رواية الفراشة للكاتبة روتيلا (الفصل السادس والثلاثون إلى الثامن والثلاثون)
بشدة بالرفض أنا ما صدقت بابا وافق أرجوك خليك معايا ساعدني إني أتخطى العقبة دي
صقر وهو يمسح على ظهرها أهدي يا حبيبتي أنا شفتك في المقاپر متماسكة لية خاېفة من هنا ..أطمني يا رورو انا معاكي
ترفع روتيلا راسها من حضڼ صقر وتبتسم له بتوتر أوكي عندك حق ..توكلنا على الله
تدخل روتيلا يحاوطها صقر من خصرها يتقدمها خالد
العمة منيرة وعليكم السلام يا بني اتفضل ..روتيلا حبيبتي ..رو.....
روتيلا التي بمجرد أن تخطت الباب ونظرة للمحيط الذي حولها أغشى عليها
يدور صقر في المكان أمام باب غرفتها منتظر خروج الطبيبة من عندها
خالد بتوتر ربنا يستر ..ربنا يستر ..مكنش المفروض نوافق ونجيبها هنا جدي كان عندة حق روتيلا مكنش المفروض تيجي
خالد يهم بالحديث أصلها كانت ...
تخرج الطبيبة مع جمانة فيقترب منها صقر خير فيها اية
اطمن هي كويسة انخفاض في الضغط مع ضعفها واللي كمان فهمت من عمتها انها اتعرضت لأزمة نفسية أنا سيبت ليها شوية تحاليل تعملهم ومقويات ضرورية لكن في الغالب مش هاتحتاج لحاجة وأنا شايفة ما شاء الله اللي بيحبوها وخايفين عليها كتير متهيألي هي مش محتاجة أكتر من كدة ربنا يطمنكم عليها ....وتمشي الطبيبة
ينظر له صقر فترة عندك حق ... عايز أدخل لها
خالد اتفضل
يدخل صقر الغرفة ليجد فراشتة نائمة جوار عمتها والعمة تمسح على ظهرها بحنية وتقرأ قرأن عليها
صقر بهمس السلام عليكم
روتيلا تفتح عينها ماما مش عايزة
صقر بابتسامه باهتة روحي حضرتك أكلها من كام يوم مش عاجبني
تتحرك العمة تاركه صقر مع روتيلا وتأخذ خالد في طريقها وتغلق الباب عليهم
صقر عاقدا يده على صدرة ناظرا لها المفروض أحيكي صح ...فطرتي انهاردة
صقر بنفس وضعة وامبارح متعشتيش والغدا أصلا أي كلام مظبوط
روتيلا بصوت هامس متوترة من الكلية
يضحك بسخرية يا سلام اتوتر فاموت نفسي دي مش طريقة أنا بنفسي هاشرف على اكلك بعد كدة ..فاهمة
تشير روتيلا براسها بنعم......
يقترب منها ويجلس مكان عمتها يشدها له هاتموتيني روتيلا من الړعب عليكي
يبتسم صقر ألف سلامة عليكي حبيبتي ..أحكيلي يا رورو أية المشكلة
مش فاهم لو عايزة نخرج من هنا ومنرجعش تاني نطلع حالا مش مهم اصلا وجودك هنا ملوش معنى
لأ كل حته هنا محفورة بقلبي مش المكان السبب لكن الذكرى اللي استرجعتها
كل ركن في البيت ده بتفكرني بذكرى حلوة وكلمة حلوة ولمسة حلوة من ماما وبابا
مش ممكن المكان يكون السبب ولكن أخر يوم السبب ... عمري 12 سنة من السعادة في البيت ده اتمسحوا بذكرى يوم ..تنظر لصقر الذي يستمع لها بتركيز شديد ....لأ مش يوم ست ساعات ..بالظبط اتمسحت بست ساعات ..قمت الصبح علشان أروح المدرسة كنت عارفة أن ماما تعبانة بابا عرفني أنها مريضة مرض شديد ولكنه مقالش ليا يمكن لأني صغيرة أنه مرض ممېت تحمل لوحدة معها المړض وعلاجة الكيميائي البشع كان ممكن ميكونش بالبشاعة دي لكن بسبب ضعفها وحملها والولادة المتأخرة خلى مقاومتها تقل وجسمها يستسلم للمرض ..اللي فهمتة أنه أخر زيارة للدكتور قالهم مفيش فايده ..خرجوا من عنده وقرر بابا أنه يجي يقعد معانا على طول بعد ما كان بيروح ويجي ..سافر على وعد أنه يجي تاني يوم ..كلمني وقالي أنا جاي في الطريق خدي بالك من ماما لما أجي ومتروحيش المدرسة انهاردة رحت أقول لماما
مامي أنا هاقعد معاكي انهاردة
تاخذها نادية النائمة في السرير بحضنها لية يا رورو
تقبلها روتيلا من خدها بابا قالي أنا طالع دلوقتي من النجع وجاي على هنا فاقعدي مع مامي لغاية ما اجي... تضايقي
تشد عليها ناديا بقوة أحسن حاجة حتى الجو برد تعالي يا حبيبتي أدخلي جوة البطانية معايا
تنام روتيلا في ححضن أمها وټغرق في دفاها
ناديا وهي تمسح عى شعرها وتتقبلها من جبينها عارفة يا روتيلا أنا عايزة أوصيكي بحاجة ضروري توعديني بيها
أية يا مامي
الصلاة وحجابك تحافظي عليهم جدا وباباكي يا روتيلا تسمعي كلامه وتاخدي بالك منه ضروري توعديني
أوعدك يا ماما إن شاء الله
ناديا بهمس الحمد لله كده أطمنت عليكي واطمنت على أبوكي..أنا عارفة أنك شاطرة وكبيرة وفاهمة كلامي أنا لو جرا ليا حاجة مش نهاية الدنيا لازم تكوني كبيرة وتتصرفي صح تتصلي ببابا وتعرفية بهدوء ومتخليش أبدا أي حد يشوفني إلا بحجابي ولو لاقتيني مغمضة عنيا بابا بس اللي تسمحيلة يدخل يصحيني فاهمة يا روتيلا
وأنا مينفعش أصحيكي
تضحك ناديا وتمسح دموعها لا أنتي ولا بابا ينفع تصحوني بس أنتي صغيرة و بابا علشان هو كبير وجوزي عايزاة يطمن وينيمني في المكان الصح اللي هاستريح فية
يعني المكان اللي بابا هايختارة هو المكان اللي هاتستريحي فيه ومعتيش تبقي تعبانة وترجعي
تحضنها ناديا بشدة وتغرقها بالقبلات ايوة يا حبيبتي وأنتي ساعتها ممكن تزوريني وتتأكدي من ده بنفسك ...هاكون سعيدة أوي وأنا شايفاكم كمان مبسوطين أهم حاجة متنسيش الوعد
مش هانسى يا ماما أبدا
صقر يمسح دموع روتيلا ويغرقها أكثر بين ذراعييه وبعدين
روتيلا تغمض عينيها نمت في حضنها معرفش وهي بتتكلم سمعتها بتقرأ قرأن يمكن سمعتها بتقول الشهادة مش فاكرة إلا أني صقعت أوي
ماما أنا صقعانة أوي دفيني ..ماما دفيني ....تجلس روتيلا تهز ناديا من كتفها ...ماما ..ماما
تشهق روتيلا وتضع يدها على فمها وتنزل من السرير وتجري بسرعة تنادي الخادمة التي ما أن شاهدت ناديا علمت ۏفاتها فبكت بشدة واتصلت بالأسعاف وعندما جاءوا أراد الطبيب الدخول لها
محدش يدخل إلا بابا
الخادمة يا بنتي خلي الدكتور يشوفها علشان يفوقها كدة انتي هاتموتي أمك
خاڤت روتيلا صحيح أنها ستكون السبب في مۏت أمها لحظة
دخلت لأمها تتاكد من حجابها وسمحت للطبيب ومساعدة أن يراها ولكنه هز رأسه بمعنى انتهى إنا لله وإنا إليه راجعون ...خرجي الطفلة دي برة ..مفيش حد كبير
روتيلا بابا جاي بعد شوية
ينظر المعالج للخادمة يعني نسيبها لغاية لما يجي ..هو جاي منين
الخادمة تبكي من الصعيد
أعتقدت روتيلا من كلامهم أنهم سوف يأخذوا أمها
طيب لو سمحتوا أخرجوا برة واتكلموا
الخادمة حاضر يا بنتي ..اتفضل يا دكتور
بمجرد خروجهم أغلقت روتيلا الباب بالمفتاح ووذهبت جنب أمها
ماما ما تخفيش بابا زمانه جاي هو بس اللي هايوديكي المكان اللي هاتنامي وتستريحي فية
صقر يبعدها عنه وينظر لوجهها بمفاجأة قفلتي على نفسك معاها معقولة مش ممكن ليه
ماما وصتني عليها مش قالت ليا لونمت محدش يدخل عليا إلا أبوكي خفت منهم ..خفت ياخدوها ..خفت يفضلوا معها لغاية لما يجي بابا وهي مكنتش تسمح أبدا بأنها تتكلم مع راجل غريب حتى الدكاترة اللي كانت بتابع معاهم لازم ستات وإلا متتعالجش
يبتسم صقر الله يرحمها وأنا بقول أنتي طلعتي كدة أزاي أتاريكي شاربة من مامتك كل ده
وبعدين حصل أية كملي
روتيلا قعدوا يخبطوا عليا كتير ..لكني قلت ليهم مش هافتح