياياقوت
تمتمت بها ياسمين بحب حقيقي لتقترب ياقوت ثم دنت منها تلثم خدها 
أنتي اللي جميله وعيونك جميله ياحببتي 
ابتسمت ياسمين فربتت فوق خدها 
معلش هسيبك لواحدك..بس لو عايزانى الغي.. 
اسرعت ياسمين بقطع عبارتها 
لا متلغيش خروجتك مع جوزك عشاني... اخرجي واتبسطي عشان ترجعي تحكيلي عملتي ايه 
ابتسمت بحب لنقاء شقيقتها وطيبتها.. لم يؤثر كره زوجة ابيها لها بقلب شقيقتها وكأن بطن واحده قد حملتهما فشقيقتيها من والدتها لم يكونوا مثل ياسمين فالوحيدة كانت القريبه منها تراها اختها الكبرى 
مش هتأخر عليكي 
هتفت بها وهي تلقى عليها قبلة بالهواء ثم غادرت الغرفه واغلقت الباب خلفها 
ابتسم وهو يشعر بملمس قبلتها فوق خده 
لا ده انا كده اوديكي كل يوم معرض 
ضحكت برقه وهي تناوله سترته
وانا موافقه 
بقيتي مكاره ياحببتي 
ماهي اللي تتجوز راجل زيك لازم تبقى كده... ياقوت الهابله مكنتش نافعه 
قطب حاجبيه بعبوس مصطنع 
مسمحش ليكي تغلطي فيها... بس منكرش اني ياقوت الجديده بقت خطړ عليا 
ألتقط منها سترته وهو يخبرها بعبارته الاخيره.. فلطمت صدره بخفه
بقيت اتعلم... ماهو الأهبل مش بيفضل اهبل بيتعلم ياحمزه باشا 
ضحك بخفه وهو يفحصها بنظراته
باشا ايه ده انتي اللي بقيتي باشا 
ومال نحوها يتسأل 
مش هتقوليلي المرادي واخده مين قدوتك وبتتعلمي منه 
ومهما فعل لن يتخيل ان سبب في تغيرها لكل هذا هي السيده سميره صاحبه البنايه التي كانت تقطن بها عندما أتت من بلدتها.. زياره دون سبب قررت فعلها اكراما لطيبة تلك المرأه ولم تنتهي تلك الزياره هكذا انما اتبعه اتصالا من والدتها تخبرها انها ألتقت بزوجة ابيها في عرس أحد اقاربهم لتخبرها ان ابنتها خائبه الرجا لا تملئ عين زوجها وستعود إليهم مطلقه فما الفائده من فتاه أتيه من خلف البهائم
أقسمت لحظتها انها لن تجعل احد يشمت بها...
ركلة قويه ركلها بها صيغارها لتتآوه ثم ضحكت 
مش عيب كده 
ابتعد عنها بعدما كان غارق في اغداقها بمشاعره لينظر لها وهي تضع يدها فوق بطنها ثم ابتسم بعد أن استعب مقصدها 
وجعك اوي 
ضحكت وهو تمسك يده تضعها فوق بطنها واليوم أيضا لم تنتبه لحديثها كما لم ينتبه هو 
دول بيلعبوا 
مسح على بطنها بخفه وعيناه قد لمعت 
تعرفي ان شعور الابوه جميل اوي... نفسي اشيله على أيدي واتابع كل خطوه وهو بيكبر قدامي 
وتنهد وهو يتذكر فتره إصرار ناديه على زوجة وسؤالها المتكرر له كيف لا يتمنى تجربة ذلك الشعور 
تعرفي ان ناديه كان عندها حق.. 
ورفع كفيه يمسح فوق خديها وعيناهم ثابته نحو بعضهما 
انا كنت محتاجكم فعلا ياياقوت.. 
وانتهى الكلام وهو يحتضنها ولأول مره يشعر انه تحرر من الماضي الذي كان يحاوطه وعاد حمزه ذو الثالثه والعشرون عاما 
...........................
ابتسمت هناء بخفه وهي تنظر اليه وهو يعلمها كيف يتم اكل طعام السوشي 
مهما حولت يامراد مش هعرف 
رمقها وهو يضيق عيناه 
طب جربي قدامي ووريني
زمت شفتيها

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات