الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

انت في الصفحة 22 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز


منها وقال متسائلا فى ايه يانازلى مالك متعفرته كدا ليه .
رمت الهاتف على الأريكة وقالت بنبرة قلقة بنتك فيروزة من العصر برن عليها وتليفونها مقفول وأنا قلقانه عليها ياعامر لأحسن تكون فيها حاجة أو تعبانه.
وضع يديه على كتفها ليقول متقلقيش هتلاقيه فاصل شحن ولا حاجة وبعدين أنا شوفتها الصبح وكانت كويسة مفيهاش حاجة ارتاحي أنت بس وأنا هحاول أكلمها.

نازلى طب رن عليها من عندك كدا شوف يمكن يكون أتفتح.
أمسك هاتفه ليتصل بها فوجده منغلقا عاود الاتصال لأكثر من مرة ليعطيه نفس الرد الرقم الذى تحاول الاتصال به خارج نطاق الخدمة أنزله من على أذنيه وبدأ القلق يتملك منه فقال بردو مقفول.
هتفت نازلى پخوف بالله عليك ياعامر تعالى نروح نشوفها قلبي مش مطمن دى بنتي وعايزة أطمن عليها واشوفها قدام عيني كدا إذا كانت كويسة ولا لأ.
عامر حبيبتي أهدى مش هيجرالها حاجة يعني أستني هرن على جوزها.
بعد ثوان تحدث قائلا لا بقا مش معقولة الاتنين تليفوناتهم مقفولة.
بدأت الدموع تتجمع بعينيها الفيروزية لا بقا أنا لازم أروح لبنتي ياعامر.
بينما هو نظر لساعة الهاتف ثم قال الساعة واحدة ونص هنروح فين دلوقتى يمكن تلاقيهم نايمين.
أردفت نازلى پبكاء ماليش دعوة أتصرف.
تحدث عامر وهو يهم على الذهاب إلى الخارج 
استني هنا
وأنا هتصرف وهخليها تكلمك.
بعد دقائق كان يجلس على مكتبه يتحدث إلى عمران فى الهاتف
عرفت هتعمل ايه ياعمران بس بسرعة لأن انا بدأت أقلق عليها جدا لأحسن يكون رائف عرف باللى بعمله وممكن يأذيها.
أتاه صوت عمران منزعجا قولتلك بلاش تخليها ترجع وأنت اللى صممت لو حصل ليها أى حاجة هتكون أنت السبب.
عامر بضيق مش وقت الكلام ده أهم حاجة أطمن على بنتي دلوقتى.
بعد مرور ساعة ..
ولج حارس القصر لغرفة المكتب قائلا بأحترام
سيادة اللواء فى واحد اسمه المقدم عمران المنشاوي مستني حضرتك برا وعايز يقابلك ضرورى.
هب عامر واقفا ليقول متسرعا خليه يدخل فورا ياعبده يلا.
ولج عمران وتقدم منه بملامح لا تبشر بالخير نظر إليه عامر پخوف فقال مالك وشك مخطۏف كدا ليه هو انت عرفت حاجة عنهم.
تحدث عمران قائلا للأسف عملت اللى قولتلي عليه وملقتش حد منهم هناك وحاولت استجوب البواب قالي أنه ميعرفش حاجة عنهم.
جلس عامر على المقعد بتعب ليقول بقلق 
يعني ايه يعني بنتي ضاعت لا مستحيل مش ممكن يكون أذاها ياعمران.
اجابه الأخر پخوف على محبوبته متقولش كدا إن شاء الله هنلاقيها أنا كلفت كذا حد من أصحابي يتولوا الموضوع...بس اللى مش فاهمه أزاى أختفت فجأة هى ورائف وكمان تلفوناتهم مقفوله واللى قلقني أكتر لما طلعت شقتهم لاقيت الباب مفتوح وكل حاجة جوا متكسرة.
نظر إليه عامر بعيون دامعة تفاجى بها عمران فقال الاخر بندم يارب أعمل ايه عارف أني غلطان وغلطان أوى كمان لكن يارب متوجعنيش فى بنتي ده أنا أموت وراها لو جرالها حاجة فبلاش هى يارب أوعدك أن أنا هصلح كل حاجة وهعوضها عن كل حاجة وحشة شافتها فى حياتها وهكون ليها الأب اللى بتتمناه...قاطع حديثه دخول المفاجئ لأدم الذى كان يبدو عليه الصدمة ليقول بنفس متقطع بابا فيروزة.
اتنفض عمران من مكانه ليقول بقلق مالها هى كلمتك.
أجابه أدم قائلا پصدمة لا أنا وصلي رسالة على تليفوني حالا مكتوب فيها أختك هتلاقيها مرمية على طريق الإسماعيلية بجانب كوخ مهجور ومتنساش تقول لأبوك أن رجالتي أتبسطوا منها أوى وياريت تلحقوها قبل ماتموت.
جذب والده منه الهاتف ليقرأ محتوى الرسالة فقال
دى ممبعوته من رقم مجهول أدم حاول تكلم حد من المقر وابعتله الرقم دا يتبعه بسرعة .
تحدث عمران قائلا سيادتك لازم دلوقتى نتحرك وأنت يا أدم أعمل ده كله واحنا فى الطريق يلا مفيش وقت.
ادم استنى يمكن حد بيشتغلنا.
عامر لا يابني محدش بيشتغلنا أختك أصلا مش موجودة فى شقتها ومش عارفين هى فين ولا حتى نوصلها ثم فتح درج المكتب وأخرج مسدسه وقام بتعميره يلا ياشباب.
اومأ إليه عمران رأسه وقلبه منقبض پخوف عليها ودعى بداخله أنه تكون على مايرام ولم يمسها سوء.
بعد مرور فترة من الوقت وصلوا للمكان المحدد.
صف عمران سيارته فى منتصف الطريق ثم نزلوا كليهما منها ليبدوأ بعملية البحث عن مكانها..فقد كان المكان مقطوع ومظلم وخالى من الأشخاص .
تحدث أدم وهو يشير إلى شئ ما ليقول بصوا كدا مش ده الكوخ.
تقدم عامر بخطوات مثقلة ليقف متصنما ينظر أمامه أقترب منه عمران بقلق فى حاجة حضرتك .
اه ياحبيبة أبوكي سامحيني يابنتي سامحي ابوكي أنا السبب يانور عيني أنا السبب فى كل اللى حصلك ..أنا آسف يابنتي ابوكي مقدرش يحميكي وانتي صغيرة ولا حتى وانتي كبيرة...ثم رفع رأسه إلى السماء وقال پبكاء وبصوت جريح يقهر
اااااه ياربي ااااااه على الۏجع اللى أنا فيه بقالي ٢٧ سنة بټعذب مرة لما أوهموني أنها ماټت ويوم لما أعرف أن هى بنتي من لحمي ودمي أقوم أخسرها بالشكل ده يااااارب الابتلاء ده صعب عليا صعب أني اتحمله يارب أنا عملت ايه فى دنيتي
علشان اتعاقب عليه فى بنتي نور عيني وحته من قلبي...اااه ياعمري أنتي فداكي روحي ياروح ابوكي ثم أخذ يتحسس وجهها ودموعه تتساقط عليها فقال هامسا والله الذى خلق الخلق لجيب حقك من كل واحد فيهم ومن نفسي أولهم يافيروزة بس متوجعيش قلب أبوكي بفراقك ياقلبي أنتي علشان خاطري أفتحي عينيك الجميلة ومتحرميش أبوكي منها ولا من وجودك.
بعد مدة فى المستشفي 
كان يجلس عامر على الأرضية أمام غرفة العمليات ينظر لها بشرود بملامح يكسوها التعب والأرهاق فقد كانت دموع تتساقط بصمت يشعر بالانكسار بداخله 
أقترب أدممنه ليقول بدموع وصوت متحشرج بابا متقلقش عليها بإذن الله روزا هتبقى كويسة هى قوية ومش هيجرالها حاجة صدقني.
أرتمى والده فى حضنه ليبكي بغزارة وهى يقول
أنا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجة ياأدم أنا اللى كسرت بنتي ودمرتها.
بعد مرور مدة من اللحظات الصعبة عليهم خرج الطبيب لهما يحول بصره نحوهم بشفقة فنهض عامر ليتجه نحوه سريعا ليقول بلهفة وخوف طمني يادكتور بنتي كويسة مش كدا.
نظر إليه الطبيب بحزن قائلا أنت والدها.
أجابه عامر بتوتر أيوه أنا أبوها بالله عليك طمني عليها.
نكس الطبيب رأسه وقال بأسى البقاء والدوام لله وحده.
لو كان باستطاعة أحد أن يحل مكان أحد لما بكينا عند
الفراق ولكن كل شخص يحفر مكانته في القلب ولا سيما أولئك الذين أحببناهم بصدق يحفرون أماكنهم بقوة ويبقى القلب فارغا بعد رحيلهم مثقوبا تتسرب منه رائحه السعادة المفقودة وتمر الرياح من خلاله لتجدد ڼزيف الجراح التي حاولنا أن نعالجها.
الفصل الرابع عشر والخامس عشر
نظروا إليه پصدمة فأقترب منه عامر وعيناه تذرف الدموع وقال بعدم تصديق
أنت بتقول ايه لا مستحيل تكون ماټت بنتي لسه عايشة متقولش أنها ماټت.
تحدث الطبيب بنفي لا لا أنا مش قصدي على بنتك هى عايشة.
أقترب منه عمرانو بطرفة عين أمسكه من ياقة قميصه وقال پغضب
أنت متخلف يبنادم أنت هو أحنا مستحملين علشان تلعب بأعصابنا ماتنطق على طول هو فى ايه .
الطبيب بتوتر أنا كنت بعزيكم فى طفلها اللى ماټ أصلها كانت حامل.
دفعه عمران إلى الحائط ثم أبتعد عنه بينما عامر أخذ يتسأل بتعب
لو سمحت أحنا مش فاهمين منك أى حاجة طفل ايه وبنتي حالتها عاملة ايه.
عدل الطبيب هدومه وقال پخوف وهو ينظر إلى عمران المدام كانت حامل وسقطت وده بسبب الاعتداء العڼيف اللى حصلها من ضړب غير أدامي سبب كدمات كتيرة فى جسمها ودا غير أن فى أثر لتعذيب قديمة على جسمها أتعرضت له قبل كدا .
تحدث عامر پصدمة 
أثر لتعذيب قديمة قصدك أن بنتي كانت بتتعرض للضړب وأنا كنت غافل عن ده كله.
نظر إليه الطبيب بشفقة لازم يتم عمل محضر بالكلام ده ف أنا هبلغ الشرطة.
تحدث أدم هذة المرة قائلا 
ملهوش لازمة تعبك يادكتور حضرته يبقى لواء فى الداخلية وأحنا هنتولى الأمر ده لكن طمني أكتر على أختي.
الطبيب بهدوء متقلقش حالتها مستقرة هى دلوقتى واخده مخدر وشوية وهتفوق منه ومش عايز اقولكم حالتها هتبقى عاملة ازاى لما تفوق لان اللى مرت بيه مكنش شئ هين عليها..عن اذنكم.
تحدث عامر قائلا أنا هدخل أشوفها .
اومأ عمران رأسه بالإيجاب بينما أدم أقترب منه وقال
ممكن بقا تفهمني إيه اللى حصل ووصل فيروزة للحالة دى ورائف جوزها فين مابنش ولا يعرف أى حاجة عن مراته ولا سأل عنها حتى أنا مش فاهم أى حاجة من اللى بتحصل ياعمران الدنيا حاسسها اتلغبطت معايا.
نظر إليه عمران بأرهاق وقال حاضر ياأدم هعرفك كل حاجة. وبدأ يقص عليه كل ماحدث.
ولج عامر إلى غرفة التى توجد بها أبنته أقترب منها وهو يجذب المقعد ليجلس عليه بجوارها نظر إليها پألم ثم مد يديه ليمررها على وجهها المليئ بالكدمات الزرقاء لتفر دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن
أنا أسف يافيروزة أسف على كل اللى حصلك يابنتي أنا حاسس بالضعف لأن مقدرتش
أنقذك منهم ..أنا طلعت أب فاشل وسيى معرفش يحمى بنته فى طفولتها ولا حتى لما كبرت يلا بقا قومي وحشنى صوتك وحنيتك عليا وحشتني كلمة بابا
منك ...أنتى متعرفيش قد ايه أنتى غالية عندي..عارف أنك زعلانة منى وزعلانة أوى كمان لكن ياعمري كل اللى حصلك كان ڠصب عني محدش يعرف أنا كنت بمر بأيه ولا اتعرضت لأيه أنا مستغلتكيش زى ما انتى فاكرة ومكنتش عايز أجوزك لرائف لكني كنت محطوط تحت ضغط منهم
كانوا هيقتلوا أخواتك كلهم لو معملتش كدا أنتى فاكرة أني كنت بتجاهلك كدا من فراغ والله العظيم كان ڠصب عني أجبروني تحت ټهديد أني أوافق أنك تتجوزي وألا بدل واحد يبقى الكل مكنش سهل أني أفرط فى واحد منكم وكنت عارف أن أنا اللى هتضر فى الأخر والضرر جه فيكي ياعيوني...
عارفة ليه مكنتش بحب أقرب منك كتير ومعملتي ليكي كانت جافة لأن كل لما ابصلك أحس بۏجع ينهش فى قلبي وكأن حد ماسك سکينة وبيقطع فيه كل لما أبص فى عينك لأن كنت بفتكر كارما اللى أوهموني أنها أتقتلت مكنتش أعرف أنها أنتى دلوقتى قدرت افهم ۏجعي ومشاعري اللى كنت بحس بيها وقتها...بس أوعدك لعوضك عن حرمانك من كل حقوقك بس أنتى قومى كدا وأرجعى فيروزة الجميلة اللى كنت أعرفها اللى عمرها ما أستسلمت أبدا....أخذ يمسح دموعه بكف يديه وهو يقول ياعمري أنتى متعرفيش قد ايه وحشتني لماضتك وضحكتك الحلوة اللى بتنور الدنيا.
ولج إليه أدم ثم أقترب منه بهدوء ليربت على كتفه وهو ينظر إلى شقيقته بحزن
ليه يابابا عملت كدا ليه سمحت أنى هى تدفع التمن ذنبها ايه فى ده كله.
أجابه والده بعد أن
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 31 صفحات