رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي
ناظرا اليها بغيظ زافرا بقوة وسخط
شكلك انت وابنك هتعملو عليا فريق من اولها ماشي يا قلب امجد نسمع كلام الدكتور !
مرحهما طرقات على باب الجناح فذهب أمجد ليستطلع ليجدها أمه والتي أخبرته بابتسامة انها تريد الجلوس مع هبة قليلا فتركهما قائلا أنه سيذهب الى المكتب لإجراء بعض المكالمات الخاصة بالعمل بعد أن جلستا مالت سعاد
هبة حبيبتي أنا عارفة أنه فيه حاجات هتحبي تسألي فيها وفيه حاجات انتي متعرفيهاش إعتبريني زي ماما الله يرحمها بالظبط وأي حاجه عاوزة تستفسري عنها إوعي تتكسفي
أسبلت هبة عينيها بخجل وقالت وهي تتهرب بنظراتها بينما اصطبغ وجهها بحمرة الخجل القانية
ربنا يخليكي يلا يا ماما سعاد انا فعلا مش عارفة أتكلم مع مين ومع ان بابا عمري ما اتكسفت منه وبالنسبة لي طول عمري أب وأم لكن أنا محرجة منه هو فيه سؤال بسيط الدكتور قال اني لسه في أول الحمل وإداني مثبت هو فيه خطۏرة انه الحمل لا قدر الله ما يكملش!!
لا يا حبيبتي كل الحكاية انه حملك لسه في أول شهر وتحاليلك بينت انه عندك ضعف والدكتور مش عاوز مجازفة قوليلي انتي اتجوزتي وكان في نص الشهر بالنسبة لك تقريبا صح
أومأت هبة ايجابا ونظرت الى سعاد بت في انتظار سماعها تابعت سعاد بهدوء وابتسامة صغيرة تعتلي وجهها
وانتي متجوزة بقالك اسبوعين تقريبا مش كدا
17 يوم بالظبط!!
ضحكت سعاد وعلقت
انتي حاسباهم باليوم!
خجلت هبة وهربت بنظراتها بعيدا فواصلت هبة
ربنا يحفظ عليكم سعادتكم حبيبتي يا رب ويتمم لك بخير المهم يبقى بحساب بسيط معاد دورتك الشهرية اليومين دول
اجابت هبة بحياء فهي لم ت المناقشة في تلك الأمور مع أي كان
هي متأخرة كمان يومين تلاتة عن معادها
علشان كدا تحليل الډم ك الحمل الدكتور واضح انه شك علشان كدا طلب من ضمن التحاليل اللي عاوزها تحليل الحمل وحتى جهاز الحمل اللي بيتباع في الصيدلية ممكن جدا يبينه وبما إنك لسه في الأول الدكتور كتب أقراص التثبيت دي لكن لو الموضوع فيه خطۏرة فعلا كان مكن جدا يكتب حقن أو يدخلك المستى لا قدر الله علشان تكوني تحت الرعاية الطبية الكاملة لكن الحمدلله انتي لسه صغيرة وصحتك كويسة هما شوية الضعف والانيميا والدكتور مش عاوز يسيب حاجة للظروف لأنه كتير من البكارى اللي بتحمل بسرعة للأسف بتخسر الحمل بسرعة عموما ما تخافيش حبيبتي ان شاء الله ربنا يتمم لك على خير
ومش عاوزة أي قلق خاالص لعلمك القلق والتوتر عدو الحمل الأول أهم حاجة الراحة النفسية بالظبط زي الراحة الجسمانية و غمزت ضاحكة وأكملت وخللي أمجد يهدى شوية اليومين دول!! ابتسمت هبة ونظرت الى الأسفل بينما احتضنتها سعاد وهتفت
حبيبتي انتي في مقام علا بنتي تمام ولو أقولك معزتك بقيت أكتر من أمجد يمكن ما تصدقنيش مش عاوزاكى تتكسفي مني أبدا ما فيش بنت تتكسف أمها!!
منذ طفولتها من تلك السيدة التي تحتويها بحنان أمومي فياض
أكيد يا ماما ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك أبدا يارب
مرت الايام و هبة منتظمة في جلسات العلاج النفسي وقد صرحت لطبيبها النفسي المعالج من خۏفها من الدواء الموصوف لها أن يضر بحملها طمأنها الطبيب قائلا ان الدواء عبارة عن مجموعة من الفيتامينات والمقويات ليس اكثر لانها ليست مريضة نفسية فهو ليس دواءا نفسي
كانت نوبات الصداع تهاجمها على فترات متة ولم تكن تصرح ل امجد بها كي لا ينتابه القلق فهو من لحظة ان عرف بحملها وهو يكاد ان يترك عمله ليلازمها ليل نهار
كانت جالسة في الحديقة تحتسي كوبا من عصير البرتقال الطازج عندما جاءتها سميرة تخبرها ان هناك ضيفة تطلب رؤيتها فاشارت اليها بادخالها
ما ان رأت من تقف امامها حتى انتفضت ووقفت من مكانها متساءلة بحيرة في نفسهاعن سبب قدومها فإنطباعها عنها الأول عندما شاهدتها في حفل زفافها أنها لم تعجب بها بل لقد شعرت بالكره الوجه لها يظهر جليا في عينيها!
تحدثت اليها تلك الضيفة قائلة بأسف زائف
اظن انك مش فاكراني كويس انا سارة شوفتيني يوم الفرح وباركتلك إنتي و سكتت قليلا قبل أن تتابع بخبث أمجد!
نظرت اليها هبة قليلا وقد شعرت بعدم الراحة لتلك المخلوقة التي تقف أمامها تتكلم بغرور شديد ولا تعلم لما هذا الش بالضيق الذي داهمها ما إن أتت على ذكر أمجد! حاولت تمالك نفسها وألا يعبر وجهها عما يختلج بداخلها من انفعالات نظرت اليها بهدوء وأجابت بثقة
آه طبعا فاكراكي كويس انا مابنساش حد شوفته ولو لمرة واحدة
قالت سارة بسخرية خفيفة
لكن للأسف نسيتي!! اووه ووضعت يدها على فمها بأسف مصطنع وأكملت قائلة
سوري ما اقصدش!
قاطعتها هبة ببرود فيما هي يتصاعد ڠضبها الى درجة الغليان بداخلها
لا ابدا انت بتعتذري على ايه انت ماغلطتيش في حاجة! انا فعلا فقدت الذاكرة بس الحمد لله على نعمه في نااس كتييير مافقدوش ذاكرتهم لكن فاقدين حاجات اهم بكتير زي الش والاحساس ودوول أعتقد أهم من الذاكرة وأنا الحمد لله لسه محتفظة بيهم عكس نااس تانية ذاكرتهم موجودة لكن ناسيينهم وتقريبا ميعرفوش معناهم ولا عمرهم جربوا يعني ايه احساس ولا ش زي ما تقولي خاليين منهم نهائيا!
نظرت اليها سارة بغيظ واضح ولم تستطع الإجابة فيما شعرت هبة بالسرور لإيقافها هذه المخلوقة المستفزة عند حدها نظرت اليها هبة بإستعلاء واشارت اليها بالجلوس أمرت هبة سميرة التي كانت لا توال واقفة لتلقي أوامر سيدتها بشأن الضيفة التي أدخلتهار بإحضار الشاهي والحلوى ثم الت في جلستها ناظرة الى ضيفتها الغير مرغوب فيها بغرور أتقتنته لم يرق لتلك الدخيلة!!
عاد امجد من شركته في القاهرة وهو يلوم نفسه لتركه هبة كل هذا الوقت صحيح انها ليست بمفردها كلية وأن عائلته حولها فوالدها قد عاد الى مباشرة عمله في شركة جده كمدير عام كما سبق ووظفه أمجد
لا يدري أمجد لما هذا الإحساس الخانق بالقلق الذي يعتمل في ه منذ تحدث الى هبة انصرافه من الشركة وعندما شعر ان صوتها ليس طبيعيا وسألها طمأنته قائلة انها بخير ولكنها تشعر ببعض التعب الخفيف وحالما تنام سح أفضل ولكنه لم يقتنع باجابتها ولم يشأ ان يجادلها ولكنه قرر انه سيقوم بتكليف شوكت ساعده الايمن بالعمل كنائب له في ادارة الشركة هنا بالقاهرة كي يستطيع ان يقضي اكبر قدر من
الوقت بجانب حبيبته وأم طفله القادم
ما ان وصل امجد الى مزرعة جده حتى سارع بالترجل من السيارة ولم ينتظر الى ان يفتح له سائقه الباب ودخل الى المنزل شبه راكضا ولم يلتفت الى أي شيء فقد استبد
به الشوق الى معشوقته ليركض صاعدا الى طابقه قافزا كل ثلاث درجات سويا حتى اذا دخل ذهب رأسا الى غرفة النوم فوجدها تسبح في الظلام ونور خفيف ينبعث من المصباح بجانب الفراش