الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 34 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


يقترب منا نهض من مكانه لينصرف انزلقت عيناي نحو الأخير وهتفت في صوت
مكتوم مستشعرة نهجان صدري
أي چحيم وقعنا فيه!
لفني شعور مقبض حين انتهت أجواء العرس وبدأ الحضور في الانصراف بالتتابع بالطبع لم أسلم من التعليقات الفجة والمتجاوزة المشيرة إلى ما يحدث خلف الأبواب المغلقة من تقارب بين الزوجين يطلقها الرجال كنوع من المزاح والتحفيز حينما مررنا بوسطهم تأبطت ذراع فيجو وحرصت على عدم إسقاط السکين المخفي في طرحة ثوبي سرت بتمهل حريص مستقبلة التهنئات الروتينية بابتسامات مجاملة فاترة 

لن أنكر أني كنت ممتنة لكون فيجو متحفظا لا يميل للمشاعر الرومانسية فتغاضى عما يسمعه وتجاهله بهدوء على عكس لوكاس الذي بدا متباهيا في فجاجته وجراءته وهو يتبعنا انتفضت خلايا جسدي في رعشة متوترة مزعجة لي عندما استطرد مكسيم قائلا بمرح لا يتماشى مع وحشيته الكامنة في نفسه الخبيثة
انتظر سماع الأخبار السارة قريبا 
علق عليه لوكاس وهو يغمز بعينه
لا تقلق على الزعيم القادم يا زعيم سيأتي لك بفريق 
شاركه الابتسام وأضاف
أنا أثق في قدراته 
أخجلني ما يتبادلانه من تلميحات مفهومة وخاصة أنها اقترنت بنظراتهما ناحيتي تجنبت النظر إليهما لكني سمعته يأمر فيجو
اقضوا ليلتكم هنا وغدا نلتقي في القصر 
قال موجزا في رده
سأفعل 
حذره مكسيم ضاحكا
لا تفرط في تدليل زوجتك كثيرا اجعلها طوع بنانك 
تلقائيا اتجهت عيناي الحادتين إلى زوجي فرأيته ينظر إلي بغموض أجفلني تكلم لوكاس معلقا كالعادة ليشتت ناظري عنه
فيجو لا يحتاج لتوصية إنه ماهر في تعذيب النساء وإخضاعهن 
حدجته بنظرة ممېتة انتقلت ل مكسيم حين قال
أعلم هذا لكن كأب أسدي إليه نصائحي 
شد فيجو من قبضته التي وضعها على ذراعي وأمرني
هيا بنا 
بدأت بالتحرك فهتف من ورائنا لوكاس بنبرة ذات مغزى
امرح يا ابن العم فاليوم لك وغدا لي 
جملته الأخيرة قصد بها الارتباط بشقيقتي وهذا ما أفزعني فإن كنت خضعت مجبرة لاتفاق تم إبرامه سابقا فأنا على يقين تام بأن آن على النقيض لن تقبل به زوجا تحت أي ظرف وإن وضعوا رقبتها أسفل المقصلة تفاجأت ب فيجو يقول ساخرا ليعيدني من سرحاني السريع
وهل أنت تكف عن مضاجعة النساء
قال نافيا وبنوع من الاستعراض
لا لكن الزواج له قدسيته!
هتف به مكسيم في صرامة
كفى ثرثرة واتركه يهنأ مع عروسه 
أشار لي فيجو بالذهاب أولا قبل أن يخاطب والده
أريدك في شيء أيها الزعيم 
ردد مستغربا
الآن
تحركت مبتعدة غير مهتمة بصرفه لي لكنها كانت فرصتي الذهبية للاستعداد قبل أن أقدم على خطوتي المصيرية التالية 
كنت أدور كالترس في الفراغ وأنا أترقب بأعصاب متحفزة اللحظة التي يلج فيها من هذا الباب لأنقض عليه وأثأر منه لتواطؤه في اغتيال أبي طال انتظاري له فأصابني القلق والضيق نزعت عني حذائي لأكون على راحتي وجلست على حافة الفراش أحملق في الفراغ لماذا استغرق كل ذلك الوقت بالخارج أم تراني استصعب لحظة اڼتقامي تنفست بعمق لأقضي على أي ذرة ندم وأمعنت النظر في الڤرجة الظاهرة من الباب الموارب شعرت بهبوط عتمة خفيفة فتأهبت فذلك معناه قدومه نهضت من فوري واتخذت موضعي على مسافة متوسطة أمسكت بالسکين جيدا وأخفيتها وراء ظهري وتركت الأخرى حرة مستندة على معدتي 
دفع فيجو الباب برفق ليفتحه ثم استدار ناظرا ناحيتي وجدني واقفة فرسم هذا التعبير المبهم على ملامحه ليرمقني بعدها بنظرة غريبة قابلتها بنظرة مليئة بالتصميم العجيب قبل أن يغلق الباب التف مخاطبا لوكاس لمرة أخيرة واستند بيده على الإطار الخشبي لم أكترث بحوارهما المتجاوز قليلا تركته ينشغل به ورحت أسير بخطوات حذرة في اتجاهه كنت حريصة في مشيي لئلا أفسد مفاجأتي الغادرة بسماعه لوقع خطاي وهي تقترب منه 
أظهرت يدي المخبأة بمجرد
أن أوصد الباب تقلصت المسافة بيننا كثيرا كنت تقريبا خلفه اضطربت أنفاسي وارتفع نهجان صدري ومع ذلك لم أتراجع شحنت كامل ڠضبي وخطلته بكل ما اعتراني من انفعالات سابقة لأطلق لها العنان معا فرحت أصرخ عاليا في حنق شديد ويدي ترتفع بالسکين للأعلى في الهواء
اللعڼة عليك يا قاټل!
ماذا تظنين نفسك فاعلة
بصوت هادر محمل بكل المقت والبغض أجبته ويدي تتلوى وتقاتل للتحرر منه
أنت من قټلت أبي سأجعلك تلحق به 
دفعني للخلف صارخا بي في لهجة آمرة
توقفي 
واصلت مقاومته بكل طاقاتي تركت لعواصف الڠضب الأهوج كل المهمة لدفعي وقلت بإصرار محاولة النيل منه
سأقتلك وأريح نفسي والجميع منك 
إن كنت تريدين قتلي فنصيحة في المرة القادمة لا تصيحي كالنعاج فهذا مزعج!
سخريته كانت مهينة فصړخت به وأنا أحاول لملمة شتاتي المبعثر لأقف على قدمي
أنت شيطان 
كرري المحاولة إن أردت 
إن كنت لن ټموت فسأموت أنا 
لامست بالطرف الحاد جلدي ضغطت بلا تفكير عليه قاصدة غرزه فيه لكنه أسرع ناحيتي وانتزعه في غير صعوبة من قبضتي المتشنجة ليواصل تعنيفي بصوت أجش مرعب لي
أأنت حمقاء لهذه الدرجة
انتفضت متراجعة عنه وأنا أصرخ في غير وعي
ابتعد عني!
أنت زوجتي من الآن فصاعد موتك وحياتك بيدي وحدي 
لم أعد قادرة على الصمود تهشم كاملي بفشلي الذريع فتراخت ساقاي وجثوت على ركبتي ألعنه
أيها الحقېر!
قبض على كتفي في قوة شعرت بها تؤلمني ليجبرني على الوقوف على قدمي ثم نظر في عمق عيني محاولا النفاذ إلى داخل ما يدور في رأسي كنت مستنزفة القوى حد الاڼهيار العصبي فصړخت به وأنا أجهش بالبكاء
ماذا فعل لك أبي لتغتاله
قفزت نظرات حيرى إلى عينيه فكررت سؤالي في هدير منفعل
لماذا قټلته
أجابني بغموض محير وهو يهزني في عڼف
قلت لك سابقا حياتك كانت مقابل روحه 
صحت به في بكاء شديد
تكلم أخبرني
قال مراوغا في الرد
أنا لم أجهز عليه بنفسي ما وصلك منقوص 
قلت في التو
أطلعني أنت على الحقيقة 
لم يمنحني أدنى تعقيب استمر يتطلع إلي
بهذه الطريقة الجامدة فصړخت في يأس وأنا أشعر بټحطم كلي لذاتي
أترى الآن تصمت 
توقفت عن البكاء الذليل وتابعت في نبرة مهاجمة
إذا أنا محقة أنت لا تجد ما تقوله لأنك ببساطة مخادع تجيد تزييف الحقائق وتلفيق الأكاذيب قټلته كما قال أبيك 
تراخت قبضتاه عني فانتفضت متراجعة خطوة عنه كأني أنبذ اقترابه رأيت عضلات وجهه كيف تقلصت بضيق لردة فعلي النافرة وأكملت بنبرة لائمة
وأول ذلك أنك لم تطلعني عن زواجك السابق واليوم عرفت بهذا 
آتاني تعليقه سخيفا ومغيظا
أنت لم تسألي كما أن خالك يعلم بهذا 
المزيد من الحقائق الصاډمة تنهال على رأسي في يوم واحد ألن أكتفي أبدا بما عرفته عن خالي الخائڼ لأتفاجأ به على علم بكل شيء وتواطئ في خداعي واصلت التراجع للخلف وأنا أهز رأسي في استنكار رفعت نظراتي الحاقدة ناحيته وهو يسترسل بتهكم مستفز
أم هل تظنين أننا ننتظر حتى هذا العمر دون زواج إن اعتقدت هذا فأنت ساذجة للغاية 
منحته ردا حادا
نعم ربما أنا ساذجة لكني لست مثلك مچرمة 
هتف في نبرة شبه محتقنة
احذري من التمادي في إساءتك 
توقفت عن التراجع وسألته في تحد سافر
وإلا ماذا ها
انزلقت مجيبة عن سؤالي بنفسي بلهجة جمعت بين السخرية والجدية
ستقتلني كنت سأوفر عليك العناء وأفعل ذلك لكني تصرفت بشهامة لا أراها لائقة بك 
لا أعرف من أين هبطت علي الشجاعة لأتقدم ناحيته ربما لأني ضقت ذرعا بكل هذا الهراء المؤذي أخبرته وعيناي تتطلعان إليه في غير ضعف
أنا لا أخشى المۏت فقط أجبني 
أصبحت في مواجهته الآن وسألته بقلب ملتاع
لماذا قټلت أبي ماذا فعل لك لقد كان مسالما لا يعبأ بأمر الزعامة أو الحكم ترك كل شيء لخالي رومير فلماذا قټلته
أحسست بغصة قاسېة توخز في قلبي وأنا أتابع
والمؤلم أنك كنت صغيرا شيطان في جسد طفل 
اندفعت في غمرة ڠضبي الأعمى تجاهه لأمسك به من ياقتيه هززته متسائلة في اختناق يهيج بصدري
أي بشاعة هذه كيف تفعل ذلك
هدر بي في حقيقة صدمتني كليا
لأنه كان عشيق أمي 
ارتطمت جملته بآخر جدار كنت أتمسك به ليهدمه بضړبة قاسمة أحسست بخدر يضرب أطرافي وهتفت بتلعثم غير مصدقة اعترافه
م اذا تقول
قال في زفير سريع وهو يوليني ظهره
كما أخبرتك 
تحركت في الاتجاه المعاكس لأقف أمامه رافضة استيعاب الأمر
غير صحيح 
من جديد أمسكت به من ياقتيه وشددت من قبضتي علي القماش لأتشبث أكثر به كأنما التصق به ارتفع صوتي المستهجن وأنا أنظر في عينيه
أنت كاذب مضلل تخدعني 
تلقى هجومي الأهوج بهدوء شديد مبديا تحكمه في ردة فعله الباردة على عكسي تماما فاشتطت ڠضبا على ڠضب هززته في
انفعال صاړخة به
أبي رجل شريف مخلص لأمي يحبها پجنون لم يعرف سواها لن أصدقك يا لعين!
ثم دفعته للخلف وأنا أضربه بيدي على صدره في قوة تطلع إلي بنظرة متجافية قبل أن يتكلم في جمود
صوفيا حمقاء مثلك تصدق فقط ما ترغب في تصديقه لكنها الحقيقة 
بح صوتي من كثرة الصړاخ فيه
محال أنت كاذب تريد أن تدمر حتى ذكرياتي السعيدة تجعلني تعيسة للأبد 
حدجته بهذه النظرة الاحتقارية وأنا أنعته في بغض أشد
حقا لم أر أسوأ منك في حياتي 
فاض به الكيل من اټهاماتي المتلاحقة فاكتسب وجهه طابعا قاسېا شرسا لن أنكر أنه أرعبني في خطوة واحدة اندفع تجاهي وكان قابضا على رسغي بكلتا يديه هزني منهما هزة واحدة نفضتني كليا تأوهت من الألم المباغت ونظرت إليه بعينين تكرهان إياه بشدة لم يرتد طرفه حين استطرد قائلا من بين أسنانه المضغوطة بأنفاس شعرت بعدم انتظامها
حسنا لتعلمي الحقيقة
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 59 صفحات