رواية لم تكن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق _ الفصل الأخير
حتى عمر كان ينظر اليه متعجبا من تغيره ولكن تغيره كان في صالحه .. ف لبني السعاده عادت لعينيها وهي ترى عائلتها حولها تنعم بدفئهم
فتحت عيناها تنظر اليه وهي تتحسس ملامحه
مش هتقولي سر كوابيسك ياعاصم
زفرة طويله حملت جميع أوجاعه يغمض عيناه يحارب ذكرياته وماضيه
السر اللي بېموت پيدفن يا ايمان
والمعنى كان واضح انه لا يريد الحديث عن سره.. لم تغضب منه تعلم تماما ان سره ماهو الا بحر ظلامه
اقتربت منه ټدفن رأسها بصدره تتمسح به
انا عايزه اعمل العمليه ياعاصم
وقف يطالعها وكأنه اب يطالع ابنته وتلك كانت هي الحقيقه.. هو يراها كل شئ بحياته كما تراه هي كل عالمها
اقترب منها يحاوط خصرها بذراعيه
هتتأخري كده على أول يوم جامعه
نظرت لوضع حجابها تهتف بحنق
مش عارفه ماله مش راضي يتظبط
أنتي ليه صاحيه النهارده تتخنقي مع دبان وشك
والتذمر كالعاده يكون صدى ما لايعجبها منه
تعالي ياعهد اظبطهولك لان لو فضلنا على مزاجك النهارده لا انتي هتروحي الجامعه ولا انا هروح الشغل
توهجت عيناها بالحب تنظر اليه وهو يهندم لها حجابها وبعدها سحبها نحو طاولة الطعام ليطعمها بيديه وهي تطالع كل ما يفعله بسكون...لقمة وراء لقمة كان يدسها بين شفتيها وهي مستكينة معه حتى اخيرا خرج صوتها
أدهم
اكمل اطعامها لينظر إليها بعينيه متسائلا عما تريده
بحبك
ولو كان يوجد اكثر منها لاخبرته... ورغم الۏجع الذي سببه لها من قبل الا ان ما فعله ويفعله يمحي مامضي
والكلمه ونظرتها الهائمة به كانت تفي وتزيد... نبض قلبه واتسعت ابتسامته ونسي انه تأخر عن عمله من أجلها ومن أجلها يفعل ما تريد
وأمام بوابة الجامعه توقف بسيارته تنظر له وللجامعه بقلب خافق والحلم تحقق دون أن تفقد حلمها الآخر
يلا يابشمهندسه كده هتتأخري على أول محاضره
جاورهم الحج محمود والسعاده تغمر قلبه مشيرا لهم ان يكملوا حديثهم في العمل
عيناه لا تصدق ان عاصم يجلس يحاور زوجته بل ينصت إليها ويستمع لنصحها في بعض الأمور... لم يتغير عاصم جذريا ولكن تغيره أصبح واضح وهو سعيد فلم تخيب نظرته ب ايمان التي تمنى داخله لو كان ابنه وجدها منذ زمن
وبنظرة اب علم ان ابنه أصبح عاشق لزوجته... ف اللهفة التي أصبح يراها داخل عينيه كلما توجعت او بكت تخبره بتلك الحقيقه وهو خير سعيد بهذا
ولم ېكذب من قال ان النساء بيدها ان تغير الرجال بحنانها
ضجر من تقلباتها عليه... تحبه ولا تطيقه وبين هذا وهذا كان يجن جنونه
خرج صاڤعا الباب خلفه يتركها تبكي كالعاده
خلاص تعبت وقرفت كل يوم نكد
أسرعت نحوه السيده رسميه تشفق عليهم فوحدها من عرفت الحقيقه من نعيمة بعد اڼتحار لطيفة خشت ان يظل الذنب يلحق بها طيلة عمرها وتنال عقابها فأخبرته بصنيعها نادمه متوسله لها الا تخبر أحدا والسحر انتهى مفعوله ورحمه لم تعد تفهم حالها... يدلل يرعى ويصبر وهي لا تخبره الا انها لا تطيق أنفاسه
استهدي بالله يابني... انا هدخل ليها معلش استحمل ديه حامل
زفر حامد أنفاسه بسأم فلم يعد يتحمل رفضها واخبارها الدائم له انها لا تطيقه
ادخليلها يارسميه وعقليها... عشان خلاص زهقت
نفذت رسمية طلبه لتنظر لرحمة التي اخذت تبكي حتي مشاعرها المضطربة
لا حولا ولا قوه الا بالله.. والله ديه عين وصابتكم يابنتي بعد ما رجعتم من الحج
ازدادت رحمه في بكائها تضع بيدها فوق بطنها من شدة آلمها
لتسرع رسميه إليها
يابنتي كفايه عياط عشان اللي في بطنك
تعبت ياخاله رسميه تعبت... كل يوم خناق وهو مش قادر يفهم انه ڠصب عني
يابنتي ماهو مافيش راجل بيقبل مراته ترفضه وتقوله مش طيقاك... استهدي بالله واخرجي صالحيه
هزت رأسها رافضه فهي تعلم نهايه المصالحة... فخصام اخر سيحدث بعدها
تنهدت رسمية بقلة حيله تسرع للخارج تنظر لحامد الذي جلس يزفر أنفاسه بضيق ظاهر فوق ملامحه والحل كان واحدا
انا لازم اقولك يابني على الحقيقه
والصدمه احتلت معالم وجهه... يعود بذاكرته لتغير رحمه فجأة بعد تلك الليله... دار حول نفسه كالثور الهائج لطيفة حتى بعد مماتها خلف كل شئ
انصرفت رسميه تطرق رأسها أرضا.. ليهوي فوق مقعده مجددا يضع وجهه بين كفيه رحمه لم تعد تحبه لقد بطل السحر
مرت ساعه وهو جالس