رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر
للجميع وخاصتا والده كأنه يعتذر له معلش يا جماعة محتاجين نطلع نرتاح شوية من السفر وانت كمان يا رائف مطبق سهر من امبارح لارم تنام شوية.
_ لأ يا بابا أنا هفضل مع اخويا وجدو شوية لأنهم وحشوني اتفضل حضرتك أنت وماما..
تابعهما جسار بوجه متجهم شارد غير خافي عنه ذاك التراشق المبهم الذي حدث بين والدته وجده مستشعرا بغريزته تحدي غريب بينهما وطلاسم غير واضحة.. ما معني ما قالته انه لم يرث شيء من ملامح الجد فضلا عن دفاع الأخير الذي بدا يحمل ټهديدة أكثر منه دفاع.. هناك شيء لا يفهمه..كل ما خدث أمامه الأن أشعل من جديد جذوة تساؤلاته. كثيرا ما انتبه لعدم تشابه ملامحه مع أبيه ووالدته وجده عكس شقيقه رائف له نصيب كبير من الثلاث معا..ماذا يعني هذا!
ابتسم لأخيه بود منتزع نفسه من شروده ربك قادر على كل شيء وتلقائيا نظر لوالدته مستطردا الطالب اللي كان بياخد السنة في اتنين فلح زي ما انت شايف ة يا رائف.
_ يبقي زي ما جدي قال انك وارث منه ذكائه وسبت لاخوك الغلبان الفتات..
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله..
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله.
أجبرها أن تنظر إليه ثم قال بحدة إلهام..بلاش خبث انتي فاهمة قصدي..
قذفت بعض ملابسها على الفراش وهي تنزع عنها أخيرا عباءة البرود لتهتف بحدة وانت كمان فاهم قصدي وياريت نتكلم علي المكشوف مبقاش ينفع السكوت يا توفيق.
_ لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت..الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان..وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين.
_ الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق.. وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا..
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده.. و والدك كمان نسي وصدق كدبته.. بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد.. وحالا هعمل كده..
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي... .
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع.
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه.
_ أيوة يا فكري زي ما سمعت عايزك بكرة تيجي عشان عايز أوثق وصيتي وارتاح.. العمر خلاص مبقاش مضمون وانا حاسس النهاية قربت..
_ بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس.
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله..
_ حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير..
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان..
عمي أنا لازم اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة!
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
_والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط
علي الحروف..
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال