رواية زيف المشاعر بقلم الكاتبة سلوى عليبه
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
نوڤيلا زيف المشاعر
الفصل الأول
تجلس بشموخ أمام الجميع وكأن مايحدث لا يمت لها بصلة فكل ماتفكر به هى سنوات عمرها الضائعة فى وهم كبير كان أبطاله هم أقرب الناس إليها بل والأعز أبت دموعها عن النزول فهى لن تكون ضعيفة الآن أبدا أبدا لن تكون وليكفى ماحدث معها فلتسترجع مابقى من حياتها وتهتم بنفسها ولترميهم وراء ظهرها
نظرت لذلك الذى ينظر صوب عينيها بندم وألم يفتك به ولكن بعد فوات الآوان كانت نظراته تستحلفها بأن تتراجع عما تريد دق قلبها اللعېن له مرة أخرى ولكن لوهلة تذكرت لمحة خاطفة مما فعل فعادت نظراتها لقسۏتها وهى تقول للمأذون خلص يا مولانا لأن مفيش نية للرجوع اللى بيتكسر عمره مابيتصلح خاصة لما تقدم كل حاجة ومتجنيش غير الخذلان والغدر وكمان رمى المحصنات
نظر للمأذون وقال بإنكسار خلاص يامولانا أنا أستاهل اللى بيحصلى ده ثم نظر إليها بقلب يمزقه الألم والخسارة وقال بصوت متحشرج من آثار دموعه إنت طالق يا أجمل حاجة حصلتلى فى حياتى طالق ياحلم عمرى اللى ضيعته من أيدى بغبائى طالق وأنا عارف إنى مش هعوض ضفرك نظر داخل عيناها بترجى وقال بس ياريت متكرهنيش
وقع الكلمة عليها كان صعبا مع أنها من طالبت بها وأصرت عليها إلا أنها تحدثت بكل قوة واهية
أنا رغم كل اللى حصل بس أنا مش وحشه ولا حقودة ولا بنكر الجميل ومهما حصل هفضل فاكرة انك إنت اللى وقفت جمبى لما بابا الله يرحمه اتوفى أكملت بإنكسار أبى ألا يذهب عن صوتها رغم تمثيلها للقوة وقالت
مضى كل فى طريقه منهم من يحمل معه الخزى والندم ومنهم من يحمل الألم والإنكسار ولكن هل يفيد الندم على اللبن المسكوب فلن يرجع مرة أخرى بنقاء لونه بعد اختلاطه بالقاذورات
وعشقا وصداقة لم تكن يوما تعتقد أنها غير موجودة غير بمخيلتها فقط وأن زيف المشاعر ماهو إلا الطابع الخاص بتلك العلاقة وحيدة لا تمتلك أحدا فهى وحيدة والديها تذكرت حياتها معهم وكيف كانت تعيش بسعادة منقطعة النظير إسترجعت حياتها وكأنها فيلم سينمائي يمر أمامها ولا تستطيع إيقافه
تتبختر بتنورتها الواسعة وقميصها ذات اللون اللبنى والذى يعطى وجهها بهاء فوق بهائها فعيناها ذات اللون العسلي وبشرتها الخمرية والذى جعلتها تزداد حسنا فهى ذات جمال مصرى أصيل غير مبتذل فهى ترتدى الحجاب منذ الصف الأول الثانوي فرغم أنها وحيدة والديها إلا أنهم لم يهملوا تربيتها على الأخلاق الحميدة والدين الحنيف
وقفت أمام المدرسة حتى خرجت صديقتها الوحيدة وجارتها بنفس الوقت سارين فتاة تمتلك جمالا هادئا بعيون بنية وبشرة بيضاء وشعر حريرى تطلق له العنان
صاحت بسملة پغضب وقالت إيه ياسارين كل ده تأخير إنت مش عارفه أن عندنا درس عربي بعد المدرسة
إبتسمت سارين بخبث وقال هو ساجد أخويا جه لسه ماحنا كده كده هنستناه ياختي
إختضب وجه بسملة بالحمرة لذكرها لساجد توأم سارين فهو علمى مع بسملة أو لنقول أن بسملة من دخلت علمى لأجله أما سارين فهى دخلت القسم الأدبى
ضحكت سارين بخبث وقالت أيوووه إحمرينا أهو واخضرينا يابنتى أنا عارفه انك بتعشقى الأهبل أخويا أردفت بمكر واطمنى ياختى هو كمان بيموووت فيكى جاتكم نيلة انتوا الاتنين والله لايقين على بعض إنتوا الاتنين مقفلين
ضحكت بسملة وقالت ماسمهاش مقفلين إسمها إن إحنا الاتنين جد
إمتعضت سارين وقالت ياختى مانت كنت معايا ومروقة كان لازم يعنى تدخلى علمي بلا هم ماله الأدبي يعنى
زفرت بسملة وقالت بصدق منكرش ياسارين إنى كنت داخله علمي عشان أ كون مع ساجد بس بابا الفترة دى تعبان ولقيته قعد معايا وقالي أنه نفسه يشوفني دكتورة عشان محدش يعايره أنه مخلفش غيرى وكمان بنت تنهدت بقوة وقالت بإصرار وعشان كده بحاول على قد ما أقدر إنى أحققله حلمه بابا ده هو الدنيا بالنسبة ليا
شعرت سارين بالغيرة قليلا ولكنها نفضتها وقالت ربنا يخليلك عمو عبد الرحيم ده سكره
وجدوا صوتا رخيما بجوارهم يقول إتأخرت عليكم
أجابته سارين بتهكم لا يا خويا متأخرتش ولا حاجة ولا الشمس نقحت نفوخنا
ضربها على مؤخرة رأسها وقال طب يلا يافالحة أنا غلطان إني رحت المكتبة وصورتلكم ورق فيه أسئله وإجابتها وقلت بلاش يقفوا فى الزحمة بما إن الإمتحانات قربت
ردت بسملة بهدوء يليق بشخصيتها الرزينة ربنا ما يحرمنا منك ياساجد بجد شكرا
إبتسم بعشق خالص لها تعبك راحة يا ست البنات
إحم إحم نحن هنا يابشر هكذا صاحت سارين بهم إبتسم ساجد وقال طب يالا يالمضة عشان نلحق الدرس بسرعة
مشى أمامهم وهم خلفه حتى وصلوا لسنتر الدروس الخصوصية ناظرهم حتى إطمأن على مكان جلوسهم كما أخبرهم فى ركن بعيد عن الشباب فهما كل ما يملك من الحياة توأمه وحبيبته
أوشك العام الدراسى على الإنتهاء وكل يعمل ما عليه فبسملة تذاكر بجد لتحقيق حلم أبيها أما ساجد فهو يريد تحقيق حلمه هو بالإلتحاق بكلية الطب حتى تفخر به والدته تلك الأرملة التى إنكبت على تربيتهم بعد ۏفاة والدهم الحبيب أما سارين فليس لها هدف محدد ولهذا فهى تذاكر أحيانا وتهرب أحيانا كثيرة
لم يتبق على الامتحان غيرشهرا واحدا فقط عندما مرض عبد الرحيم بشدة حتى تم نقله إلى المشفى فى العناية الفائقة لتدهور حالته الصحية فالقلب لم يعد لديه القدرة على الاحتمال
تجلس بسملة بأحضان أمها وهى تبكي بشدة إقتربت منهم رباب ومعها توأمها ساجد وسارين جلست بجوارهم تواسيهم على ما يمرون به أما ساجد فجلس بجوار بسمله وقال بهدوء إيه يابسملة خليكى قوية كده واقفى على رجلك عمو عبد الرحيم محتاجلك وكمان انت قاعدة فى المستشفى بقالك تلت أيام لا بتذاكرى ولا بتاكلى ولا بتروحى دروس
أجابته سارين بدلا عنها مذاكرة إيه ودروس إيه إنت كمان يا ساجد ربنا يكون فى عونها فى اللى هى فيه
نظر ساجد إليها شرذا وقال لا طبعا بسملة لازم تقوم وتبقى أقوى من كده على الأقل عشان تحقق حلم عمو عبد الرحيم فى إنه يشوفها دكتورة قد الدنيا نظر إلي بسملة بحنان وقال ولا انت ناوية تزعلى عمو عبد الرحيم وهو تعبان كده
أردت صفاء والدة بسملة وقالت من بين دموعها والله يابنى بقولها إن أكتر حاجه هتفرح باباها إنه يشوفها زى ما بيتمنى إنه يشوفها
تحدث ساجد بجدية أكيد ياطنط صفاء وهى لو مش عايزة تروح انا هجيبلها الكتب هنا تذاكر حتى عشان متنساش ولو فيه حاجه هساعدها فيها
شعرت سارين بالغيرة من مشاعر أخيها التوأم لبسملة فهى دائما ما تنتابها تلك المشاعر بالغيرة والحقد على بسملة ولكنها سرعان ما تطردها حتى لا تتمادى فى ذلك الشعور فهى لم ترى من بسملة سوى الخير وكذلك فهى لا تنكر أن رغم عشق أخيها لبسملة إلا أنه لا يرفض لها طلبا ودائما ما يغدقها بحنيته على الرغم من أنهم توأم حتى بأشكالهم
حاولت بسملة المضى قدما الا أن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن فلقد مرض أبيها بشدة وطلب أن يراها حتى لو أن الحديث معها سيرهقه ولكنه يريد أن يراها وبشدة
تعقمت ودخلت إليه وعيناها لا ترى أمامها من كثرة الدموع إقتربت منه وأمسكت يديه تقبلها من وسط تلك الأسلاك والأجهزة التى لا تعرف وظيفتها تحدث بصعوبة وقال أنا هتكلم ومتقاطعنيش تمام
أومأت بالموافقة من وسط دموعها فأكمل وقال إنت اللى طلعت بيها من الدنيا معرفناش نخلف غيرك وحمدنا ربنا ورضينا أنا عايزك تخلى بالك من نفسك وكمان ساجد حد محترم وانا هبقى مطمن عليكى معاه
فتحت عيناها بدهشة فأكمل وقال ساجد رغم أنه صغير فى السن بس راجل وجه وقالى أنه بيحبك وعايزك فى الحلال وانا شايف انك مياله فأنا وافقت بس قولتله لما تخلص دراسة وتقدر تفتح بيت أصبح يأخذ نفسه بصعوبة شديدة فبكت بسملة بشدة وقالت أرجوك يابابا خلاص متتكلمش أمسك يدها وقال بحب يمكن مااقدرش اتكلم تانى سيبينى أكمل وقال أنا عملتلك وديعة عشان دراستك وواحده تانيه عشان جهازك بس اللى عايز أقولهولك إن كرامتك فوق أى حاجة خليكى متسامحه زى ماانت بس لو حد حاول يقلل منك بلاش تسمحيله حتى لو كان مين لأن يابنتى التنازل بيبدأ بكلمة وبعدين بيجى الباقى خليكى فووق زى مانت طول عمرك بس بأخلاقك ودينك وخليكى دائما واثقه فى نفسك مادام مبتعمليش غلط واخر حاجه نفسى فيها انك تحققى حلمى وتكون دكتورة أجمل دكتوره فى الدنيا عايزهم يقولوا عبد الرحيم عرف يربي أنا عارف ان مش مقياس تبقى دكتورة عشان يعرفوا انى ربيت بس ده حلم نفسى فيه من زمان وانا عارف انك تقدر تحققيه
أمرها بالإقتراب وقال من بين دموعها خلى بالك من نفسك ومن مامتك انتوا ملكوش غير بعض
أجهشت بالبكاء وهى تحتضنه حتى سمعت صوت صفير الأجهزة فصاحت بشدة لا يابابا عشان خاطرى متسيبنيش بالله عليك هعمل اللى انت عايزه بس بلاش تسيبنى
هرولت الممرضة ومعها الطبيب إلى حجرة العناية سحبتها الممرضة بقوة حتى أخرجتها من الغرفة
إرتمت بأحضان والدتها وهما يبكيان باڼهيار فلقد عرفت ماحدث لوالدها
انتهت مراسم العزاء وكانت بسملة فى عالم آخر لم يتركها كلا من ساجد وسارين وكذلك والدتهم كانت هى الأخرى بجوار صفاء والدة بسملة أتى كثير من أصدقائها بالمدرسة فهى محبوبة من الجميع حتى معلموها حاډثوها هاتفيا وعرضوا عليها المساعدة حتى تعبر تلك الأيام الثقيلة
أثبت ساجد أنه بالفعل رجلا من ظهر رجل فهو لم يتركهم وكان يلبى طلباتهم مع طلبات