الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

انت في الصفحة 6 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

زوجة أخيها بكل شيء فقلب زينة اللطف في التعامل ما دفعها لتبوح بما داخلها عل ذلك يمحي بعض همومها وبمجرد أن علمت زينة بمجمل المشكلة هتفت متجهمة
إزاي يطلع بالوقاحة دي معقول ينسى حبكم أنا من وقت ما جيت هنا ومبسمعش غير عن قصة جوازكم صغيرين وإنكم بتعشقوا بعض
بح صوت ماريان وهي تقول پألم
هو كان حابب نخلف بس كلام ماما إني صغيرة خلاني أرفض ده وهو بيلومني دلوقتي!
جاءت فرصة زينة لتعلق على ذلك بضيق قالت
ما هي دي المشكلة مامتك دلوقتي السبب في خړاب بيتك وكل ده علشان متجبيش ليها أحفاد يكبروها
استنكرت ماريان أن يكون هذا السبب الذي دعا والدتها لذلك قالت
مش صحيح ماما كانت خاېفة عليا!
تهكمت زينة من سذاجتها قالت
الحمد لله إني مسمعتش كلامها لما كانت بتخلي آيان ميخلفش دلوقت كان زماني زيك
اطرقت ماريان رأسها في شجن وافر فنظرت زينة
لها بشفقة هي تعرفها فتاة رقيقة طيبة القلب بعكس والدتها ربتت على ظهرها وقالت بمواساة
متزعليش كل مشكلة وليها حل المهم دلوقتي تبتدي تتعالجي وتقربي من ربنا وإن شاء الله هيكرمك!
دماثة زينة وهي تتكلم ونبرتها المريحة كان لها وقع غريب في نفس ماريان لتتحول فجأة لفتاة متأملة وبعفوية احتضنتها ماريان لتخلق ود متبادل بين كلتيهما وذاك الوضع جعل آيان الذي يقف من خلفهن ويتابع يعجب بلطف زوجته مع أخته ثم تحرك نحوهن قائلا ببشاشة
أيه الحب دا كله!
ابتعدن عن بعضهن ثم نظرن له بقسمات مشرقة جلس بجانب زوجته التي قالت
ليه بتقول كده أنا بأحب ماريان أكتر واحدة هنا!
زيف آيان ڠضب طفولي وهو يسألها بلوم
يعني أكتر مني! يا خسارة حبي الكبير ليك
انحرجت زينة من حديثه هذا أمام أخته وغمزت له أن يكف فتفهم ذلك كي لا تنجرح أخته والتي بدورها نهضت وقالت
هكلم مامي أشوفها هترجع إمتى!
نظرا لها بقبول استئذانها فغادرت ماريان باطراق تعقبتها نظرات زينة وقالت
متستاهلش اللي حصل معاها حرام!
اندهش آيان وسألها
هي ماريان قالتلك على سبب وجودها هنا!
عقدت جبينها وقالت ساخطة
أيه مش عايزها تقولي ولا الست مامتك منبهة عليكم محدش يعرفني حاجة
قال بتلجج
ماما مقلتش حاجة يا زينة أ 
قاطعته بحنق
لا أنا متأكدة هي أكيد مش عاوزة تعرفني إنها اللي خربت حياة بنتها وكانت بتلح عليك إنت كمان منخلفش دلوقتي
تأفف آيان وتكشر قال
زينة خليك بعيد متدخليش في الموضوع هو ميخصناش
ردت مصححة تكليفه لها
قصدك مقولش قدام مامتك إني عرفت علشان متزعلش منكم
قال بحزم
المهم ملكيش دعوة مش عاوز اسمعك بتتكلمي أنا مش عاوز مشاكل
ما يضايقها منه خوفه الزائد من
والدته وتقليله منها أمامها ولذلك بدأت تفكر فيما يسعدها حين قالت بتصميم
إحنا كنا اتفقنا نروح أسوان يلا أنا جاهزة علشان نروح !!
نهض من مقعده مدهوشا من حضورها المباغت حين أتت لزيارته في مقر شركته قابلها أيهم بحفاوة وهي تلج غير مصدق لعينيه وهي تراها الآن اقتربت رسيل منه فقال معجبا
أيه القمر والشياكة دي كلها
وقفت أمامه تعبث في قميصه بخجل مصطنع بينما طوق خصرها بتملك يعجبها قالت
قولت أعدي عليك وأشوفك خلصت شغلك ولا أيه يمكن نروح سوا
سحبها أيهم بود لتجلس معه على الأريكة مسرورا لرؤيتها قال
ولو عندي شغل أنا خلاص هروح معاك ميجليش قلب اسيبك تروحي لوحدك
اتسعت بسمتها من محبته لها فدنت منه لتضع قبلة على خده ابتعدت قائلة
ربنا ما يحرمني من حبك ليا! 
مسح على حجابها بلطف مرورا بملامسة أنامله لوجهها قال متذكرا
على فكرة سألتلك عن الشركة وطلعت كويسة ومعروفة كمان زين سأل وكانت نفس النتيجة
سألت بترقب
يعني خلاص اتعامل عادي وأثق فيهم! 
أيوة
رد مؤكدا ذلك فقالت بامتنان
معرفش من غيرك كنت هاعمل أيه بتساعدني في حاجات كتير يا أيهم وطول ما إنت ورايا أنا مببقاش خاېفة 
رفع كفها ليلثمه بقبلة محبة قال
وطول ما أنا عايش مش هتحتاجي لحد غيري ما هو الست لو محستش إن جوزها سندها يبقى ميستاهلهاش
وصلت رسيل لمرحلة أنه يفني حياته لإسعادها ويغدقها بمشاعر فياضة مبهجة استطرد أيهم
كلمت بابا الصبح وطلبت يرجعوا وهو وافق وبكرة يمكن يوصلوا
لم تصدق أذنيها وهو يخبرها هتفت بتهلل
دا خبر كويس قوي شوفت يا أيهم لما بتطلب إنت منهم بيجوا إزاي
رد بمفهوم
عمتك لحد دلوقت بحسها مفكراني إني مش قابل وجودها
اعترضت رسيل ووضحت
لا مش كده هي متعودة على البلد والجو هناك وكمان لما روحنا فيلتنا الخاصة حست إنها السبب في إنك تسيب المكان اللي اتربيت فيه بسببها فهي حساسة مش أكتر لكن هي بتحبك علشان شيفاك بتحبني! 
خلاص هما بكرة هيوصلوا واتفقت يقعدوا معانا علشان رسيل كمان سليم بيحبها! 
لمح بجملته الأخيرة بطريقة خبيثة جعلتها ترتبك قليلا قالت
عملت الصح! 
فرك أسفل ذقنها بلطف قال مضيقا نظراته
طول عمري باعمل الصح ولا أيه! 
اقترح عليه الخروج معا لإحدى الكافيهات والتحدث بعيدا عن زوجته فوافق زين على ذلك واكفهر وآيان يسترسل حديثه دون مقاطعة منه ويخبره بما توصل إليه من خلال زوجته وطفح ڠضب زين وهو يسأله
تبقى لعبتها صح مرضتش تتجوز علشان عرفت إنها مراتي
قال آيان بمعنى زاد الطين بلة
ومعنى كده إنها مع التاني ومخلفه منه 
تخمين آيان لم يفرق كثيرا عما توقعه زين فلعنها من بين شفتيه بلفظ لاذع قمئ أردف بغلول
العيل اللي معاها هيثبت ده وأنا مش هسكت هفضل وراها لحد ما أوصلها لحبل
هياج زين ولمعة عينيه الحزينة وهو يتحدث عبرا عن چرح قلبه الذي سببته له فقال آيان ليخفف من غضبه
يا زين خليك هادي هي أصلا عاوزاك كده متعصب عاوزة تنكد عليك ومتأكد رجوعها ده علشان ټنتقم منك
اغتم زين وتساءل في نفسه هل ما فعله معها جعلها تبغضه لهذا الحد وتتمنى انهياره استنكر ذلك وقال مبررا لنفسه
كنت عملت أيه يعني هي مراتي واللي عملته حقي! 
شكك فيها واتهاماتك مكنش كويس برضو يا زين
رد آيان عليه أكمده أكثر بل وازعجه أيضا هتف
إنت بتبررلها ولا أيه قصدك تقول جوازها دا نتيجة اللي عملته
لوح بيديه وقال نافيا
لو كانت تبعد شوية ماشي إنما ترتبط بغيرك لأ هي زودتها في دي خصوصا إنها عارفة إنها لسه مراتك
رد زين بهدوء عجيب
أنا هروح لها!
نيته في الذهاب للأخيرة فاجأت آيان نصحه بعقلانية
بلاش
يا زين ممكن تتهمك بحاجة أو تضعف موقفك قدام القضية اللي رفعتها عليها
قال بسخرية أبانت تعاسته
وأنا القضية دي مش هتخفف حتى الۏجع اللي أنا فيه دلوقتي
نبرة زين الشاجنة جعلت آيان يبتلع أي كلمات سيقولها له وابتأس من أجله سأله
وهتروح تعمل أيه! 
كانت في طريقها للعودة وأثناء ذلك هاتفتها ابنتها فردت نور عليها لتملي فراغها طول فترة السفر تلك ووسط حوارهن سردت ماريان ما قالته ل زينة باندفاع وطيش منها فتملكت من نور عصبية مفرطة استفاضت في نبرتها المنفعلة وهي توبخها
مش نبهت عليك يا ماريان
ردت الأخيرة بندم وهي تعلل
أسفة يا مامي متزعليش بس صدقيني زينة كويسة وكانت زعلانة علشاني قوي
هتفت باحتدام
دي بنت خبيثة دلوقتي هتشمت فيك وفيا وبكرة تعايرك بعيالها علشان تغيظني قبلك
استنكرت ماريان أن تفعل زينة ذلك قالت
لا يا مامي مش صح زينة غير كده خالص
لم تتحمل نور كمية الحب الذي يمنحها الجميع لهذه السمجة ثم ضبطت أنفاسها وحاولت الهدوء لتؤجل هذه المناقشة ليتما ترجع خاطبتها باستفهام
عمتك كلمتك أو حتى ريان!
نفت بحزن
عمتو اتصلت بيا بس أنا كنت نايمة ومرضتش اكلمها أنا مش عارفة هقولها أيه!
قالت نور بتشدد
عمتك تكلميها ومتفكريش تزعلي منها مهما حصل
اطاعتها ماريان دون نقاش فانهت نور معها المكالمة لتعطي لنفسها الحانقة فرصة في التهدئة زفرت بقوة ثم اعتزمت مهاتفة زوجها زين لتعرف منه مستجدات الموضوع وحين جاء صوته سألته بلهف
طمني يا زين كلمت معتز
رد عليها بتعقل
كلمته يا نور بس كنت مستنيك لما ترجعي ونتكلم
قالت بنفاذ صبر
قولي مش قادرة أصبر يا زين دي حياة بنتي مش حد تاني
رد بإذعان
الموضوع في إيد بنتك مش حد تاني سواء وافقت على طلباته أو رفضت
سألت بانصات شديد
وأيه طلباته إن شاء الله!
صمت زين للحظات قليلة يستجمع كلماته التي يدرك أنها لن تتقبلها قال
هو عاوزها ترجع بس هيتجوز
شدهت نور وبدت متيبسة الجسد والعقل غير واعية لهذه المهاترات التي يتفوه بها ومعارضة أن يتخلى زوج ابنتها عنها بهذه السهولة وبعد فترة صمت منها قالت
يتجوز على بنتي دا مستحيل!
رفق زين بحالتها وتفهم سبب ألمها ذاك فتابعت نور بتهكم
من غير ما بنتي تفكر خليه يطلقها يا زين !!
تناولت كوب القهوة من الخادمة ثم أخذت ترتشفها بتوتر كانت السيدة إيمان مذبذبة مشغولة الفكر بابنتها التي ستأتي بعد لحظات تفكر في المواجهة بينهما وما سببته من خديعة لها أحس السيد كارم بارتعاشة يدها فقال
هدى نفسك شوية وهتلاقيها دخلت عليك
ردت بتضايق مزيف
أنا مش عاوزة أشوف وشها
يعلم السيد أنها تتحدث فقط بلسانها لكن قلبها يحمل العكس وجه بصره ل نيفين وخاطبها
متأسفين لو سببنا ليكم مشكلة أو حطيناكم في موقف بايخ
ردت بسماحة
لمى اختي قبل ما تكون صديقتي أنا وسيف وكان لازم نقف معاها لما تطلب مننا حاجة المهم هي تكون كويسة
نظرت السيدة ل نيفين بعبوس فقد ظنت أخيها بالفعل مرتبط بابنتها وبداخلها استاءت من ذلك سألت زوجها باكتراب
هي لما تخرج هيحصل أيه
قال شارحا
المحامي قال هيخرجها بكفالة وهيقدم الورق اللي يثبت إنها متجوزتش
أنا خاېفة يطلب يرجعها ليه هنعمل أيه 
ردت نيفين بدراية
هو بالعافية هي مش عاوزاه والمحامي نقوله يرفع قضية طلاق مع إنه طلقها يعني حرام يحلل رجوعها ليه وهو قدامنا رمى اليمين عليها! 
غمغمت السيدة بكراهية
ودا حقېر عمره ما هيقول 
قالت مايا شيء لم يلفت انتباه أحد وهو
طيب يونس ممكن زين يستغله ويثبت بيه إنها مع غيره
تنبه السيد والجميع لذلك قال
يونس وجوده مشكلة إحنا ممكن نخبيه أو أي حاجة أو نقول مش ابنها
في تلك اللحظة ولجت لمى
برفقة سيف حين تم إخلاء سبيلها أشاحت السيدة إيمان بوجهها تعبيرا عن عدم ارتضائها لما فعلته بينما نهض جميعهم لمقابلتها والترحيب بها ثم توجهت لمى ناحية والدتها لتطلب السماح منها متفهمة سبب هذا الضيق الوارد منها خاطبتها بأسف
سامحيني يا ماما أنا لو كنت رجعت من السفر فدا علشانك إنما أنا بعدت كتير ولو كان في نيتي ارجعله مكنتش غبت السنين دي برة وبعيد عنه
مشاعر الأمومة غلبت جمود ملامحها أمامهم وجدت السيدة نفسها تنظر لها وتعتب عليها قائلة
بس كان المفروض تقوليلي مش تخبي عليا على الأقل نكون فاهمين 
عاودت لمى الإعتذار منها وقالت
أسفة من هنا ورايح مش هخبي حاجة تانية
تناست السيدة بسرعة البرق ما فات وانجلت بسمتها الحنون وهي تحتضن ابنتها وتقول
حمد الله على سلامتك
ابتسم الجميع من مسامحتها الفورية لها ولم يعلق أحد قالت لمى بعدها باشتياق
فين يونس!
ردت السيدة عليها

انت في الصفحة 6 من 58 صفحات