الخميس 09 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل السادس والأربعون إلى التاسع والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بتعملي إيه في الوقت ده!.
أغلقت عيناها وضغطت على شفتيها فهي لا تستطيع ترتيب حديثها وإخباره بسبب وجودها هناك.
_ عايدة كانت عارفه.
تساءل عزيز لتحرك رأسها فكرر سؤاله وقد راودته بعض الشكوك.
_ عايدة كانت عارفه يا ليلى بروحتك للڤيلا.
أدركت من نبرة صوت عمها الحادة أن عليها التحدث استدارت إليه وأخفضت رأسها بخجل ثم أخذت تخبره عن سبب ذهابها.
تنهد عزيز بقوة بعدما اطمئن ليحرك رأسه بتفهم.
_ مع إن كان الصباح رباح لكن..
أسرعت ليلى بالرد وقد خرج الكلام من بين شفتيها بتعلثم.
_ مش هتتكرر تاني يا عمو.
ابتسم عزيز وقال
_ ادخلي نامي خلاص تصبحي على خير.
بصوت يكاد أن يسمع تمتمت.
_ وأنت من أهل الخير.
دخلت الغرفة وأغلقت الباب ورائها تنظر نحو شهد النائمة لتزفر أنفاسها براحة.
....
ضغط صالح على جبينه بقوة بعدما اشتد الصداع عليه لينهض من مكانه حتى يبحث في غرفته عن مسكن يخفف من آلم رأسه.
نظر إلى باب غرفتها المغلق ثم تنهد.
عندما ابتلع الحبة وارتشف الماء دفعة واحدة أغمض عينيه قليلا مسترخيا. وقعت عيناه على هيئته المزرية بالمرآة فقميصه كان مجعد ونصفه مفتوح وخصلات شعره مشعثة بمظهر بشع.
ضاقت حدقتاه عند إرتفاع رنين جرس الباب لينظر إلى الوقت الذي تخطى منتصف الليل.
زفرة إرتياح خرجت من بين شفتي صفوان ليسأله بعتاب.
_ ليه قافل تليفونك هو أنت هتفضل لحد امتى تعاقبنا بسببه.
_ عشان انتوا السبب.
قالها صالح بعدما دلف والده ليتوقف صفوان مكانه واستدار إليه.
_ ونعمل إيه أنا و أمك اكتر من كده عشان تسامحنا قولي يا بني عشان ترتاح وتريحنا.
أخفض صالح رأسه فنبرة صوت والده التي تحمل قلة الحيلة لمست قلبه.
_ أنا لأول مرة احس إني مهزوم بجد ومخڼوق من الدنيا كلها.
قالها صالح بإنهزام حقيقي فتنهد صفوان ثم اقترب منه.
_ حبيتها مش كده.
وهل الإعتراف الآن سيفيد بشئ زينب ترغب بالرحيل عنه.
_ حبيتها بعد ما دمرتها زينب پتكرهني... مفيش حاجه جواها ليا غير الكره.
وپحقد أردف.
_ ياريت شاكر باشا يعرف إنه دمر حياتي للمره التانية وبدل ما كنت عايش بذنب مۏت سارة هعيش بذنب
زينب و المرادي قهر قلبي.
دمعت عينين صفوان وضمھ إليه رابتا على كتفه.
_ كل حاجة اتكشفت يا صالح و زينب فهمت سبب جوازك منها الحقيقي.
ابتعد صالح عنه يسأله بلسان ثقيل.
_ أنت قولتلها
أخفض صفوان رأسه.
_ صدقني ده أحسن ليك يا بني على الأقل متقابلهاش حقيقة تانيه توجعها.
إبتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي صالح.
_زينب عايزة تطلق يا بابا ومعتمده عليك تساعدها عشان تخلصها مني...
رد صفوان بعدما شعر بأن صالح يضع عليه اللوم الآن.
_ اي واحده في مكانها هتطلب الطلاق بس يا بني مراتك حياتها محكومة بقيود مع أهل أبوها.
خرجت تنهيدة طويلة من بين شفتي صالح فهل سيعيدوا استغلال ذلك القيد مرة أخرى.
_ لو بتحبها لازم تفكر في مساومة منصفة تخليها تفضل معاك حتى لو فترة مؤقته.
غادر والده المنزل بعد وقت ليمسد عنقه بإنهاك اتجه نحو غرفتها وحاول فتح الباب لكنه وجده مغلق.
لا حل أمامه الآن غير جلب المفاتيح الإحتياطية الخاصة بالغرف.
جهز لها صنية عليها شطيرتين وكأس من الحليب ودلف إلى الغرفة بعدما تمكن من فتحها.
زفره طويله وعميقة لفظها بثقل عندما رأي حقيبة ملابسها جوار الفراش.
ابتلع ريقه واقترب منها فوجدها نائمة بالفعل... فهو يعلم عادتها بالهروب.
_زينب.
صوته أفزعها من نومتها لتصرخ عاليا بصوت مبحوح.
_ مش أنا السبب في مۏته مكنش قصدي اقوله حاجة... بابا متسبنيش لوحدي.
مظهرها أفزعه فأسرع بوضع صنية الطعام على أقرب شئ أمامه ثم اتجه إليها قائلا بعدما إلتقط كوب الماء الذي أتى به
_زينب فوقي ده كابوس.
حدجته بنظرة خاوية مثل حال صاحبتها ليجلس جوارها على الفراش.
_ خدي اشربي ماية وخدي نفسك براحة.
_مش أنا السبب في مۏته مكنش قصدي اقوله حاجة... بابا ماټ ليه ماټ وسابني.
خارت قوة صالح ودمعت عيناه ثم خرجت آه طويلة منه تعبر عن ۏجع قلبه.
_ زينب ده كابوس اشربي الماية أرجوك.
ضمت شفتيها رافضة الماء وأغلقت جفنيها ثم أخذت تهز رأسهآ برفض.
_ أنا هسمع الكلام مش هعمل حاجة تاني... ليه پتكرهوني ليه.
لم يتحمل صالح رؤيتها بهذا الوضع ليضمها إليه بكل قوته.
_ مكنتش عارف إن فيكي كل ده اه يا زينب ليه ډخلتي حياتي. ۏجعتك ووجعت نفسي.
_ كنت فاكراك غيره طلعت زيه...
ابتعد عنها صالح فهي تجمعه دوما بشخص واحد يظن أنه والدها لكن اليوم علم أنها تقصد رجلا آخر.
_ للدرجادي بتكرهيني يا زينب.
بضعف هزت رأسها له ثم عادت لوضيعة نومتها التي تشبه وضع الجنين في رحم أمه.
_ بكره همشي هروح لجدو.. هو كان خاېف عليا منهم.. أنا اتجوزت عشان اريحه من همي بس خلاص أنا هرجعله تاني.
لقد دمرها ودمر نفسه معها بسبب العناد. 
....
نظرت كارولين نحو سيف الغافي جوارها ورغم تقاربهم اليوم في لقاء حميمي إلا أنها لم تشعر بمتعه كانت تتوق إليها.
خرجت منها تنهيدة قوية وأسبلت جفنيها. المشهد يتكرر أمام عينيها فيزيدها توقا لشعور مماثل. غفت بحلم جديد اختارت بطله واستبدلت دور صاحبته ولم يكن بطل حلمها إلا عزيز عم زوجها. 
.... 
في الصباح الباكر....
خرجت زينب من غرفتها وهي تحمل حقيبة ملابسها. وجدته جالس على الأريكة بحجرة الجلوس وهو مطرق الرأس.
رفع رأسه عندما شعر بها فازدرد لعابه ثم نهض واقترب منها.
_ أنا ماشية.
حاول إخراج صوته لكنه شعر وكأن شئ يقف بحلقه. 
تحركت أمامه فخفق قلبه... وهو لا يصدق أنها ستغادر حياته.
_ زينب.
خرج صوته أخيرا فوقفت مكانها تغمض عينيها بقوة وابتلعت غصتها.
_ أرجوك متمشيش أنا عارف إني ۏجعتك.
تمالكت ضعف قلبها واستدارت بجسدها نحوه.
_ قول ل يزيد إني بحبه وهنفضل أنا وهو صحاب.
اقترب منها وهتف بأمل بعدما صار قبالتها وجها لوجه.
_ وأنا يا زينب مينفعش أنا وأنت نكون صحاب.
كان يعلم بالجواب ليبتسم بمرارة.
_ خليكي يا زينب في البيت أنا المفروض أخرج منه.
_ ده بيتك أنت أنا كنت ضيفه فيه ودلوقتي وقت إني اطلع من حياتك.
تنهد ثم أخذ يخلل أصابعه في خصلات شعره بعجز وعندما وجدها بالفعل تعود لحمل حقيبة ملابسها قبض على ذراعها.
_ الشقة اللي قصادنا صاحبها عارضها من فترة للبيع أنا هعيش فيها وأنت و يزيد عيشوا هنا... خليني اساعدك تقفي على رجلك وتتخطي وجعك وبعدين اوعدك هحررك مني.
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها فهل يراها تحتاج لعرض كهذا.
_ أنا عيشت اللي فات من عمري وأنا عايش بذنب سارة مش عايز اعيش الباقي من عمري بذنبك أنت كمان.
تحشرج صوته وهو يخبرها عن ضحېة أخرى كانت له فهزت رأسها رافضة عرضة.
_ وجعك ليا مش أول ۏجع أعيشه فمتقلقش... ومسيرك في يوم هتنساني.
تعلقت عيناه بها برجاء فأشاحت وجهها بعيدا عنه واستكملت سيرها. أتبعها بعينيه وتنهد بقوة.
_ تفتكري جدك هيستحمل فكرة طلاقك بعد خمس شهور جواز ليه عايزه تعيشي بذنب حد تاني تكوني أنت سبب في مۏته... على الاقل تمر سنة على جوازنا نقدر فيها نلاقي سبب لطلاقنا نقنعهم بيه.
وكأنه يعلم نقاط ضعفها وخۏفها.
_ و عمك هشام تفتكري أنت قوية عشان تقدري تقفي قصاده دلوقتي زينب أنت محتاجه تلاقي نفسك الأول عشان تقدري تواجهي الحياة... امبارح فضلتي ټصرخي بۏجع عشان لسا حاسة إنك سبب في مۏت والدك.
سقطت حقيبتها من يدها وأسرعت بوضع كفيها على أذنيها حتى لا تسمع منه المزيد.
_ كفاية.
وقف صالح أمامها بثبات واهي.
_ أنا عايز اساعدك يا زينب عايز اساعدك كصديق...
بوهن تساءلت وقد جف حلقها.
_ أنت عايز مني إيه
_ عايز اساعدك مش أكتر.
رفرفت بأهدابها حتى تطرد تلك الدموع التي علقت بهم.
_ هتساعدني من غير مقابل.
حرك رأسه لها فأردفت.
_ هتعيش في شقة تانيه وتسيبلي شقتك
حرك رأسه مؤكدا على فعل ما أخبرها به.
_ وجدك والطفل مش ده دوري في حياتك.
_ أنا مكتفي ب يزيد يمكن بقى نفسي يكون له أخ.. بس خلاص هرجع لحياتي واحلامي من تاني معاه وأنا شايف إن ابني سلوكه بيتغير وراضي بحالته.
شعر صالح بوصوله إلى هدفه فربما هما يحتاجون أن تبدأ حياتهم ببداية جديدة.
حدقت زينب به ثم نظرت إلى حقيبة ملابسها... فتلك المهادنة التي يتحدث بها جعلت عقلها يتذبذب في قراره.
رنين هاتفها أخرجها من حيرتها لتتسع عيناها بفزع عندما رأت رقم جدها.
_ جدو مالك... فيك إيه
تساءلت بقلق لكن نائل طمئنها عليه.
_ يا حبيبتي أنا بخير.
ازداد قلق زينب عليه عندما سمعته يلتقط أنفاسه بصعوبة.
_ لأ يا جدو أنت شكلك تعبان أنا جيالك.
رمقها صالح بنظرة حائرة فتحركت دون أن تلتقط حقيبة ملابسها لكنها توقفت مكانها.
_ أسامة جالي في المنام يا زينب بيقولي ليه ظلمت بنتي زي ما ظلمتني.
أجهش نائل بالبكاء متسائلا
_ هو أنا ظلمتك يا زينب قوليلي يا زينب وريحي قلبي...أنا عايش بذنب ابني سنين طويلة مش عايز اموت وأنت كمان ذنبك في رقبتي. 
......
وقفت ليلى تستبدل ملابسها ولم تنتبه على تلك العلامة التي كانت تزين عنقها. اقتربت منها شهد ثم حدقت بها ف اندهشت ليلى من قربها وتحديقها العجيب بها.
_ مالك يا شهد
قطبت شهد حاجبيها بحيره واقتربت منها أكثر.
_ إيه اللي في رقبتك دي يا ليلى.
بفزع أسرعت ليلى نحو المرآة حتى ترى ما تشير شهد إليه.
_ فين يا شهد
أشارت شهد نحو العلامة وسرعان ما كانت تخرج شهقت شهد.
_ العلامة دي مش بتحصل يعني غير مع...
لم تستكمل شهد حديثها وقد وضعت يدها على شفتيها بخجل.
_ هو أنت وأبيه عزيز بتحصل بينكم حاجات زي كده. 
يتبع... 
ظنها_دمية_بين_أصابعه  
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل السابع والأربعون
تظن أن وحدك من تحيا خړاب وفوضى ولكن عندما تبصر عيناك حياة الآخرين تعرف أنك لست وحدك
أطرق صالح رأسه في خزي عندما رأها تندفع إلى حضڼ جدها باكية تطلب منه ألا يبكي هو الأخر وكلما سألها هل هو ظالم وظلمها كما ظلم والدها تزداد بالبكاء.
قبضة قوية اعتصرت قلبه الذي ظن أنه صار صلدا. الألم احتل ملامح وجهه وثقلت أنفاسه ليرفع يده يدلك بها عنقه بعدما شعر بالإختناق.
_ أرجوك يا جدو كفايه بكا.
قاوم نائل ذرف دموعه التي أظهرت مدى ضعفه وثقل الذنب على كاهله ثم رفع كفيه وضم وجهها و أخذ يمسح لها دموعها.
_ متعيطيش.
دمعت عينين زينب وهزت رأسها تهتف راجية.
_ أنت كمان متعيطش يا جدو تمام.
ابتسم نائل وهو يراها تفعل مثله وتمسح له دموعه.
_ سامحيني يا زينب.
قالها نائل بحړقة وندم وقد تخيل هذه اللحظة صورة زينب الجدة في حفيدته التي تشبهها.
ابتسمت زينب من بين دموعها وأخذت تمرر كفيها على ملامح وجهه.
_ حبيبي يا جدو أنا مسمحاك ومش زعلانه منك في حاجة أنا مش عارفة ليه بابا بس جالك في الحلم وقالك كده.
ورغم أنها تعلم سبب مجئ والدها الحبيب إلى جدها إلا أنها تظاهرت بعكس ذلك.
أطبق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات