الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية عرفان و عذراء بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


اترجتهم يستنوا للصبح قالولى لازم امشى بليل علشان خبر هروبى من البلد الكل يعرفه الصبح و خرجت من هناك من غير فلوس و لا اى حاجه خالص بلد تشيلنى و بلد تحطنى لحد ما وصلت هنا و اخر فلوس معايا كانت الخمسه جنيه اللى اشتريت بيهم المايه و البسكوت
كانت دموع الحجه عفيفه ټغرق و جهها و عرفان يشعر بالصدمه و الزهول من تلك العائله التى تهتم و تحب المال اكثر من افراد عائلتهم 

هنعمل ايه يا امى 
ظلت الحجه عفيفه صامته و عقلها يدور فى دوائر الحيره و عرفان ينظر اليها بقلق ينتظر قرارها فرغم انه تخطى الخامسه و الثلاثون من عمره الا انه لا يتعدى والدته فى شئ ليس ضعف فى شخصيته و لكن احترام و تقدير لها و ايضا ثقه فى رجاحه عقلها
ايه رايك نأجرلها الاوضه اللى تحت السلم اهى تبقى معانا و فى نفس الوقت فى شقه لوحدها كمان اعلمها الخياطه و اهى حاجه تصرف بيها على نفسها و على بنتها لحد ما ربنا يقومها بالسلامه تبقا تشوف وقتها عايزه تعمل ايه
ليبتسم بسعاده الان يشعر بالراحه فهو كان يخشى ان ترفض امه بقائهم معهم و هو قد تعلق بالصغيره جنه التى رغم اتساخ ملابسها و جسدها الا انها مازالت واضحه
اقترب و قبل راس امه و هو يقول
ربنا يبارك فى عمرك يا امى بس انا مش قادر اصدق معقول فى ناس كده الفلوس عندهم اهم من البنى أدمين ازاى يعملوا فيها و فى ولادها كده
ظلت الحجه عفيفه صامته لعده ثوان ثم قالت پألم
الناس بقت مغميه عنيها عن حقيقه الحياه بقت شايفه المال و السلطه اهم حاجه محدش منهم بقا فاكر ان له رب راجعله فى يوم و لا ان ربنا شايف و مطلع على ظلمهم لبعض و لا بقا حد فاكر ان دعوه المظلوم ربنا بيسمعها من سامع سما و ينصره و لو بعد حين كل الناس نسيت ان فى جنه و ڼار و قطع صله الرحم من الكباير كله واخد المظاهر اسلوب حياه نسيوا ان ربنا موزع الارزاق بالعدل وكل واحد واخد حقه دون نقصان
صمتت لثوانى ثم نظرت الى ولدها و قالت
سبحان الله مقسم الارزاق و مسير الاقدار لحكمه
ثم ربتت على يديه المستريحه فوق قدمه و سارت فى اتجاه المطبخ و هى تقول
هقوم اعمل اكله كويسه للبنت الغلبانه دى على
ما انت تنزل تنظف الاوضه تحت و تشوفها لو ناقصها حاجه
ابتسم ابتسامه صغيره و تحرك ينفز ما قالته امه بسعاده
فى وقت متأخر استيقظت عذراء بعد ان نالت قسط وافر من الراحه ظلت تنظر
حولها بأندهاش غير مستوعبه اين هى نظرت جانبها لتجد جنه غارقه فى النوم ابتسمت بحنان و انحنت تقبل اعلى راسها فى نفس اللحظه التى فتحت فيها الحجه عفيفه الباب بهدوء و حين راتها مستيقظه قالت بصوت هادئ حتى لا تقلق الصغيره
و اخيرا صحيتى قومى يالا تعالى علشان تاكلى و لما جنه تصحى تبقا تاكل يلا قومى علشان اللى فى بطنك
كانت عذراء رغم شعورها القوى بالجوع
و ايضا بسعادتها بأهتمام تلك السيده الطيبه بها الا ان هناك غصه فى حلقها تؤلمها بشده هى عذراء ابنه تلك العائله الكبيره تتسول الطعام و مكان للمبيت هى ابنه الاكرمين يحدث لها هذا و عند ذلك التفكير تجمعت الدموع فى عيونها دموع قهر مما حدث معها و دموع كرامه اهينت على يد اقرب ما لها و دموع عجز عن رفض كرم تلك السيده الحنونه اقتربت منها الحجه عفيفه حين لاحظت تلك الدمعات التى تنحدر من عينيها و تسيل فوق وجنتيها و ربتت على كتفيها بحنان و قالت بصوت هامس
ارمى حمولك على الله محدش عارف بكره شايل ايه و لا حد عارف الخير فين
نظرت اليها عذراء من بين دموعها و هزت راسها بنعم لترفع الحجه عفيفه الغطاء عنها و هى تقول
يلا قومى دى تالت مره اسخن الاكل قومى
خرجت معها عذراء و هى تنظر ارضا بخجل ليقف عرفان سريعا وهو يقول
صباح الخير يا ست عذراء يارب تكونى بخير دلوقتى
رفعت عيونها تنظر اليه بخجل ثم قالت
الحمد لله كتر خيركم احنى تقلى عليكم اووى
لتضمها الحجه عفيفه بحنان حين قال عرفان بأقرار
متقوليش كده يا ست عذراء انت و بنتك منورين و البيت بيتكم
لتبتسم بخجل حين اجلستها الحجه عفيفه على احدى كراسى طاوله الطعام و هى تقول
اقعدى كلى بقا علشان خاطر ابنك و انت كمان تشدى حيلك كده علشان تقدرى تكملى حياتك و تهتمى بأولادك
هزت عذراء راسها بنعم و بدأت فى تناول الطعام على استحياء حين فتحت جنه باب الغرفه و هى تفرك عينيها و تنادى عليها لينهض عرفان سريعا يحمل الصغيره بحنان و هو يقول بعطف ابوى
يا صباح الخير و النور على البنور
ابتسمت الصغيره بسعاده فهى لم تستمع الى تلك الكلمات منذ وفاه والده و كانت عذراء تنظر اليه بأمتنان كبير خاصه حين قبل الصغيره على جبينها و قال
جعانه يا جنه
لتهز الصغيره راسها بنعم ليقول هو بأبتسامه سعاده
يبقا الحلوه لازم تاكل و بسرعه و عمو عرفان هيأكله بأيدوا كمان ايه رايك 
لتهز الصغيره راسها بنعم فى نفس الوقت التى تجمعت الدموع فى عين كل من الحجه عفيفه و عذراء و لكن لكل منهم اسبابه فالاولى شفقه على ولدها الذى بداخل قلبه حنان الدنيا للاطفال و لكن حكمه الله حرمته منها و الثانيه تبكى ذكرى زوج رحل صحيح لم يكن كالواقف امامها فى حنانه و طيبه قلبه و لكنه لم يهيما يوما و دائما كان يدلل ابنته و بعد مۏته حرمت هى و ابنتها من كل شئ و ذاقوا العڈاب بعده بقلمى ساره مجدى
كانت عذراء تتابع حركات عرفان مع ابنتها بسعاده كبيره خاصه و هى تستمع لصوت ضحكات ابنتها التى حرمت من سماعها لأشهر حين انتهوا من الطعام وقفت عذراء سريعا تلملم الاطباق و وقفت تغسل الصحون رافضه تماما اى اعتراض من الحجه عفيفه و تركا جنه مع عرفان الذى كان يلاعبها ببعض الالعاب القديمه التى كانت له يوما ما
و حين انتهت جلست معها بالمطبخ و هى تشعر بخجل شديد مما تريد ان تطلبه منها شعرت بها الحجه عفيفه فقالت
انت يا بنتى عايزه تقولى حاجه 
هزت عذراء راسها بنعم ثم قالت
انا عارفه انكم عملتوا معانا الواجب و زياده و كتر خيركم على كل حاجه و الله و ربنا يجازيكم خير على كل حاجه المعامله الطيبه و النومه و الاكل كمان بس لو تكملوا جميلكم معانا و نفضل هنا لحد الصبح بس علشان منمش انا و البنت فى الشارع
كانت الحجه عفيفه تشعر بالذهول و الصدمه مع كل كلمه تقولها الجالسه امامها و تشعر بالشفقه عليها و على حالها و الظروف الصعبه التى تمر بها بسبب عائلتها
وضعت يديها فوق يديها المستريحه و ربتت عليها بحنان و هى تقول
ايه يا بنتى اللى انت بتقوليه
 

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات