رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
بينهم وجاورتها فوق الفراش تنظر نحو فتون التي تمتمت قبل أن تغادر
هنزل أجيب حاجة نشربها واسيبكم تتكلموا براحتكم
غادرت فتون منسحبة قليلا فعلقت عينين جنات لثواني بالباب الذي اغلقته فتون خلفها
إحساس حلو مش كده
انتبهت جنات على سؤال خديجه تقطب حاجبيها في حيرة ولكن الحيرة تلاشت عن عينيها وهي ترى نظرات خديجة نحو بطنها.
كاظم بيقولي إني بقيت مجنونه بصراحه عنده حق أنا بيعيط وبضحك في نفس الوقت... وعندي طاقه فظيعه.. لولا بطني اللي بتكبر كنت قولت ده حمل كاذب
ضحكت خديجة بوهن فجنات ليست فقط كما تخيلتها أمرأة قوية بل هي مزيج مختلط من الصفات
كاظم ده بس لو يقولي كلمتين حب حلوين من غير ما نكون..
بترت كلماتها سريعا فما الذي ستتحدث عنه مع المرأة
تعرفي أمير مختلف عن كاظم
تمتمت بها خديجة وقد عاد الحزن يرتسم فوق ملامحها
مشاعره ديما واضحه.. مستعد يغرق الست اللي معاه حب طول اليوم.. تتنفس بس حب واحساس عمري ما عيشته
إنها تشعر بها تشعر بذلك الشعور الذي يعجزها عن تقبل تلك العلاقة
أمير بيحبك يا خديجة العمر عمره ما كان عقبه...
أنا مش أنانيه عشان اسړق منه عمره يا جنات وكفايه بقى جوايا حته منه.. ليه أخد منه شبابه
ليه بتحكمي على علاقتكم بالفشل من قبل ما تحاولوا
قوليله ينساني ويشوف حياته
والطفل هتحرمي منه لازم تتكلموا سوا
انفتح الباب.. فتلاقت عينين سليم بالجالسة جوار عمته وقد أستمع لحديثهم الأخير
ارتبكت جنات وهي ترى سليم أمامها ثم دلوف فتون خلفه بأنفاس لاهثة وقد ارتسمت فوق ملامحها الصدمة من عودته باكرا.
جوزك نظراته فيها كره ليا فتون.. فكرني مرسال
أنا مش عارفه ليه سليم بقى كده ده رافض تماما تقبل فكرة جوازهم.. اللي مستغرباه إنه كان متجوز شهيرة وعمره ما اهتم بكلام الناس
تمتمت بها فتون في حيرة وحنق تقف جوار جنات حتى تأتي سيارة الأجرة التي طلبتها لها
......
اتبعته السيدة سعاد وقد اطمئن قلبها بعدما استمعت لصوتها وطمئنتها عليها
قالتلي طلعت بدري من البيت عشان محتاجه تتمشى شويه وتشتري كتاب محتاجاه وهتتأخر النهاردة لأن عندها دورة اللغة بعد الشغل
اتجه جسار نحو درج مكتبه يخرج منه أحد الملفات في عجالة يقاوم غضبه المتأجج داخله منها.. فلما لا تجيب على هاتفها وتحادثه
أول ما توصل تكلميني يا داده وحسابي معاها لما أرجع
كست الدهشة ملامح السيدة سعاد وقد باتت تنتبه على بعض الأشياء التي تغافلت عنها
حاضر يا بني بس أنت هتطول في سفرك
يومين وراجع
......
توارت عن الأنظار تنظر حولها في المكان وقد بدء الجميع يغادر بعدما انتهى دوام العمل
أسرعت بخفة نحو الغرفة التي وضعت بها حقيبتها تغلق الباب خلفها تلهث أنفاسها تنتظر أن تسمع إغلاق الباب الخارجي لمقر الشركة التي تحتل طابقا كاملا من تلك البناية الشاهقة
أظلم كل شئ حولها فاغمضت عيناها حتى تحرر عن مقلتيها دموعها ثم سقطت أرضا تسمح لشهقاتها أن تتعالا.. لقد اخذ أخر شئ تملكه اخذ ما كانت تتمنى منحه لرجلا يحبها.. أعطته جسدها برضاها.
لطمت صدرها لعلها تتمكن من إخماد تلك النيران المندلعة داخلها.
توقفت السيارة أخيرا أمام المطار يدلك جبينه بأرهاق ولم يعد يستطيع تحمل ثرثرة تلك الجالسة جواره
ترجل من السيارة تتبعه سيرين وقد ترجل السائق قبلهم ليخرج أمتعتهم القليلة
داعبت سيرين خصلات شعرها بحرج تنظر له و تبتلع بقية حديثها فهو لم يتحدث بكلمة وهي طيلة الطريق تثرثر دون توقف
تعالا رنين هاتفه قبل أن يتحرك بخطوات أخرى نحو بوابة الدخول
بسمة بعتتلي رساله إنها سافرت عند ملك يا بني مع ميادة هانم
اشتعلت النيران داخله هل تتلاعب معه تلك الفتاة ولولا تلك الرحلة التي عليه الذهاب إليها من أجل العمل لذهب لإحضارها بنفسه وصب عليها جام غضبه
جسار بيه الوقت بيضيع مننا والطيارة...
هتفت بها سيرين بعدما طالت وقفته وتحديقه بهاتفه فحدق بها بنظرات جامده وسرعان ماكنت تلين ملامحه قليلا وهو يراها تزدرد لعابها وتنظر إليه
.......
علقت عيناه بها وهي تحمل صنية الطعام وقد انتهت من إطعام عمته تسألها بملامح مسترخية إذا كانت تريد منها شئ قبل مغادرتها
ابتسمت خديجة وهي تومئ لها برأسها تنظر لأثرها وهي تغادر الغرفة
ضاقت عينين سليم وهو يراها تتجاهله يلتف برأسه صوبها حانقا
كلامك بقى سم معاها يا سليم مبقتش بتحس بكلامك.. بقيت صعب يا ابن صفوان ولا شكلك زهقت وعايز تغير
تجهمت ملامحه يصوب نظراته نحو خديجة
وهي بقت تتقمص من أي حاجه.. ليه متستحملنيش وهي عارفه إني مضغوط
التوت شفتي خديجة في تهكم فهو من يجعل نساءه يعتادوا على حنانه ودلاله وفجأه يخبرهم بأنهم عليهم تحمله السابقات كان الطلاق ونهاية الزواج نصيبهن بعدما تنتهي متعته بهم ولكن فتون زيجته بها مختلفه.. أخذها عنوة وتحدى بها كل ما وقف في طريقه عائقا
سليم.. فتون صغيره.. متخلهاش تكره عيشتها معاك بسبب المشاكل اللي محاوطاك مع شهيرة .. ومتنساش إنك أجبرتها على الجواز منك
قصدك إيه يا خديجة
اعتدلت في رقدتها ترخي أهدابها تتحاشا النظر إليه
روح شوف مراتك يا سليم وراضيها ومتخلطش الصراعات اللي في حياتك مع حبك ليها لأن الإنسان مهما وصل حبه لشخص بيزهق
غادر سليم الغرفة بعدما وجدها اختارت النوم وانهت الحديث بينهم ولكن النوم كان أبعد عنها وعن قلبها وعن ذلك الصراع الذي تعيشه خاصة بعدما علمت السبب الخفي من رفض سليم بشدة لزواجها من أمير وعدم تقبله
وقد عاد صدى كلماته يتردد داخل أذنيها
كان متهم في قضية نسب... عارفه يعني إيه
.......
طالعها وهي تتجه نحو الفراش تتجاهل النظر إليه.. تسحب الغطاء نحوها وتبتعد بجسدها إلى الطرف الأخر من الفراش
اقترب منها يجتذب الغطاء من فوق جسدها
أنت عارفه أي كلام بقوله مقصدهوش .. ولازم تتعودي يا فتون..لأني مش هغيرك ولا هتغيرني خلاص
تجاهلت حديثه وكأنها لم تسمعه تجتذب الغطاء ثانية
زعلانه عشان بسألك عن سبب وجود جنات
عاد يجتذب الغطاء من فوقها ينظر إليها بعدما انتفضت من فوق الفراش غاضبه
بلاش يا سليم تسأل أنا زعلانه من إيه.. لأني لو اتكلمت هتزعل أوي
حدقها بنظرات متلاعبه.. يدقق النظر فيما ترتديه
فتون مش واخده بالك من حاجه الاسبوع خلاص مبقاش فيه غير يومين
لم ينتظر أن تفهم ما يرمي إليها من كلمات فالتفسير صار واضحا في عينيه
وقف مدهوشا وهو يراها تبتعد عنه نافرة
أنا خلاص زهقت يا سليم... عايز ترجعلها ارجعلها... وربوا بنتكم سوا لكن متحملنيش فوق طاقتي
تجمدت ملامحه ينظر إليه في دهشة وقد وضحت الصوره له
من ساعه ما شهيرة اخدت خديجة وأنت بتحملني سبب بعدها عنك حتى لو مقولتهاش يا سليم.. أنا مش غبيه عشان محسش بكل ده
بعد ما اطمن على خديجة هروح لأهلي.. يمكن لما أبعد عنك تقرر أنت عايز إيه
غادرت الغرفة وتركته يقف مكانه في جمود يحدق بالصورة المعلقة فوق الجدار.
......
رفع عيناه عن