الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 22 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

ففهميني إيه الصورة دي ومتقوليش إنها متفبركة لإنها باينة أنها حقيقة جدا
اطرقت أرضا وسالت دموعها بحړقة وارتفع صوت شهقاتها فلانت نبرته وقال بتفهم 
من غير عياط الموضوع ميستهلش عياط أنا مش بقولك إنتي غلطانة ولا عملتي حاجة غلط أنا واثق تماما إنك متعمليش حاجة زي كدا فلو في حد بيضايقكي قوليلي عشان اساعدك !
رفعت عيناها الدامعة لتنظر له بشيء من الصدمة فالرجل الذي احبته وكان يعرفها جيدا لم يثق بها وهو الذي لا يعرفها سوى بالشكل لسنوات فكيف له أن يثق فيها وجدت نفسها تطرح سؤالها بتلقائية تامة 
وإيه اللي يخليك واثق كدا 
قال مبتسما بنفس نبرته السابقة ولكنه قالها بشيء من الإحراج وهو يجفل نظره عنها 
لإني واثق في تربية سيف ووالدتك ليكي وده سبب كافي اعتقد
ازداد حدة بكاءها وقالت بصوت مرتجف 
هو فعلا في حد بيضايقني بس أنا آسفة ياكرم أنا حاليا في وضع ميسمحش ليا بالكلام نهائي بكرا إن شاء الله صدقني أنا بنفسي هتصل بيك وهقولك على كل حاجة
كرم بهدوء ورزانة ولكن صوته برغم لطافته امتزج به
شيء من الحزم 
طيب براحتك بس خلي في علمك موضوع زي ده مينفعش يتسكت عليه فبكرا إن شاء الله لازم تكلميني وتفهميني إيه اللي بيحصل
اماءت له بالموافقة وجففت دموعها ثم همت بالرحيل فوجدته لم يتحرك لتنظر له باستغراب فيبتسم بإحراج ويقول 
لا كفاية على كدا الوقت اتأخر ولما تطلعي فوق قولي لماما ورفيف إني مستنيهم تحت
بادلته الابتسامة وقالت بامتنان حقيقي 
طيب شكرا ياكرم
لم يجيبها واكتفي بإماءته البسيطة وهو لا يزال يرسم ابتسامته التي ټخطف قلوب النساء دون أن يدري أما هي فولته
ظهرها وقادت خطواته إلى داخل المبنى وبعد
دقائق جاءت أمه وأخته واستقلوا بسيارته ورحلوا وكانت هي تتابعهم من الشرفة بالأعلى ! 
كان إسلام ساكنا وهادئا على مقعد في غرفته أمام النافذة يتأمل النجوم التي تنير في السماء فقط عيناه معلقة في هذه السجادة السوداء ولكن عقله على بعد أمتار بعيدة منه ثابت عند تلك اللحظة الذي رأى فيها ذلك الملاك وعلق بمخيلته ولم يتمكن من إخراجه
! ولكنه يحاول مقاومة ومحاربة هذه السخافة فمن تلك التي ستقبل برجل عاجز رجل ناقص ! ولهذا يكره أن يعرض نفسه لموقف انتظار موافقة فتاة بعد شفقة منها أو ربما لأن عائلتها اقنعوها بأن عاهة قدمه ليست معضلة في حياتهم فوافقت مرغمة هو كأي رجل لا يريد عيش حياة مجبرة أو حياة خالية من الحب والود والټضحية والتفاهم لا يريد أن يكون لديه أبناء من امرأة قبلت به مجبورة فقط يتمنى حياة زوجية طبيعية كباقي البشر !! 
فتحت ملاذ باب غرفته ببطء فوجدته ساكن هكذا وشارد الذهن ابتسمت بنعومة واغلقت الباب بحرص ثم تتسللت خلفة ووضعت يديها على كتفيه هامسة بمداعبة 
سرحان في مين هااا
انتفض بفزع بسيط ثم الټفت برأسه لها وقال في اندفاع 
إيه ياملاذ هزارك البايخ زيك ده
فغرت شفتيها وعيناها بدهشة مزيفة وقالت بتصنع الضيق 
بايخ زي !!! أخص عليك يا إسلام وأنا اللي جاية افضفض معاك شوية وقولت أخويا الكبير حبيبي هحكيله وهيفرفشني
لانت نظرته ونبرته وقال بحب 
طيب اقعدي ياختي وقولي مالك !
جلبت مقعد مماثل لمقعده وجلست بجانبه ثم قالت بلؤم وابتسامة 
لا قولي إنت الأول كنت سرحان في إيه 
رفع حاجبه اليسار واطال النظر في وجهها بغيظ ثم قال في حدة مزيفة 
إنتي جاية عشان تفضفضي معايا مش تتطفلي عليا !
قهقهت بصوت مرتفع وقالت معتذرة 
طيب خلاص مش هتكلم حقك عليا
ساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تبدأ في سرد الكلمات التي ټخنقها في صدرها بشجن 
العريس جاي بكرا عشان يتقدم كان نفسي بابا يكون قاعد
ما إنتي عارفة الوضع ياملاذ بابا ميقدرش ينزل بسبب الشغل وأنا موجود وعمك موجود
تنفست الصعداء بخنق وأسى فدقق النظر في قسماتها ثم قال بترقب 
ملاذ هو إنتي متأكدة إنك عايزة زين وموافقة عليه
طالعت أخيها بارتباك بسيط وقالت مسرعة بتأكيد 
ايوة طبعا موافقة هو لعب عيال ولا إيه ده جواز يا إسلام أنا بس خاېفة يكون مش كويس زي أحمد ومكملش معاه
تمتم بنبرة رجولية خشنة وصوت رخيم 
أحمد إنتي اللي صممتي عليه ولا أنا ولا أبوكي كان عاجبنا لكن دلوقتي أنا بقولك أهو زين أحسن واحد مناسب ليكي وأنا واثق إنه هيحافظ عليكي إن شاء الله وحتى أبوكي فرح أوي لما أمك قالتله إنه متقدملك يعني المرة دي أنا وأبوكي اللي اخترنا مش إنتي واختيارنا هيبقى في محله اطمني
هي تثق مثلهم أنه رجل يمكن لأي امرأة أن تتمناه ولكنها ارتكبت چريمة بشعة في حقها وحقه حين قبلت الزواج به وعقلها وقلبها ملكا لرجل آخر وستأخذ من زواجها منه اڼتقام وصفقة لكي ترضي به كرامتها التي بعثرها خطيبها السابق هي تعلم أن الأمور ستصل لنقطة صعبة إن تم زواجهم وهو علم بسبب زواجها منه ولكن الحقيقة أن
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 114 صفحات