الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

للجميع وخاصتا والده كأنه يعتذر له معلش يا جماعة محتاجين نطلع نرتاح شوية من السفر وانت كمان يا رائف مطبق سهر من امبارح لارم تنام شوية. 
_ لأ يا بابا أنا هفضل مع اخويا وجدو شوية لأنهم وحشوني اتفضل حضرتك أنت وماما..
تابعهما جسار بوجه متجهم شارد غير خافي عنه ذاك التراشق المبهم الذي حدث بين والدته وجده مستشعرا بغريزته تحدي غريب بينهما وطلاسم غير واضحة.. ما معني ما قالته انه لم يرث شيء من ملامح الجد فضلا عن دفاع الأخير الذي بدا يحمل ټهديدة أكثر منه دفاع.. هناك شيء لا يفهمه..كل ما خدث أمامه الأن أشعل من جديد جذوة تساؤلاته. كثيرا ما انتبه لعدم تشابه ملامحه مع أبيه ووالدته وجده عكس شقيقه رائف له نصيب كبير من الثلاث معا..ماذا يعني هذا!
_ ايه يا كبير سمعت انك بقيت محامي عقر وليك شنة ورنة في المحاكم يا متر..
ابتسم لأخيه بود منتزع نفسه من شروده ربك قادر على كل شيء وتلقائيا نظر لوالدته مستطردا الطالب اللي كان بياخد السنة في اتنين فلح زي ما انت شايف ة يا رائف. 
_ يبقي زي ما جدي قال انك وارث منه ذكائه وسبت لاخوك الغلبان الفتات..
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله..
ظلت عين جسار شاخصة متعلقة بظهر الجد وهو يبتعد لينتزعه شقيقه ثانيا بحديث مازح و سيل ثرثرته المحببة وصولاته وجولاته مع رفاقه لوقت ليس قصير بينما الشرود يلجم جسار أغلب الوقت منشغلا بما حدث..ثم بدأ رائف يتثائب لينتهي الأمر بصعوده غرفته كي ينال قسطا من النوم بينما ظل جسار شارد الذهن وبذور شكوكه تتشعب داخله گ نبتة خبيثة تمكنت من صاحبها كم ېخاف القادم..وبقدر ما يتمني كشف اللثام عن الخبايا التي لا يعرفها.. بقدر ما ېخاف ما سيترتب على كشفها..تنهد حتى تضخم صدره بالهواء ثم زفره بقوة متوجها لغرفته عله ينال نومة تغرقه وتنسيه أفكاره المخيفة.. 
_ إلهام.. أنتي اټجننتي 
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف 
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله. 
أجبرها أن تنظر إليه ثم قال بحدة إلهام..بلاش خبث انتي فاهمة قصدي.. 
قذفت بعض ملابسها على الفراش وهي تنزع عنها أخيرا عباءة البرود لتهتف بحدة وانت كمان فاهم قصدي وياريت نتكلم علي المكشوف مبقاش ينفع السكوت يا توفيق. 
ضاقت حدقتاه وهو يتساءل بريبة قصدك ايه ايه اللي في راسك يا إلهام بالظبط احنا جايين نقضي أجازة لطيفة ونطمن علي بابا ونرجع تاني لحياتنا..بلاش تقلي عقلك وتنبشي في ماضي ماټ.. 
_ لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت..الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان..وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين. 
جز أسنانه محذرا إلهام..إياكي تتهوري سيبي كل واحد حر في حياته وبلاش مشاكل..
_ الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق.. وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا..
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده.. و والدك كمان نسي وصدق كدبته.. بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد.. وحالا هعمل كده..
إلهام 
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي... .
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع. 
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه.
_ أيوة يا فكري زي ما سمعت عايزك بكرة تيجي عشان عايز أوثق وصيتي وارتاح.. العمر خلاص مبقاش مضمون وانا حاسس النهاية قربت.. 
_ بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس. 
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله.. 
_ حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير..
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان..
عمي أنا لازم اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة!
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
_والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط

علي الحروف..
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات