الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل

انت في الصفحة 8 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


البنت مؤدبه ومشفتش منها إي حاجه وحشه
عمرو وهو يرمقها بنظرات ساخرة ايش عرفك أنتي في البنات! وبعدين متمسكه بيها ليه كده.. دي مش من سنك حتي
إيثار وقد توترت عضلات وجهها يمكن ده السبب اللي مخليني متمسكه بيها.. انها أصغر مني وهتعيشني جوه سنها اللي معيشتوش وانا قدها
عمرو وقد أرتفعت نبرته وزادت حدتها انتي هتتنمردي ولا ايه من أولها

_ حضرت تحية بهذه اللحظة ممسكه بملعقة الطعام الكبيره ثم حدجتهم بحنق وهي تهتف
تحية بتتخانقوا ليه ياأساتذه ياللي مش عاملين احترام للي في البيت
عمرو مشيرا صوبها بنتك متصاحبه علي واحدة هتبوظ أخلاقها
رحيم بلهجة خشنة في أيه ياعمرو ومين اللي بتتكلم عنها دي
_ نطق أباهم بتلك العبارة وهو يتحرك نحوهم ممسكا بالجريدة
إيثار وقد تحركت للوراء بخطوات مرتبكه مفيش حاجه يابابا
عمرو لأ في إيثار يابابا متصحابه علي البت اللي ساكنه تحتنا وانا بصراحه مش عجباني الصحوبيه دي .. بت مدلعه زيارة عن اللزوم كده وشايفه نفسها مش عارف ليه
رحيم بلهجه حازمه اسمعي كلام أخوكي الكبير ياإيثار هو عنده خبره عنك وبعدين دي أصغر منك متصغريش نفسك معاها
إيثار وقد أنقطب جبينها بضيق أيوه يابابا بس انا.....
رحيم مشيرا لها لتصمت خلاص مش عايز جدال كتير .. يلا ياتحيه حضري الغدا
تحيه وهي تدلف للمطبخ مره أخري حاضر ياحج علي طول أهو
_ في يوم إشتدت به حرارة الشمس وقد توهجت أشعتها وطغت علي مدينة الأسكندريه .. وقفت تمسح عنها قطرات قد تندت علي جبينها وهي واقفه في أنتظار أحد وسائل المواصلات التي ستقلها لمنزلها بعد يوما مليئا بالمحاضرات الدراسيه التي أنهت صلاحية التفكير لديها لهذا اليوم .. وعلي حين غرة وجدت من يجذب ساعدها بخفه لتلتفت بفزع وتراه أمامها حدقت به وتوقفت الحروف عدي حافة لسانها في حين هتف هو بلهجته الناعمه
شريف أذيك ياإيثار
إيثار وقد تملكها الذهول اا ن انت ا.....
شريف وقد أرتسم علي مبسمه إبتسامة أيوه أنا وحشتيني
_ بدأت تستشعر كفه القابض علي ساعدها وتلمس في نبرته التملك فتشنجت عضلات وجهها ثم راحت تدفعه بقوه ليترك ذراعها.. في حين كان مالك يتابع الموقف من بعيد ويخشي التدخل حتي لا تصيبه خيبة الأمل وتكون قد تعرف ذلك الشاب حينها لن يستطيع النظر إليها مره أخري .. ولكنه لاحظ تعبيراتها المنفعله ونظراتها المهينه
له فتقدم ببطئ نحوها ليستمع للحوار القصير الذي بينهما
إيثار أنا مش سايبه القاهره بأهلها وناسها وأصحابي اللي فيها بسببك عشان حضرتك تنطلي هنا
كمان
شريف بنظرات متفرسه وحشتيني ياإيثار مش قادر أستحمل بعدك عني لحظه
إيثار وهي تنظر للماره حولها هلم عليك الناس لو ممشيتش
مالك بلهجه محتده لأ أعتبري الناس أتلمت خلاص .. في أيه ياأخ
_ تحدث بعبارته تلك وقد تقدم نحوهم ليقف أمامه ليسد عنه الطريق في حين رمقه شريف بنظرات حانقه وهو يهتف
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز لأ ليا ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها
وهو يردف متهكما هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها ڠضبا أخرس ياحيوان أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة أمال مين ده!!
مالك جاذبا ياقته بشكل مهين ميخصكش وأمشي بسلامتك أحسن
الفصل السادس 
وكأن الماضي قد عاهد حاله ألا يتركني أنساه فأرسل لي من يعكر صفوي وطاردني حتى في منفاي .. 
تجهم وجه شريف بشدة ورمق ذلك الغريب الذي تدخل في الحوار مع إيثار خطيبته السابقة بنظرات شرسة وصاح بنبرة غليظة 
أنا خطيبها !
سيطر الإندهاش الممزوج بالصدمة على مالك وعجز عن الرد ببنت شفة .. بينما اتسعت مقلتي إيثار في صدمة واضحة وشهقت نافية 
كنت .. كنت .. احنا سيبنا بعض خلاص !
إلتوى فمه ليضيف بإبتسامة قاسېة
وهو انتي مفكرة إنك لما هتبعدي مش هاعرف أوصلك تبقي غلطانة أنا مش هاسيبك إلا لما أخد حقي منك ! أو عندك حل تاني .. نرجع لبعض
صړخت فيه بصوت محتد ويحمل الټهديد وهي تشير بإصبعها 
شيل الأوهام دي من دماغك وأنا بأحذرك دي أخر مرة تيجي هنا وإلا مش هايحصلك خير أبداااا
رد عليها شريف بتحدي شرس وهو يتحرك خطوة نحوها 
وريني هتقدري تعملي ايه 
في تلك اللحظة تدخل مالك ووقف بجسده أمامه ليسد عليه الطريق ثم حدجه بنظرات محتقنة وهتف بصوت قاتم 
في ايه يا كابتن هو أنا مش مالي عينك ولا حاجة 
رمقه شريف بنظرات مستهزأة وأردف قائلا بسخرية وتهكم 
وإنت مين يا حلو .. لأ وفارد عضلاتك أوي
صاح به مالك بجمود 
ملكش فيه وأحسنلك يا بابا تمشي من هنا !
لوى شريف فمه ليردد بتهكم 
بابا !
تابع مالك حديثه بقوة تحمل الټهديد 
الوقتي بابا وبعد شوية هاخليك ماما انت هنا في منطقتي !
أدركت إيثار أن هناك معركة على وشك النشوب بينهما فهتفت بتوسل وهي تنظر إلى مالك پخوف 
خلاص يا مالك سيبك منه هو .. هو مايتسهلش
إبتسم شريف قائلا بتهكم وهو يربت على كتف مالك 
اسمع كلام ال.. الهانم !
أزاح مالك كفه مضيفا بصرامة والشرر يتطاير من عينيه
نزل إيدك عني ! ويالا اتمشى بدل ما أخرشمك النهاردة
رد عليه شريف بعدم مبالاة بعد أن سلط أنظاره على إيثار 
وعلى ايه .. خلينا حبايب النهاردة زي ما كنا زمان
ثم حدج مالك بنظرات احتقارية و سار عائدا في اتجاه سيارته وقبل أن يركبها تابع بتوعد 
أنا ماشي الوقتي بس مسيرنا هنتقابل يا .. يا إيثار وسلمي على الفاموليا المحترمة
ثم قهقه عاليا وهو يغلق الباب خلفه ..
سيبك منه يا مالك متردش عليه ده .. ده واحد مايسواش 
قالتها إيثار بتوجس وهي تدعو الله في نفسها ألا ينفعل مالك ويتشاجر مع ذلك الحقېر
تنهد هو بصوت مسموع وظل هينيه مسلطتين على السيارة إلى أن اختفت في وسط الزحام فعاود النظر إلى إيثار ولم ينطق بكلمة .. بينما ضغطت هي على شفتيها وهمست بحزن 
أنا .. أنا اسفة ان كنت دخلت في مشاكلي
نظر لها بحنو وأخفض من نبرة صوته وهو يرد عليها 
متأسفيش ده مش ذنبك
ثم أخذ نفسا مطولا وأكمل بحنق وهو يكور قبضة يده 
بس البني آدم ده عاوز الحړق
لم تنظر إيثار له بل ظلت مطرقة لرأسها وأضافت بخفوت 
أنا هاعرف بابا وعمرو باللي عمله هنا
أشار لها بيده قائلا بجدية 
مافيش داعي مش مستاهلة الحكاية
ثم ابتسم لها ليضيف بمزاح 
وبعدين لو كان طول شوية كنت اديته باللوكامية في وشه
قطبت إيثار جبينها ورددت بعدم فهم 
لوكامية !!
بالبوكس يعني !
ابتسمت له إيثار فهتف مالك بسعادة 
ايوه كده اضحكي محدش واخد منها حاجة
وفجأة أصاب إيثار الهلع وصاحت بتوتر 
اووف ده انا اتأخرت أوي لازم أروح
نظر لها بإندهاش وهتف بجدية 
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
هزت رأسها معترضة وهي تجيبه 
لأ مش هاينفع عن اذنك
ثم تحركت بخطوات أقرب إلى الركض لتعبر الطريق فصاح بها مالك 
يا إيثار .. استني بس ..!
تنهد بعمق وحاول اللحاق بها ولكنها أوقفت الحافلة لتستقلها فتوقف في مكانه ووضع يده على رأسه ليحكها وحدث نفسه بفضول 
يا ترى ايه حكايتك يا إيثار 
.....................................
قررت إيثار ألا تخبر عائلتها عما حدث حتى لا يتأزم الوضع ويعلم أخيها فيتهور مجددا مع ذلك البغيض وتتحمل هي اللوم والتوبيخ من الجميع وكأنها المذنبة .. 
كذلك خشيت من معرفتهم بصلتها بمالك وبالتالي العاقبة ستكون أشد عليها ...
...........................
مرت عدة أيام وتكررت اللقاءات بين إيثار ومالك في الحرم الجامعي وفي قاعات الدراسة .. وأحيانا في طريق عودتها للمنزل ..
وشعرت هي بالإطمئنان من قربه خاصة بسبب أخلاقه الكيسة وصفاته الطيبة بالإضافة إلى روحه المرحة ..
كما شعر مالك هو الأخر بالإرتياح من وجودها في حياته المملة .. وإنعكس هذا على طبيعة ألحانه التي يعزفها على آلته المفضلة ..
ولم يخف عن روان ملاحظتها للتغيير الذي طرأ على أخيها وتمنت له السعادة مع من تمكنت من تغييره وإن كانت تعرف هويتها مسبقا .. فهي رفيقة طيبة وانسانة محبوبة ..
كذلك راقبت سارة ابنة عمها من شرفة منزلها ما يحدث بين الاثنين من تبادل للإبتسامات والعبارات أثناء لقائهما .. فزاد فضولها لمعرفة سبب توطيد
العلاقة بينهما وتسائلت مع نفسها بخبث 
ايه لم الشامي على المغربي أكيد الموضوع ده فيه إن وأنا لازم أعرفه ...
.......................
وذات يوم .. قرر مالك أن يسأل إيثار عن تلك المسألة التي شغلت تفكيره لليال طوال.. 
فإستغل فرصة إلغاء محاضرتها وطلب منها 
ينفع أتكلم معاكي في الكافيتريا شوية
نظرت له بإستغراب وتسائلت 
هاه نقعد لوحدنا 
ابتسم لها ليجيبها بمكر 
لأ مش لوحدنا بالظبط احنا حوالينا زمايلنا وأصحابنا .. كمان مش هنطول دول عشر دقايق بس !
سألته بجدية وهي ترمقه بنظرات مترقبة 
هو انت مش عندك محاضرات 
هز رأسه قائلا 
أه ..
لوى شفتيها لتسأله بإهتمام واضح 
طيب مش بتحضر ليه 
أجابها بغرور وهو ينتصب في وقفته 
ما أنا بأجي في أخر أسبوع وأشد العزم وأعدي 
ممم..
ابتسم لها متسائلا بتوسل 
ها موافقة نقعد في الكافيتريا شوية 
أومأت برأسها موافقة فتهللت أساريره وسارا سويا نحوها ...
............................
انتهت إيثار من إرتشاف مشروبها وأسندت الكوب الفاضي على الطاولة فتسائل مالك بجدية 
تحبي أجيبلك تاني 
نفخت من الضيق وهي تجيبه 
لأ مش عاوزة قولي بقى انت عاوز ايه احنا بقالنا فترة أعدين ومش قولت حاجة !
ابتسم لها ليقول بمرح 
بأستجمع بنات أفكاري
رددت متسائلة بإستغراب 
بنات مين 
أردف قائلا بجدية 
بأهزر يا إيثار .. أنا مش عاوزك بس تفتكري إني بأدخل في حياتك لا سمح الله كل الحكاية إني .. ان بالي مشغول بقاله فترة على حاجة كده
سألته بفضول وهي ترمقه بنظرات ثابتة 
حاجة ايه 
اخذ نفسا مطولا وزفره على مهل ليسألها بتوجس 
هو ايه اللي عجبك في خطيبك الأولاني 
اتسعت مقلتيها پصدمة .. فتابع قائلا بحذر 
لو مش عاوزة تردي براحتك !
مطت شفتيها للأمام وأجابته بإنزعاج 
مش الفكرة بس .. بس البني آدم ده ما إكتفاش باللي عمله فيا كمان آآآ...
ترددت هي في إخباره بما حدث معها ومع عائلتها وطأطأت رأسها منكسرة ..
أنا أسف لو كنت ضايقتك انسي اللي قولته كله 
قالها مالك وهو يلوم حاله بشدة لتسرعه في طرح ذلك السؤال عليها وتوجس خيفة من أن تتركه وترحل مبتعدة عنه وترفض الحديث معه مجددا ولكنه تفاجيء بها تتابع بصوت شبه مخټنق 
أنا مكنش بيني وبينه قصة حب أو غيره .. أنا .. أنا كنت زي أي بنت جالها عريس مناسب فإتقدملها وأهلها سألوا
 

 

انت في الصفحة 8 من 64 صفحات