الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهى مجدي

انت في الصفحة 26 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

فى الموضوع دا يوم تانى
متقلقش احنا مش هنتكلم فيه تانى علشان هيكون فيه حاجات اهم بكتير نتكلم فيها
حاجات ايه 
انا حامل
الحلقه الثانيه عشر
سقط الهاتف من يدى بعدما سمعت حديث داليا . كان بداخلى مشاعر مضطربه ومتضاربه فكنت اشعر بالقهر والڠضب وكأن العالم بأجمعه يعاندنى وكنت اشعر بالغيره التى لم اشعر بها تجاه داليا من قبل وايضا كنت اشعر بالسأم لتلك الحياه التى احياها بلا أمل ولا استقرار . ظللت جالسه بمكانى قرابه العشرون دقيقه بلا حركه وكأننى تمثال من الشمع لا روح فيه فكنت بالفعل هكذا فكلما شهرت ان روحى عادت لجسدى وعاد معهت الامل والحياه كلما انتزعها القدر منى وكأنى يمقتنى ويتمنى التسبب فى الام لا حصر لها. افقت على رنين هاتفى فكان عمر يعاود الاتصال بى ولكن فى تلك المره عندما رأيت اسمه كان بداخلى بركان ثائر فلا اريد ان احادثه ولا ارد اراه فقط اريد ان اجلس بمفردى لأرتب حياتى وألملم ما تبقي منها . ظل يعاود الاتصال اكثر من عشر مرات وفى كل مره انظر للشاشه حتى انتهاء الرنين وانا

اعلم جيدا انه ېحترق الان فكأننى انتقم منه بذلك الفعل الصبيانى فطان غضبى يكفى لټدمير بلده بأكلمها ولو تحدث لنفثت نيرانا من فمى ولتحولت لشيطان رجيم . عندما تأكد اننى لن اجيبع ارسل لى برساله صوتيه . فتحتها واستمعت لها فى بلاده وركود ولم احرك ساكنا
ميراس لو سمحتى ردى عليا . انا عارف انك سمعتى داليا ومتخيل حالتك دلوقتى عامله ازاى بس ارجوكى ردى عليا خلينى اسمع صوتك واطمن عليكى . مش هحلفك بحياتى يمكن ملهاش قيمه عندك بس وحياه تميم تردى عليا
اغلقت رسالته ودخلت فى نوبه بكاء من نوباتى التى لاتنتهى فكأن قلبى استعاد نبضه بعدما سمعت صوته فتدفق الډم لمخى واستعبت ما أنا فيه . عاد لرنينه الملح واتصالاته المتواصله ولكن بكائي وارتعاشه يدى حالت بينى وبين زر الإجابه فأغلقت هاتفى كله ونزعت بطاريته حتى لا يكون هناك اى مجال لحديثنا معا الان .
ظللت ابكى حتى خارت قواى وخمدت طاقتى فنمت كالأموات حتى عصر اليوم التالى ودموعى فى عينى لاتنضب ولا تجف وكأننى أهرب من واقع ارفضه فلا اريد مواجهته ولا اريد ان اضطر لأخذ قرار حاسم الان فكان النوم هوا سبيلى الوحيد للهروب من صراعات عقلى التى لاتنتهى ولم استيقظ الا على بكاء تميم ولولا ذلك لظللت نائمه ماتبقي من عمرى انسج حلما جميلا اعيش لداخله واترك ذلك الواقع المرير الذى يتفنن فى ان يذيقنا كل انواع العڈاب . استيقظت وانا اكبر من عمرى بعشرون عاما اضافها القدر لعمرى فكنت اتحرك ببطئ كالعجائز وعيناى شبه مغلقتان ومتورمتان من كثره البكاء . كان لابد من وقفه مع نفسي وحديث صامت طويل احسم فيه امرى ولكن لم استطع ان انل ذلك الوقت الان فلم تمر اكثر من ساعه منذ استيقاظى حتى سمعت طرقات على باب شقتى . قمت متكاسله افتح الباب ببطئ ولكنى استعدت انتباهى دفعه واحده
داليا
وجدتها واقفه امام بابى مبتسمه متحدثه بهدوء
ممكن ادخل
ازحت لها الطريق لتدخل ومازالت عيناى ترمقها بنظره تحوى مشاعر كثيره متضاربه تتخبط بداخلى حتى فقدت القدره على استيعابها . دخلت وجلست على اقرب مقعد ومازالت ترسم الك الابتسامه على شفتيها واشارت على الكرسي المجاور لها
مش هتقعدى
اغلقت الباب واتجهت ناحيتها انظر لها بريبه وكأننى اريد ان اغوص داخل تلابيت عقلها لأعرف سبب تلك الزياره المفاجئه
انا عارفه انك مستغربه وجودى دلوقتى وعاوزه تعرفى انا جيالك ليه
اجبتها ببرود
ياريت
استدارت ناحيتى فكنا جالسين بجوار بعضنا البعض وأعيننا متلاقيه وكأنها جلست صراحه تظهر فيها ملامح الاشياء ودار حديثنا
بصي ياميراس . انتى لما اتجوزتى كنا وقتها اصحاب وكنا قريبين من بعض وكنت انا اسعد واحده بوجودك علشان انا مليش غير اختى وبعيده عنى وقولت هتبقى

انتى اختى القريبه ولما عابد تعب واتوفى كنت اكتر واحده ھتموت من الزعل علشانك . بنت صغيره لسه فى اول حياتها تتجوز شهور وجوزها ېموت وكمان تكتشف انها حامل وهتضطر تتحمل مسؤليه تربيه طفل لوحدها . كل اللى حصلك واللى هيحصل لابنك لو لاقدر
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 77 صفحات