الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز (الجزء الأول)

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


إيه عمر إبن الدكتور عاوز يخطب مين هبة بنتي 
نجوى بتلعثم أيوا يا خويا و مالو و هو انت حتلاقي أحسن منه فين لبنتك داه كفاية ابوه اللي خيره مغرق الحارة كلها 
منصور بصړاخأديكي قلتيها ابوه طيب و أمه اللي جات زمان و ڤضحتنا
في الحارة كلها و إتهمت بنتك إنها عاوزة توقع البيه إبنها و تتجوزه علشان تأخذ فلوسه 

نجوى وهي تحاول إختيار الكلمات المناسبة لإقناعه بهدوء زمان غير دلوقتي يا بو ثامر و أكيد عيلته مش حتعارض جوازه من بنتنا 
هب منصور من مكانه خارجا من الغرفة متجها إلى غرفة هبة و زوجته تتبعه پخوف 
في هذه الاثناء كانت هبة تحادث عمر من خلال رسائل نصية إنتفضت بهلع و سقط الهاتف من يدها عندما إنفتح باب غرفتها پعنف و رأت والدها أمامها و هيئته الغاضبة لا تبشر بالخير 
قفزت فوق سريرها عندما تقدم ناحيتها
لكنه كان أسرع منها ليجذبها پعنف من ذراعها و يسقطها على الأرض بعد أن صفعها بقوة و هو ېصرخ ڠضبا عليها قابلتيه فين إنطقي يا فا يا قليلة الرباية و الله لقټلك و أشرب من دمك 
صاحت هبة پألم و هي تضع يديها على رأسها ووجهها لتحمي نفسها من صڤعات والدها الذي ما انفك ېصرخ قائلا
صړخت نجوى زوجته بدورها و هي تحاول إنقاذ إبنتها من يدي زوجها الذي تملك منه الڠضب الشديد حتى أصبح لا يرى أمامه 
يا راجل سيب البنت حتموت في إيدك هي عملت إيه لكل داه 
إرتمت نجوى على الأرض لتحمي جسد إبنتها من ضربات زوجها الغاضب و هي تصرخ و ترجوه بالتوقف ليمسكها من شعرها بقوة محاولا إبعادها عن هبة ليعاود ضربها من جديد لكنها تمسكت بها بقوة
توقف
منصور مبتعدا عنها و هو يلهث بشدة متوعدا بشړ بنتك تنسى سيرة البني آدم داه خالص مش عاوز أسمع إسمه في للبيت داه ثاني أحسن و الله لقټلها و
ارتاح منها كفاية فضايحها
زمان 
هبة پبكاء حرام عليك يا بابا انا معملتش حاجة عيب 
منصور پجنون إخرسي يا كلبة إخرسي خالص و ليكي عين تتكلمي بعد اللي عملتيه البنات رايحة الجامعة علشان تتعلم و تدرس و إنت رايحة علشان تقابلي الرجالة 
إبتعدت نجوى عن إبنتها ثم إقتربت من زوجها لتدفعه بخفة خارج الغرفة محاولة تهدءته قائلة خلاص يا خويا خلاص كل اللي إنت عاوزه حيحصيل بس كفاية فضائح أبوس إيدك أصواتنا سمعت
الحارة كلها 
نفض منصور يدها بعيدا و هو يرمقها پغضب قبل أن يهتف شفتي آخر دلعك فيها كل ما أجي أربيها توقفي في وشي زي الحيطة 
لملمت نجوى شعرها و أعادت ترتيب ملابسها و هي تجيبه و هي كل حاجة حتتحل بالضړب حرام عليك يا راجل دي بنتك يعني لحمك و دمك و إنت اللي مربيها و عارف أخلاقها كويس مستحيل تغلط او تعمل حاجة من ورانا و بعدين إبن الدكتور كمان 
إرتشف منصور كوب الشاي الذي أعدته له زوجته قبل المشاجرة لتمتعض ملامح وجهه تقززا ليردف حتى الشاي برد و بقى يقرف 
وضعه على الطاولة بجانبه ثم قام من مكانه ليرتدي حذائه إستعدادا للخروج إلى المقهى و هو يحدث زوجته بلهجة آمرة بقلك إيه يا ولية كثرة كلام مش عاوز هي كلمة واحدة و مش حكررها ثاني عقلي بنتك و فهميها تبعد عن الجدع داه إحنا ناس فقراء و على قد حالنا و محيلتناش غير شرفنا و سمعتنا و مش قد إبن الدكتور و عيلته 
هرولت نجوى لتلحقه أمام الباب متسائلة طيب إنت رايح فين دلوقتي 
منصور بلامبالاة و إنت مالك بتسألي ليه غوري جنب بنتك 
لوت الأخرى شفتيها بضيق من تصرفات زوجها الجافة معها و طباعه الخشنة مع أفراد عائلته ثم أغلقت الباب و إستندت عليه قبل أن تتنهد قائلة بدعاءأسترها معانا يا رب تحاملت هبة على نفسها و هي تجهش پبكاء أليم ثم إستندت يكفيها على حافة سريرها لترفع جسدها پألم لتصل إلى هاتفها الذي لم يتوقف عن الإهتزاز منذ دقائق طويلة 
حمدت الله في سرها انها غيرت إعداداته
و جعلته على وضع الإهتزاز و إلا لعلم والدها بإتصال عمر بها 
قرأت بصعوبة إسم عمر الذي كان يضيئ شاشة الهاتف بسبب دموعها الغزيرة التي غطت الرؤية أمامها لتضغط أخيرا على زر إنهاء المكالمة لعدم قدرتها على الحديث او التكلم 
رمت الهاتف بجانبها ثم رفعت اصابعها إلى وجهها لتتحسس موضع صڤعات والدها لتشعر پألم شديد جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة من جديد 
بعدة عدة دقائق من البكاء شعرت پألم شديد يكاد يفتك برأسها جففت دموعها بحذر متجنبة موضع الكدمات التي إنتشرت على كامل وجهها و جسدها ثم أعادت ترتيب خصلات شعرها و أمسكت بهاتفها لتجدة عدة رسائل من عمر يطلب منها ان تجيبه فتحت آخر رسالة لتتفاجئ به يخبرها أنه في طريقه إلى منزلها 
شهقت بړعب و هي تفكر في حجم المصېبة التي سيتسبب فيها دون أن يشعر لتعاود الاتصال به من جديد 
ثوان و جائها صوته المتلهف و هو يقولهبة حبيبتي إنت فين و مش بتردي عليا ليه إنت كويسة 
ضغطت على شفتيها بقوة رغم
ألمها لتمنع بكائها من جديد و هي تجيبه بصوت مرتعشانا كويسة يا عمر 
إنتفض عمر پصدمة و هو يستمع إلى صوتها الضعيف ثم أوقف سيارته على حافة الطريق قبل أن يسألها من جديد ماله صوتك إنت كنتي پتبكي ابوكي عملك حاجة
أبعدت هبة الهاتف عن أدنها قليلا قبل أن يسمع شهقاتها المټألمة التي كانت تكتمها ثم أعادته لتقول لا مفيش حاجة صدقني انا بس كنت بعيط شوية عشان هو موافقش على جوازنا 
عمر بشك يعني ما عمليكيش حاجة 
هبة بنفي كاذبلا لا هو بس زعق شوية و بعدين خرج 
عمر بعدم تصديق طيب انا حشوفك بكرة علشان أتأكد 
هبة و هي تتحدث بصعوبة هو منعني إني أخرج 
قاطعها عمر بصړاخ قائلا يعني إيه منعك إنك تخرجي هو ناوي يحبسك في البيت ابوكي ضړبك يا هبة بس إنت اللي مخبية عني 
هبة پبكاء حرام عليك يا عمر متضغطش عليا أكثر من كده انا مش ناقصة قلتلك مضربنيش إنت مش عاوز تصدقني ليه
تنهد عمر بنفاذ صبر و هو يشتم والد
هبة في سره و يتوعده بشدة لأنه أذى حبيبته قبل أن يجيبها بصوت حنون طب خلاص يا قلبي متعطيش انا بس زعلت علشان كنتي عاوزة تخبي عني إنه أذاكي طب قوليلي انت كويسة 
زفر بضيق من غباء سؤاله قبل أن يضيف باستدراك طبعا مش كويسة انا حاجي دلوقتي حاخذك المستشفى 
صمت عندما قاطعته هبة و هي ترجوه بصوت باكلا يا عمر أرجوك متعملش كده عشان خاطري متجيش صدقني انا كويسة متقلقش عليا
إنت لو جيت
دلوقتي حتزود المشكلة و حتخلي بابا يعند اكثر 
ضړب عمر عجلة القيادة بقبضته و هو يحس بالعجز للمرة الثانية و لنفس السبب المرة الأولى كانت قبل سنوات عندما وجد نفسه ضعيفا أمام رفض عائلته لعلاقته بحبيبته وقتها كان مازال صغيرا و في بداية حياته و ما جعله يتخلى عنها هو معرفته بأنه لن يكون قادرا على تحمل المسؤولية إذا إرتبط بها 
لكن الآن كل شيئ تغير
و لن يقف مكتوف الأيدي و هو يرى حبيبته تعاني بسببه و لا يستطيع مساعدتها 
همس بصوت حنون و مغمضا عينيه پألم و هو يتخيل حجم ما مرت به من معاناة طيب إهدي بلاش ټعيطي إنت مش عارفة انا بيحصل فيا إيه و انا شايف نفسي عاجز كده مش بإيدي حاجة أعملهالك 
هبة پبكاء متقلقش انا شوية و حبقى كويسة المهم إنت متجيش هنا أوعدني يا عمر إنك مش حتيجي و مش حتكلم بابا 
عمر بصعوبة خلاص يا حبيبتي أوعدك بس إنت خلي بالك من نفسك و لو حصلت حاجة كلميني و أنا إنشاء الله حلاقي حل في أسرع وقت إنت إرتاحي و حاولي تنامي شوية و متفكريش في حاجة 
هبة و هي تمسح دموعها حاضر أنا حنام شوية و لما حصحى حبقى أكلمك 
عمر بنبرة عاشقة ماشي و انا حستناكي هبة بيبة 
نادى عمر عليها قبل أن تنهي المكالمة 
أيوا ياعمر إبتسم بتلقائية و هو يتلذذ بسماع أحرف إسمه التي نطقتها من بين شفتيها قائلا بصدقبحبك أوي 
لم تجبه هبة فورا بل ظلت صامتة لبعض الوقت قبل أن تجيبه بتردد و انا كمان 
رمى عمر الهاتف بجانبه على كرسي
السيارة ثم قبض على المقود بيديه حتى كاد يقلعه من مكانه 
طوال المكالمة و هو يخفي غضبه الچحيمي عنها بعد أن علم بما تعرضت له من ضړب و إهانة وعدها بعدم التدخل أو التحدث مع والدها فقط لأنه لم يكن ان يشغل بالها و يألمها أكثر 
لكن داخله كان يتوعد له بأسوأ العقاپ يتمنى لو كان أمامه لكان قټله لتجرأه فقط على إيذائها 
قاد سيارته أخيرا عائدا إلى منزله بعد أن حسم قراره 
في نفس الوقت في فيلا الألفي 
نزل شاهين الدرج بخطوات سريعة متجها إلى الخارج و هو يتحدث مع شخص ما عبر هاتفه 
أسرعت فتحية من أمامه و هي تخفض رأسها باحترام متجهة إلى المطبخ حيث تجلس كامليا مع خديجة تتحاذبان أطراف الحديث بعد أن تركت فادي مع يلهو مع جدته في الصالون 
جلست الأخرى قربها على أحد الكراسي المتحلقة على الطاولة الرخامية قائلة بهمسأنا شفت البيه من شوية طالع و كان بيزعق في التلفون 
طالعتها كامليا بنظرات متسائلة قبل أن
تنطق هو خرج
فتحية بتأكيد أيوا طلع من شوية بس شكله كان پيخوف كأنه ناوي ېقتل حد 
قالتها بهمس لتنكمش كامليا على نفسها قليلا قبل أن تتمالك نفسها و تجيبها و إحنا مالنا يا فتحية إوعي تعيدي الكلام داه ثاني لأحسن إنت عارفة كويس حيحصلك إيه 
إرتجفت فتحية خوفا دون شعور منها خاصة بعد أن تذكرت هيئته الغاضبة منذ قليل لتصمت و هي تومئ برأسها بإيجاب و تضع أصبعها على شفتيها كعلامة سكوت قبل أن تنقل بصرها إلى خديجة التي كانت منشغلة بإخراج بعض الأغراض من الثلاجة العملاقة 
بعد حوالي الساعة وصل شاهين إلى وجهته مخزن قديم مهترئ يحتوي على آلات و قطع من الحديد القديمة تملأه الحجارة و الاتربة و الغبار دلف شاهين إلى الداخل ليعترضه أحد الحراس و ينحني أمامه منتظرا أوامره بينما إنتشر عدة رجال آخرون في المكان 
شاهين بنبرة صارمة و هو يفتح أزرار كمي قميصه
متجاهلا برودة الطقس فهو حرفيا كان يغلي من الڠضب هو فين
إرتجف الحارس من صوته قبل أن يجيبه بتوضيح هو جو يا شاهين بيه
بس لسه مش عاوز يعترف 
أكمل شاهين سيره إلى الداخل بخطوات سريعة دون أن يلتفت إلى الحارس الذي تبعه في صمت 
أصدر الرجل أنينا
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات