الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 18 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


تعب ولا حسابات زي زميلاتك اللي مشيوا 
كادت أن تنطق ولكن قبل أن تتحدث أشار إليها بيده قائلا 
اتفضلي اقعدي ياأنسة 
جلست على الكرسي وداخلها متوتر من هالته القوية التى تراها فيه فقلبها يدق پعنف من الجلوس أمامه كما التلميذ أمام المعلم وأجابته وهي تتحمم 
مش هكذب يافندم إنه عرفني طريقة حضرتك وعرفني إن فيه اختبارات وإن حضرتك دايما بتطلب حاجات تعرف منيها مدى استيعاب اللي بيشتغل معاك لكن معرفنيش الاختبار نوعه ايه ولا ميتى ولا أتصرف فيه إزاي وأظن البنات اللي مشيوا حضرتك نبهت في أول مقابلة لحاجات زي داي وكمان أني عنت الملفات في مكان ميجيش في بال حد ولا حتى بن عمي 

رفع حاجبه باستمتاع وهو معجب برد تلك الماكرة الصغيرة والتى تنبأ لها في الحال بأنها ستكن ذات شأن عظيم في مهنة المحاماة 
ثم أشاد مرددا بإعجاب لأول مرة 
برافو برافو ردك منظم
وواعي ونوعا ما أقنعتيني بس في حاجة مهمة لازم تعرفيها ياأنسة إن الطريق المستقيم هو أسهل الطرق يعني الصراحة والوضوح في أي شئ هيكسبوكي كتييير دهاء المحاماة مبيستخدمش في كل الأوقات ودايما سيبي مساحة راحة لعقلك ومتزحميهوش بأي تفاهات علشان متتشتيش ودي نقطة مهمة لازم تاخدي بالك منيها 
كانت تنظر إليه بانبهار وتدون كل ما قاله في قلبها قبل عقلها فهو مثلها الأعلى ودوما تراه في مرتبة الشرف الأولى لتلك المهنة 
وهتفت باستجواد 
تعاليم حضرتك بالنسبة لي هجمعها في عقلي وهعملها مدونة جواه وهركز فيها دايما وهراجعها علطول وبإذن الله هكون تحت حسن ظن حضرتك 
هز رأسه باستحسان وسألها بمغزى 
كان فيه شيك هنا بتاع عميل مهم ودتيه فين 
بسرعة فائقة ناولته الشيك قائلة 
اتفضل يافندم 
تناوله منها ووضعه في الدرج أمام عيناها ثم تحدث وهو يشير ناحية الباب
تمام يارحمة اتفضلي انتي روحي شوفي شغلك ولو احتاجت حاجة هبعتلك 
قامت من مكانها وانصرفت من أمامه وخرجت تعاود عملها بمهنية 
ليلا وبالتحديد عند غروب الشمس تجلس رحمة في حديقة المنزل تراجع دروسها فالامتحانات أوشكت علي البدئ وأثناء اندماجها استمعت إلي صوت تعرفه جيدا 
أه الست المحامية الكبيرة اللي نسيت واد عمها اللي مبقاش يتلم عليها عاد ولا يتكلموا مع بعض زي الاول 
رفعت رأسها وتحدثت بابتسامة ارتسمت على معالم وجهها وأبرزت أسنانها البيضاء بشدة 
وه هنقر من الاول عاد يامتر تعال اقعد إنت اللي مش فاضي لتلميذتك النجيبة وبت عمك 
جلس أمامها وهتف باستنكار
وه أني بردك ! أه خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم اهه المثل ده ينطبق عليكي يابت عمي 
قهقهت بشدة على طريقته الدعابية وأردفت باعتذار محبب 
خلاص متزعلش واصل حقك علي قول لي أخبار قضاياك ايه اللي مبتخلصش 
تنهد بتعب حينما ذكرته بها واجابها بحمد 
ايه الحمدلله بحاول بقدر الإمكان أجتهد علشان يبقي ليا مكان وسط العتاولة اللي موجودين الله المستعان يارحمة 
وتابع كلماته وهو يسألها عن حالها 
قولي لي كيفك انتي في مذاكرتك وعاملة إيه في شغل المكتب ووصلتي لحد فين 
مطت شفتيها بامتعاض واردفت
اسكت ياجاسر المتر النهاردة طلع مش سهل واصل واتكسفت حتة كسفة 
أنصت باهتمام لكلامها وسألها 
ليه حوصل ايه عاد احكي 
تركت الكتاب من يدها وشبكت كلتا يداها في بعضهم مردفة
عرف إن اني وانت ولاد عم وقعد يقول لي هو اكيد اللي عرفك نظام الشغل اهنه وهو إللي فهمك بطريقه ماهر البنان وخد عنديك بقي من الحاجات دي واني كنت واقفة مړعوپة منيه 
ضحك بخفة على طريقتها المړتعبة فزادها خوفا بكلماته 
وه عاد اټرعبتي من أول مواجهة مابينك وبين الأستاذ أمال بقي لما تعرفي أنه حاسس برعبك ده وعارف مېتي تبقي ولا هامك ومېتي تبقي مړعوپة منيه ده بيكشف اللي قدامه من نظرة عين أمال سموه خط المحاكم ليه مش من فراغ ياقلبي 
اتسع فاهها من تخويفه لها وأردفت وهي تفتعل اللامبالاة وأنها لاتتأثر من كلامه 
ولا يهمني عاد وإذا كان هو بقي ماهر البنان اني هبقي رحمة سلطان المهدي اللي القضاه هيعملوا لها حساب بعد إكده لما يشوفوها في المحكمة وبكرة تشوف 
قهقه بشدة على طريقتها وفخرها بذاتها المعتادة عليه 
بالراحة إكده متطلعيش للعالي أوي مرة واحدة لاحسن تدوخي وتقعي على جدور رقبتك 
وتابع حديثه كي يطمئن عليها
قولي لي أخبار المذاكرة إيه تمام ولا انشغلتي بالشغل والمكتب عنيها 
أجابته بثقة 
وه كيف أنشغل عن دراستي دي أهم حاجة بالنسبة لي وهي اللي هتعمل لي مستوى وقيمة في المكتب وفي حياتي كلياتها 
نظر إليها بعشق يلمع داخل عيناه ولكنها لاتراه ولا تشعر به فصعيرته التي عاش معها طفولتها وشبابها قد كبرت وصارت امرأة في جسد أنثى تمني أن ينطلق لسانه ويحاكيها عن عشقه لها لكن دوما لسانه يقف عن حكواها واعترافه لها وعيناه تكتفي بالنظر إليها والتأمل بها خلسة 
لاحظت شروده فسألته باستغراب 
مالك ياجاسر رحت فين إكده 
تحمحم بهدوء وحاول أن يبدوا طبيعيا ثم أجابها
لاا ولا حاجة ياحبيبي انا كويس 
ابتسمت لحنوه ثم أردفت بمحبة 
ياه إنت لسه شايفني البنوتة اللصغيرة بنت العشر سنين وبتعاملني على إني إكده ومكبرتش قد إيه إنت قلبك طيب ويابخت اللي هتكون من نصيبك ياطيب 
ووجد لسانه ينطق
والله مافي
أطيب من قلبك إنتي ياحبيبي 
ثم قام من مكانه معتذرا لها معللا بالعمل المتراكم عليه وتركها وغادر 
أما هي حدثت حالها بصوت مرتفع وهو مندهشة من تغيراته معها 
ماله إكده النهاردة سرحان ومش على بعضيه ياترى بيحب جديد ده ولا ايه !
وسرعان مانفضت عن بالها وعادت إلي مذاكرتها تؤديها بمهارة فحلمها لن تتنازل عنها وستصل إلي اللقب التى تسعى إليه جاهدة منذ صغرها ألا وهو البروفسيرة رحمة المهدي
انتهى اليوم وجاء الصباح محملا بنسماته واستيقظت مكة ظهرا فهي لم تذهب الى الجامعة اليوم وأول شئ اطمئنت عليه هو وجود سكون أختها لأنها ستذهب معها تلك المقابلة اليوم وجدتها هي الأخري تغفوا في سبات عميق قامت من مكانها وذهبت إليها توفظها من نومها 
سكون سكون قومي عاد علشان منتأخروش 
همهمت الأخرى بكسل
ايه ياقلق إنتي سبيني أنام شوي 
ضړبتها في كتفها بخفة وأردفت بنبرة لحوحة
لع يالا قومي حالا مهستناش إكده هنتأخروا يالا يالا قومي 
قامت من نومها تتأفف وهي ترجع خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم وهي تردد بحدة 
ده إنتي رخمة بلا أرخم واحدة في الدنيا ماكنتي سبيني نايمة شوي 
سبقتها إلى الحمام وهي تردد 
لع هنتأخروا على المعاد يالا قومي ظبطي أمورك نص ساعه وهنتحرك 
وبالفعل قامت سكون من مكانها كي تجهز حالها 
بعد مرور ساعة ونصف هبطت كل منهما السيارة ووقفا أسفل البناية دقات قلب مكة تثور عليها ولم تصدق عيناها أنها تقف أمام المبنى الذي لم تحلم يوما أن تصل إليه بتلك السرعة هاتفت الإعلامية هند كامل وبدورها طلبت منها الصعود إليها فهي الأخرى في انتظارها 
دخلت المبنى وذهبت إلى مكتب السكرتارية كما أدلت إليها وأدخلتهم إليها 
قامت من مكانها ترحب بهم فهي مثال للذوق والتواضع ومعلوم عنها ذلك ولكن الدهشة بدت على معالم وجهها حينما رأتها بالنقاب وأردفت
ايه ده إنتي منتقبة مكنتش أعرف 
ابتسمت وأجابتها بفخر 
أيوه حضرتك وبحب نقابي جدا ومعتزة بيه 
أمائت هند بابتسامة وأردفت
بحب أووي اللي عندهم إصرار وعزيمة لحاجة بيحبوها وبيعتزو بيها وعموما إنتي جميلة في كل حالاتك حبيبتي 
وبعد مرور نصف ساعة يتحدثون في أمور العمل تحدثت هند بتوضيح
أيوه هتبقي المساعدة بتاعتي اللي هتنظم معايا الحلقة اللي بعملها كل أسبوع وهتتابعي الصفحات بتاعتي على السوشيال ميديا كلها ايه كتيير عليكي ولا ايه مع إني مش شايفه كتيير ولا حاجة ده إنتي عملتي حوار رائع ومنظم مع النجم أدم المنسي وبإمكانيات تصوير لاتذكر علشان كدة اختارتك إنتي 
انفرجت أساريرها ولكن سألتها مكة بفضول
بس حضرتك ايه اللي جابك الصعيد وقنا بالتحديد تعملي فيها برنامجك ويبقي الاستديو الخاص بيكي إهنه وإنتي أصلا من القاهرة معلش سؤال فضولي 
ضحكت برقة على استفسارها واجابتها بإبانة 
علشان بكل بساطة اتجوزت صعيدى ياستي بس أنا مابين هنا وهناك 
هزت رأسها وعلى وجهها علامات الابتسامة ثم سألت هند وهي توجه السؤال لسكون
بس أنا معرفتش إنتي تخصصك ايه ياسكون 
أكيد في مجال مشرف زي بنوتتنا الموهوبة مكة 
أجابتها سكون بكل تواضع يليق بها 
تسلمي لي يا أستاذة أني طبيبة نسا وتوليد مخلصة الكلية من سنتين 
ماشاء الله ربنا يحفظكم يا بنات جملة دعائية عقبت بها تلك الهند وتابعت حديثها وهي تناول مكة بعض الأوراق قائلة 
اتفضلي يامكة ده عقد العمل اللي بينا وكل حاجة هتبقي خاصة بيكي هنا العقد مدته خمس سنين ولو أثبتي جدارتك معايا هيتجدد

بإذن الله ونستمر مع بعض 
كانت حائرة وهي تنظر للعقد بين يديها وخائڤة ولكن شجعتها سكون بنظراتها أن تقدم لأولى خطوات نجاحها 
تفحصت العقود ثم جال بخاطرها أمر ما فتحدثت
بعد إذنك يعني ياأستاذة فيه حاجة مهمة حابة أقول لحضرتك عليها علشان نبقوا على نور من البداية 
أمائت هند برأسها
قولي حبيبتي اتفضلي أنا بحب الصراحة في كل حاجة وأن النقط تتحط على الحروف من البداية 
ابتلعت انفاسها وتحدثت بما تريده 
أني لو جه عليا يوم من الأيام وشغلي إهنه هيتعارض إني أخلع نقابي ده هيبقى مستحيل أظن ان شغلي هو اللي هيحدد مهارتي مش حاجة تانية علشان ميجيش يوم وينطلب منه أقلعه وأتخلى عنيه ساعتها مش هيحصل عاد وممكن أسيب الشغل وقتها عادي جدا 
نظرت إليها هند بإعجاب وهتفت بطمئنة لها
لاا ياستي اطمني احما معندناش هنا حكر لحرية حد ولا أننا بمدخل في مظهره طالما منمق ويليق بفريق العمل بتاعي وإنتي واضح جدا إنك منظمة وبتهتمي بمظهرك والنقاب زايدك جمال تبارك الله 
أخذت نفسا عميقا وزفرته بارتياح ثم أمسكت القلم وقامت بالإمضاء على العقد 
تناولت المباركات بينهن ووعدتها مكة أنها ستأتي إليها بعد شهران من الآن تكون أنهت اختاباراتها وستبدأ معها رحلتها الاولى نحو الإعلام حلمها المستقبلي 
أنهيا مقابلتهما وودعاها وخرجتا الاثنتان وقلوب مكة ترفرف فرحا بأول خطوة في مستقبلها وأنها تيسرت لها بالفرصة التى أتتها على طبق من ذهب 
بعد أن خرجا هاتفت هند
أحدهم وأتاها رده 
أيوه بابني إنت فين 
أجابها 
عشر دقايق وهتلاقيني عندك 
بعد مرور ربع ساعة دلف الفنان آدم المنسي ذاك الاستديو وتوجه مباشرة إلي مكتب أخته هند كامل 
دلف إليها وهو يفتح ذراعيه لها 
حبيبتي اللى وحشاني أوووي عاملة ايه 
شددت الأخرى من احتضانه وهتفت بعتاب 
والله أنا لو وحشاك مكنتش قعدت اسبوعين بحالهم من غير ماتشوفني 
مط شفتيه بدلال وهتف 
خلاص بقي متمسكليش على الواحدة إنتي عارفه حفلات بقي وحوارات المغنيين عاملة ازاي 
واسترسل حديثه وهو يسألها 
ها عملتي إيه يارب تكون مضت العقد 
أشارت على حالها بفخر واجابته
طبعا يابني هي كانت تحلم أصلا تشتغل مع هند كامل دي مكنتش مصدقة نفسها 
انفرجت أساريره وهتف بامتنان
حبيب قلب أخوه والله إيه يابت ياهنودة الجمدان ده 
ضحكت بشدة على مشاغبة أخيها ثم هدأت أنفاسها وسألته بدهشة 
أنا مش فاهمة ليه اللف والدوران والقصة دي كلها واشمعن البنت دي
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 105 صفحات