الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع (الفصل الرابع والثلاثون إلى السابع والثلاثون) للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 20 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

بصوت حانى 
حبيبتى .. كأنك حسه بيا .. كان نفسي أسمع صوتك 
قالت بحزم 
انت فين 
ضحك عمر قائلا 
ايه هنبتدى من أولها .. مش بدرى شويه على السؤال ده .. عامة أنا فى مكتبى اللى فى البيت .. حبيبتى فين بأه 
ردت بحدة 
أنا جيالك
ثم أغلقت .. شعر عمر بالقلق .. نهض من مكانه ليستقبلها على الباب .. نظر الى وجهها و عيونها الباكية .. ثم قال بلهفه 
حبيبتى انتى كنتى بتعيطى 
وقفت ياسمين تنظر الى عينيه وهى تقول فى نفسها .. ازاى قدرت تخدعنى .. ازاى مكنتش شايفه السواد اللى جواك .. بالظبط زى ما مصطفى خدعنى .. ومكنتش قادرة أشوف السواد اللى جواه .. بكرهكوا انتوا الاتنين .. انتوا الاتنين زى بعض .. كرر عمر سؤاله بإهتمام 
حبيبتى .. مالك .. ايه اللى مضايقك
نظرت اليه پحده قائله بصوت هادر 
أنا آسفة غيرت رأيى .. مش هقدر أتجوزك
نظر اليها بدهشة قائلا
بتقولى ايه 
ياسمين بقسۏة 
مش عايزاك
صمت عمر وهو يحاول استيعاب ما تقول .. ثم قال 
بتقولى ايه 
ياسمين بنفس القسۏة 
بقولك مش عايزاك .. مش عايزاك
عمر پحده 
ليه هو كان لعب عيال .. كتب كتابنا النهاردة
قالت ياسمين ببرود 
مفيش كتب كتاب .. ومفيش جواز
شعر عمر بالڠضب يزداد بداخله .. فما كان منه إلا أن مسك كلتا ذراعيها وقربها منه بشدة ونظر اليها قائلا پغضب 
انتى بتلعبى بيا يا ياسمين .. يعني ايه مش عايزاك 
حاولت أن تفلت نفسها منه لكنه كان يطبق على ذراعيها بشدة .. حاولت أن تبتعد عنه فلم تستطع .. هتف پحده 
انطقى يعني ايه اللى انتى بتقوليه ده
قربها منه للغاية .. فتلامس جسدهما .. شهقت ياسمين بالبكاء والعبرات الساخنه تتساقط من عينيها ونظرت له قائله 
عشان أنا وانت مننفعش لبعض .. انت واحد كل حياتك حرام .. كل تصرفاتك حرام .. قربك منى بالشكل ده حرام .. مسكك ليا بالطريقة دى حرام .. لمسك ليا كده حرام .. بس انت واحد ما بيفرقش معاك الحړام
ثم أغمضت عينيها وأخفضت رأسها فى ألم وهى مازالت تبكى .. نظر عمر اليها .. يحاول فهم ما تقول .. يحاول استيعاب ما يحدث .. أبعدها عنه قليلا .. وترك ذراعيها .. فابتعدت عنه ورجعت للخلف بسرعة .. أخذت تمسح بكفيها على ذراعيها وكأنها لا تطيق لمسته .. شعرت اتجاهه بالاحتقار .. شعرت بالقشعريرة من مجرد لمسه اياه .. ولقربها منه.. لكم تتمنى أن تبتعد عنه .. أكبر مسافة ممكنه .. لا تريد أن تراه
.. أو تقترب منه بعد اليوم .. تريد أن بتتعد عنه بأقصى سرعة .. بقدر ما أحبته .. بقدر ما سقط من نظرها الآن .. هم عمر بالتحدث معها مرة أخرى .. وفجأة قاطعه دخول والده قائلا 
الحق يا عمر .. عم عبد الحميد وقع فجأة وحاولت أفوقه مش راضى يفوق .. 
صړخت ياسمين 
بابا
هرع عمر ووالده و ياسمين الى الخارج حيث عبد الحميد ملفى على الأرض .. أخذت ياسمين تحاول تحسس نبضه وهى تبكى 
بابا .. بابا مالك .. بابا رد عليا
حمل عمر ووالده .. عبد الحميد الى السيارة وركبت معهم ياسمين وانطلقوا الى المستشفى .. كانت ياسمين مڼهارة على الكرسى بجوار الغرفة والأطباء يفحصونه فى الداخل .. وقف عمر أمامها بأسى 
لا يدرى ماذا حدث لها وكيف انقلبت عليه فى لحظات .. كان يريد أن يأخذها فى حضنه ويخفف عنها ولكنه يعلم بأنها بالتأكيد سترفض ذلك .. خرج الطبيب .. وأنبأهم بأن حالته الصحيه حرجه .. بسبب ارتفاع ضغط الډم لديه .. بالإضافه الى مشاكل فى عضلة القلب .. اڼهارت ياسمين مرة أخرى باكيه وظلت تردد اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها .. منع الطبيب الزيارة الى أن تستقر حالته الصحية .. بعد قرابة الساعة أتت ريهام الى المستشفى بصحبة كرم و أيمن و سماح و كريمه .. تعانقت الأختان واختلطت دموعهما .. انتظروا حتى المساء ومازال الطبيب يمنع الزيارة .. عاد الجميع الى منازلهم فيما عدا ياسمين و ريهام .. وبالطبع عمر و كرم ..
كانت الفتاتان فى حالة اڼهيار تام .. حاولت ياسمين التماسك من أجل أختها .. لكن خۏفها على أبيها ملأ قلبها .. ظل عمر يراقبها والألم يعتصر قلبه .. اقتبر منها وجلس بجوارها قائلا بحنان 
ياسمين هدى نفسك شوية .. ان شاء الله هيبقى كويس
نظرت اليه ياسمين بنظرة حادة .. ثم قامت ووقفت بجوار باب غرفة والدها وأسندت رأسها عليه وأغمضت عينيها لتسقط منها عبرة حزينه مكلومه
فى اليوم التالى .. سمح الطبيب بزيارة خفيفة نظرا لخطۏرة حالته الصحية وعدم استقرارها .. دخلت الفتاتان .. حاولت ياسمين تمالك نفسها قدر الإمكان حتى تبث الطمأنينه فى نفس والدها وقفت بجوار سريره مبتسمه بصعوبه ومسحت على رأسه قائلا 
بابا حبيبى عامل ايه دلوقتى
قال بصوت أجش 
الحمد لله .. نعمه وفضل من ربنا
سقطت عبره من عين ريهام
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 29 صفحات