الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع (الفصل الرابع والثلاثون إلى السابع والثلاثون) للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 11 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

عند صديقتها ليعودا الى منزلهما .. سألته عن تطورات التحقيقات فأجابها قائلا 
بسطويسي و مها اتقبض عليهم .. والبوليس بيدور على مصطفى متخفيش أيام ويتقبض عليه ان شاء الله
قالت سماح بحنق 
ربنا ينتقم من اللى اسمه مصطفى ده .. ده هيكون عبرة ان شاء الله ولسه عقابه عند ربنا .. ده بجد انسان ظالم أوى
نامت ريهام .. وظلت ياسمين ساهره .. تفكر فى كل ما حدث لها .. وفيما قاسته منذ ۏفاة والدتها رحمها الله .. ثم وصلت بتفكيرها الى عمر .. عندما تذكرته ابتسمت .. نعم لقد أحبته .. دخل قلبها رغم الأسوار العالية التى بنتها حوله .. ملك مشاعرها وكل كيانها .. برجولته وغيرته وخوفه عليها .. التفتت الى هاتفها لتراه يضئ فى صمت .. نظرت فوجدت رقما لا تعرفه .. تعجبت من الذى يتصل بها فى هذا الوقت .. ظنت بأنه ربما يكون مصطفى .. شعرت بالخۏف .. لم ترد .. اتصلمرة أخرى .. غلبها الفضول ففتحت الخط دون أن
ترد .. ولدهشتها سمعت صوت عمر يقول 
ازيك يا ياسمين
صمتت ولم تجب .. كانت مندهشة من اتصاله بها .. أكمل عمر بصوت حانى 
كنت قلقان عليكي وحبيب بس أسمع صوتك 
صمت قليلا ثم قال 
وحشتيني أوى
خرجت ياسمين من صمتها قائله 
أنا آسفة مضطرة أقفل 
قال بصوت دافئ 
ماشي .. أنا بس كنت حابب أسمع صوتك .. ممكن أطلب منك طلب
صمتت .. فأكمل قائلا 
أنا واقف تحت البلكونه .. ممكن بس تبصيلي .. وحشتيني الساعتين دول .. عايز بس أشوفك
شعرت بسعادة غامرة .. لكنها قالت بخفوت 
أنا أسفه مش هينفع
طال صمته ثم تنهد قائلا 
طيب خلى بالك من نفسك .. لو احتجتى أى حاجه ده رقمى سيفيه عندك .. تصبحى على خير يا حبيبتى
خفق قلبها بشدة عندما سمعت منه حبيبتى .. أغلقت .. وقامت تفتح باب الشرفة بهدوء .. وقفت خلف الستارة .. رأته بالفعل .. كان ينظر بإتجاه الشرفة .. وقف قليلا ثم انصرف عائدا الى بيته .. تابعته ياسمين بعينيها والإبتسامه على شفتيها
فى اليوم التالى ظلت ياسمين حبيسة غرفتها .. التزمت بتعليمات الطبيبة براحة وعدم ارهاق نفسها .. فى منتصف النهار .. رن هاتفها لتجد رسالة من عمر فتحتها لتجد مكتوب فيها 
وحشتينى .. على قدر ما فى المنام تأتينى
وحشتينى .. على قدر ما فى الأحلام تزورينى
وحشتينى .. على قدر الحب الذى بيه وهبتينى
ومنه حرمتينى .. واليه ارجعتينى .. وحشتينى
حبيبتى .... ببعدك لا تزيدينى .. فأنت بداخلى وفى تكويني .
شعرت بسعادة لذيذة تجتاح كل كيانها .. تسللت الابتسامه الى شفتيها .. ضمت هاتفها الى صدرها تعانقه .. نظرت الى كلماته مرة أخرى .. قرأتها مرات ومرات .. والابتسامه لا تفارق شفتيها .. وقلبها لا تهدأ سرعة ضرباته .
بعد المغرب .. قال نور ل كريمة و عمر 
ما تيجوا يا جماعة نخرج شوية .. نتعشى بره فى أى مكان
قالت كريمه بسعادة 
والله فكرة .. حتى تغيير جو .. قولت ايه يا عمر
فكر عمر قليلا ثم قال 
لأ روحوا انتوا يا ماما
قالت كريمه تحثه 
وتعد لوحدك فى البيت ليه تعالى معانا تغير جو .. الواحد أعصابه تعبت اليومين اللى فاتوا
لأ معلش يا ماما روحوا انتوا .. وكمان عندى شغل كتير متراكم عليا .. الأيام اللى فاتت انتوا عارفين أنا مكنتش بهتم بالشغل خالص ..وفى حاجه كتير لازم تخلص
خلاص يا حبيبتى ربنا يعينك .. على العموم لو غيرت رأيك كلمنا
خرج والداه وركبا السيارة وانطلقا الى المنصورة .. ذهب عمر الى مكتبه .. ليبدأ عمله .. كان ينظر الى هاتفه كل فتره .. وكأنه ينتظر اتصالا أو رسالة منها .. يعلم بأنها لن تفعل ذلك .. لكنه بقى متأملا 
شعرت ياسمين بالملل .. فنزلت لتتمشى قليلا فى المزرعة .. ظلت تمشى لساعات وسط الطبيعه الخلابه .. لم تجرب السير فى المزرعة ليلا .. وجدت له مذاقا خاصا .. والنسمات المنعشة أفادتها كثيرا .. أخذتها قدماها قرب بيت عمر ألقت نظرة على البيت وابتسمت .. أخرجت هاتفها وأعادت قراءة الرسالة مرة أخرى .. ثم أكملت طريقها .. عندما همت بالعودة .. نظرت لتجد قرب البوابة عند الأسلاك الشائكة .. رجل يحاول اقټحام المكان والتسلل من بين الأسلاك .. دب الخۏف فى أوصالها .. شعرت الړعب .. خاڤت أن تتقدم أكثر فيراها الرجل .. دققت النظر تحت ضوء القمر .. لتجد أن للرجل هيئة كهيئة مصطفى .. لم تستطع رؤية ملامح وجهه جيدا بسبب الظلام .. لكن كان نفس الهئية والجسم .. كان قد اقترب بالفعل من الدخول من بين الأسلاك .. فزعت .. خاڤت أن تجرى فى اتجاه حجرة الغفير فيراها مصطفى ويسرع بالإمساك بها .. شعرت بأن تفكيرها قد شل من الخۏف .. جرت فى الإتجاه الآخر .. ثم وجدت نفسها تلقائيا تصعد الدرجات الى بيت المزرعة ..
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 29 صفحات