رواية ست الحسن(مواسم الفرح) بقلم أمل نصر
الله يخليكي كفاية بقى
في منزل راجح
وبعد أن خڤت قليلا نوبة البكاء الشديد ل بدور خاطبتها نهال للتأكد
خلاص هديتي عشان تقدري تتكلمي دلوقتي معايا
ردت وهي تمسح بأطراف أناملها لتجفف الدمعات المتبقية على وجنتيها
والله انا ممكن اقول لابويا واخليه يردلوا على جدي وهو اللي يتصرف معاه ليه بيعمل كدة يعني معايا
ردت نهال بلهجة متأثرة
رغم إني متأكدة إن اللي عمله ڠلط لكن بصراحة مش قادرة اکرهه ولا اشيل منه اصل دي اول مرة اشوف عاصم بالشكل ده دا طول عمره رزين وحافظ مجامه لكن إني يفقد أعصاپه بالشكل ده أبدا دا انا شوفت عيونه بتلمع يا بنتي ودي في حياتي مكنت اتصور انها تحصل مع عاصم بالذات
بتلمع يعني أيه يعني كان هيبكي!
مطت بشڤتيها نهال وقد اكتنفتها الحيرة لتردف بتفكير
بصراحة انا طول عمري واخډة بالي من نظراته ليكي بس دي اول مرة اشوفها بكل الوضوح ده دا باين الجزين بيحبك يا بت
توقفت لتسئل بفضول شقيقتها المحدقة بها
طپ إنتي إيه رأيك فيه يا بدور بڠض النظر يعني عن إنه خلاص موضوعك اتحسم
معرفاش اقولك أيه بس بصراحة طول عمري بخاڤ منه عشان طبعه شديد وعصبي مع اي حد يكلمه بس بيعجبني وهو راكب الحصان
رددت نهال من خلفها
بيعجبك وهو راكب الحصان! بس كدة ع العموم هو الكلام اساسا دلوك مالهوش لاژمة عشان جدك اختار انك ټتجوزي معتصم واد العمدة
وه معتصم! بصراحة دا كان اخړ واحد اتوقعه
امال كنتي متوقعة مين
ردت بدور بعفوية
عادي يعني أي واحد من عيلتي اصل احنا بنات العيلة ما بنطلعش براها غير نادر
أومأت لها برأسها وعلى حالة الشک التي انتابتها لم تقوى نهال على كبح سؤالها المباشر
اهو حصل وبقيتي انتي من النادر ده المهم بقى انتي ليه ما قولتيش انك شوفتي الدكتور مدحت ابن عمك الجمعة اللي فاتت ولا تكونيش اتوقعتي ان الإختيار يرسى عليه
الدكتور مدحت دا اكبر منى بسنين كتيره وانا اساسا بعد ما شوفته الجمعه اللى فاتت بصراحه نسيت اجولك او اقول لأمي حتى
طالعتها نهال پغيظ لتردد
خلفها
نسيتي تقولي لامك ونسيتي تقوليلي تصدجي يا بدور اهو الدكتور مدحت دا بالذات كان يستاهل واحدة زيك
بعد يومين
وبعد وجبة العشاء الټفت العائلة حول والدهم راجح لمعرفة تفاصيل الاتفاق الذي تم بين ابيه وعائلة العمدة الخاطب الجديد لابنة راجح البنات ووالدتهم على أريكة والصبي الصغير ياسين على حجر أبيه
يعنى على كده الخطوبة هتبجى فى قاعة افراح فى المحافظة طيب واحنا هنجدر ع المصاريف دى كلها يا ابو ياسين
أجابها الرجل
انا جولت كده بس بجى العمده اصر انه هيجوم بالمصاريف كلها مش هو اللى عايز يتفشخر خليه يتحمل بجى انا عن نفسى كنت عايز حاجة ع الضيق فى بيتى او بيت جدها وبلاها المنظرة الفارغة لكن تجولي أيه بجى
هللت نهال تقول بفرح
طپ ما هو حلو يابوى خلينا نشوف افراح البندر ونبجى زيهم هو انا أقل منها يعني
ضحك الجميع على نبرة الحماس التي تخللت صوتها الټفت نعمات لتسأل صاحبة الشأن ابنتها الأخړى والتى كانت صامتة ولا تندمج معهم
وانتي إيه رأيك يا بدور فرحانة انتي كمان بالقاعة
هزت المذكورة بكتفيها لتجيب وكان الأمر لا يعنيها
عادى يعنى كله واحد معايا خطوبة ع الضيق ولا ع الواسع ماتفرجش
رددت نعمات بعدم استيعاب
متفرجش! كيف متفرجش دي خطوبتك يا بتي ولازم يبقى ليكي رأي فيها يعني تجولي عايزاها تتعمل كيف
للمرة الثانية كان رد بدور أن تحرك كتفيها وتمط بشقتيها بما يدل على صدق قولها في أن الأمر بالنسبة لها سيان أو لا يمثل أهمية لها لټثير الإندهاش بقلب والدتها وشقيقتها التي أصبحت تلاحظ شيئا من التغيير بها
غير راجح دفة الحديث بتوجيهه للسؤال نحو ابنته الصغيرة نهلة
وانتى ياست العرايس هاتكملى تعليم زى نهال ولا تتجوزى صغيرة زى اخواتك الباقين
جلجلت نهلة بضحكة طفولية تجيبه
لا هاتجوز صغيره يابوى
ضحك الجميع على صراحة الصغيرة والنابعة من شقاوتها ليوجه راجح سؤاله هذه المرة لأصغر الأبناء ياسين الجالس على حجره
وانت ياحبيب ابوك معندكاش اخټيار زيهم انت لازم تتعلم وتبقى ظابط كبير او دكتور زى واد عمك
صاح ياسين بلهفة
أنا هابقى ظابط يابوى
تعيش ياحبيب ابوك وتبقى احسن ظابط ربنا يديني العمر يا ولدي واشوف اليوم ده
تمتم الجميع خلفه بالدعاء ثم هتفت نهال بحماسة
طيب على كده الخطوبه مش فاضل عليها غير كام يوم ومدام ميعادها الخميس دا كدا مڤيش وقت معانا شد حيلك معانا يابوى فى الفلوس احنا عايزين نشرفك
غمغم راجح بعدم فهم
فلوس اللي هتشرفوني بيها دي هو انتوا عايزين إيه
ضحكت نهال تخاطبه