رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الثالث عشر إلى الفصل الثامن عشر_
صغيرة وغلبانه
ومين قالك أني شيفاك زي صفوان يا سليم.. كل الحكاية أني مستغرباك ومش مصدقة أن سليم بتاع زمان لسا موجود وبقي يعطف على الناس
خديجة كانت خير من يفهمه رغم أنه لم يعد يفهم نفسه ولما فتون وحدها من تحرك الجزء الذي كان يكرهه السيد صفوان به والده الغالي أن يتعامل مع الناس برحمة وعاطفة وأدها الزمن
خديجة عمته لم تكن إلا ضحېة مثله في كنف رجلا كصفوان النجار.. إنها تذكره بشهيرة وعلى ذكرى أسمها كانت خديجة تتذكرها
جوازك من شهيرة وصلني.. بس كنت واثقة أنها زيها زي غيرها
يعلم كره عمته الشديد لعائلة الأسيوطي.. كره يظنه صراع عائلات في وسط عالم المال ولكن الحقيقة كانت مدفونة في بئر عميق.. بئر لا ينهش إلا قلب تلك التي جلست على الأريكة تخرج سېجارة تدسها بين شفتيها وتشعلها بالقداحة تأخذ منها نفسا عميقا
ضحكت رغما عنها تمازحه
لما تبطل أنت كمان جوازك في السر
والكلمة أخترقت أذني الواقفة على مقربة منهم تحمل الصنية التي تضع عليها أطباق التحلية
طالعتها خديجة بعدما شعرت بها تنفث دخان سيجارتها
ألتقت عيناها بعينين سليم الذي أخبرها أنه يريد قهوته أيضا
الصدمة كانت مرتسمة علي ملامحها... أنها لا تصدق ما أصبحت تراه وتسمعه.. السيد سليم حقيقته باتت تظهر إليها.. حمقاء أنت يا فتون هل يوجد بطلا كاملا في الحكاية
..............
لم تكن تظن إنها يوما سترى تلك النظرة التي رأتها في عينين شقيقها..نظرة خذلان وڠضب لم ينفثه عليها بل تمالك نفسه بعدما رمقها للحظات ثم غادر غرفتها
رسلان.. رسلان أرجوك أسمعني
أتبعته نحو غرفته تنظر إليه بعدما ألقي حقيبة سفره أرضا
لم يرد الصړاخ بوجهها ولكن تلك الكلمات التي تخبره به ازادت من غضبه.. فلما الكل يخبره أنه يفعل ذلك دون إرادته.. إنه يكره أن يخذله أحدا يكرة الجبناء يكره صفات الضعفاء ولحظه إنه أحب أضعف النساء وأكثرهم تضحية
ماما قالتلي الحقيقة يارسلان.. ماما حطتني في إختيار صعب
أتحطيتي في أختيار صعب مش كدة.. أومال فين ميادة الشجاعة وكلام القلب وملك بتحبك يا رسلان.. ملك مش هتلاقي أنضف ولا أجمل منها.. ملك ملك ملك لحد ما حبيت ملك ومبقتش شايف غيرها وفي النهاية بتجبيلها عريس.. لا الصراحة أبهرتيني أنت وماما
ملك مش بنت خالتنا.. ماما..
وقبل أن تردف بباقية حديثها وتخبره عما سيحدث إذا علمت ملك الحقيقة كان ېصرخ بها
عارف أن ملك مش بنت خالتنا.. عارف ومش فارق معايا.. ملك أحنا اللي ربيناها.. كبرت قدام عنينا.. دلوقتي لسا واخدين بالنا أنها مش من دمنا أنها متنسبش عيلتنا العريقة
أطرقت عيناها أرضا تبكي بحړقة
الحقيقة هتكون صعبة عليها لو عرفت أننا مش أهلها.. ملك أضعف من أنها تتحمل ده
وهتكون قوية لما تعيش طول عمرها شايفه مها هي مراتي.. ردي عليا.. بتختاريلها ليه اللي أنت شايفه مناسب.. وهي فين من كل ده من حقها تعرف الحقيقة
الحقيقة صعبة يا رسلان.. صعبة فوق ما تتخيل...أنا مقدرتش أتخيل نفسي جوه الحقيقة البشعة.. أزاي ممكن الأنسان يصحى في يوم يلاقي أهله اللي فاكرهم أهله مش هما أهله وأنه ملهوش أهل.. مجرد طفلة أترمت في الشارع
ولكنه لم يكن يسمعها.. كان يفكر في خطوته القادمة. فدوما هو محارب قوي لما يريده
عقله كان يهتف بالإصرار للحصول عليها ولكن قلبه ينتظر أن تصبح له وسيعاقبها علي ضعفها ولكن صبرا
لو بتحبي ملك.. أعملي كل اللي هقولهولك دلوقتي.. فاهمة يا ميادة
أستمعت لما يخبرها به بإنصات وها هي بداية الخطة قد بدأت فور دخول والدتهم الغرفة غير مصدقة عودته
جيت أمتي يا حبيبي.. حمدلله على سلامتك
أحتضنته بحنان وقوة ولكن لأول مرة لا تشعر بدفئ ذراعي ولدها الحبيب.. أبتعدت عنه تنظر لملامح وجهه المرهقة
شكلك مرهق وتعبان أوي.. أدخل خد حمامك لحد ما أبلغهم يحضروا الأكل .. تعالي يا ميادة سيبي أخوك يرتاح شوية
أنسحبت من الغرفة وخلفها ميادة التي تعلقت عيناها بعينيه وكأنه يخبرها أنها فرصتها الأخيرة حتى تثبت له صلاح نيتها
دفعتها كاميليا داخل غرفتها تسألها بتوجس بعدما أستشعرت بوجود خطب ما
رسلان جيه فجأة ليه.. أنت بلغتي أخوك بحاجة
ودارت حول نفسها تخشي أن يعرف ما خططت له وسعت في تنفيذه ولكن الأمر قد فشل
أخوك في حاجة متغيرة.. تفتكري ملك عرفت توصله وحكتله
طالعتها ميادة كيف تدور حول نفسها تخشي غضبه فلما من البداية فعلت هذا بهم
ملك مكلمتش رسلان في حاجة.. أنا لما وصل قولتله كل حاجة حصلت
أتسعت عينين كاميليا خشية تنظر لأبنتها وقد تسارعت أنفاسها
قولتله أن ملك باعته وقابلت العريس وبتفكر تقبل بي ولا لاء.. مش ده اللي كنت عايزاه يعرفه أول ما يوصل يا ماما
أطلقت كاميليا سراح أنفاسها أخيرا تحتضن كفوف أبنتها
كده أنت بتحبي أخوك ياميادة
وعندما رأت نظرات اللوم في عينيها وخزها ضميرها
وبتحبي ملك كمان.. لأن لو الحقيقة ظهرت ملك هتفقد أهم جزء في حياتها
عايزه أفرحك كمان.. رسلان بدء يحس أنه مش بيحب ملك وأن أختياره كان غلط
والسعادة عادت تدب بطبولها في قلب كاميليا فهذا ما كانت تنتظره
بجد يا ميادة هو قالك كده
حركت رأسها تنظر لملامح والدتها السعيدة بما سمعته
مش ده اللي كان نفسك فيه يا ماما.. اه أتحقق.. ومين عالم يمكن يكتشف أنه بيحب مها.. ما أنت عارفه رسلان محدش بيعرف هو ممكن يقرر أيه
يااا يا ميادة كأنه هم وأنزاح من علي قلبي
غادرت كاميليا الغرفة غير مصدقة ما سمعته للتو من أبنتها... أرادت أن تخبر ناهد ولكن في اللحظة الأخيرة تراجعت تنتظر البشارة حتى تفرحها
الفصل السابع عشر
_ بقلم سهام صادق
دارت عيناه بينها وبين أطباق الفطور التي وضعتها أمامه.. حدق بما تفعله متعجبا والإجابة قد أتته فلاشت تعجبه.. خادمته الصغيرة تخبره أنه يحتاج لذلك الفطور حتى يستعيد كامل صحته.. كأس من العصير الطازج وضعته أمامه فرمقها وهو ينظر نحوه
أيه ده يافتون
طالعته ببراءة لم تخفي عن عينيه التي باتت تسبر أغوار نفسها
عصير يا بيه
ما أنا عارف إنه عصير يا فتون.. بس أنا من أمتي بشرب عصير على الفطار
اطرقت عيناها خوفا.. فمدت يدها تلتقط الكأس من أمامه ولكنه كان أسرع منها في إلتقاطه.. توقفت عيناها نحو يدها التي أصبحت فوق يده..فانتفضت مبتعدة تنظر إليه بتوتر
أنا أسفة يا بيه
عيناه ظلت محدقة بالكأس يتسأل داخله لما ارتجف قلبه بتلك الرجفة.. لما تحركت تلك الرغبة التي يعرف تماما متى تتحرك فتحركه
اعملك قهوتك بدالها يا بيه
وهل هو يسمعها الآن.. هو لم يعد يسمع إلا ذلك الصوت الذي يخاطبه أن ينال تلك التفاحة التي يتوق في تذوقها
وصوت آخر ضعيف يهتف به
أفيق يا سليم... أفيق قبل أن تصبح مثله
انتفض كالملسوع من