رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الثامن والأربعون إلى الثاني والخمسون)
يعبث بخصلات شعرها او يحرك كفه بحنان علي وجنتها ثم يقرصها بخفه علي خده عليه
ياجاسم اقف مؤدب ياحبيبي
قالتها وهي تضحك علي أفعاله ..فضحك هو الآخر بحبور
انا مستمتع كده ... مراتي وانا حر
فضحكت علي عباراته بشده وهي تهتف
تصدق انك اقنعتني
فأبتسم بحب وداعب ذقنها بأنامله برقة .. لتساعده في ارتداء سترته فهتف بمزاح مضحك
وانفجروا ضاحكين ..ليضمها اليه وانحني يقبل قمة رأسها
عشان الدلع والحاجات الحلوه ديه كلها قولي نفسك في ايه
فأبتعدت عنه تضع بيدها أسفل ذقنها تفكر بحماس
بما انك عرضت ..فهستغل العرض
فضحك وهو ينظر لوقفتها المضحكه
اطلبي العرض ساري لحد باب الاوضه ..طلعت من هنا اتسحب العرض
عايزه فلوس قول كده مثلا أربعين ألف
فضحك علي طريقة طلبها ثم نظر إليها بهدوء
اسحبي من الحساب المفتوح ليكي
وتابع ضاحكا
ده حتي الفلوس مبتقلش فيه .. زوجه مؤدبه انتي ياحببتي طلباتك مش كتير
لاء بس انا عايزه الفلوس ديه منك
ومدت يدها نحوه بمشاكسه
هات الفلوس
فضړب يدها بكفه بخفه
هات ايه .. ما تسحبي من رصيدك ما انا كده كده بحولك فلوس يامستغله
وعادت ترفع يدها مجددا اليه حتي أنها وضعتها أسفل عينيه
هات ومش هتندم والله .. بتاجر بفلوسك متخفش
بتاجري بفلوسي يامهرة ..وامتي الربح بقي
فأبتسمت وهي تعود لمعانقته
في الاخره ان شاء الله هتلاقيهم وفي الدنيا برضوه ..يلا بقي ياجاسم هات الفلوس
ليقهقه عاليا وهو يخرج دفتر الشيكات الخاص به ..ليضع لها رقم المال الذي طلبته ويوقع امضته ثم ناولها اياه
اتفضلي ياستي
شكرا ياحبيبي .. وعلي فكره الفلوس ديه لدار مسنين .. انا بتاجرلك مع ربنا في فلوسك
فأبتسم بحب لها وعاد يضمها إليه
هو انا بستحمل چنونك وهبلك من فراغ ..بس ايه السر اللي بيخليكي تيجي تاخدي مني الفلوس مع ان في فلوس موجوده في حسابك وتقدري تسحبي منها من غير ما ترجعيلي
بعيدا عن مدحك الجميل ليا بالهبل والجنون .. بس هقولك يا سيدي
فضحك وهو يقترب منها خطوه للأمام
قولي يا سيدي
لتلمع عيناها وكأنها طفله صغيره
كان نفسي اجرب الإحساس ده مع بابا
وأخذت تقص عليه أحد المواقف عندما كانت تري مرام تركض نحو أبيها تطلب منه المال ليعطيها بحب حتي لو كان أخر قرش معه .. حينها تمنت لو كان لديها اب مثل السيد عادل
ومسحت دموعها التي سقطت علي وجنتيها
اول حب حقيقي بيكون للاب ياجاسم ..وانا معشتش الحب ده ..فبعيشه معاك
ورغم أنه عاني فقدان الأب ورحيله من الحياة الا أنه ضمھا بقوة اليه
ياحببتي انا كلي ليكي زي ما انتي بقيتي كل حاجه ليا
وابعدها عن حضنه يشاكسها بتلذذ
واتأخرت علي الشركه بسببك
لتتسع ابتسامتها ثم تأوهت بآلم عندما قرص وجنتها
اه ايدك تقيله
فتحرك من امامها ضاحكا
ديه ضريبة التأخير ياحببتي
....................
وقفت مرام خلف زوجها وهو يربط رابطه عنقه ببطئ متذكرة ليلة امس عندما أتي كانت تنتظره بشوق ولكن اطفئ كل هذا بجمله واحده
كل حاجه حلوه بينا انتهت يامرام
واقتربت تلامس جسده ولكنه نفض ذراعيها عنه وانصرف دون كلمه .. فسقطت دموعها بعجز
....................
كانت بسمة تجلس متلهفة للقاءه فبعد عدة ساعات ستصبح زوجته ولكنه بعث لها رسالة صباحا يخبرها أنه يريد الحديث معها .. ووجدته يتجه نحوها فأتسعت أبتسامتها بأشراق
وجلس أمامها يحضر الكلمات المناسبه التي سيخبرها بها وهي تنتظر بلهفة ما سيقوله وترسم داخلها احلاما وردية ولكن مع مرور الوقت وصمته ..جف حلقها
بسمه انا مش هقدر أكمل معاكي ونتجوز
كلمات قالها في جملة واحده ..سقطت علي قلبها كالسوط ..وتلاشت بسمتها واهتزت يداها وهي تنظر إليه پصدمه وهتفت بصعوبه
ليه يا كريم
فتأملها كريم بآلم وهو يطأطأ رأسه أرضا
انا عارف اني اذيت مشاعرك ..بس مش هقدر اذيكي معايا لحد كده ..انا بحب مرام وديه حقيقه مش هقدر اهرب منها
وتابع وهو يشفق عليها أكثر
بس بحب ولادي اكتر يابسمه مش هأذيهم الاذي ده .. انا جربت شعور اليتم رباني راجل غريب صحيح هو عاملني زي ابنه بس في النهايه مكنش أبويا ..شوفت جاسم ازاي عاش حياته بعد جواز ماما وبعدها عنه
وتذكر شقيقه الذي رغم مسامحته لوالدته قبل ۏفاتها الا أنه كان يعاتبها بنظراته اللائمه
دموعها أخذت في الهطول بصمت تحرك له رأسها وكأنها تخبره انها كانت تعلم ذلك
لينهض من فوق مقعده ناظرا إليها طويلا قبل ان يرحل من أمامها
اسف يابسمه
عاد من ذلك اللقاء وعندما وجد مرام تجلس تطعم الصغيران بحزن تقدم نحوها ونظر إليها طويلا واتجه بعدها نحو غرفته التي نقل ملابسه إليها من أجل الابتعاد عنها
................
نظر ريان الي ريم التي أتت الشركه كي تقدم استقالتها .. فقد اتخذت قرار انها ستعمل في مكان آخر بعيدا عن كل هذا
وفور ان دخلت مكتبه عندما استدعاها من شئون العاملين ..جاءت اليه مطرقة الرأس لينظر لها ريان بصمت ثم سألها دون مقدمات
زواجك