رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والثلاثون إلى السادس والثلاثون_
يا ديدا
قبلتها الصغيرة فوق خدها تهمس لها شاكرة
شكرا
كان أكثر من سعيد وهو يراها تعتني بصغيرته والصغيرة تتنقل بين يديها بسلاسة
اتأخذ جانبا حتى يشعرها بأنشغاله عنهم نحو هاتفه ولكنه في الحقيقة كانت عيناه لا تحيد عنهم
صفقت الصغيرة بيدها سعيدة بهيئتها
بقيت برنسيس يا بابي
واندفعت نحو أحضان والدها
هرولت الصغيرة نحو مربيتها فتابع بعينيه صغيرته وهي تغادر ثم نظرات فتون السعيدة نحوها
خديجة بقت تحبك يا فتون وبعد النهاردة اتوقع بنتي حبها ليك هيزيد
أجلت حنجرتها ثم هتفت بصوت مبحوح
أنا كمان بحبها اوي
عجبك الفستان ولا مبقتش أفهم في الذوق
مازحها بلطف فعلقت عينيها نحو الفستان
أنت جايب ليا ولخديجة نفس شكل الفستان
افهم من سؤالك إن الفكرة معجبتكيش
نفت برأسها تهتف سريعا برغبتها في عدم الذهاب للحفل
أنا مش عايزه اروح المناسبه ديه
حاوط خصرها بذراعيه يميل برأسه نحو تجويف عنقها
وعندما ابتعدت عنه ابتسم وهو يطالعها
عارف إن دينا قابلتك في المطعم وحكيتلك عن نزواتي
أنت بتراقبني
ضحك رغما عنه يري حنقها الطفولي المرسوم فوق ملامحها يجذبها إليه يعانقها بقوة حتى يرغمها أن تكون بين أحضانه
طول ما أنت بترفضي تركبي مع السواق اكيد هسيبه يمشي وراك في كل مكان
خليني اروح اشوف خديجة
أنا محتاج نفس الجرعة اللي اديتها لخديجة قبل ما أسافر بكره
وبالفعل كان يجتاحها بمشاعره وكلما قاومت أو اعترضت كان يخبرها بأتفاق عقدهم وهي كانت تغيب بين ذراعيه تخبر عقلها إنه عام لا أكثر سيجمعهم
تجمدت عينيها نحو هاتفها بعدما أنتهت من المكالمة التي الحت صاحبتها في الرنين حتى أجابت أخيرا
تسألت بسمة تنظر إليها لا تستوعب حالتها التي تبدلت
رسلان كان على علاقة بمرات جسار يا بسمة
أسرعت بسمة في الأقتراب منها
اكيد كڈب دكتور رسلان راجل محترم ميعملش كده ملك بلاش تضيعي فرحتك وتسمعي كلام كله كدب
فرحتي ضاعت من زمان يا بسمة ضاعت من يوم ما اتجوز مها وخلف منها
دمعت عينين بسمة وقد ظنت أن عينيها هي من حسدتها على تلك السعادة
أنا شكلي حسدتك ولا أيه يا ملك متخلنيش أحس أني عيني وحشة أنا ممكن اعيط دلوقتي وأنا لما بعيط محدش بيقدر يوقفني
العريس وصل يا ملك
أندفعت ميادة لداخل الغرفة صائحة ولكن سرعان ما توقفت عن صياحها تنظر إليهما في شك
هو في حاجة حصلت
وقبل أن تجيب ملك عن شئ كانت عينين بسمة تتوسلها ألا تهدم سعادتها
التقطت ميادة ذراع بسمة تخبر بمزاح وهمس
اظاهر إن ده توتر قبل الفرح
ومع خروج ميادة كان رسلان يقف خارجا يحمل باقة الأزهار بين يديه وينتظر إشارة شقيقته
لحظات كانت تفصله عن حلمه الذي ظنه مستحيلا حلم لم يتحقق إلا بعد سنوات وحتى عندما تحقق يحيطه أبواب مغلقه
التمعت عينيه بمشاعر متلهفة ينظر إليها في هيئتها التي سلبت فؤاده يهتف بأنفاس مسلوبة
اخيرا يا ملك
ومع عبارته كانت تتذكر الماضي بكل تفاصيله وقسوته وكيف وقع خبر حمل مها عليها
عندما كانت تتبع تفاصيل حياته
اقترب منها فلم تشعر باقترابه ولكن تلك القبلة التي لثم بها جبينها كانت ڼار حاړقة فوق جلدها
ضمھا إليه بقوة يخبرها إنه حلم لسنوات تزف له عروس وهي كانت غارقة بين الماضي وبين حديث جيهان لها عما فعله بها وبجسار ودفعها في حياتهم
امتقعت ملامح كاميليا وهي ترى أهل الحارة الوافدين لحفل زفاف ولدها نظرة نحو زوجها وقد أنشغل مع بعض ضيوفه يفسر لهم وضع الزفاف ويزيل عنهم الحرج
وعندما وقعت عينيها نحو سليم الذي دلف للتو للحفل أسرعت إليه
شايف المهزله اللي عاملها صاحبك يا سليم عايز ېفضحنا قدام الناس
طالع سليم الوضع يستغرب من فعلت صديقه لقد خصص قاعه لأهل الحارة وقاعة أخرى لمعارفهم وطبقتهم ولكن يبدو أن رسلان اتخذ قرارا أخر لم يخبره به
ورغم حنق كاميليا إلا إنها كانت لطيفه في احتضان الصغيرة وتقبيلها
ديدا الجميله
وكالعادة الصغيرة تكون سعيده من إطراء المحيطين بها
تجاهلت كاميليا فتون الواقفة جواره مما جعل فتون تحاول التملص من ذراع سليم حولها
سليم ارجوك اتصرف
التف سليم حوله لعله يري مدير الفندق الخاص به وعاد يسلط عيناه نحو السيدة كاميليا التي أخذت تزفر أنفاسها بحنق
تنهد هو الأخر بضيق بعدما رأي تعمد السيدة كاميليا تجاهل فتون
احب اعرفك يامدام كاميليا بفتون
وبأبتسامة واسعه هتف
مراتي
شعرت كاميليا بالحرج من ملاحظته لتجاهلها لزوجته وقد كان فخور بتعرفيها لها
مدت كاميليا أطراف اناملها تصافحها بتكبر وهي تتذكر حاديث شهيرة لها عن ملاحقة تلك الفتاة لزوجها لنيل عطفه حتى أقام علاقة معها ثم اجبرته على تزوجها
والسيدة كاميليا كانت متعاطفة مع شهيرة بشدة فكيف لرجل كسليم يتزوج فتاة كانت تعمل لديه بل وكانت زوجة سائقه ابتلعت فتون غصتها وهي ترى كاميليا كيف تصافحها
هروح اشوف ضيوفي يا سليم وأنت ارجوك اعمل حاجة في مصېبة صاحبك ديه وأفصل الناس ديه عن القاعه قبل ما ضيوفنا يمشوا
اشتدت قبضة فتون فوق ذراع سليم الذي وقف يرمق السيدة كاميليا بجمود تهتف بتوسل
ارجوك خليني اروح
تلاشي سليم جمودة وارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتيه
عايزة تروحي وأنت أجمل ست في الحفله النهاردة
ورفع كفها يقبله لتغمض عينيها وهي تجد فلاش الكاميرا يتسلط عليهم كان متعمدا أن يفعل ذلك فغمز للمصور يشكره على فعلته التي أتت بوقتها
افتحي عينك يا فتون
وضمھا إليه بقوة وصغيرته متعلقه بعنقه
أنت كامله في عيني على فكرة
رفرف قلبها بقوة وهي تسمع همسه واصبحت ضربات قلبها تدق كالطبول ترفع عينيها إليه لا تستوعب إنه يحادثها هكذا بل ويقبل يدها أمام الملئ المحيط دون أن يخجل منها
سليم بيه سليم بيه سيادة الوزير مضايق على اللي عمله رسلان بيه
فاق سليم من سحر تلك اللحظة ونظرتها الممتنة التي طالعته بها وقد أعطته أملا
ترك صغيرته أرضا ووضع كفها في يد فتون يشير نحو إحدى الطاولات
فتون خدي ديدا واقعدوا