الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع والعشرون إلى الواحد والثلاثون)

انت في الصفحة 17 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

سألتني السؤال ده كتير اوي 
فأبتسم بهدوء 
 ياربي عليكي حد يكره الاهتمام... انتي مش طبيعيه يامهرة اي ست بتفرح بالاهتمام والدلع 
فلوت شفتيها بأمتعاض وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها 
 انا استرونج ومان على فكره .. وبعيش تحت ضغط 
فضحك بأستمتاع وهو يطالعها واتجه نحوها ..وهدفه منصب علي شئ لا تعرفه .. كانت تخطو للخلف بقلق من نظراته الماكره الي ان شهقت بفزع وهي تسقط علي الاريكه التي بغرفتها 
 اه ياضهري
فمال نحوها جاسم بأستمتاع 
 مش شايف الاسترونج فين .. عارفه يامهرة انتي بوء على الفاضي .. انتي ماشية في الحياة ديه بستر ربنا 
وحرك رأسه بيأس منها ثم طالعها ضاحكا 
 قومي ياسترونج ومان 
ونظر الي الحذاء المنزلي الطفولي الذي ترتديه وأشار نحوه
 في استرونج ومان بتلبس شبشب مقاس اطفال 
فضاقت عيناها بحنق وقبل ان تفتح فاها لترد عليه وجدته قد انصرف 
فهو يجيد اللعب والمكر
وتمتمت بضيق وتذمر
 زي التعلب المكار 
دلال اغرقته به بل وجعلته اسعد رجلا بالعالم ... لم يعد يفهمها ولكنه سعيد بهذا 
 ياريت تفضلي كده يامرام
 بحبك 
وكاد ان يغرق معها مجددا في بحور الغرام والعشق 
فأبتعدت عنه ونظرت له بأرتباك 
 كريم ممكن اطلب منك طلب 
 اطلبي ياحبيبتي 
فتمتمت وهي تشعر بملمس يديه علي جسدها 
 عايزه اكون مديرة القسم اللي انا فيه
ليبتعد عنها كريم ..ناظرا لها بصمت 
 انا سمعت ان المدير هيتشال وواحد مكانه هيمسك ..ازاي اكون مراتك ومجرد موظفه 
فلمعت عين كريم بصمت ..زوجته تريد النجاح السريع .. ورفعت كفيها تضم وجهه بنحو 
 اطلب من جاسم أمر تعيني ..انا عارفه انه هو اللي بيختار مديرين الأقسام ومش اي حد بياخد المنصب ده 
ايام جميله قضوهاوراحة شعرت بأنها تغللت بروحها دعت كثيرا انا يغفر الله لها تأخر ارتدائها للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام 
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه 
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
 احنا مش رايحين علي مصر 
فأمسك جاسم يدها وقادها 
 لاء هنروح مكان هادي وجميل 
فتسألت 
 فين عند ورد 
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم 
 ايه المادليف !
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة ... 
ووقفت أمام الشرفة في الكوخ الذي تم حجزه تتأمل المياه الصافية 
لتجد جاسم يقف خلفها 
 الجو هنا جميل جدا ..
فألتفت له بسعاده كالأطفال
 عمره وجزر المادليف .. انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها 
 لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس 
فضحكت وهي تتثاوب 
 بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة 
فوجدته بدفعها عنه برفق ضاحكا 
 الصبر من عندك يارب 
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض ..فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها 
نظرت رقية الي والدها پصدمه 
 عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
 ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه 
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد 
 اتفق امتي علي الميعاد ..شوفي اليوم اللي يناسبك ياحببتي
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد 
 شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا 
فضمھا والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها بصدر عاري فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها 
وصړخت وهي تيقظه 
 اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي 
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق 
 العفريت يامهرة ارتاحتي 
فضړبته علي صدره 
 مصحتنيش ليه .. وازاي نايم جنبي كده 
وأخذت تعول كالأطفال 
 بس خلاص ..اللي يشوفك وانتي پتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه 
 ازاي ده انا مش فاكره حاجه 
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها 
 زي الحلم كده يامهرة 
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه 
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ .. فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام 
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان .. كانت تتعثر بخطواتها في الرمال الناعمه من شدة اندماجها في مطالعة جمال الطبيعه .. فألتف نحوها وهي يزيح نظارته عن عينيه 
 خدي بالك 
وعلى أثر تلك الكلمه سقطت فوق الرمال لتصرخ بحنق 
 لاء كده كتير 
فضحك جاسم وهو يمد يده لها 
 سبحان الله كل مابتزعليني بتحصلك حاجه 
ورفع حاجبيه ضاحكا
 انا بركه 
فدفعت يده بعيده ونهضت بمفردها وهي تتمتم داخلها 
 اظاهر كده 
وحدق بها ليجدها تزم شفتيها كالأطفال ثم اكملوا سيرهم
ونظرت الي المنشفة التي يضعها علي كتفه.. فهيئته تدل على أنه سيسبح 
 انت هتعوم 
فنظر حوله بأسترخاء وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة علي الشاطئ وتسطح قليلا 
 اكيد يامهرة 
فجلست علي المقعد الاخر تطالع جمال الشاطئ لم يكن بتلك الساعه الكثير من السياح فكان المكان هادئ
ورن هاتفها لتجد رقم ورد فهتفت بسعاده 
 ديه ورد
ونهضت من جلستها لتسير بعيدا قليلا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 18 صفحات