الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 44 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

أول ما شافك كأنه شاف عفريت واتنفض واستخبي بسرعة قبل ما تشوفه وبتقولي إنه خوفه كان غريب
كان مركز نظره على الطريق وقد كان قلقها بالنسبة له مبالغ فيه قليلا ولا داعي لكل هذا الخۏف حيث أجابها مبتسما في عدم اقتناع 
طبيعي ياشفق ېخاف ماهو عارف أكيد أنا مين وإني دايما معاكي وإني بحاول اوصله
تأففت بضجر من تصرفه على أنها طفلة وتخشي من أي شيء وغمغمت في نبرة مستاءة وهي تنتصب في جلستها وتعتدل لتكون مواجهة له تماما 
كرم افهمني أنا قصدي غير كدا خوفه مش طبيعي هو عارفك ودي حاجة احنا مختلفناش فيها بس هو كمان عارف إنك أكيد متعرفهوش شكلا وإلا كان هيخاف كدا ليه أوي تصرفه بيوحي بحاجة
واحدة وهي إنه عارف إنك لو لمحته بس هتعرفه فورا وهو يعرفك كويس والصراحة أنا خۏفي زاد أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون 
توقفت عن الكلمات ولم تتمكن من البوح له بما يدور في ذهنها منذ شهر كامل وهي تعاني من رعبها أن يكون ماتظنه صحيح فإن كان هو بالفعل لن يلحقها من الأذي بقدر ما قد يلحقه هو ومن جهة أخرى تخشي أن تكون نهايتها مشابهة لها بالأخص بعدما اتضحت رغباته القڈرة بها !! أما هو فكلامها قد أيقظ عاصفة القلق الكامنة بداخله وبدت له كلماتها مقنعة جدا ولكن توقفها في النهاية أثار فضوله بشدة حيث هتف في ترقب وحزم 
شاكة في أيه !
اشاحت بوجهها عنه وعادت لجلستها الطبيعية تنظر للطريق أمامها هاتفة في تصنع عدم المبالاة بالأمر ونبرة صوت قوية وجديدة تماما 
لا متركزش حاجة تافهة أساسا ومش مقنعة بس أنا مش عاوزاك تتدخل في الموضوع ده تاني لو سمحت ملكش دعوة وأنا هتصرف وحدي لإنه ممكن يأذيك
استعجب من نبرتها وطريقتها مما جعل الشك في أنها تخفي أمرا خطړا عنه ينمو ويسقتر في أعماقه أكثر وأخذ يفكر ما الذي قد تخفيه عنه ولكن كان شكها أبعد من أن يتمكن هو من توقعه 
حاول تمالك أعصابه فهي لا تكف عن طلب الشيء الذي لا يمكنه تنفيذه لها وغمغم في صوت أجش 
شفق احنا اتكلمنا في الموضوع ده كذا مرة وقولتلك إني مش هقدر اتصرف كأني معرفش حاجة وهقولهالك تاني إنتي أمانة وأخوكي موصيني عليكم
ولو إنتي شيفاني من النوع اللي بيخون الأمانة فأنا عندي استعداد اسيبك تتصرفي وحدك زي ما بتقولي ثم إني مش فاهم إيه سبب خۏفك ده !!!
تمكن هو من تمالك أعصابه ولكنها فشلت حيث صاحت مندفعة من فرط خۏفها عليه فهذا الأحمق سيؤدي بنفسه للهلاك وهو لا يشعر وهي لن تسمح بأن تكون سببا في أي أذى يصيبه 
بقولك ھيأذيك أنا متأكدة مش عايز تفهم ليه ! وبذات بعد ما عرف إنك تعرفني ومعايا ولو كان اللي في دماغي صح فأنا مش هسمحلك تتدخل في أي حاجة تخص الموضوع ده تاني نهائي لإنه كدا هيبقى بنسبة 100 بيخططلك عشان يبعدك عن طريقه !!
أصدر زفيرا حارا وهو حقا لا يفهم ماتحاول تلميحه بكلماتها الغامضة هذه ولكن انفعالها المفاجئ جعله يتأكد من أنها تعاني من الضغط العصبي والنفسي منذ فترة فقرر أن يتعامل معها بلطف ورقة كما اعتادت منه حيث أوقف السيارة جانبا وغمغم مبتسما برزانة 
طيب وأنا سامعك أهو قوليلي إيه اللي في دماغك عشان نعرف نتكلم بدل ما إنتي متعصبة كدا
أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبته للتو بانفعالها الغير لائق عليه فمهما كانت معاناتها وضغطها العصبي وخۏفها عليه لا يشفعوا لها حين تتحدث إليه بهذه الطريقة وبالأخص حين تقابل منه هذا الرد اللطيف والجميل مثله تماما وضعت كفها على وجهها مغمغمة في إحراج شديد منه 
أنا آسفة ياكرم انفعلت ڠصب عني والله بس أنا اعصابي تعبانة جدا الأيام دي ممكن نقفل على السيرة دي دلوقتي ارجوك وتوصلني البيت لإني تعبانة
وعايزة أنام
تفهم رغبتها في عدم التحدث و العودة للمنزل فعاد يحرك محرك السيارة وينطلق بها متمتما في خفوت مازحا ليحاول تلطيف الأجواء المشحونة بالطاقة السلبية 
ماشي بس أنا رأي إنه أي كان اللي في دماغك فهو أكيد ميستهلش كل القلق والتعب العصبي ده ولا يستاهل قلقك عليا كمان يعني ميغركيش الوش البرئ ده لإن وراه بلاوي !
حاولت قدر الإمكان منع ابتسامتها ولكنها فشلت بعدما فهمت ما يقصده من آخر جملة وأن قلقها عليها ليس في محله وإنه يخفي خلف رقته ولطافته وحسن معاملته مع الجميع أشياء لا يتوقعها أحد منه أي أن لا قلق عليه فهو يحسن التصرف في هذه المواقف ولكن مهما حاول أقناعها بأنه يخفي شخصية مرعبة في داخله لن تصدق فكيف
لكتلة اللطافة والرقة هذه أن تكون في وجه الشړ والاڼتقام وهي تشك إن كان يستطيع أذية نملة من الأساس !! ولكن لا مانع في المثل الشهير اتق شړ الحليم إذا ڠضب
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 114 صفحات