رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الخامس عشر)
ليس بالرجل الذي تستطيع إخفاء شئ عليه.
_ أوعي تقوليلي إنك النهاردة كمان أجازة عشان تراعيني ومديرة المدرسة متفهمه الأمر...
فركت يديها وخرجت الكلمات منها بتقطع فها هي كذبه أخرى اختلقتها.
_ أصلهم قالولي لما نحتاجك هنطلبك...
هز نائل رأسه لها وقد تجلى الحزن في حدقتيه.
أرجع رأسه للوراء وأغلق جفنيه مداعيا حاجته للراحة.
حدقت زينب به بنظرة حزن وأسرعت بتنفيذ ما أمرها به.
أغلقت الباب ورائها لتطلق بعدها سراح دموعها.
لا حيلة لها في أمرها.
كتمت صوت بكائها بكف يدها و ابتعدت عن غرفة جدها بعدما طالعت باب الحجرة المغلق.
_ سامحني يا جدو... سامحني إني كذبت عليك.
قالتها وهي تستلقي على الفراش ودست رأسها أسفل وسادتها لتتمكن من البكاء.
تنهيدة طويلة خرجت منه لقد أحب زينب رغما عنه... أحب الفتاة المكافحة التي تسعى لمساعدة والدتها ليستطيعوا العيش...
تمتم حديثه بمرارة وأغلق جفنيه ليستعيد تلك الذكريات التي جمعته بها...
رنين هاتفه الذي يضعه أسفل وسادته أخرجه من ذكرياته... ليسحبه من أسفل رأسه وسرعان ما كان يغلقه ويعيده أسفل وسادته مرة أخرى.
نظر هشام إلى هاتفه بعدما ألغى والده المكالمه أعاد الإتصال به ليجده أغلق هاتفه.
أسرع بالتقاط هاتفه مرة أخرى وقد تجهمت ملامحه فوالده لا يجيب على مكالماته وإذا زاره يتعلل بالنوم ولا يحادثه.
نهض من مقعده وتحرك بغرفة مكتبه بضجر وعلى لسانه يتردد التوعد لها.
_ كل ده عشان تردي.
صاح بها هشام وقد ارتجفت يدي العامل الذي دلف له بفنجان القهوة.
زفر هشام أنفاسه بقوة وانتظر مغادرة العامل الذي تساءل وهو يخفض رأسه.
انصرف العامل بعدما أشار له هشام بالمغادرة ثم عاد لتجهمه وارتفع صوته مجددا بنبرة قاسېة.
_ قولتي لسيادة اللواء إيه ما أنا عارفك يا بنت أسامة... مش هترتاحي غير لما تفرقي العيله... ما هي جدتك زمان عملت كده... عضت ايد الست اللي فتحت ليها بيتها واكرمتها لكن أقول إيه الحثاله لازم يعضوا أيدين أسيادهم.
_ روحي اطمني على سيادة اللواء وشوفي مش بيرد عليا ليه.
صب هشام جام غضبه عليها كعادته ثم أطلق زفيرا قويا واتجه إلى مقعده خلف مكتبه الذي وضع وراءه على الجدار صورة ضخمة حملت
وإذا حكمۡتم بیۡن ٱلناس أن تحۡكموا۟ بٱلۡعدۡلۚ .
حرك رابطه عنقه قليلا ليخفف من تقيدها حول عنقه ثم التقط فنجان القهوة وبدأ بإرتشافها ببطئ.
أغمض نائل عيناه بعدما وجد مقبض الباب يتحرك...اقتربت منه زينب ورغما عنها انسابت دموعها.
التقطت كفه لتمسح عليه برفق وانسابت دموعها وخرج صوتها يهمس تظنه لن يسمعه.
_ متسبنيش لوحدي يا جدو.
_ أستاذه ليلى.
توقفت ليلى عن سيرها وقد وقفت سلوى زميلتها جوارها بعدما استمعوا لصوت أحدهم.
استدارت ليلى لتعرف هوية الشخص الذي ينادي اسمها وقد أسرع مصطفى بخطواته نحوها.
_ سالم قالي إنك السبب بعد ربنا في رجوعي للشغل... أنا مش عارف اشكرك إزاي... جميلك هيفضل على راسي طول العمر.
ضاقت عيني سلوى في فضول بعدما استمعت لحديثه وازداد فضولها بعدما استمعت لرد ليلى عليها.
_ أنا معملتش حاجه غير إني وصلت مشكلتك ل عزيز بيه.
شكرها مصطفى مرة أخرى وابتعد عنهم حتى لا يجعل أحد العمال يتحدث عنهم إذا طالت وقفته معهم.
اجتذبت سلوى ذراع ليلى قبل أن تسبقها وتتحرك نحو حافلة العمل.
_ شغل إيه اللي كنتي السبب في رجوعه ليه... و عزيز بيه إيه اللي ډخله في الحكاية... هو أنت تعرفي عزيز بيه يا ليلي.
ألقت سلوى اسألتها دفعة واحده وانتظرت أن تفهم ما سمعته.
_ خلينا نتحرك للباص يا سلوى دلوقتي وأنا هحكيلك.
اضطرت ليلى لسرد حكاية العامل وقد أخذت سلوى تهز رأسها