رواية تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
و بالطبع تحت مراقبة يحيى لهما.
استأذن الحضور بالانصراف فقال يوسف لزينة زينة خليكى انتى.. احم عايزك عشان موضوع كورسات المحاسبة.
انصرف البقية و بقيت زينة مع يوسف و يحيى.
جلست على المقعد المجاور لسريره و فى الجهة المقابلة كان يجلس يحيى.
نظر لها يوسف و اشتياق الدنيا فى عينيه لا يصدق أنها أمامه الآن و هو الذى كاد أن يصيبه الجنون بسبب غيابها عنه بضعة أيام حاول جاهدا ان يسيطر على جسده المتحفز لاحتضانها الآن و قال لها بنبرة تحمل بين طياتها عشق جارف عاملة ايه! .. كويسة!
يوسف شكلك حلو بالحجاب.
زينة بخجل و توتر من إطرائه احم... البركة ف حضرتك.
هم يوسف بالرد عليها إلا أن يحيى قاطعه قائلا على فكرة عمو راشد و سهيلة فى الكافيتريا و زمانهم على وصول.
فهمت زينة ما يرمى اليه يحيى فمن الواضح أنه لا يريدها أن تحتك بسهيلة مرة أخرى فقامت من مقعدها و قالت طب أستأذن أنا بقى.. و الف حمدلله على سلامتك يا مستر يوسف.
زينة احم.. انا مش هقدر اجى لحضرتك تانى... تسمحلى اطمن على حضرتك بالتليفون!
يوسف مرحبا بذلك أيوة طبعا .. لو فتحتى تليفونك هتلاقى فى رقم اتصل عليكى كتيير امبارح.... دا رقمى.
فغر فمها من تلك المفاجأة و قالت حاضر.. هسجله و هبقى اتصل بحضرتك أطمن عليك.
و بمجرد ذهابها اقترب يحيى بمقعده من شقيقه و قبل أن يسأله باغته يوسف بقوله أنا حاسس ان روحى رجعتلى لما شوفتها نسيت كل الۏجع اللى كنت حاسس بيه اول ما سمعت صوتها و شوفتها بخير.
يحيى أهلا هو شرف!
يوسف هو ايه!
يحيى بمزاح الحب الحب الشوق الشوق.
يوسف انت بتهزر يا
يحيى بمرح تعالى انت هنا و متهربش و قولى الحكاية كلها من الألف للياء.
يوسف حكاية ايه!
يحيى حكايتك انت و زينة.
يوسف هحكيلك بس لما نروح البيت.. مش هينفع هنا
يحيى اوكى معاك حق...
بعد قليل حضر راشد و سهيلة الى غرفة يوسف و قام العم بإعطاء هاتفه له بعدما تسلمه من موظف الاستقبال.
انقضى اليوم و غادر راشد و ابنته الى الفيلا و بقى يحيى مع شقيقه ليبيت معه.
أما عند زينة ظلت ممسكة بهاتفها تريد أن تطمئن عليه فهى لا تستطيع أن تنتظر للغد حتى تهاتفه فأصبحت فى حيرة من أمرها فالوقت متأخرا الآن.
و على الجهة الأخرى يوسف أيضا ممسكا بهاتفه و يريد إن يتحدث معها و لكن بأى حجة سيحدثها فزفر پعنف من الحيرة التى انتابته فنظر له أخيه قائلا ايه يا چو مالك!... مش طايق نفسك ليه!
يحيى بمراوغة رقدة السرير بردو!
يوسف عايز توصل لإيه يا يحيى!
يحيى عايز أعرف كل حاجة!.. من أول ما عرفتها لحد دلوقتى.
قص له يوسف ما مر به مع زينة بداية من مجيئها الى الشركة مرورا بأمر سكنها بملهى ليلى انتهاء بغيابها أربعة أيام عنه حكى له كل شيئ بالتفصيل و لم ينسى شيئ فيحيى ليس فقط شقيقه و انما هو صديقه الوحيد و توأم روحه.
بعدما انتهى من الحكى وجد علامات الصدمة بادية على ملامح شقيقه فقال له انت مالك مبلم كدا ليه!
يحيى بضيق معقول يا يوسف بتحب دى!
رد عليه بضيق أكبر مالها دى يا يحيى... من فضلك اتكلم عنها كويس.
يحيى انا مش قصدى أسيئ لها لا سمح الله.. انت فاهم قصدى كويس... و آخرة الحب دا ايه!
يوسف بأسف مش عارف يا يحيى.. بجد مش عارف.
..أنا عارف انى مينفعش اتجوزها و عارف ان مفيش اى تكافؤ بينا نهائيا بس مش قادر ابعد عنها بحاول اتجاهلها بس بلاقى ان انا بكدب على نفسى و بتعلق بيها أكتر.
يحيى يوسف انت لو ارتبط بيها عمك ممكن يروح فيها... يعنى تسيب سهيلة عشان واحدة منعرفش أصلها و لا فصلها لا و كمان متربية ف مكان قذر زى دا و الله أعلم صاحبت كام راجل قبلك! و لا كلمت كام واحد دا ان فضلت محافظة على نفسها أصلا!
يوسف بعصبية خلاص يا يحيى كفاية.
يحيى لا مش كفاية يا يوسف.. انت لازم تنهى الموضوع دا و تمسحها من حياتك بأستيكة... انت فاهمنى يا يوسف!
يوسف انا فاهمك و فكرت ف كل اللى قولته دلوقتى بس مش بايدى أعمل إيه!
يحيى انت عمرك ما كنت أنانى يا يوسف.. فكر فى عمك اللى ضحى بعمره عشانا و مرضيش يتجوز عشان ميهملناش فكر فى سهيلة دى ممكن ټموت نفسها لو سيبتها و اتجوزت زينة انت مشوفتش بتغير منها قد إيه!
يوسف انا ممكن مكونش أنانى مع حد ... بس أنا أنانى ف حبها مش عارف أفكر فى أى حد غيرها مش عارف أشوف غيرها...
رجع برأسه للخلف مستندا على ظهر السرير و رفع وجهه للسماء و استأنف حديثه قائلا انا تعبان أوى يا يحيى ساعات بقول لنفسى يا ريتنى ما كنت شوفتها و لا عرفتها بس برجع أستغفر ربنا و أقول ليا نصيب أتعذب بحبها لا أنا قادر أبعد و لا قادر أقرب.
يحيى يا حبيبى انا مقدر اللى انت حاسس بيه بس ليس كل ما يتمناه المرء يناله صلى يا يوسف و ادعى ربنا كتير انه يكتبلك الخير و يصرف عنك الشړ.
يوسف يااارب.
يحيى حاول تعاملها عادى و متخلهاش تحس ان انت بتحبها لحد ما نشوف هتقدر تتخطاها و لا لأ.
يوسف هى لسة هتحس انى بحبها!.. دى زمانها متأكدة.
يحيى طالما مصرحتلهاش بكدا يبقى خلاص انت كدا مفيش عليك لوم..... عشان خاطرنا يا يوسف بلاش.. بلاش زينة يا يوسف بلاش تهد حياتنا و تفرق لمتنا.
تنهد پألم و رد قائلا حاضر... حاضر يا يحيى بس انت ادعيلى.
يحيى و قد خطرت
له فكرة هقترح عليك اقتراح أحسن حاجة هتخليك تعدى المرحلة دى انك تخطب!
يوسف باستنكار أخطب!
يحيى أيوة... انت لسة هتستنى ايه!... انا كلها كام شهر و هخلص الرسالة و هاجى أمسك معاك شغل الشركة أظن كدا خلاص ملكش حجة.
يوسف انت يبنى عايز تاخدنى كدا من الدار للڼار!
يحيى انت لازم تحط نفسك قدام الأمر الواقع.
يوسف و دى مين بقى ان شاء الله اللى هخطبها!
يحيى سهيلة.
يوسف انت بتهزر... صح
يحيى لا مش بهزر على فكرة... و الله انا شايف طالما كدا كدا مش هتتجوز اللى قلبك اختارها اتجوز بقى أنسب واحدة و انا شايف إن سهيلة أنسب واحدة ممكن تتجوزها.
صمت يوسف و لم يرد فليس لديه ما يرد به على هراء أخيه كما يرى.
فاستأنف يحيى حديثه قائلا بص لسهيلة من زاوية تانية بنت جميلة و ملتزمة انت اللى مربيها على ايدك ملهاش أى علاقات مع اى حد قبلك و فوق دا كله بتحبك و بټموت فيك عايز اكتر من كدا ايه يا يوسف!
بدأ يوسف يتأثر بنصيحة أخيه فقال له يحيى فكر..... فكر مرة و اتنين و تلاتة و ان شاء الله هتلاقى ان دا أنسب حل.
يوسف بشرود هفكر....ثم تنهد بقلة حيلة داعيا ربه بأن يعينه على تخطى هذه الأزمة.
ترك يحيى أخاه قليلا حتى يتيح له الفرصة ليفكى فى اقتراحه و راح ليقف فى شرفة الغرفة فتذكر ديما على الفور فأخذ يوبخ نفسه على عدم مهاتفتها و طمأنتها على وصوله فنظر فى ساعة هاتفه فوجدها العاشرة مساء فقال لنفسه أكلمها دلوقتى!.. بس ممكن تكون ف الجامعة او عندها محاضرة ثم حك مؤخرة رأسه بتفكير فقال أحسن حاجة أبعتلها رسالة .
قام بارسال رسالة نصها صباح الخير يا قمرى.. آسف جدا.. لما وصلت لقيت اخويا يوسف عامل حاډثة و انشغلت بيه و مقدرتش أكلمك لما تكونى فاضية كلمينى دومتى ديمة قلبى
أتم كتابة الرسالة و ارسالها ثم تنهد بعشق و شرد فى ديمة قلبه كما أسماها.
بعد فترة ليست بقليلة من شرود كل منهما فى أحواله خلد الشقيقان الى النوم فى انتظار نهار جديد حافل بالأحداث و المفاجأت.
أما عند ديما كانت تجلس فى مقهى الجامعة عندما وصلتها رسالة يحيى ففتحت الرسالة و قراتها ثم تنهدت براحه و ابتسمت و هى تردد كلماته ديمة قلبى.
الفصل الرابع و العشرون
فى فيلا راشد سليمان....
جلس الاب مع ابنته فى حديقة الفيلا بعدما انصرفوا من المشفى فجاءت سعاد مدبرة المنزل و سألتهم على حالة يوسف فطمئنها راشد و دعت له بتمام الشفاء و العافية و انصرفت فقالت سهيلة لأبيها البنت اللى كنت قولتلك عليها يا بابا اللى يوسف مشغلها عنده ف مكتبه فاكرها!
راشد ايوة.. مالها.
سهيلة تصور يا بابا جاتلها الجرأة تيجى كمان المستشفى وراه بحجة انها جاية تتطمن عليه!
الاب بضيق من مبالغة ابنته انتى مكبرة الموضوع اوى يا سولى.. عادى يعنى ما فى مجموعة موظفين من الشركة راحولو المستشفى يزوروه و لسة فى غيرهم هيروحولوه يعنى هى جات عليها!
سهيلة لا لا يا بابا انا مش مرتحالها خالص حاسة كدا انها عايزة تلفت نظره بأى طريقة.. شكلها كدا فقيرة و عايزة تعلى عن طريق يوسف.
الاب لاااا دا انتى دماغك ضړبت خالص صفى قلبك يا حبيبتى يوسف يستاهل ان الكل يحبه و يسأل عليه أكيد ساعدها و هى عايزة تردله الجميل بس مش أكتر..
سهيلة بتفكير يمكن يا بابا.... محدش عارف.
الاب و يوسف عمل ايه لما جات زارته.
سهيلة لا يا بابا ما هو يوسف كان لسة مافاقش من الغيبوبة و مشافهاش.
الاب ربنا يقومه بالسلامة... البيت وحش اوى من غيره.
سهيلة بشرود عندك حق يا بابا ربنا يرجعه بالسلامة و ينور البيت من جديد.
عند زينة...
نامت زينة بعد عراك ضارى بينها و بين قلبها الذى كان يصر عليها بأن تتصل بمعشوقه لتسمع صوته الذى
يهتز له قلبها و يتزلزل له كيانها و لكنها استطاعت ان تنتصر على قلبها و ترجيئ الاتصال به للغد.
فى صباح اليوم التالى...
قام
يوسف بالاتصال بالأستاذ عادل لكى يبدأ مع زينة دورة المحاسبة ابتداء من اليوم فهو
قد قرر نقل زينة لقسم الحسابات فور عودته للشركة حتى تكون بعيدة عن مرئى عينيه عله يشفى من عشقها فقد اقتنع بحديث شقيقه فهو لا يريد أن يخسر عمه بسبب حبه لزينة فليربط على قلبه الآن حتى يحافظ على عائلته و ألا يكون هو سبب تشتتها.
أنهى المكالمة مع الاستاذ عادل و من ثم قام بالاتصال على