رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الثاني من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
قبل ما تخرج
قالتها ثم ألقت التحية عليهم
صباح الخير
التمعت عينين عزيز وضجت عيناه بلهفة عند رؤيتها
صباح الخير
رد عزيز عليها تحيتها ثم نظر لابنة شقيقه التي أخذت ترمق ليلى بنظرة فاحصة
دي ليلى يا نيرة بنت اخو عمك عزيز
رفعت ليلى عيناها نحو نيرة التي هزت رأسها وخرج ترحيبها بإقتضاب لم تقصده
تلاشت ابتسامة ليلى بعدما شعرت بالإهانة من حديثها المقتضب
دي بقى نيرة هانم يا لولو
قالها عمها وهو ينظر لها فعادت ليلى ترسم ابتسامتها بصعوبة على محياها
لاحظ عزيز الأمر وقد شعر بالضيق من عدم ود ابنة شقيقه مع ليلى رغم أنها ودودة ولطيفة بطبعها
أنا متأكد إنكم لما تتعرفوا على بعض هتكونوا صحاب يا نيرو
اكيد يا عمو
وسرعان ما كانت تخرج شهقتها وأسرعت نحو الداخل وهي تتمتم
شوف عمال تتكلم وخلتني انسى علبة السندوتشات بتاعتك
هز رأسه بيأس ونظر نحو ليلى و عزيز سائقه
شايفين بعد العمر ده كله اروح الشغل بعلبة سندوتشات
ألقاها بدعابة حتى يرى ابتسامتها لكنها استدارت بجسدها ورحلت بعدما هتفت بخفوت
تعالى يا عم سعيد شوف البيه كان عايز ينسى السندوتشات اللي احنا جهزناها ليه
هتفت بها نيرة وقد آتى ورائها العم سعيد
وقف يبتسم على أفعال ابنة شقيقه والعم سعيد لكن عقله كان مشغولا مع تلك التي ابتعدت
رفع عيناه لأعلى بعدما استمع إلى تمتمت والدته
ما شاء الله طالعه زي القمر
شعور غريب شعر به وقد انحبست أنفاسه وهو يتأمل تفاصيلها
التهمها بنظراته ولن ينكر أنه راضي تماما هذه المرة على أمر زواجه لكن عناده مع جده هو المسيطر في هذا الزواج
غامت عيناه بذكريات الماضي الموحشة لتعود له الحقيقة مجددا
يتبع
سهام صادق
ظنها دمية بين أصابعه
الفصل الثاني والعشرين الجزء الأول
نظرت ليلى إلى أكواب العصير بابتسامة راضية ثم حملتها وخرجت من المطبخ وقد ارتفعت أصوات ضحكاتهم عاليا
عرفتي منين إني بعشق عصير الفراوله
ابتسمت ليلى وهي تمد لها يدها بكوب العصير ثم انتقلت بعينيها نحو زوجة عمها وسرعان ما كانت تتجه نيرة هذه المرة بأنظارها نحو عايدة السعيدة بزيارتها لهم في مسكنهم
اكيد طبعا عايدة
قالتها نيرة التي تحب دوما منادتها باسمها ثم مدت يدها نحو عايدة الجالسة جوارها لتلتقطها بحب
لا وكمان عملتلك كيكة الشيكولاته شوفتي غلاوتك عندها
قالتها شهد ثم مطت شفتيها بعبوس
لكن تيجي عند شهد وكل حاجه تتأجل
ارتفعت ضحكاتهم على تذمرها الطفولي وقد ڼهرتها
عايدة التي صارت تيأس من أفعالها الطفولية
قولي بقى إنك غيرانه مني
قالتها نيرة وهي تنظر نحو ليلى التي ابتسمت
دلوقتي مبقتش أنا بس اللي بشاركك في عايدة فيه ليلى كمان
ازداد عبوس شهد فارتفعت ضحكات نيرة على عبوسها تركت نيرة مشروبها ونهضت من جوار عايدة واتجهت إليها لتخرج من جيب سترتها علبة صغيره بها سلسال من الذهب يشبه ما ترتديه حول عنقها
وقعت عيني شهد على السلسال الصغير وسرعان ما كانت تخرج شهقتها دون تصديق
ده شبه بتاعك
ابتسمت نيرة وهي ترى سعادتها وقد أسرعت شهد باحتضانها بعدما تمعنت بالنظر إلى السلسال بنظرة فرحة
هو إحنا عندنا أغلى منك يا شوشو
أنا بحبك اوي يا نيرة البيت ملهوش طعم من غيرك
نظرت نيرة إلى عايدة و ليلى وقد أخذوا يتابعون المشهد بصمت ثم غمزت إليهم قبل أن تتمتم بمرح
مش من شوية كنتي مستكتره دلع عايدة ليا الكام يوم اللي قعداهم معاكم
أنا قولت كده
أشارت شهد نحو حالها واصطنعت البراءة وسرعان ما كانت ترتفع أصوت ضحكاتهم مرة أخرى
انضم إليهم العم سعيد الذي صارت ملامحه هذه الأيام مبتهجة لعودة البهجة للمنزل
هروح اقطع الكيكة
قالتها ليلى بعدما تذكرت أمر الكعكة التي أعدتها
عايدة إلى نيرة
ابتسم العم سعيد وهو ينظر نحو ليلى التي نهضت للتو واتجهت نحو المطبخ
اتعرفتي على لولو وحبتيها يا ست البنات
قالها العم سعيد فابتسمت نيرة ونظرت إليه
وبقينا صحاب كمان
كانت السعادة تتجلى على ملامح ليلى وهي تقطع الكعكة وتستمع إلى حديثهم عنها
امتعضت ملامح العم سعيد عندما تذكر وجود سمية بالڤيلا وقد كثر تواجدها منذ عودة سيف
مالك يا راجل يا عجوز كشرت فجأة ليه
تساءلت وهي تنظر إلى عايدة التي انشغلت في حياكة أحد الأثواب وقد هزت لها رأسها بيأس من عدم فهمها لأحوال شقيقها
تنهيدة طويلة خرجت من شفتي العم سعيد ثم أخذ يضرب كفوفه ببعضهما
مش عجباني جوازة سيف بيه من الخوجاية بقي يسيب بنات بلده ويروح يجبلنا واحده لا نعرف ليها اصل ولا فصل كان عقله فين
حدجته نيرة بعدم رضى فهي لم يعجبها طريقة زواج شقيقها وقد أخفي زواجه عنهم لينكشف كل شئ فجأة
نقول إيه يا عم سعيد النصيب
هو صحيح هيعمل ليها فرح
تساءلت شهد وقد أصرفت نظرها أخيرا عن السلسال الذي ارتدته
اه يا شهد مصمم إن الناس كلها تعرف بجوازه ده غير الهانم عايزه تعمل الفرح اللي وعدها بيه
تجهمت ملامح العم سعيد الذي لم يبتلع حتى اليوم تلك الزيجة وسرعان ما كان يخرج منه الكلام دون ترتيب
ما دام الباشمهندس اتجوز يبقى لازم تقنعي عزيز بيه يتجوز يا ست البنات أنا قلبي تعبني معاه
توقفت ليلى مكانها وقد اختراق الكلام أذنيها غادرت تلك السعادة التي كانت تحتل ملامحها منذ لحظات وانحبست أنفاسها وهي تتخيل اليوم الذي سيتزوج فيه سيد هذا المنزل
بحاول أقنعه يا عم سعيد حتى إني اقترحت عليه عمة واحده من صحباتي دكتوره جامعيه ومن عيلة كبيره ومناسبه اجتماعيا ليه
تهللت أسارير العم سعيد عندما استمع إلى مواصفات العروس التي وقع الإختيار عليها
أنت من جهة وانا من جهة و نيهان بيه كمان معانا لحد ما نقنعه ده يوم المنى يوم ما اشوف البيه مع عروسته
ابتسمت عايدة كما ابتسمت شهد وقد تمنوا هم أيضا هذا اليوم لكن سرعان ما تلاشت تلك السعادة التي احتلت ملامح شهد وهي تفكر في حالهم عند يصبح لهذا المنزل سيدة هل ستعاملهم مثلما يعاملهم السيد عزيز أم سيحدث مثلما تسمع وترى في المسلسلات
ارتعشت يدي ليلى وأغمضت عيناها بقوة حتى تستطيع طرد تلك الدموع التي علقت بأهدابها
مالك يا لولو واقفة عندك كده ليه
تساءل عمها الذي دلف للتو إلى المسكن واندهش من وقوفها وقد اتجهت أعينهم نحوها بعدما انتبهوا على صوت عزيز
انتهى العرس الذي حضره العديد من رجال المال والسلطة وقد تم إقامته في أفخم فنادق البلد
اختفت تلك البهجة التي كانت تحتل مقلتي زينب عندما أتت لحظة وداع جدها وإدراكها أنها ستذهب لمنزل آخر تعيش فيه
حضنها نائل بقوة وقد سقطت دموعه وقد تأثر شاكر ووالدي صالح بالأمر
يا نائل زينب في عنينا
قالها شاكر الذي كانت السعادة تحتل ملامحه فقد تحقق مراده أخيرا
وكمان يا راجل يا شايب ده ربع ساعة بالعربيه تكون عندها أو هي عندك يلا يا صالح خد مراتك
ابتعد نائل عن حفيدته بعدما اجتذبه هشام ابنه البكر وقال مازحا لعله يداري حقده
هتخليها ټعيط ومتروحش مع جوزها يا سيادة اللوا
أنا عايزها تروح معايا
تمتم بها نائل بصدق وجذب يد زينب وقد وقف جميع أفراد العائلة مدهوشين من فعلته
اجتذب صالح ذراع زينب التي صارت محاصرة بينهم وكل منهم يجذبها نحوه
اعذرني يا نائل باشا خلاص بقت بتاعتي
توردت وجنتي زينب من شدة الحرج بعد تصريح صالح بملكيته لها وقد ابتسم نائل بعد حديثه
احتل المقت بعض الأوجه فابنة أسامة ابتسم لها الحظ وحظت بزيجة تتمناها الكثير من العائلات
ربت نائل على كتف صالح بعدما نظر نحو حفيدته الغالية
حطها في عينك يا بني دي امانتي ليك
ولم تكن الكلمة إلا جمر ملتهب وضع على قلبه
تنهيدة عميقة حررتها ليلى من أسفل الغطاء الذي غطت به كامل جسدها حتى لا تنتبه شهد على بكائها الذي رثت به حالها بعد ما سمعته اليوم من حديث
أغمضت عيناها وضمت شفتيها حتى تمنع تلك الشهقة التي كادت أن ټخونها وتخرج منها
الأمر كان صعبا عليها ولكن إتخاذ قرار الرحيل والعودة لمدينتها بعدما استأنست بوجودها مع عائله عمها أصعب بمراحل
ليتها تستطيع إخراج عزيز الزهار من قلبها الذي لم يعد يتحمل حب رجلا مثله
لازم تحاولي يا ليلى قريب هيتجوز يعني هتشوفيه مع مراته عايزه عينك تفضحك
لازم تنسي حبك ليه
هزت رأسها في قناعة لما قررته ولكن سرعان ما كانت تخبر حالها بضعف
بس أنا مش هقدر أنساه
وصلت السيارة التي قادها صالح بنفسه إلى مسكن الزوجية وقد شعرت زينب بشعور غريب اقتحم فؤادها
تحدث صالح أخيرا قبل أن يترجل من السيارة
وصلنا
نظرت إليه زينب بعدما غادر السيارة وقد أصابتها الدهشة عندما رأته يتجه نحو البناية دون أن يلتفت إليها
هرول نحوه سعد حارس البناية وهتف بتهليل
مبروك يا سعادة البيه
حط العربية في الجراچ
قالها صالح بملامح جامدة أدهشت الواقف الذي ألقى بنظرة سريعة خاطفة نحو العروس التي مازالت قابعة داخل السيارة
خرجت زينب من السيارة بعدما زالت دهشتهابصعوبة جرت ساقيها خلفه وقد أرجفت برودة الهواء جسدها
دقائق معدودة ووقف المصعد بهم ثم انفتح أشار بيده لها بأن تتحرك أمامه هذه المرة
تعلقت عيناها به وتيبست مكانها
زينب
أخرجها صوته من حالة السكون التي صارت فيها ونظرت إليه ثم تحركت أمامه وقد احتل الهلع وجهها
ارتعشت أوصالها بعدما دلفوا الشقة التي أتت إليها من قبل لتفرش أثاثها وتعيد طلاء جدرانها
عندما انغلق باب الشقة تراجعت