رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الخامس عشر)
لها وما زال فضولها يأخذها كيف توسطت ليلى للعامل لدى السيد عزيز.
_ وأنت عرفتي إزاي تتوسطي ليه عند عزيز بيه
هذا ما انتظرت سلوى معرفته.
_ أنت ناسية إن عمي شغال سواق عند عزيز بيه.
قالتها ليلى ولا تعلم لما اخترق فؤادها غصة مؤلمة حبها المستحيل الذي تكتشفه يوما بعد يوم.
_ تصدقي نسيت خالص...
قالتها سلوى ثم استطردت بمزاح.
ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجه ليلى وقد أسرعت بفتح النافذة جوارها.
_ أنا مجرد موظفه في المصنع يا سلوى... هوصل ل
عزيز بيه إزاي.
لم تكن سلوى تعلم ولا أحد من زملائها بالمكتب أنها تعيش مع عائلة عمها في منزل عزيز الزهار.
_ شوفتي أهو عمك رغم إنه سواق عند عزيز الزهار قدر يرجع عامل للمصنع... وبقى ليكي جمايل عند عمال المصنع يا ليلى.
_عزيز بيه بيعتبر عمي فرد من عيلته عمره ما اتعامل معاه إنه مجرد سواق عنده.
توقفت سلوى عن العبث بهاتفها وسرعان ما كانت تستدير برأسها جهتها تتساءل.
_ليلى هو أنت زعلتي مني...
ثم واصلت كلامها بمزاح.
_ يا بنتي يعني هو أنا اللي من الأكابر... ما أنا أبويا سباك.
_ أنت فين يا ليلى طيب خليكي واقفة عندك عشر دقايق وهتلاقيني قصادك...
أتت شهد لكن بعد نصف ساعة وهي تحمل حقيبتها خلف ظهرها.
_ اتأخرت عليك.
رمقتها ليلى بنظرة حانقة ثم نظرت إلى الوقت بهاتفها.
_ هي دي العشر دقايق يا شهد.
_ معلش بقى... المستر النهاردة أخرنا عشر دقايق عن ميعاد خروجنا.
_ قوليلي بقى هنشتري لخالي هدية على ذوقك ولا ذوقي.
قالتها شهد فأتاها رد ليلى.
_ ودي محتاجه سؤال يا شهد ... على ذوقي طبعا.
توقفت شهد عن السير لتنظر نحو ليلى وقد مطت شفتيها للأمام... فهذه عادتها إذا لم يعجبها الكلام.
انفلتت ضحكة صغيرة من شفتي ليلى ثم عادت تسحب ذراعها ليكملوا سيرهم.
_ إذا كان كده ماشي.
تمتمت بها شهد لترتفع بعدها صوت ضحكاتها التي كممتها ليلى بكف يدها.
انتهوا من شراء الهدايا التي سيقدموها غدا لتنظر شهد إلى ما قاموا بشرائه.
_ أنا عارفه بعد اللف ده كله مش هتعجبوا الهدايا وهيقول خسارة الفلوس اللي دفعتوها.
قالتها شهد وهي تعطي حقيبة الهدايا إلى ليلى التي داعبت شفتيها ابتسامة خفيفة.
ذهبت كل منهن في طريقها شهد نحو أحد مراكز الدروس الخصوصية و ليلى استقلت إحدى سيارات الأجرة.
أخرجت ليلى جزدانها لتخرج المال لكن حدقتاها اتسعت فجأة عندما تذكرت الأغراض التي كان عليها شرائها من متجر مستلزمات الحلويات.
طالعت الطريق بنظرة ثاقبة وسرعان ما كانت تغلق حقيبة يدها وتلتقط الأكياس التي وضعتها جوارها.
_ ممكن أنزل هنا.
أعطت السائق أجرته وترجلت من سيارة الأجرة.
من حسن حظها أنها كانت قريبة من المتجر المختص ببيع تلك المستلزمات وقد أخذتها إليه عايدة من قبل.
اشترت ما ستحتاجه ثم نظرت إلى الطريق وأطلقت زفيرا طويلا.
رغم أنها تحب السير بهذا الطريق الخاص بالمجمع السكني الراقي الذي تسكن به إلا أنها اليوم لا تحتمل السير بسبب تورم أحد قدميها.
_ خلاص قربنا يا ليلى.
أخبرت حالها بقرب وصولها ومن وقت لأخر كانت تلتف حولها عندما تستمع إلى صوت سيارة قادمة.
ضاقت حدقتي عزيز وقد أبطئ من سرعة سيارته قليلا.
لم تستدير ليلى برأسها هذه المرة لترى السيارة القادمة ورائها.
_ انا مش هلبس الجزمه دي تاني...
تمتمت بها بصوت خاڤت مستاء ثم سقطت منها إحدي الأكياس التي تحملها.
تنهدت تنهيدة طويلة ثم انحنت لتحمل الكيس الذي سقط أرضا.
تيبست ليلى في حركتها عندما وجدت سيارة ذات زجاج معتم تقف جوارها... بنظرة خاطفة تعرفت على السيارة التي وقفت قربها...إنها سيارة السيد عزيز.
ابتعلت لعابها وتحاشت النظر نحو السيارة تتساءل داخلها... هل وقف من أجلها مرة أخرى
انفتح زجاج نافذة السيارة وسرعان ما كان ينفتح الباب جهتها في دعوة صريحة منه أن تصعد السيارة.
نظرت إليه وعلى وجهها ظهر الإرتباك.
تنهد عزيز فهو كلما حاول