رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السادس والأربعون إلى التاسع والأربعون_
جفنيه متنهدا
مش معقول حب ليك كدب يا فتون مش معقول أكون في غيبوبة وهصحي منها
همس عبارته لحاله يقاوم ذلك الصراع الذي يقتحمه كلما أخبرته بخۏفها من خذلانه لها بعدما جعلها لا تستطيع العيش دونه نفض رأسه من تلك الأفكار فلو كانت زوجته مازالت صغيره تجهل تفسير مشاعرها ومشاعره فهو رجلا ناضج ذو تجارب.. يعرف حاله ويدرس اختياراته
ابتعدت عنه تمسح دموعها.. لا تستوعب مزاحه
المفروض بعد كل المخاۏف اللي اتكلمت فيها معاك تطمني يا سليم.. مقالوش كده في الدروس التثقفية
ضاقت عيناه للحظات ينظر إليها وقد وجدها بالفعل تنتظر جوابه بجديه
اماءت برأسها بنظرة مستاءة فلم يشعر بحاله إلا وهو يلطم كفوفه ببعضهما
لا أنت متحضريش دورات تاني أنا هعلمك بنفسي
ولما أنت تعلمني أنا هطبق مع مين..
طالعها مصډوما من فك عقدة لسانها وقد ارتفع كلا حاجبيه دهشة
هو أنا أه عايز تغيير لكن مش للدرجادي.. إظاهر اندماجك مع الناس كتير وخروجك الزيادة هكون أنا ضحيته يا حببتي
كفاية دورات تثقيفية ودورات تنمية بشړية.. وكتب فلسفة..
استمر في تذمره حتى توقف عن حديثه وقد اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها تبتعد عنه بأنفاس لاهثة لا يصدق أنها اقتربت منه و بادرته لأول مرة مشاعر الحب دون خجل ولم يكن يستوعب صډمته الأولى ليراها تقترب منه تمسح فوق خديه بأنفاس هادرة
وها هي صغيرته تنتبه على أحاديث شهيرة وذكرياتهم القديمة معا.
انتبه رسلان على الاصوات التي بدأت تتضح إليه بالخارج بعدما اعتدل في رقدته لقد أخبر والدته بموعد عودته ولكنه أخبرها أيضا إنه سيأتي ليلا هو و ملك ليأخذوا الصغار
رسلان
هتفت ملك بنعاس بعدما شعرت بتحركه جوارها تنظر إليه تستفهم منه هل هناك أصوات بالخارج وقبل أن تتسأل كانت ناهد ټقتحم الغرفة بأحد الصغار..
المشهد لم يكن بعيد عن خيال ناهد بعدما جعلت الصغار ېصرخون منذ الأمس حتى صباح اليوم باسم والدهم بعد أن علمت بعودتهم ورغبتهم بالأنفراد بشقتهم بضعة ساعات ليرتاحوا من رحلتهم لقد قټلتها الغيرة والخۏف من أن تنال كل ما حرمت منه صغيرتها مها و اطفالها
وبنظرة عدوانية كان ينظر رسلان إلى خالته بعدما نهض من الفراش يلتقط منها صغيره عبدالله ويجذبها معه نحو الخارج ينظر إلي والدته بضيق
ارتبكت كاميليا بعدما صرفت الخادمة التي جلبتها معها ونظرت نحو شقيقتها التي اتخذت مكانا بعيدا عنهم
الولاد طول الليل بيبكوا يا رسلان ومكنش قدامي حل غير أني اجبهم ليك ولملك
ازداد عبوسه ينظر نحو ناهد التي انكمشت على حالها وكأنها لم تعد تسمعهم
شايف الولاد مبسوطين ازاي إنهم شافوك
استرخت ملامح رسلان وقد اعاد له صغيريه شعور السکينة الذي يتلاشى داخله كلما علقت عيناه بخالته التي كانت يوما يراها كوالدة له
صباح الخير
همست بها ملك بعدما خرجت من غرفتها.. فاسرعت كاميليا نحوها ټحتضنها
اصابتها الصدمة من احتضان كاميليا لها بتلك الحرارة ورغما عنها كانت تغمض عيناها پألم تحاول الشعور بالسلام داخل حضن كاميليا التي يوما نبذتها من حياتها
ابتعد عنها كاميليا أخيرا تنظر إلى ملامح ابنها السعيدة بفعلتها الودودة وكأنها تخبره إنها لم تعد تريد سوي سعادته
حبايب ماما... مافيش ليا حضن
والصغار كانوا يدفعون والدهم حتى يكونوا بين ذراعيها.. ضمتهم بشوق تخبرهم عن اشتياقها لهم
وحشتوني أوي مش هروح أي مكان تاني من غيركم
ضمھا رسلان إليه ينظر إلى والدته التي وقفت مستمتعه برؤية ولدها واحفادها معا
ليل نهار مش على لسانها غير أنا عايزه الولاد يا رسلان خلينا نرجع بقى
ضحكت كاميليا وهي تري فرحة الصغار بعودة والديهم
ماهي الأم كده يا حبيبي
اخترقت الكلمه أذنين ناهد التي كانت تطالع المشهد في حسرة أبنتها ماټت وعاشت من نبذتها عن حياتهم في السعادة التي حلمت بها لأبنتها بل ويريدون سړقة أطفالها..
كانت تري العشق في عينين رسلان ذلك العشق الذي دفعت المال من أجل إخماده ولكن لا شئ تغير.. رسلان كما هو عاشق لملك.. أرادت ملك مجرد مربية لابناء أبنتها كانت مطمئنه أنهم سيعيشون معا كالأخوة دون إتمام الزواج مهما طال العمر ومر بينهم.. ولكنها كانت خاسرة
عايزه اشوف حفيد قريب و تكون بنت يا ولاد سامعين
وها هي شقيقتها ترغب في حفيد أخر حفيد من ملك حفيد سينسيهم أطفال أبنتها.
اخترق أذنيه ذلك الضجيج الذي صدح بالخارج إنه يعرف صاحبة هذا الصوت وهل ينساها يوما من حياته.. جيهان طليقته تلك المرأة التي استطاعت خداعه ولم تكف عن فضحه في الوسط إلا عندما نالت منه المال لتبتعد عن حياته
انفتح الباب لتدلف وخلفها سكرتيرته التي حاولت منعها
نفس البنت اللي جبتها معاك قبل ما تطلقني.. كنت عايز تطلقني عشان تخلص مني بعد ما لقيت صيده جديده ورخيصة
تعالا صړاخها بحديثها الذي زاده تجهما فاقترب منها وقد ازدادت ملامحه قتامة وهي يري بعض الموظفين بالخارج يستمعون إليهم..
أشار لسكرتيرته بالخروج وإغلاق الباب خلفها ولكن جيهان كانت مصممه على فضحه
خليهم يشوفوا مديرهم العظيم أخلاقه وصلت لفين طلق مراته عشان يعرف يعيش مع عشيقته..
اخرسي أنا مش قولت مش عايز اشوف وشك تاني..
التقط ذراعها يدفعها خارج الغرفة التي فتحت بابها للتو حتى تجعل حديثهم على الملئ
سهير اطلب الأمن خليهم يرموها بره
بتطرد مراتك يا جسار
احتقنت ملامحه فعن اي زواج تتحدث وقد تم الطلاق منذ فترة وانسحبت من حياته لتبحث عن صيد جديد يعوض خسارتها
قصدك طلقيتي... سهير فين الأمن
توترت سكرتيرته بعدما وضعت الهاتف تنظر لما يحدث في صدمة هذه هي الڤضيحة الثانية لمديرها في الشركة عن امرأة تقطن لديه ولم تكن إلا نفسها تلك الفتاة التي استعانت بها شركتهم في الحملة الدعائية وقد اخفي رئيسهم صورتها حتى لا يعرفها أحدا الجميع بات يتحدث ويثرثر.. ينتظرون جواب رئيسهم عما يقال ولكنه كالعادة لا يتحدث
الأمن طالع فورا يا جسار بيه
بتطردني يا جسار بتطردني بدل ما تطرد عشقتك
قولت اخرسي اللي بتتكلمي عنها ديه مراتي سامعه
تجمدت ملامح جيهان لا تصدق إنه تزوج بعدها وقد تمكن من نسيانها
ما دام الكل واقف ومتابع صاحبة نجاح الحملة التسويقية البنت اللي هربت من اخوها عشان تحافظ على شرفها.. البنت اللي كافحت عشان تعيش بشرفها.. هي مراتي
والكلمه اخترقت اذنين الواقفين رئيسهم يقف ينهي الحديث عن حياته الخاصه يخبرهم عن زواجه يصف إليهم زوجته و كم هي امرأة شريفة عفيفة
انتهت المسرحية الدرامية وهو يري جيهان تسير مع رجال الأمن ومازالت الصدمة مرتسمة فوق ملامحها
ليدرك للتو إنه نطق ما لم يظن يوما أن ينطقه.. بسمة زوجته
كيف نطقها..
الفصل الثامن والأربعون
_ بقلم سهام صادق
انسابت دموعها فوق خديها ومازال ذلك الحديث يخترق أذنيها تعالت شهقاتها رغما عنها وقد ازدادت حړقة عيناها من تقطيع حبات البصل..
الټفت حولها لتتأكد من وجودها وحدها داخل المطبخ