رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخامس والعشرون إلى الفصل الثلاثون_
ومساهم في الجمعية
..
الظلام تلك البرودة التي تحتل قدميها صرير السيارة وفتاه تجلس جوارها تهتف بها راجية بأنها لم تقصد
تتوسلها أن تفتح عينيها
ارجوك افتحي عينك... مكنش قصدي والله.. مكنش قصدي
وعندما فتحت عينيها كانت تلك الشابه الجميلة شاحبة الوجه تناسب دموعها على خديها
والماضي عاد لينسحب فلم يعد مكانه الآن... التصفيق يتعالا بعدما انتهت مديرة الجمعية من إلقاء خطابها
عيناها كانت جامدتين خاوية من الحياة.. والصوت يتردد داخل أذنيها
اوعي تفتكري إنى رحمتك عشان صعبتي عليا...أنا رحمتك عشان قرفان... سليم النجار ملهوش في الخدامين
التصفيق يتعالا مجددا بصخب والأصوات جوارها يتهامس أصحابها بخفوت بالإنبهار والمدح
بيقولوا إنه متجوز... يا بختها مراته.. الفلوس والعز فعلا بيخلوا الناس ولا نجوم السينما
التصفيق يتعالا بقوة وإنبهار الجالسين يزداد
بقى حتت خدامه تضحك عليا..
وهكذا كان النقيض!
حاولت النهوض عن مقعدها ولكن قدميها لم تسعفها.. رغم بشاعة ما عاشته مع حسن إلا أن تلك الليلة ظلت مرسخة داخلها فقد سقط الإقناع واكتشفت الحقيقة
شكرا سيد سليم على كلمتك.. وشكرا على دعم مؤسسة النجار لينا
توالي ضيوف الشرف كلمتهم... وهي تشاهد وتسمع تريد الإنسحاب ولكن جسدها يأبى الحركة.. حان وقت التكريم و وقت الهروب فقد فاق عقلها أخيرا من غفوته
نهضت عن مقعدها وتخطت أقدام الجالسات يمينها.. لكن توقفت مكانها وإحداهن تقبض على ذراعها
اجلستها عنوة تحتضن ذراعها تخبرها عن مشروع مشغلها الذي تكفلت به الجمعية وكم هي سعيدة
واسم وراء اسم كانت تهتف به السيدة سحر...
اخذت دقات قلبها تتسارع تنظر نحو المنصة ثم تدور بعينيها نحو باب الخروج
تعالت الأصوات مجددا ومن حظها قد أنسحب سليم.. اغمضت عينيها وقد عادت دقات قلبها لمعدلها الطبيعي
نهضت عن مقعدها تسرع في خطواتها تخبر حالها إنها ستلتقط شهادة تكريمها وتلك الهدية الرمزية وسترحل على الفور
اتسعت ابتسامة السيدة سحر تنظر لنقطة ما خلفها وقد توقفت يدها عن إعطائها شهادة تكريمها
لا أنتي بالذات لازم سليم بيه النجار هو اللي يديكي هديته
سليم بيه محامي معروف ومن أشهر محامين مصر ...
ابتسم وهو يستمع إطراء السيدة سحر ورغم إنه لم يعد يترافع عن قضايا واتجه لعالم المال إلا إنه يظل فخورا بمهنته المحبه
اتفضل يا سليم بيه.. كرمها بنفسك فتون تستحق التكريم
تجمدت عينيه وهو يسمع الاسم..ويتمتمه دون وعي
فتون
فلم يعد هناك مفر للهرب وقد صدقت جنات الماضي ما انتهاش من حياتك ولا خرجتي من عالم سليم النجار طول ما خديجه النجار بتدعمك يا فتون
الټفت نحوه ببطء بعدما عاد ذلك الصوت يصدح داخلها
لم تعدي خادمته.. لم تعدي فتون القديمه
............
ركض خلفها بعدما فاق أخيرا من صډمته... لقد كانت قريبة منه لتلك الدرجة.. طالعته السيدة سحر متعجبه ما حدث تتسأل داخلها هل يعرف فتون من قبل
عادت السيدة سحر لضيوفها بعدما رمقت أخر طيف له داخل القاعة
دار بعينيه على الطريق يزفر أنفاسه بعدما اهلكه البحث عنها
وضعت بيدها على فمها تكتم صوت أنفاسها خلف السيارة التي يقف جوارها وتختبئ خلفها
اسرع سائقه إليه يسأله بعدما رأي سيده يقف في الطريق دون هدف
في حاجه بتدور عليها يا بيه
التف سليم خلفه لعلا عينيه تلتقطها
في بنت خرجت قبلي مشوفتهاش
حرك السائق رأسه نافيا فهو للأسف لم يكن منتبها نحو باب الدخول
لا يا فندم
زفر أنفاسه يقبض على كفيه بقوة ومازالت عينيه تدور بالمكان
غادر أخيرا بسيارته.. فخرجت من مخبأها تسرع بخطواتها
مالك يا فتون... مال وشك مخطۏف كده
تهاوت بجسدها فوق الاريكة فاقتربت منها جنات تنتظر أن تلتقط أنفاسها وتخبرها
شوفت سليم النجار
ما ده المتوقع يا فتون... انتي مخرجتيش من عالم سليم النجار.. انتي لسا في دايرة العيله ديه لسا متحكمين فيكي
وأطرقت جنات رأسها بعدما رأت تلك الكسرة في عينيها
متزعليش مني يا فتون... ما أنا كمان زيك بقيت بشتغل عنده
مش زعلانه منك يا جنات .. ديه الحقيقه
ودمعت عينيها وهي تتذكر أن اليوم كانت تلتقط منه شهادة التكريم ومفتاح المطعم الذي سيكون بداية مشروعها
أحلامي بتتحقق بفلوسهم... لسا باخد منهم حسنتهم... فتون الخدامة
أسرعت جنات في ضم كفوفها تنهرها
أنتي مش لسا فتون القديمه... انتي واحده تانيه ناجحه قويه..اتحملتي حاجات محدش يتحملها
واردفت پحقد نحو اشباه سليم النجار
لو النهاردة البدايه الحقيقيه لدخول سليم النجار حياتك.. يبقى جيه الوقت اللي تاخدي فيه حقك
............
قبض على هاتفه بقوه بعدما لم يتلقى إجابة من خديجة... عمته تلاعبت به والرجل الذي جعله يبحث عنها كان ولاءه لها.. يعطيه المعلومات التي تريدها خديجة لا أكثر
عرفتي تضلليني يا خديجة... واتفقتي مع الراجل بتاعي يوصلي معلومات غلط
واغمض عينيه يعود بذاكرته لذلك اليوم
اعمل اللي قولتلك عليه يا محسن.. دور عليها وعلى أهلها
أندفعت خديجة لداخل الغرفه تنظر نحو الرجل الواقف بترقب
أشار إليه سليم بالإنصراف... لتتعلق عينين خديجة به بعدما قطبت ما بين حاجبيها بتسأل
مشيت الراجل بتاعك أول ما دخلت عليك ليه.. في حاجه بتعملها من ورايا
التقط من جواره كأس الماء يرتشف منه القليل
هطلع أمتي من المستشفى... زهقت
انت لسا تعبان يا سليم... مش كفايه عنادك وبقيت تضغط على رجلك بالعافيه عشان تتحرك
وكالعادة كانت تشعر أن حديثها ليس له معنى ومدام قرر أن يخرج من المشفى سيخرج مهما فعلت وحاولت
حامد مانع شهيرة تخليني اشوف بنتي مش كده..
والجواب كان واضح على ملامح خديجة... التي أخذت ټلعن حامد وتهتف بمقت
سيبت كل الناس وملقتش غير شهيرة تتجوزها في السر وتخلف منها.. اه خليت حامد يتحكم فينا...
واردفت دون رغبه في حدوث تلك الزيجة ولكن وجود طفله بين العائلتين يحتم ذلك الأمر
مقدمكش غير تتفق انت وشهيرة وتتجوزوا لكن المرادي في العلن عشان بنتكم...
زواج!!! إنه كان يريدها هي وحدها ليعوضها عن ما اقترفه بحقها ويظل بطلها المغوار كما كانت تراه ويربي معها إبنته ... ولكن الواقع كان غير ذلك
وها هو يعود للحاضر وشهيرة تدلف إلى مكتبه بغلالتها الحريرية القصيرة تقترب منه بخطوات هادئة
مستنياك في أوضتنا بقالي كتير من ساعه ما وصلت
طالعها بعينيه والتقط ذلك الملف الذي اراده أن يكون حجة
عندي شغل يا شهيرة... ف اطلعي نامي انتي
تمايلت نحوه بعدما اخذت تمسد كتفيه
بكره بليل مسافره الغردقه عشان أمضي عقود الصفقة الجديدة..
وهمست إليه ببضعة كلمات راغبه.. لم يعد ذلك الرجل الذي يريد متعته لا أكثر حتى علاقته بشهيرة هي تفهم تماما أن زواجه منها مجددا لم يكن إلا من أجل أبنتهما
ابتعدت عنه بعدما لم تجد أي إستجابة منه تعزز أنوثتها
سليم أنت بقالك كتير مقربتليش.. مبقتش أعجبك يا سليم مش كده... بقيت محتاج واحده غيري أصغر واحلى
امتقع وجه من تلك العبارة الدرامية التي أصبحت معتادة عليها مؤخرا
بلاش الدراما اللي بتسمعيها من دينا مرات حامد أخوكي يا شهيره...سليم النجار بتاع زمان انتهى ومبقاش في حياته غير بنته وشغله
وأنا يا سليم امتى