رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
عن مراتي في إهانه ليا يا ابن النجار ودلوقتي اقدر أقولك الزيارة أنتهت
احتدت ملامح سليم فهل يطرده هذا الرجل من منزله.. يطرده بعدما استغل شقيقه عمته وأشاعوا عنها الأحاديث في الصحف والمواقع.
انصرف سليم لا يرى أمامه إلا ذلك الوعيد الذي عاد يحتله بعد ما نشر عن عمته يقسم إنه سيجد الفاعل وهذا الجبان الذي مازال يتحامى بشقيقه.
تلاقت عيناهم تنظر نحو ملامحه الواجمة فازدردت لعابها
ياريت تقطعي علاقتك بمراته وده أمر يا جنات
......
يعني إيه
تمتمت بها فتون في صدمة لا تصدق ما تسمعه منه
زي ما سمعتي يا فتون علاقتك ب جنات تنتهي
ضاقت حدقتاه يفصل تلك المسافة بينهم
ده أمر يا فتون مش عايز أشوف الست ديه في بيتي
جنات ملهاش علاقه بنشر الأخبار يا سليم ولو هتتهم جنات اتهمني معاها
فتون
صاح بها يجتذبها إليه وقد اعماه الڠضب كلما عادت العناوين القوية تسطر أمامه
علاقتي بجنات خط أحمر يا سليم
انتفضت من أسر ذراعيه تشعر بالأكتفاء من تلك المهزله لما لا يتقبل زيجة عمته وقد فعلها من قبل مع شهيرة
......
أندفعت إليه تلتقط منه ذلك القميص الذي أوشك على أرتدائه
لو أنتوا في صراعات بسبب المال وسمعتكم فأنا ماليش دخل.. حياتي وأهلي ملهومش دخل وقبل ما تتكلم.. فتون واحمس والخالة صباح هما عيلتي
التقطت أنفاسها بعدما القت ما بجبعتها تنتظره أن يتحدث ولكنه قابل حديثها الثائر بالصمت
فاحتدت عيناها وهي تنظر نحو القميص وهو يشرع في وضع ذراعيه بالاكمام و سرعان ما كان يطالعها في دهشة بعدما اجتذبت القميص عن جسده
جنات أنا مش فاضي لجنانك ده وعموما خلي القميص ليكي..
اتجه نحو الخزانة يلتقط منها قميص أخر بعدما رمقها بنظرة حانقة من أفعالها
أنت عايزة إيه دلوقتي يا جنات
اتطلق
اظلمت عيناه فقد باتت الكلمة تقال في كل خلاف بينهم منذ أن أظهر لها حاجته ومشاعره إليها
متأكدة يا جنات
قوليها يا جنات لو ده فعلا اللي عايزاه
أنت اللي بقت بنسبالك كلمة سهله بتضيعي كل إحساس جميل بعيشه معاكي بسببها.. أنا مبشتريش اللي يبعني يا جنات
لو بتحبني مش هتبعني ومش هتنطقها
خلينا نعكس الأدوار يا جنات لو أنت بتحبيني مش هتنطقيها خصوصا بعد ما تجاوزنا حاجات كتير في حياتنا
أنا مبحبكش يا كاظم !
اشاحت عيناها وهي تنطقها في بؤس ارتسم فوق ملامحها التي صارت تزيد فتنة كلما تقدمت في شهور حملها أو هو من صار يراها جميلة في عينيه
أنا لو مكنتش بحبك مكنتش سامحتك يا كاظم أنا بحبك من زمان أوي من قبل ما اشتغل في شركة سليم النجار واشوفك فيها وأنت شريك..
ضاقت عيناه لتذكره ببعض الأماكن التي رأته فيها مبهورة به رغم حقدها على جودة النعماني
ده أنا خلفت مبادئ ورسمت عليك بسبب اللي عملته سليم النجار النهاردة قالها ليك إني ست استغلاليه
ده أنت معجبة قديمة بقى يا جنات... اللقاءات ديه ولا من عشر سنين
استاءت ملامحها وهى تظنه يستهزء بمشاعرها ولكن كل شئ توقف حوله وهو يشعر بحركة صغيره
جنات ده بيتحرك
طالعت دهشته في ذهول تنظر لتلك السعاده التي ارتسمت في عينيه فجأة وجذبه لها نحو الفراش ليتمكن من الشعور به مجددا
هو أول مره يتحرك
حركت رأسها نافية وعيناها عالقة به فقد باتت مؤخرا تشعر بتحركه..
طال إنتظاره حتى يشعر بحركة صغيرة ولكن انتظاره طال دون فائدة
كاظم
بلوعة هتفت اسمه فلم يشعر إلا وهو يجتذبها إليه يغمرها بين ذراعيه
أنا مكنتش فاكر نفسي هكون مبسوط كده يا جنات
......
توقف بسيارته أسفل البناية السكنية التي انتقلت إليها اليوم لا يصدق حتى هذه اللحظة إنها قضت ليلتين خارج المنزل وكأن لا منزل لها وليست زوجة.
زفر أنفاسه بقوة قبل أن يترجل من سيارته.. ينظر لرقم البناية التي استطاع الوصول إليها عن طريق بعض معارفه في الداخلية
بخطوات متمهلة صعد الدرجات القليلة التي تفصله عنها.
استرخت بسمه براحه فوق الفراش الصغير لا تصدق إنها وجدت مكان لها تستطيع العيش فيه.. رغم خۏفها في البداية ولكن الأمر أتى لها من الله لتنفك تلك العقده التي تحيط حياتها
دلفت تلك الرفيقة التي تدعى هبه تنظر إليها في ذهول
بسمه في واحد بره على الباب بيقول إنه جوزك
الفصل الرابع والستون
_ بقلم سهام صادق
بخطى بطيئة استكملت خطواتها نحوه خطوات سارت بها إليه بمزايج من المشاعر التي لم تعد تفهمها مشاعر خاوية كصاحبتها.
عيناه علقت بها مع كل خطوة كانت تقترب بها منه حتى صعدت سيارته.
زفراته خرجت قوية رغم الراحه التي عادت إليه
لحظات من الصمت حاوطتهم هي تنتظر منه الحديث حتى تعود للغرفة التي استأجرتها وهو جلس مسترخيا في مقعده يحاول جمع شتاته وترتيب حديثه
ليه
هتف بها دون أن تحيد عيناه عن تلك النقطة البعيدة من الطريق الخالي من المارة يرخي أهدابه لعله يمنح عقله الراحه ينتظر أن يعرف منها سبب مغادرتها منزله بعد ما حدث بينهم
طال إنتظاره وقبل أن يفتح جفنيه المغلقين كان يسمع صوت تنهيداتها
ليه وافقتي يا بسمه تفتكري كنت هغصبك على حاجه
عاد يسأل وينتظر ما سيجعله يفهم فقد عجز عقله عن إيجاد السبب
لم يعد يطيق صمتها وهذه المرة خرج صوته بنبرة أشد
ليه كنتي متجاوبه معايا
خانتها دموعها وقد عجز لسانها عن النطق تفرك كفيها بقوة وها هى مشاعر الخزي تعود إليها
ردي عليا يا بسمه
اطبقت فوق جفنيها بقوة تسمح لدموعها بالتحرر
ردي عليا يا بسمه
ردي عليا لدرجادي أنا أذيتك.. كان بأيدك تضربيني بالقلم.. تطرديني من أوضتك.. لكن ليه استسلمتي ليه سمحتي ليا ألمسك ..
عشان بحبك.. وعشان اكرهك.. عشان تاخد المقابل اللي طلبته.. عشان حاجات كتير أنت عمرك ما هتفهمها وتحسها
تهدجت أنفاسها من فرط مشاعرها فقد نال الجواب فليدعها تتحرر من جدران مملكته التي لم تكن إلا سجنا لها
ياريتني ما كنت اختارت عربيتك وهربت فيها ياريتك ما جيت حارتنا ياريتني ما كنت اتخيلتك في صورة حلوه..اخرج من حياتي زي ما أنا خرجت من حياتك
عيناه كانت جامدتين يستمع إليها في صمت لقد الجمه إعترافها
هل كانت تحبه بالفعل هل تخبره إنها منحت له جسدها لتكرهه
جففت دموعها بيديها حتى كادت ټجرح خديها فلم تعد تطيق تلك الدموع التي تذرفها من أجل نهاية وضعتها
جسار بيه كلامنا خلاص خلص ياريت تطلقني أنا مش عايزه حاجه من حد خلاص
ضاقت عيناها وهي تستمع لذلك الغلق الذي أحدثه في أبواب السيارة تقبض فوق مقبض الباب ولكن الأمر كان واضحا لها وهى تراه يتحرك بالسيارة بسرعة قصوى
أنت بتعمل إيه وخدني على فين
صړخة ذعر خرجت من شفتيها وهى ترى السيارة تشق الطريق بتلك السرعه
جسار بيه نزلني العربية... العربية ممكن تتقلب بينا
ولكن جسار لم يكن يسمعها وقد عاد ذلك الصوت القاسې يخترقه ستكون خاسر لكل شئ عندما تريده وها