الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية للقدر حكاية(الفصل الستون إلى الخامس والستون ) للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

انا اسف ياحمزه... بس ديه الحقيقه
غادر بخطوات ثقيله عكس ما أتى .. لينظر الي الرساله التي بعثها اليه هاشم عن عنوان منزله بدقه رغم ان فرات اخبره بكل شئ
تعلقت عين شريف بذلك الشاب الذي يقاربه من العمر يخبره بهويته 
انا فارس..كنت صديق لمريم 
انتفض شريف من فوق مقعده يمسك ب تلابيبه 
اه ياكلب.. جاي تعترف بحقارتك 
سعل فارس بشده يزيح يديه عنه 
انت مش عايز تعرف الحقيقه ولا ايه ياحضرت الظابط 
تجمدت يدي شريف وارتخت فتحرر فارس من قبضته ليهندم ملابسه 
وليد هو اللي بتدور عليه 
قالها وهو يرمق شريف الذي وقف يطالعه بنظرات باهته 
وليد مين 
وليد الأسيوطي... اخو عضو البرلمان ورجل الأعمال احمد الأسيوطي 
ماذا تقول... سأتي على الفور
رغم كل شئ إلا أن قلقها جعلها تسرع في سؤله بلهفه
انتظر سهيل... ماذا حدث
الكل يطلب منها المساعده وهي التي بحاجه إليها.. والدها أصبح يدعمها يخبرها انه معها ولأول مره كانت تشعر بعزوة الاهل
زفرت أنفاسها بتنهيدات خافته.. عادت نحو بوابه المنزل الخاص بعائله هاشم لتتجمد أطرافها 
اقترب منها بخطوات هادئه لتتراجع للخلف
الفصل الرابع والستون 
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
كانت نظرات عيناها كالجليد وهو يقف يدور حولها يمسح على وجهه من حينا الي اخر يسألها للمره الثالثه نفس سؤاله
عايزه تختفي مني يا ياقوت.. طب ليه
صمتها ازعجه فأردف پغضب أعمى وحديث هاشم يخترق صداه عقله
ردي...
مش عايزه ارد.. لو رديت هوجعك
جمدته عبارتها فلطم فوق صدره پجنون
كل اللي عملتي ده ولسا موجعتنيش... عارفه يعني ايه ألجأ للناس تعرفني مكان مراتي المختفيه عني بمزاجها..
طالعته بآلم استوطن قلبها قبل عينيها
وجعك ليا فاض... لو مكنتش بعدت عنك وعن عيلتك كنت ھموت ھموت مقهورة... القهره اللي عيشت حياتي كلها بدوق مرارها على أمل أن الحياه تدوقني حلوها لكن حتى يوم ما الحياه غرقتني في نعيمها القهره فضلت جوايا
ارتعشت شفتيها كمثل باقي جسدها
ياقوت انتي...
صړخت بضعف وتعلقت عيناها بأعين شقيقتها التي وقفت علي أعتاب المطبخ ثم توارت داخله ثانية حزينة على حال شقيقتها
هتقولي ان انا الضعيفه... واه مشيت وسيبتلك حياتك.. سيبني بقى في حالي واهتم بعيلتك هي أولى بأهتمامك 
لم يكن يقصد أخبارها بما ظنته إنما أراد أن يخبرها لما لم تقف بوجه شريف وتدافع عن حقها 
صمتت تلتقط أنفاسها واندفعت نحوه لا تشعر الا بحړقة قلبها 
اتهمتني بحاډثه مريم... كلكم اتهمتوني من غير ذنب... عيشت بينكم كأني دخيله على حياتكم باخد حاجه مش ليا... عيشت فرد زايد لا ليه حق يتكلم ولا يعترض... سيبتهم يهينوني
وعند تلك العباره سقطت دموعها وهي تتذكر أفعالهم جميعا.. تتذكر أفعال ناديه واوامرها لها وكيف تعامل ندي بتقدير... تتذكر سخط وكره مريم وفعلت شريف ... 
ياقوت انا اتعبت من المشاكل... تعبت ان اعيش اراضي من كل الجهات..
وهوي بجسده فوق الاريكه يرمي بثقل جسده
حنانك هو اللي بيعوضني... يمكن اكون اناني في حبي ليكي بس انا...
وصمت عاجزا عن التعبير بأحتياجه لها ولحبها
للأسف اتجوزت الانسانه الغلط عشان انا...
ألتقطت أنفاسها ولملمت شتات حالها واشارت بأصبعها صوبها 
عشان انا محتاجه حبك وحنانك ياحمزه.. محتاجه حد يعوضني.. محتاجه اللي يشيل عني قسۏة السنين.. يشيل عني الضياع.. اختارت الانسانه الغلط
تجمدت عيناه فوق صفحات وجهها وملامحها الشاحبه وهو يسمعها تفيض له بأوجاعها.. نظراتها له كانت ضائعه تخاطبه دون شعور منها.. فنهض مقتربا بعد أن رأها تنحني بجزعها العلوي تضم بطنها بيديها
مالك ياياقوت... اهدي ياحببتي
اه مش قادره ياحمزه بطني...
ارتبك وهو يراها بذلك الوضع لا يعرف ماذا يفعل
طب انتي حاسه ب ايه..
صړخت بقوه ف الآلم الذي كانت تجاهد على مقاومته ازداد حتى أصبحت لا تتحمله.. خرجت 
مالها ياقوت ياحمزه
ياسمين ساعديني... ياقوت شكلها بتولد
ده لسا ميعادها
ياقوت ولدت ياحمزه وجابت ولدين زي القمر 
ولدين... ياقوت كانت حامل في.. 
قبل أن يكمل باقي عبارته كانت ياسمين تهز رأسها اليه بسعاده هاتفه 
ايوه ياحمزه ياقوت كانت حامل في توأم 
عيناه لمعت بالدموع التي ظلت عالقه بين اهدابه... دار حول نفسه غير مصدقا انه أصبح اب.. ان الحلم تحقق وانه سيري ذريته 
الحمدلله..
وتعلقت عيناه ب ياسمين التي وقفت تطالعه بسعاده واشفاق عليه من حالة الضايع التي لأول مره تراه بها 
مبروك يتربوا في... 
لم تكد تنهي عبارتها فوجدته يتجه نحو شقيقتها التي خرجت للتو من غرفة العمليات 
تمتمت لحالها وهي ترى لهفته 
اختي لو شافت خوفه ولهفته عليها هتعرف اد ايه بيحبها 
تعلقت عيناها بأفعال ناديه وسعادتها بعدما رأت الصغيران 
يااا يا ياقوت متعرفيش سعادتي اد ايه النهارده وانا بشوف ولاد حمزه.. انتي جبتلنا السعاده معاكي 
ارتسمت ابتسامه ساخره فوق شفتيها... فمنذ متى كانت نظرتهم إليها هكذا أنها كانت بالنسبه لهم نذير شؤم 
بس انا ليا عتاب عندك يا ياقوت... كده تختفي شهر بحاله 
دلوف ياسمين للغرفه بعدما ودعت والدها ووالدتها على باب المشفى خلصها من ذلك السؤال الذي لو أجابت عليه لنفجرت غاضبه في شقيقه زوجها 
عاد حمزه بعد أن اطمئن على صغيريه من طبيب الأطفال واتبعه شهاب يتنحنح حرجا
حمدلله على سلامتك ياياقوت 
تمتمت بهدوء ف شهاب الوحيد الذي لم ترى منه يوما ردات فعل تجعلها تحمل منه بغضا داخل قلبها 
الله يسلمك 
شعر بالحرج لان ندي لم تأتي معه متعلله بحزنها على مريم ومقاطعه حمزه لشريف ولكن الحقيقه كانت في مكنونها غير ذلك..فهي لن تحتمل اسئله ناديه عن سبب تأخر حملها 
غادرت ناديه وزوجها كما غادر شهاب الذي تبدلت ملامحه بعد مكالمته مع شريف ولم يهتم حمزه لأول مره بمعرفه تفاصيلها 
سعادته كانت متعلقه بأولاده كان وكأنه ولد من جديد 
شعرت ياسمين بالحرج من وجودها بينهم
انا هخرج اجيب حاجه 
حمدلله على سلامتك 
جبتيلي أجمل هديتين ياياقوت... رغم اني زعلان عشان خبيتي عليا انك حامل في توأم 
كانت رأسها مائله للجهة الأخرى صامته ولكن عندما عاتبها على تلك النقطه نظرت اليه ساخره 
قولتلك مرتين وسط كلامنا لكن عمرك ما اخدت بالك... انت مكنتش مهتم بينا وشايفنا ياحمزه بيه 
دار بعقله يتذكر متى قالت ولكنه لم يتذكر شيئا.. يعلم انه لم يكن يشاركها بأي شئ في فترة حملها الا حينا تخبره بحاجتها او تلفت ناديه انظاره... عقله كان مع عائلته الأخرى وهي اخر فرد في أولوياته 
تنهد وهو يرمقها بأسف
هنعوض اللي فات يا ياقوت مع ولادنا 
وتبدلت ملامحه سريعا للسعاده وهو يتذكر أولاده 
الفيلا الجديده هتعجبكم
واردف بأبتسامه متسعه 
دلوقتي استاذ ادهم محتاج سرير زي استاذ عبدالله 
انا هرجع بيت بابا ياحمزه... 
تلاشت ابتسامته تدريجيا ينظر إلى عيناها 
ترتاحي شويه يعني عندهم... ياحببتي انا معاكي وفي هناك مربيه ل الأولاد وخدم وياسمين معاكي كمان 
حمزه انا مش هرجع معاك... اللي بينا خلاص اتكسر واللي بينكسر مبيرجعش تاني 
أنتي بتقولي ايه... ياقوت انا موافق انك تثوري عليا تغضبي مني لكن بعد عني انتي والولاد لا يا ياقوت... ورجعوك معايا امر مفروغ منه فاهمه... انا مش عايز احاسبك على اختفاءك وبديكي كل العذر لكن... 
توقف الكلام على أطراف شفتيه وهو يسمع طرقات ياسمين علي باب الغرفه ثم دلوفها 
وقفت هناء عندما سمعت خطوات جنات.. لترحب بها جنات بجمود..فشعرت هناء بالحرج 
خير يامدام هناء
اطرقت هناء عيناها تفرك يداها بأرتباك.. تهتف بحالها ان تخبرها بالحديث الذي ارادت أخبارها به 
اولا انا اسفه على اللي سمعتي.. وصدقيني مافيش بيني وبين مستر خالد حاجه 
طالت نظرات جنات إليها مشيرة لها بأدب من شماتها 
اتفضلي اقعدي 
جلست هناء سريعا توضح لها 
مستر خالد بيحبك وبيحب ابنه... يمكن بس انا فهمت مشاعره غلط ديه كانت مشاعر اخوه
ارتسم الآلم فوق شفتي جنات التي ضحكت 
أنتي جايه تضحكي عليا ولا على نفسك يامدام هناء... جوزي حبك جوزي كان بينطق اسمك في علاقتنا الزوجيه
تجمدت أعين هناء وهي تسمع عبارات جنات
على العموم انا مش زعلانه... عارفه ليه لان خالد عمره ما حبني وعمره ما وهمني بحبه... 
وربتت فوق بطنها 
عايشين مع بعض عشان ولادنا بس... زي ما ستات كتير عايشه 
كلمات مقهوره كانت تخرجها زوجه ارتضت بمشاعر زوجها الفقيره نحوها ... ك نساء 
خرجت من المنزل وحمدت ربها انها لم تلتقي ب نغم.. لتعود للمنزل شارده.
دلفت للشقه وألقت مفاتيحها وحقيبتها وحذائها كما اعتادت دوما لتسعل من دخان السچائر وهي ترى مراد جالس فوق الاريكه ېدخن بشراهة 
مراد انت جيت امتى... مش قولتلي عندك اجتماع مع مارتن 
مارتن طلع اخو جاكي يا هناء.. مارتن خسرني شركتي 
ورنين الهاتف اخذ يتعالا برقم والده 
صړاخها كان يتعالا من شدة الآلم... تنادي بأسمه سهيل ولكن أين هو لا أحد معها...سقطت دموعها من شدة الآلم وقهرها 
سهيل اختفى وترك البيت بعد مقټل جين وقد اتهم في البدايه بمقتلها ولكن برائته ظهرت بعد ساعات من اتهامه 
ماذا بكى سيدتي 
سهيل... هاتفي سهيل 
أخرجت الخادمه هاتفها ودقت عليه لكن الهاتف مازال خارج نطاق التغطية 
الهاتف مغلق سيدتي 
تصاعد صړاخ سماح... لتسرع الخادمه نحوها 
أنتي تلدي سيدتي 
جلست ندي بحديقة المنزل الذي أصبح كئيبا تنظر حولها شارده تتنهد بآلم

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات