رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود
حين سمحت لهذه العلاقة بالاستمرار وفي كل مرة يعلو شأنه لديها ويكبر
في نظرها أكثر وهذه المشاعر لا تزعجها بل بالعكس تسعدها لأنها تعطيها الأمل في ما توده وهو أن يحل عشقه هو محل العشق الذي بات ېخنقها ولا تتحمله نفسها
عادت لواقعها واستندت بذراعها على حافة الأريكة المرتفعة وكفها مكانه على وجنتها قائلة وهي متشبعة بحرارة الحديث معه محاولة التصرف بطبيعية وإقناع عقلها وقلبها بأنها تحبه !!
ضحك لطريقتها الجديدة في التحدث وتشدق مؤكدا ما قالته
أكيد أهو ده بقى بذات أنا حافظه زي اسمي بظبط من كتر ما قريته كذا مرة
عم الصمت بينهم للحظات وهي تعود وتعلق نظرها على الكتب لتسمع صوته المترقب والرخيم يقول
منتظمة في الصلاة ياملاذ
مش أوي أحيانا بقطع وحاولت كذا مرة انتظم بس باخد فترة زي شهرين أو أكتر وبرجع أقطع تاني ومش عارفة أعمل إيه !
أخذت نفسا عميقا ثم أخرجه زفيرا متمهلا وهتف برفق به شيء من الحزم
غالبا ده بيبقى بسبب إن إنتي متعودتيش على الصلاة من صغرك فبتلاقي صعوبة في الالتزام لكن أكتر حاجة تخلي قلبك يجري على الصلاة جرى إن الله سبحانه وتعالى بينادي عليكي ويقولك يلا تعالي حي على الصلاة يعني يلا جري على الصلاة الفلاح اللي هو فلاح الدنيا والآخرة ووقت ما تسمعي حي على الفلاح دي تجري على الصلاة فهل يصح أو يحق أو يجوز إن الله عز وجل بينادي عليكي ومتروحلوش وعايزة تعرفي تعملي إيه تسيبي اللي في إيدك أول ما تسمعي الآذان وتقومي فورا تتوضى وتصلي سواء إي كانت الحاجة اللي بتعمليها مش هتكون أهم من لقاء ربنا والصلاة ومتقوليش لا خمس دقايق هخلص اللي بعمله واروح اصلى لا في لحظتها علطول فمينفعش إن ربنا سبحانه وتعالى يكون بينادي علينا واحنا ننشغل عنه بأي عرض من أعراض الدنيا دي دنيا يعني زايلة وحاجة ملناش دعوة بيها فحي على الصلاة دي يعني يلا على فلاح قلبك يلا على صلاحك يلا على الرزق وعلى الخير والبركة والهداية وعشان لما تطلبي حاجة من ربك يعطيهالك فمينفعش تكوني إنتي مش بتصلي وتقولي اعطيني يارب واديني ومعرفش إيه ده من عظم ومكانة الصلاة إنها مفرضتش في الأرض لا ده سيدنا جبريل طلع بالرسول صلى عليه وسلم فوق وفرضت فوق لقدسية وعلو مكانة الصلاة فإنتي خلي ضميرك يأنبك دايما وافتكري الكلام ده وأنا هعينك واشجعك متقلقيش أنا معنديش تهاون في النقطة
كانت تستمع لحديثه وهي تعاني في تفاصيله وتحملق به بشرود كيف له أن يكون بكل هذا الحسن واللطف ماذا فعلت هي ليرزقها الله بزوج مثله حتى وإن كانت لا تحبه ولكنها الآن فقط أدركت هذا الزين لا يمكن أن يرفض وستكون أحمق النساء إن ضيعته من بين يديها وستحاول جاهدة أن تحبه وهي متأكة بأنها لن تعاني كثيرا في محاولات عشقه فبالفعل هي بدأت تعجب بشخصيته الفريدة !
حاضر متقلقش مش هقولك كدا واوعدك إن شاء الله هنتظم
وحاجة تاني كمان معنديش تهاون فيها المكياج الروج ده في بيتك ولجوزك بس أنا محبتش اتكلم لما شوفتك بيه في الفرح وسكت عشان أول مرة بس مش عاوز اشوفه تاني اولا حرام ولما اسمحلك
خاڤت قليلا من نبرته ونظرته العجيبة وتأكدت بأنه لا ېكذب حين قال إن غيرته سيئة فمن الواضح أنه يشتعل من الغيرة ويحاول تمالك أعصابه أمامها سحبت من يده المنديل بهدوء
يلا نرجع الفرح عشان منتأخرش عليهم
أماء لها بالموافقة ثم هب واقفا وسبقته هي للخارج فأغلق الضوء المړيض الذي يحاول تخريب كل شيء جميل وحين افاقت وجدت نفسها أمام السيارة ويفتح لها الباب فاستقلت بها ثم التف هو وأخذ مكانه المخصص للقيادة بجوارها !!
اقترب الحفل من نهايته وقد قاربت الساعة على الحادية عشر
لم تتحرك من