رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخامس والعشرون إلى الفصل الثلاثون_
عايزه اساعدك مش عشان سليم لا عشانك أنتي
ارتجف جسدها بعدما أخذت تنفض الذكريات من عقلها لتلتقط كف جنات
الماضي انتهى يا جنات مش ده كلامك ليا.. لازم تتخطى الماضي بحلوه ومره.. سليم النجار صفحة واتقفلت خلاص
صفحة وانتهت هتفت بها جنات شاردة فعلى ما يبدو أن الصفح عادت تنفتح من جديد
.............
يعرف تماما كيف يجعلهم يلهثون أمامه يقدمون له اجسادهن.. يرى نظرات الرغبة والتوتر في عينيها منذ أن فتح لها باب شقته
ودلفت بخطوات مرتبكة
اماءت برأسها فنسابت بعض خصلاتها الناعمه على جبينها تلتقط منه المشروب الغازي ترتشف منه
لا أشرب الخمر
تمتمت عبارتها بلكنتها الإنجليزيه فأبتسم وهو يرمق خلجات وجهها
جميل
طالعته وهو يتحرك أمامها.. فاسرعت في النهوض خلفه
دكتور رسلان
سأحضر لك الكتاب وأعود على الفور صوفيا
لهثت أنفاسها وابتعدت عنه تخفض عينيها...انتظرت أن يقدم هو الخطوة الثانية..ولكن سرعان ما انتبهت على خطواته وهو يبتعد عنها ثم عاد لها بذلك الكتاب الذي كانت تبحث عنه ولديه نسخة منه
تفضلي صوفيا.. اعتبري هدية مني لك
الكتاب
ابتسم وهو يرى صډمتها
بالتأكيد صوفيا.. يجب أن اكون بالمشفى بعد نصف ساعة
انصرفت تحت نظراته بعدما رمقته بنظره أخيرة خائبة.. فزفر أنفاسه يتمتم لحاله
هكذا نحن نربح ... وليست تلك المثالية التي كنت تعيشها رسلان..
تعلقت عينيها پصدمة بتلك التي تجلس جواره ملتصقة.. رحبت الخادمة بها فطالع نظراتها يبتسم إليها بوهن وهو يرى الملفات التي تحملها من أجل توقيعه
أكيد جبتي أوراق الصفقة عشان أمضيها يا ملك.. مش بتضيعي أي وقت
قالها دون أن ينتبه نحو تلك النظرات التي تصوبها ملك نحو جيهان
مش معقول يا جسار حتى وانت تعبان شغال..خد كمل شربتك
وبدلال تجيده كانت تكمل إطعامه دون أن تترك فرصه للأخري أن تسأل عن حاله أن تقدم إليه يدها كما كانت تفعل... يوما كانت عكازه.. عامين إستمر فيهم زواجهم كانت خير رفيقة له ولكن زوجة حقيقة لم تكن.. رغم إنه كان ينسجم بعض الشئ معها ولكنها لم تسمح ويا للحسرة إنه مازالت تحب ذلك الذي تزوج شقيقتها وانجب منها رسلان الرجل الذي قبله عاشت مکسورة الفؤاد وبعده أصبحت حطام أنثى..
الرجال فحياتها يبحثون عن راحتهم... يقدمون لها القربان ثم يتركونها في المنتصف او في الحقيقه هي الخائبة لا تفعل كما يفعلون الأخريات
أنتي لسا واقفه يا ملك..
هتف اسمها فاقتربت منه تسأله
انت كويس يا جسار.. امبارح مكنش فيك حاجه
طالع جيهان ينظر نحوها بحب يهتف مازحا
يا سيتي جيهان النهاردة عدت عليا عشان نخرج نفطر سوا.. لقتني بعطس كام عطسه عملتلي حكاية
كده يا جسار.. انت مش شايف نفسك تعبان..
تذمرت حانقة وتركت الطبق من يدها غاضبه ولكن سرعان ما التقط يدها يلثم راحة كفها
حببتي شكرا إنك معايا... حقيقي يا جيجي وجودك غير حياتي
ويا لها من حسرة وهي تنظر نحوهما
هاتي يا ملك الورق امضي لأن شكل جيجي هتفضل معطلانا كتير
قالها بمزاح فابتسمت جيهان بنصر.. ها هي تظهر بصورة المرأة التي يرغبها الرجال كأمثال جسار.. مرأة محبه لطيفة مرحه تبحث عن راحته
وادي الورق يا ستي.. في حاجه تانيه محتاجه توقيعي
لململت الأوراق تنفي برأسها
انت كويس دلوقتي يا جسار.. مش محتاج مني حاجة
انا موجودة معاه
هتفت جيهان عبارتها تضم نفسها نحوه بقلة حياء.. فلم تعد عينيه تتعلق ب ملك كما كان يفعل من قبل إنما عينيه كانت مع تلك التي لفت خيوط لعبتها بإحكام
انسحبت من أمامهم بعدما شعرت أن وجودها ليس مرحب به
ملك هانم.. ملك هانم
في حاجة يا فهيمة
أطرقت الخادمة عينيها
أنتي والبيه مش هترجعوا لبعض يا هانم
واستطردت في حديثها تخبرها عن مخاوفها
الست ديه قلبي مش مريحني ليها يا هانم.. ديه استغفر الله العظيم بقت اغلب الوقت مع البيه حتى أوضة نومه بقت تدخلها وحضرتك اكيد فاهمه يا هانم
..............
طالعت السيدة سحر سعادتها وهي تجول بعينيها بينها وبين عقد الإيجار
يعني من بكره اقدر افتح المطعم...
اماءت السيدة سحر برأسها سعيدة لسعادتها
ايوه يا فتون.. ده عقد إيجار المطعم.. طبعا الجمعيه متكفله بكل حاجة لحد ما تقفي على رجلك..
سعادتها اليوم لا توصف وهي تحلم بغد افضل لها ولاشقائها دون الحاجة لأحد
بكره في حفله الجمعية عملاها يا فتون... الحفله ديه مهمه .. رجال أعمال وصحافه ناس كتير هتكون موجوده وهيكون في تكريم ليكم منهم
حفله
تسألت برهبة... فالتقطت السيدة سحر رهبتها من رجفة نبرتها فنهضت عن مقعدها تقترب منها تطمئنها
الحفله ديه عشان تثبتوا ان كل ست تقدر تقوم وتواجه من تاني.. وإن حياتها من غير الراجل ممكن تكمل.. حكاية كل ست فيكم يا فتون هتكون دافع لكل ست مظلومه
.........
تعلقت عينيها بشقيقتها بعدما وقفت جوارها طبيبتها تصف لها حالتها
مدام ناهد بقت رافضه أى تحسن.. لدرجة إنها بقت تشوف واحده من الممرضات في صورة بنتها
تنهيدة طويلة مثقلة خرجت من شفتي كاميليا... فانصرفت الطبيبة وظلت كاميليا كما هي تطالع شقيقتها
تحركت نحوها لا تعرف أتبكي عليها أم تبكي على ابنة شقيقتها التي توفت في رعيان شبابها وتركت طفلان أم تبكي على رسلان الذي يرفض العودة للبلاد
بتعملي في نفسك كده ليه يا ناهد...
كلما جاءت لزيارتها كان نفس السؤال الذي تسأله لها ولكن لا إجابه كانت تحصل عليها ولكن اليوم
رسلان فين
هتفت بها ناهد بعينين شاردتين فارتسم الحزن على وجه كاميليا وتنهدت بحسره
رسلان في إنجلترا... بقاله سنتين هناك
عايزه رسلان يا كاميليا
طالعتها كاميليا دون أن تستوعب طلبها..وسرعان ما وجدتها تنكمش على حالها تردد بصوت هامس
عايزه رسلان... ملك
..........
تعلقت عينيها بالمقاعد المصطفه والاستعدادت التي تمت في تلك القاعة المخصصة لندوات الجميعة.. تقدمت نحو رفقاءها اللاتي جمعهن هذا المكان.. حيتها السيدة سحر بإماءة من رأسها بسبب إنشغالها مع البعض... تمنت تلك اللحظة لو كانت جنات معها تشاركها تكريم اليوم
زفرت أنفاسها ببطء تستمع إلى حديث البعض من ثرثرة..
عدد الوافدين اخذ يتضاعف... فتعلقت عينيها بتلك الطاوله الموضوعه فوق المنصة التي اكتمل عدد جالسيها إلا مقعد واحد منتظر صاحبه
الأصوات بدأت تتعالا بالثرثرة اكثر فأكثر.. تشعر بتوتر شديد لا تعرف سببه ولكن كما اخبرتها السيدة سحر وجنات إنها مثال للفخر والتحدي
عادت تزفر أنفاسها مجددا ببطء
ممكن رجلك عشان اعرف اعدي
ابتسمت وهي تزيح ساقيها من أجل أن تسمح لتلك السيدة بالمرور
انتبهت على سقوط حقيبة يدها فانحنت تلتقطها وتضعها على ساقيها
تعالا تصفيق الحضور فرفعت عينيها نحو المنصة ويديها تتحرك كي تصفق مثلهم فعلى ما يبدو أن الندوة ستبدء وقد جاء الضيف المتبقي
خلينا نرحب يا حضرات بأستاذ سليم النجار.. اكبر داعم