الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية جوازة نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 4 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


ومش عاوزني أشتغل معكم هنا وشكلك
عاوزها تيجي مني لأنك مكسوف من احمد أخويا هزت كتفيها بلامبالاة وقامت من مكانها واقفة امامه متابعة ببرود
عموما انا كنت أفضل انك ترفض شغلي معاكم هنا بدل الحركات دي واوعدك انى همشي ومش هتشوفني معكم هنا تاني واطمن هقول لأحمد انى انا اللي مش عاوزة أشتغل هنا عن إذنك
استدارت منة مغادرة حين صدح صوت سيف بصرامة وأمر

استني عندك
وقفت منة مكانها دون أن تلتفت اليه بينما شعرت به يقترب حتى وقف على بعد خطوات منها واشتمت رائحة عطر رجولي ثقيل في الجو حولها تحدث سيف بصرامة بالغة
أظن مش من الزوء انك تسيبي المدير بتاعك وهو بيكلمك وتقومي وتديلو ضهرك وتمشي اتفضلي ارجعي مكانك ويا ريت تتكلمي كانسانة ناضجة مش طفلة
خدوا منها اللعبة بتاعتها
كتمت منة شهقة كادت أن تفلت منها والټفت ناظرة اليه پغضب شديد فيما كان هو واقفا امامها واضعا يديه في جيبي بنطاله يطالعها ببرود قطبت منة جبينها دليلا على سخطها من طريقته الاستفزازية في الحديث سارت حتى وقفت امامه وقالت له وهى تضغط على مخارج حروفها من بين اسنانها
اولا انا ما اسمحلكش انك تتعدى حدودك في الكلام معايا ثانيا انا قمت ومشيت بعد ما استأذنتك وقلتلك رأيي بكل صراحة في طريقتك في التعامل مع الناس اللي بيشتغلوا معاك كون بقه انك مش عجبك الكلام دي مش مشكلتي ولا انت تقول رأيك وټجرح في الناس عادي ولما حد ييجي يقولك رأيك تغضب وتثور وتقول انا المدير ومحدش يكلمني بالاسلوب دا
ما اعتقدش ان كلامي معناه انى رافض كلامك مع انه معظمه ان لم يكن كله تجريح واستخفاف مش رأي موضوعي ممكن أتقبله وأسمعه ثانيا بقه انا تعليقي كان على طريقتك في الكلام انك تقطعي النقاش اللي بيننا بالطريقة دي وتقومي وتديني ضهرك من غير ما أكمل كلامي أعتقد أنه دا مش من أبسط قواعد الزوء سكت قليلا ثم تابع بسخرية
ولا انت رأيك ايه يا باش مهندسة
زفرت منة بعمق وقالت وهى تنظر اليه ببرود حاولت التظاهر به لأن البديل كان أن تختبر المطفأة الكريستال الخاصة بالسچائر على رأسه وهي أكيدة أنها ستثبت فاعلية شديدة فهي من نوع جيد من الكريستال الفرنسي قالت منة
بقول ايه اعتقد انه الكلام في الموضوع دا خد مننا وقت كتير اوي ممكن بقه تقوللي انت عاوز ايه بالظبط علشان انا ورايا شغل كتير عمر مكلفني بيه وعاوزة أفنشه قبل ما أمروح انهرده علشان أعرضه عليه
سكت سيف لوهلة ولم يعقب في حين شعرت هي بأنها تكاد ټغرق في لجة عينيه اللذان يبعثان اليها برسائل تدغدغ مشاعرها بينما سيف أغمض عينيه لثوان يتنسم فيها عبيرها الذي هاجمه ما ان اقترب منها هو ليس بعطر ولكنه عطر خاص بها حيث تشيع فيه خليط من رائحة الورود ممتزجة بأخرى من عبير الفواكه كل هذا قد اختلط برائحتها الأنثوية الخاصة ليصنعوا مزيجا مثيرا لعبير منعش يكاد يقسم أنه يضاهي أغنى وأجمل العطورات الأكثر شهرة على مستوى العالم همس في نفسه انه لو كان يملك الخيار لكان منعها تماما من استخدام هذا الصابون برائحته المنعشة التي تشعر من يشتمها بأنه وسط حديقة غناءا مليئة بشتى أنواع الورود والأزهار النضرة الفواحة
قطبت منة حائرة من صمته الذي طال وكانت قد أشاحت ببصرها بعيدا فهي لم تعتد على النظر الى أي رجل بشكل مباشر أثناء محادثته كانت توشك على مخاطبته لتقطع هذا الصمت الذي ران عليهما عندما سعل سيف ليجلي حنجرته محاولا التحدث بطبيعية لا تشي بما يعتمل داخله من أحاسيس غريبة لأول مرة يشعر بها
أشار سيف بيده الى المقعد الجلدي الذي كانت تجلس عليه سابقا فزفرت بيأس وتوجهت اليه لتجلس وقالت بملل
نعم أفندم
فاجأها بأن جلس في المقعد المقابل لها وليس في مقعده الرئيسي خلف المكتب
شعرت بارتباك لجلوسه مواجها لها في حين استند هو بمرفقه على سطح المكتب واضعا ساقا فوق ساق وقال بجدية
ممكن نبتدي من الأول
قطبت حائرة ونظرت اليه وهى تكتف ساعديها مستفهمة
نعم نبتدي من الأول ازاي يعني
ابتسم سيف قليلا واجاب
يعني اشرح لك سوء التفاهم اللي حصل وبدون ان ينتظر اجابتها شرع في الحديث موضحا
شوفي يا منة انا منكرش ان شغلك كمبتدئة كويس لكن انا ضد الطريقة بتاعت عمر عمر مدح في شغلك بشكل يحسسك انه بيرفكت وانه مافيش بعد كدا بالتالي انت مش هتحاولى تطوري ولا تعملي أحسن من كدا وايه اللي يخليكي تتعبي نفسك وتحاولى تبقي افضل اذا كان شغلك جميل وفل الفل وما حصلش غير سيف جلسته واستند بمرفقيه على ركبتيه بعد أنزل ساقه ومال اتجاهها متابعا
انا في شغلي يمكن أكون جامد احيانا بيقولوا عليا ما برحمش لكن أنا بكون عاوز اللي بيشتغل معايا يطلع أحسن ما عنده وصدقيني اللي انا بكون واثق ومتأكد انهم أفضل وانه ييجي منهم بكون ناشف عليهم شوية لكن اللي انا عارف انهم مهما عملوا دا آخرهم مابتعبش نفسي معهم وتلاقيني أقولهم كويس وما احاولش اضغط عليهم لأن دا آخرهم صمت ناظرا اليها مليا ثم تابع بهدوء
فهمتيني يا منة
كانت منة تنظر الى البعيد ولم تستطع النظر اليه وجها لوجه ولم تستطع تجاهل الصدق الذي استشعرته في حديثه فاجابته بجدية وهدوء
فهمت بس أنا كمان معذورة انت بنفسك سمعت عمر بيمدح في شغلي ازاي لما الاقيك انت بتقلل من شغلي ومجهودي طبيعي أزعل واتضايق كمان خصوصا ان الشغل دا عمر اللي مكلفني بيه يعني لو فيه أي شيء مش كويس اكيد هيوجهني
ابتسم سيف قائلا
انت طبعا
كان نفسك تقوليلي وانت مالك مش كدا
نظرت اليه منة واجابت بينما ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيها
وانت الصادق كنت هقولك مالكش فيه
طيب يعني نقدر نقول عفا الله عما سلف
ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها الكرزتين وقالت وهي تشيح بنظرها بعيدا عن مرمى عينيه
عفا الله عما سلف بس يعني أفهم من كلامك دا ان شغلي كويس
لا تعلم منة لما اهتمامها لمعرفة رأي سيف في عملها ولكنها عللت لنفسها اهتمامها ذاك بأن سيف ذو خبرة واسعه وأنه لن يجاملها فكأنه كأستاذها الذي تنتظر رأيه فيما بذلته من مجهود
ابتسم سيف وأجاب رافعا حاجبه بمرح
شغلك لو ماكانش كويس ما كنتش اهتميت انى أشرحلك وجهة نظري ودلوقتي اتفضلي
وناولها رسم هندسي طالعته وقالت مقطبة
دا ايه دا
اجاب سيف
دا رسم هندسي لفيلا انا المسؤول عنها صاحب الفيلا عاوز ديكور جديد من الآخر عاوز حاجه جديدة ما سبقش لحد انه شافها قبل كدا وانا عاوزك تعمليلي ديزاين لديكور الفيلا الداخلي ممكن تبتدي بالدور الارضي وتوريهوني ايه رايك
طالعته منة بدهشة واجابت
انت عاوزني بجد اشتغل على الفيلا دي
هز برأسه ايجابا فتابعت منة
طيب يعني هشتغل لوحدي خالص ولا كل ما أخلص جزئية لازم أرجعلك فيها
سيف بهدوء
اتصرفي براحتك المهم انك تبهريني في الآخر
قامت منة بحماس وهى تحمل الرسم الهندسي وقالت بابتسامة
وهو كذلك عن اذنك بقه هخلص الشغل اللي في ايدي واسلمه لعمر علشان أبتدي في الشغل الجديد دا
واستدارت لتغادر مولية اياه ظهرها وقد رفعت يدها اليمنى ضامة السبابة والابهام مشيرة بالوسطى والخنصر والبنصر في اشارة لرقم ثلاثة باصابعها وهى تقسم في سرها
أبهرك عليا الطلبات أنى هجننك مش هبهرك بس
ما ان تحركت خطوتين حتى سمعت صوت سيف يأتيها من خلفها يناديها فثبتت في مكانها مقطبة جبينها دهشة في حين تقدم سيف منها بضعة خطوات حتى وقف وراءها وقال بتساؤل
معلهش يا منة ممكن سؤال
استدارت منة وطالعته بحيرة ثم أومأت بالايجاب قائلة
اتفضل
قال سيف بتؤدة
انا ملاحظ انك شايلة الرسميات زي زمايلك بينكم وبين بعض ومع احمد وعمر كمان وهما بيتعاملوا معايا كدا بردو لكن ليه أنا الوحيد اللي
بتتكلمي معايا بالألقاب
ضحكت منة ضحكة صغيرة مندهشة وقالت
نعم ثم حركت كتفيها بلامبالاة واجابت
اعتقد الاجابة واضحة انت اولا المدير المسؤول هنا تاني حاجه هما متعودين عليك وبيتعاملوا معاك عادي انا لسه جديدة هنا قاطعها مستفهما ولم يروقه اجابتها
بس عمر مدير بردو وانا شايفك بتتعاملى معاه كأنكم تعرفوا بعض من زمان
منة بتلقائية
انا فعلا أعرف عمر من زمان
سيف باستنكار
نعم تعرفيه ازاي يعني
منة بحيرة لا تعلم أين الخطأ فيما قالته
هو ايه اللي ازاي عمر يبقى صاحب احمد اخويا من ثانوي وكنت بشوفه في المرات اللي كان بييجي لأحمد فيها صحيح نادر لما كان بييجي لكن احمد على طول بيتكلم عنه والبيت عندنا كلهم يعرفوا مين عمر جات عليا أنا يعني
قال سيف ببرود
آه فهمت
منة بهدوء
وبعدين ما تنساش حضرتك فرق السن اللي بيننا يحتم عليا انى ماشيلش الرسميات واتكلم بحدود معاك
اجاب سيف بنزق واستنكار
اللي يسمعك يفتكر انى عجوز بالنسبة لك
منة بابتسامة مستفزة
أظن 8 سنين مش شوية عن اذنك بقه علشان ألحق أخلص الشغل اللي ورايا
وانصرفت مولية اياه ظهرها وقد ارتسمت على شفتيها النديتين ابتسامة نصر صغيرة فعلى أقل تقدير شعرت أنه كان لها الكلمة الاخيرة ولم يستطع سيف العظيم الرد على ملاحظتها الاخيرة بشأن السن تاركة سيف يرغي ويزبد خلفها متوعدا اياها بأنه لن يمر وقت طويل قبل أن يصبح هذا الغزال الشارد بين يديه
عادت منة الى المكتب فتبادل كلا من سحر وايناس نظرات الدهشة فقد خرجت منة وهى في أقصى درجات الڠضب والانفعال لتغيب وقتا طويل نسبيا وتعود مرتسما على وجهها ابتسامة فرح صغيرة ترى ما السبب
اقتربت سحر منها قالت بابتسامة
ايه الاخبار يا منون شايفاكي راجعه مبتسمة وسعيدة يعني
منة بغرور
ايناس تقدمت منها وبدهشة
ايه دا معقوله سيف اعترف انه كان غلطان وان شغلك عجبه
منة مقطبة وبتساؤل
وفيها ايه يعني لما يقول انه غلط ايه عجبة
ايناس تحرك رأسها يمينا ويسارا
لا مش القصد بس أنا مستغربة سيف عمره ما عملها
منة بسخرية
ايه فيه ايه مالكم سيف عمره ما عملها معقوله سيف يعملها ايه المدهش انه يشرح لي وجهة نظره يعني أنا مش فاهمه عادي انا شايفاها حاجه عادية دا سيف عبدالهادي مش سيف الخديوي
اطلقت سحر وايناس ضحكات عالية وقالت سحر من
بين ضحكاتها
ايه وايه سيف الخديوي دا كمان
منة باستخفاف
أصلكم مذهولين ومش مصدقين معقول سيف قال معقول سيف عمل زي ما يكون سيف دا مش انسان طبيعي زيينا حسستوني انه مش سيف عادي كأنى بتكلم عن سيف الخديوي مثلا
تبادل الصديقات الثلاث الضحكات حتى سألت ايناس
المهم هنتغدى فين انهرده
منة وهى تهز برأسها يمينا ويسارا
لالا اسمحوا لي انا هبعت اجيب اكل واتغدى هنا مش عاوزة اضيع ولا دقيقة واحده تانى عندي شغل كتير اووى عاوزة أسلمه لعمر قبل ما ابتدي في الشغل اللي كلفني بيه سيف الخديوي
سحر
 

انت في الصفحة 4 من 51 صفحات